• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : المرأة قبل الإسلام وبعده * .

المرأة قبل الإسلام وبعده *

إعداد الطالب: السيد حسين العلي

إنّ المرأة هي الكائن الذي لم يستطع أخذ حقوقه على مرّ التاريخ؛ حيث لم يُعرَّف بالمرأة كإنسانة بل كانت تُعامل بمنتهى الخشونة ويُلقى على عاتقها أصعب الاُمور ومن دون الاعتراف لها بالشخصية الحقوقية وكانت خاضعة لإرادة الرجل كلّياً، وكانت أيضاً في بعض العصور تُعدّ كالبضائع والسلع التجارية في الأسواق، ولا يحقّ لها الحياة بعد وفاة زوجها، فكانت تُحرق مع جثمان زوجها وهي على قيد الحياة في الهند.

ولكن بعض المجتمعات الاُخرى اعترفت بالمرأة وذلك على أثر ظهور الأديان السماوية، وبمرور الزمن شاركت المرأة حياة الرجل ولكن على نهج الأديان لم يطبّق هذا الأمر بالشكل الصحيح، فلم تأخذ المرأة كامل حقوقها، ففي الجزيرة العربية كان بعض العرب يئِد البنات خوفاً من أن يقَعْنَ بيد العدوّ، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ﴾ [سورة التكوير: 8 ـ 9].

وكانت النساء أيضاً محرومات من الإرث لعدم اشتراكهنّ في الحروب، وابتُلينَ بأنواع من الظلم فكانت تلقى أنواع الاضطهاد ومحرومة من ممارسة حقوقها، فجاء الإسلام وألغى كل هذه التقاليد الغاشمة والعادات البربرية في جزيرة العرب، بعد أن نفى أن تُعامل المرأة كحيوان أو شيطان رجيم؛ إذ جاء معلناً أنّ المرأة أحد العنصرين اللّذين تكاثر منهما الإنسان، وأعلن أنّ المرأة والرجل كائنان أحدهما يكمّل الآخر، فأعطى المرأة جميع حقوقها دون نقص فأصبحت تملك حقوقاً كما أنّ الرجل له حقوق، ولكن الرجل يملك بيده زمام إدارة اُمور الاُسرة ومكلّف بتأمين احتياجاتها الاقتصادية، قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾ [سورة النساء: 34].

إذاً، أعطى الإسلام المرأة كافّة حقوقها وخصّص لهنّ ثواباً كالرجال على الأعمال الصالحة، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا﴾ [النساء: 124].

فالإسلام وفّر للمرأة جميع الحقوق دون نقص، ولكن ما يحدث الآن من ظلم للمرأة تابع لخطأ في تطبيق النهج الإسلامي وليس خطأً في النهج نفسه، وبالتالي فإنّ الإسلام لم يظلم المرأة ولن يظلمها ما دام النهج الإسلامي يطبَّق بالشكل الصحيح وهو النهج الذي سار عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والأئمّة المعصومين (عليهم السلام).

_______________

(*) حديث الدار (العدد 24 - صفر 1434 هـ).

لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 24 اضغط هنا.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2516
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20