تأكيداً على أهمّية تعلّم العلوم القرآنية وتعليمها، انطلقت الأمسية القرآنية الأولى للعام الجاري في دار السيّدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم، وذلك في مساء يوم الأحد المصادف 4 / ربيع الآخر / 1441 هـ ، بإشراف الخبير القرآني الأستاذ الحاج فلاح كسمائي النجفي حفظه الله، حيث حضر الأمسية جمع من الأساتذة والمنتسبين والضيوف الكرام.

وتخلّل اللّقاء المبارك جملة من الفقرات قدّم لها الأستاذ القرآني حيدر الكعبي، كان من ضمنها:

1- تلاوات قرآنية عطرة بصوت الأساتذة القرآنيين: الأستاذ محمد أمير كسمائي، والأستاذ حيدر الكعبي، والأستاذ السيد علي هادوي.

2- دروس تخصّصية في علم التجويد بعد كل تلاوة، للأستاذ الحاج فلاح كسمائي.

3- سؤال حافظ تمّ فيها توجيه أسئلة للطالب الحافظ السيد محمد أبو الحسن من قبل الحضور الكرام.

4- ابتهالات وتواشيح دينية بصوت القارئ علي الكعبي.

5- اختتام اللّقاء بمجلس حسيني مبارك لسماحة الأستاذ الشيخ أحمد الخليفة

ولأهمّية الدروس التخصّصية التي أقامها الأستاذ القدير فلاح كسمائي النجفي خلال اللقاء حول علم التجويد وصفات الحروف، نذكر أهم ما جاء فيها بشكل مختصر:

مراحل علم التجويد

وهو علم مرّ بمراحل كثيرة وألّف فيه جمّ غفير من العلماء وأهل الاختصاص وخاصّة الخليل الفراهيدي وسيبويه، وبعده أبو عمر الداني وابن جني والساجقلي زاده، إلى ابن الجزري.

والتجويد بمعناه المتداول الآن مقتبس من كتاب ابن الجزري في التجويد؛ وهو المقدّمة الجزرية التي بلغت شروحها المئة، وأوّل من شرح عليه ابنه.

مخارج الحروف

ابن الجزري عيّن المخارج ١٧ مخرجاً وهو نفس تعيين الفراهيدي، ثمّ إنّه أوّل من قسّم الصفات على المتضادّة والمنفردة.

وهي صفات الاستعلاء والاستفال، الاطباق والانفتاح، الجهر والهمس، الشدّة والرخوة؛ هي الصفات المتضادّة التي عيّنها ابن الجزري؛ ولكن ما يؤخذ على ابن الجزري هو أنّه عيّن صفة الإذلاق والاصمات صفتين متضادّتين، وهذا ما جعل بعض العلماء لم يفهموا هاتين الصفتين.

وكان من الأفضل أن يجعل الإذلاق من الصفات المنفردة وليس المتضادّة.

تقسيمات مخارج الحروف

هناك تقسيم للحروف حسب مخارجها: مقدَّرة ومحقَّقة. والمقدَّرة هي التي يقدر لها مخرج وذلك لامتداد أصواتها وهي حرف الألف غير المهموز والواو والياء.

أمّا المحقَّقة فهي التي لها مخارج محدّدة كباقي الحروف.

وتنقسم صفات الحروف إلى: صفات مميِّزة وصفات محسِّنة، حيث هناك صفات للحروف مميِّزة تميّز صوت الحرف عن غيره، كتمييز صوت حرف الذال عن حرف الثاء من خلال صفة الجهر، وهناك صفات أخرى محسِّنة لم تؤثّر على تمييز الحرف بل تحسّنه؛ كالتصفير والتفشّي.

ويجب الانتباه إلى الصفات المميِّزة للحروف وذلك لتجنّب اختلاطها بحروف أخرى.

الوقف والابتداء

الوقف والابتداء هو موضوع آخر بالغ الأهمّية في قراءة القرآن، كالتجويد أو أهمّ منه. وعدم مراعاة الوقف والابتداء من شأنه إحداث خلل واضح في التلاوة ومعاني الآيات.

إعداد وتلخيص السيد حكمت الموسوي