• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المشرف العام .
              • القسم الفرعي : مقالاته .
                    • الموضوع : الإمام الرضا (عليه السلام) .

الإمام الرضا (عليه السلام)

استهلّت مجلّة (حديث الدار) غرّة أعدادها بكلمات نيّرة تفضّل بها المشرف العام لدار السيّدة رقيّة (عليها السلام) للقرآن الكريم سماحة الشيخ عبد الجليل المكراني (حفظه الله تعالى)، حيث توجّه من خلالها بوصايا نافعة وبيانات هادفة خاطبت طلّاب القرآن الكريم وعموم القرّاء الكرام.

ولتعميم الفائدة، ارتأت دار السيّدة رقيّة (عليها السلام) للقرآن الكريم جَمع هذه الافتتاحيات (البالغة ١٢ افتتاحية) ووضعها بين يدي القارئ الكريم وهي على عدّة موضوعات مختلفة، والتي منها هذه الافتتاحية.

الإمام الرضا (عليه السلام) (*)

في شهر ذي القعدة وفي الحادي عشر منه، ولد النور الثامن من أنوار أهل البيت (عليهم السلام) الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا. ويهذه البهجة نزفّ أهنأ التبريكات إلى مقام إمامنا صاحب الزمان (عجَّل الله فرجه الشريف) وإلى شيعة آل البيت في ربوع المعمورة، ولا ننسى أن نبارك بولادته مولاتنا المعصومة سيّدة عشّ آل محمّد، وبهذه المناسبة نهدي للقرّاء باقة من هوية الإمام الرضا.

ألقاب الإمام (عليه السلام)

لُقّب إمامنا عليّ بن موسى (عليه السلام) بمجموعة ألقاب:

١. الرضا، وهو أشهر ألقابه (عليه السلام). عن البزنطي أنه قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي موسى (عليهم السلام): إنّ قوماً من مخالفيكم يزعمون أنّ أباك إنما سمّاه المأمون الرضا لما رضيه لولاية عهده. فقال: كذبوا والله وفجروا بل الله تبارك وتعالى سمّاه الرضا؛ لأنّه كان رضياً لله عزّ وجلّ في سمائه، ورضياً لرسوله والأئمة من بعده (صلوات الله عليهم) في أرضه. قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضياً لله تعالى ولرسوله والأئمة (عليه السلام)؟ فقال: بلى. فقلت: فَلِمَ سُمّي أبوك (عليه السلام) من بينهم الرضا؟ قال: لأنه رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام)، فلذلك سُمّي من بينهم الرضا (عليه السلام). [عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، ج ٢، ص ٢٢].

٢. الصابر ۳. الفاضل 4. الرضي 5. الوفي 6. قرة أعين المؤمنين 7. غيظ الملحدين 8. الضامن 9. نور الهدى 10. سراج الله.

فإنّ هذه كلّها ألقابه (صلوات الله وسلامه عليه).

مدح الإمام الرضا (عليه السلام)

 قيل لأبي نؤاس الشاعر المعروف: إنك قصرت في مدح الإمام الرضا ولم تقل ما يجب حقّه وهو ابن رسول الله وأفضل مَن عليها. فما كان منه إلّا أن يجيب بما هو حقّ وواقع على طريقة أهل البديهة والجواب المفحم:

قِيل لي أنتَ أوحد الناس طرا *** في فنون من الكلام النبيهِ

لكَ من جوهر الكلام بديع *** يثمر الدرُّ في يدي مجتنيهِ

فعلى ما تركتَ مدحَ ابن موسى *** والخصال التي تجمعن فيهِ

قلتُ لا أهتدي لمدح إمام *** كان جبريل خادماً لأبيهِ

[عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 2، ص 22].

درس من أخلاق الإمام الرضا (عليه السلام)

وفد عليه رجل فسلّم عليه، ثم قال له: أنا رجل من محبّيك ومحبّي آبائك، ومصدري من الحجّ، وقد نفذت نفقتي، وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن ترجعني إلى بلدي، فإذا بلغت تصدّقت بالذي تعطيني عنك. فقال له: (اجلس رحمك الله). وأقبل على الناس يحدّثهم حتى تفرّقوا، وبقي هو وسليمان الجعفري، وحيثمة، فاستأذن الإمام منهم ودخل الدار، ثمّ خرج وردّ الباب وخرج من أعلى الباب، وقال: أين الخراساني، فقام إليه. فقال (عليه السلام) له: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك، ولا تتصدّق بها عنّي. وانصرف الرجل مسروراً قد غمرته نعمة الإمام، والتفت إليه سليمان فقال له: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فأجابه (عليه السلام): إنّما صنعت ذلك مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المستتر بالحسنة تعدل سبعين حجة، والمذيع بالسيئة مخذول. أما سمعت قول الأوّل:

متى آته يوماً لأطلب حاجة *** رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه

[مناقب آل أبي طالب، ج ٣، ص ٤٧٠]

الإمام الرضا (عليه السلام) والقرآن

القرآن كتاب الله الخالد ودستور السماء لكل الأعصار والأزمان، وهذه الحقيقة من أهم الحقائق التي أكّد عليها أهل البيت (عليهم السلام)، فالقرآن يواكب كل التطوّرات البشرية ويستوعب حاجات الإنسان الفطرية، ونزعاته الروحية والدينية والإنسانية. وهذا ما يوضحه الإمام الرضا (عليه السلام) في حديثه عن القرآن الكريم: هو حبل الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته المثلى، المؤدّي إلى الجنّة، والمنجي من النار، لا يخلق على الأزمنة، ولا يغث على الألسنة؛ لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل البرهان، والحجة على كل إنسان، ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [سورة فصّلت، 42]. [عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج1، ص137]

اللّهمّ وفّقنا للتمسّك بالقرآن والتدبّر فيه والسير على منهاجه، ووفّقنا لاتباع عدل القرآن والنقل الثاني الأئمّة من آل محمّد (عليهم السلام).

__________________

(*) حديث الدار (العدد التاسع- ذو القعدة 1432 هـ).


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2468
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24