• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : آية المباهلة .

آية المباهلة

آية المباهلة

 

                               بقلم الطالب : محمد المكراني

 

قال تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءًنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكافرين)آل عمران: 61.

من الآيات الواضحات الدالة على الأختيار الإلهي لتلك العصبة الطاهرة والمنجية من الهلكة وأمان هذه الأمة هذه الآية التي لها دلائل واضحة ومختلفة في عظمة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم اجمعين.

سبب النزول :

ماذكره التاريخ لنا من قدوم أهل نجران ورئيسهم أبو حارثة الاشعف ومعه العاقب وهو مادون الرئيس وغيرهما من علمائهم ، فوردوا على رسول الله (ص) ؛ فلما دخلوا أظهروا الديباج والصلب ودخلوا بهيئة لم يدخل بها أحد ، فقال رسول الله (ص) : دعوهم ، فلقوا رسول الله فدارسوه يومهم وسائلوه ماشاء الله . فقال أبو حارثة : يأ محمد ما تقول في المسيح ؟ قال : هو عبد الله ورسوله فقال تعالى عما قلت : يا أبا القاسم  هو كذا وكذا ونزل فيهم : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ) إلى قوله تعالى تعالى (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءًنا ونساءكم وانفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكافرين ) فرضوا بالمباهلة فلما أصبحوا قال أبو حارثة : أنظروا من جاء معه وغدا رسول الله (ص) آخذاً بيده الحسن والحسين تتبعه فاطمة وعلي بين يديه وغدا العاقب والسيد وعليهما الدر والحلي وقد حفوا بأبي حارثة ، فقال أبو حارثة من هؤلاء معه ؟ فقالوا هذا ابن عمه وهذه ابنته وهذان ابناهما فجثا رسول الله (ص) على ركبتيه ثم ركع.

فقال أبو حارثة : جثا والله كما يجثوا النبيون للمباهلة : فقال له السيد : أدنُ يا أبا حارثة للمباهلة فقال : إني أرى رجلاً جريئاً على المباهلة وإني أخاف أن يكون صادقاً فإن كان صادقاً لم يحُل الحول وفي الدنيا نصراني يطعم الطعام ، قال ابو حارثة : يا أبا القاسم لا نباهلك ولكن نعطيك الجزية، فصالحهم الرسول (ص) على ألفي حلة من حلل الأواني قيمة كل حلة أربعون درهماً فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك وجعل لهم ذمة الله تعالى وعهده ألاّ يفتنوا عن دينهم وشرط عليهم ان لا يأكلوا الربا ولا يتعاملوا به وكتب ذلك عليٌ (ع) بيده .

                              

هكذا نجد أنها نزلت في فاطمة وعلي والحسن والحسين (ع) وهو مما أُتفق عليه حتى عند أهل السنة والجماعة .

قال العلامة الجصاص في أحكام القرآن [ نقل رواة السيرة ونقله الأثر أن النبي (ص) أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة (رضي الله عنهم )] ج2 ـ ص 14، وكذلك رواه الفخر الرازي وغيرهم من المفسرين ورواة الحديث والتاريخ .

1 ـ تدل آية المباهلة على الفضل العظيم لأهل بيت النبي (ص) من وجوه عديدة :

أ ـ اختصاصهم باسم النفس والنساء والأبناء للرسول الكريم (ص) دون سائر الأمة رجالاً ونساءً وأبناءً.

ب ـ أنهم شركاء مع الرسول في الدعوة والدعاء والصدق مقابل الطرف الآخر الذين وصفوا بالكذب كما عرفت في التفسير .

ج ـ إتيانه بمن كان معه يدل على أنهم في المنزلة كنفسه الشريفة .

توضيح بعض المعاني التي وردت في الآية الشريفة :

المباهلة : من البُهل بمعنى الترك .

والإبتهال : هو الإسترسال في الدعاء والتضرع إلى الله تعالى ، وكذلك فسر الإبتهال باللعن والموت والبعد عن الله .

أنفسنا : تدل على شمولها لعلي بن أبي طالب (ع) تنزيلاً له بمنزلة نفس رسول الله (ص) من باب أن وجود علي (ع) في الأثر والمزايا والفضيلة والصفات بمنزلة وجود رسول الله (ص) ولم يكن أحد غير علي (ع) يكون واجداً لتلك المزايا التي تؤهله لهذه المنحة الإلهية، فيكون كشخص المصطفى (ص) .


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=337
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 12 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20