• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المشرف العام .
              • القسم الفرعي : مؤلفاته .
                    • الموضوع : صدر حديثاً كتاب: دروس في أُسس التفسير - بحوث في أصول وقواعد تفسير القرآن الكريم .

صدر حديثاً كتاب: دروس في أُسس التفسير - بحوث في أصول وقواعد تفسير القرآن الكريم

خدمةً لكتاب الله تبارك وتعالى وشريعته الغرّاء، صدر حديثاً كتاب: دروس في أُسس التفسير - بحوث في أصول وقواعد تفسير القرآن الكريم ...

لسماحة الشيخ الفاضل عبدالجليل أحمد المكراني أستاذ الدراسات العُليا في الحوزة العلمية والمشرف العام لدار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم وجاء في مقدّمة الكتاب:

إنّ الدين الإسلامي في أوّل لحظات بزوغ فجره في الجزيرة العربيّة كان متزامناً مع نزول القرآن الكريم، الذي - هو علاوة على كونه المعجزة الخالدة التي تُثبت نبوّة النبيّ الخاتم - يُعدّ الدستور الذي يستفيد منه المسلمون في جميع شؤونهم المعنويّة والمادّيّة، فهو كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "... وَعَلِمْتُ كِتَابَ‏ اللهِ‏ وَفِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‏ءٍ: بَدْءِ الْخَلْقِ، وَأَمْرِ السَّمَاءِ وَأَمْرِ الأَرْضِ، وَأَمْرِ الأَوَّلِينَ وَأَمْرِ الآخِرِينَ، وَأَمْرِ مَا كَانَ وَأَمْرِ مَا يَكُونُ. كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى ذَلِكَ نُصْبَ عَيْنِي" (الكليني، محمّد بن يعقوب، الكافي، ج 2، ص 223، ح 5).

وبما أنّ هذا الكتاب العزيز قد اشتمل على محتوىً إلهي قد ارتدى ثوب الألفاظ العربيّة التي هي محدودة بحسب طبيعة الحال، لذلك نجده قد احتاج إلى التبيين حتّى للقوم الذين نزل بين ظهرانيهم؛ ومن هنا أُطلق على الرسول الأكرم بأنّه المبيّن والمعلّم، حيث قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ الله عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (آل عمران، الآية 164). وقال تعالى أيضاً: ﴿... وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (النحل، الآية 44).

وكلّما ابتعدنا عن عصر النزول احتجنا إلى مَن يبيّن لنا الخطاب القرآني ويُفسّره لنا، وصار لزاماً على العلماء في حقل الدراسات الدينيّة التفرّغ للقيام بعمليّة تفسير القرآن.

وحتّى تُصان هذه العمليّة من الانحراف المتمثّل بالميل إلى هوى النفس والمفضي إلى التفسير بالرأي، انبرى مجموعة من المحقّقين في مجال علوم القرآن إلى وضع مجموعة من الأُسس والأُصول التي تضع المفسّر على الجادّة الصحيحة التي تضمن له الشروع الصحيح في هذه العمليّة المهمّة، كما أنّهم سعوا إلى تبيين المناهج التي يسير عليها المفسّرون في عملهم هذا؛ وذلك بغية أن يقف القارئ والباحث على نوعيّة التفسير الذي يحتاج إليه ويكون محلّ اهتمامه من جهة، وتمييز المناهج الصحيحة عن السقيمة من جهة ثانية، وبالتالي معرفة التفاسير غير الصحيحة التي لا ينبغي الاعتماد عليها، ودقّة المناقشة التي يتمّ توجيهها لأيّ مفسّر من جهة ثالثة، فإنّنا مع وقوفنا على مناهج المفسّرين سوف نتعرّف إلى الزاوية الصحيحة التي نناقش من خلالها كلّ واحدٍ منهم، و... إلى غير ذلك من الأبحاث التي نقّحها المحقّقون في مجال علوم القرآن.

وأنّنا في هذه السلسلة من الدروس سوف نتطرّق إلى مجموعة من الأُسس التفسيريّة التي ارتبطت بجملة من الأبحاث الدينيّة والقرآنيّة العصريّة، وكذلك سنحاول الوقوف على جملة من المناهج التفسيريّة بما يُناسب المقام؛ ساعين من وراء ذلك إلى إعطاء الأُستاذ الكريم منهجاً درسيّاً يوقف فيه الطالبَ العزيز على أساسيّات البحث في كلّ واحد من هذين الموضوعين المهمّين، ويجعله ذا حصيلة معرفيّة تؤهّله إلى الخوض في الكتب المفصّلة والمطوّلات المدوّنة في المقام.

وقد عرضنا في هذه السلسلة أُطروحة التفسير والإشكاليّات المزعومة في أنسنة النصّ القرآني ومناقشتها بالشكل اللائق بها نفياً لها، وذلك بعد إلقائها دروساً معمّقةً عالية المستوى على طلاّب العلوم الدينيّة الذين فرغوا من دراسة السطوح العالية في مباحث الفقه والأُصول (المكاسب والكفاية)، وتفرّغوا لمرحلة التخصّص في علوم القرآن الكريم في الحوزة العلميّة المباركة في الأحساء، هذه الحوزة التي فتحت باب العلم على مصراعيه، وأتاحت الفُرصَ لطلاّبها في دراسة التخصّصات العلميّة المعمّقة في علوم القرآن وتفسيره، وعلم الكلام الجديد، وغيرها من التخصّصات في المجالات العلميّة العالية، حرصاً منها على مواكبة الحركة الثقافيّة والعلميّة المعاصرة، وروماً للتجديد والإبداع ونشر العلوم الدينيّة بثوب يتلاءم مع ما تفرضه الساحة العلميّة من تطوّرات فكريّة في هذه المجالات، فسابقت بذلك الزمن، وتقدّمت على غيرها من الحوزات العلميّة المنتشرة في بقاع العالم الإسلامي، فجزى الله المؤسّسين لها والمشرفين على متابعة الحركة العلميّة فيها خير الجزاء وأحسنه وأكمله.

ولأجل تعميم الفائدة والاستفادة من المباحث المطروحة في هذه الدروس لُخّصت ودوّنت منظمةً في عرضها، معطيةً للأُستاذ حقّ الاستزادة والاختصار بما يراه مناسباً ومستوى الطلاّب الذين يدرسون هذه المادّة.

ونحن في الوقت الذي نثمّن لطلاّبنا الأعزاء حضورهم ومثابرتهم واهتمامهم بهذه الدروس، نتقدّم بالشكر الجزيل لسماحة الشيخ يوسف الخزعل على جهوده الحثيثة التي بذلها في جمع هذه البحوث وتبويبها في إلقائها الأوّل، وللشيخ الفاضل الدكتور أسعد السلمان الذي قرّرها في إلقائها الثاني وألبسها حلّتها الثانية الجديدة، وأخرجها على طريقة الدروس التي بين أيدينا، حيث أجهد نفسه وبذل وقته في تخريج وتوثيق مصادرها، فللّه درّه وعلى الله أجره. كما نقدّم شكرنا الجزيل للأخ الشيخ عصام العلي الذي ساهم في تقويم نصوصها وضبطها.

سائلين المولى تعالى أن تكون عملاً خالصاً لوجهه الكريم، ننفع به في الدنيا وننتفع به في الآخرة.

عبد الجليل بن أحمد المكراني

للتحميل إضغط على صورة الكتاب 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2575
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16