• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : تزكية النفس .

تزكية النفس

إعداد الطالب: أحمد الأحمد

قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾ [سورة الشمس/ 7 ـ 10].

إنّ من أهمّ الاُمور التي يجب على الإنسان أن يقوم بضبطها والسيطرة عليها هي النفس. والنفس تُطلق تارةً ويُراد بها الروح نفسها، وتُطلق تارةً اُخرى ويُراد بها القلب، وتُطلق تارةً ثالثة ويُراد بها المجموع من الجسم والروح.

والنفس هي الأداة التي توصل الإنسان إلى الخير والصلاح تارةً وإلى الشرّ تارةً اُخرى، ولهذا السبب يقول الباري عزّ وجلّ: ﴿وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا﴾، أي إنّ تهذيبها من الاُمور الضروريّة ظاهراً وباطناً، وهو يعني أنّ التطهير ضروري لحواسها الظاهريّة والباطنيّة؛ كالسمع والبصر، واللّمس والذوق، والتخيّل والمخيلة، والإرادة والحافظة، هذا من ناحية الروح، وكذلك الجسم بجميع أعضائه بحاجة إلى تنظيم وتطهير.

ومن هذا المعنى نصل إلى أنّ تزكية النفس أمر مهمٌّ جدّاً؛ لأنّ النفس إذا طهُرتْ طَهُرَ المجتمع الذي تعيش فيه، وأمّا إذا تقاعس الإنسان عن تنظيم عمل قوى النفس فسوف تشمله الآية الكريمة ﴿وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا﴾، وإذا ما خرج إلى المجتمع وهو على هذه الحالة، أي غير طاهر النفس، فسرعان ما يتأثّر بأخلاق المجتمع الخارجي، وبالتالي يكون عرضة للانحراف عن الدين الإسلامي؛ لأنّ نفسه ستكون مستعدّة لاستقبال الأخلاق السيّئة، وعندئذٍ لا تكون هذه النفس قادرةً على هداية الناس إلى الإيمان والتقوى.

والحاصل ممّا تقدّم أنّه يجب علينا جميعاً أن نقوم بتنظيم أنفسنا وتزكيتها؛ لأجل حفظها وصونها من الانحراف عن الطريق المستقيم، ولكي نكون ممّن خصّتهم الآية المباركة بقولها: ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾.

 

_________________

(*) حديث الدار (العدد 22 - ذو الحجة 1433 هـ).

لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 22 اضغط هنا.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2531
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28