إعداد الطالب: السيد جواد الهاشم
العلم أشرف ما رغب فيه الراغب، وأفضل ما طلبه الطالب؛ لأنّ شرفه يتم على صاحبه، وفضله ينمو عند طالبه. قال تعالى: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [الزمر/ 9]. فهذه الآية تمنع من المساواة بين طائفتين؛ وذلك لفضل العلم، وما أبلغه من منع!
وقال تعالى: ﴿وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ﴾ [العنكبوت/ 43]. وفي هذه الآية نفى الله تعالى أن يكون غير العالم يعقل عنه أمراً أو يفهم عنه زجراً.
عن النبي (صلّى الله عليه وآله): «إنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم: إنّي عليم اُحبُّ كلَّ عليم».
وعنه (صلّى الله عليه وآله): «إنّ الملائكةَ لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضىً بما يطلب».
وعنه (صلّى الله عليه وآله): «فضلُ العالمِ على العابد كفضلي على أدناكم رجلاً».
وسأل رجل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن أفضل الأعمال، فقال: «العلم بالله، والفقه في دينه». فقال: يا رسول الله، أسألك عن العمل فتخبرني عن العلم! فقال (صلّى الله عليه وآله): «إنّ العلم ينفعك مع قليل من العمل، وإنّ الجهل لا ينفعك مع كثير من العمل».
وقال لقمان الحكيم: «جالس العلماء وزاحمهم بركبتك؛ فإنّ الله تعالى يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض بوابل السماء».
وعن ابن مسعود (رضي الله عنه): منهومان لا يشبعان: طالب علم وطالب دنيا؛ أمّا طالب العلم فإنّه يزداد من الرحمن قرباً. ثمَّ تلا: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ [فاطر/ 28]، وأمّا طالب الدنيا فإنّه يزداد طغياناً. ثمَّ تلا: ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى﴾ [العلق / 6 ـ 7 ]
وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): «العلمُ أفضلُ خلفٍ، والعملُ به أكملُ شرفٍ».
وقال بعض البلغاء: تعلّم العلم؛ فإنّه يقوّمكَ ويسدّدكَ صغيراً، ويقدّمكَ ويسوّدكَ كبيراً، ويصلح زيفكَ وفسادكَ، ويرغم عدوكَ وحاسدكَ.
_______________
(*) حديث الدار (العدد 26- ربيع الأوّل 1434 هـ).
لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 26 اضغط هنا.
|