• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : الاقتداء بنهج النبي (صلّى الله عليه وآله) * .

الاقتداء بنهج النبي (صلّى الله عليه وآله) *

إعداد الطالب: عباس الشقاق

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «إنّما بُعثت لأتمّم مكارم الأخلاق» [مكارم الأخلاق/8]، وجاء في حديث آخر عنه (صلّى الله عليه وآله): «إنّ المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجةَ قائم الليل وصائمِ النهار» [بحار الأنوار 68/382].

من يتتبع تاريخ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سيجد هذا النهج الأخلاقي القويم في سيرته وتعامله مع الناس، فقد ورد أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله) كان إذا صافحه شخص لا يسحب يده حتّى يكون ذاك هو البادي. عن أنس بن مالك قال: صحبت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عشر سنين، وشممت العطر كلّه فلم أشم نكهة أطيب من نكهته، وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتّى يكون الرجل هو الذي ينصرف عنه، وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول بيده ناولها إياه، فلم ينزع عنه حتّى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه، وما أخرج ركبتيه بين جليس له قط ... إلخ. [مكارم الأخلاق/17]

وإذا ما ذهبنا إلى القول بأنّ السمو الأخلاقي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان معجزة أخلاقيّة فإنّنا لا نبالغ في ذلك؛ ففي فتح مكة وعندما استسلم المشركون أمام الإرادة الإسلاميّة، ورغم عدائهم السافر للإسلام والمسلمين وشخص الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) بالذات، وبعد تماديهم اللئيم وكل ممارساتهم، فإنَّ رسول الإنسانيّة أصدر أمراً بالعفو العام عنهم جميعاً؛ مفاجأة للمقرّبين والبعيدين، الأصدقاء والأعداء، وكان سبباً في دخولهم في دين الله أفواجاً بمصداق قوله تعالى: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ [سورة النصر/2].

وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) أشدّ الناس تواضعاً مع علوّ منصبه؛ فقد كان يركب الحمار، ويعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويخصف النعل، ويرقع الثوب، ويمرّ على الصبيان فيسلّم عليهم. وكان يصنع في بيته مع أهله في حاجتهم، وكان أصحابه لا يقومون له؛ لما عرفوا من كراهته لذلك، وكان يجلس بينهم مختلطاً بهم كأنه أحدهم، فيأتي الغريب فلا يدري من هو حتّى يسأل عنه.

واُتي (صلّى الله عليه وآله) مرّة برجل فأرعد من هيبته، فقال (صلّى الله عليه وآله): «هوّن عليك؛ فلست بمَلِكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة كانت تأكل القدَّ» [مكارم الأخلاق/16].

_____________

(*) حديث الدار (العدد 25- ربيع الأوّل 1434 هـ).

لقراءة وتحميل حديث الدار العدد 25 اضغط هنا


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2510
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 06 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24