• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الفقه وآيات الأحكام .
                    • الموضوع : من وصايا الإمام الرضا (عليه ‌السلام) واستدلالاته الفقهية بالقرآن الكريم (*) .

من وصايا الإمام الرضا (عليه ‌السلام) واستدلالاته الفقهية بالقرآن الكريم (*)

محمد جواد الطبسي

من دلائل رفعة القرآن وعلوّ شأنه بين المسلمين أنه لا ينبغي لأحدهم أن يهمل القرآن أو أن لا يعتني بشأنه، فكيف بالأئمة الهداة الذين كانوا حفظة للدين وحماة للكتاب المبين.

فلذلك كان الرضا (عليه ‌السلام) كواحد من أئمّة المسلمين يُرَغِّب آحاد الأمة الإسلامية على الاهتمام بالقرآن وأن يفعلوا الأمور التالية كوظيفة اسلامية لا ينبغي التخلّف عنها.

١. التعرّف على أهمية القرآن

قال (عليه ‌السلام) واصفاً القرآن الكريم: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدي إلى الجنة والمنجي من النار لا يخلق من الأزمنة ولا يغثّ على الألسنة، لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل البرهان، وحجة على كل إنسان، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيمٍ حميد. [عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٣٠]

٢. طلب الهداية من القرآن الكريم

وكان الرضا (عليه ‌السلام) يوصى أصحابه ومن جملتهم ريّان قائلاً: كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلّوا. [عيون أخبار الرضا ج ٢ ص 56].

٣. ستة من المروّة

روى الصدوق في العيون عن الرضا عن آبائه قال: قال رسول الله (صلّى ‌الله ‌عليه ‌وآله): ستة من المروّة ثلاثة في الحضر وثلاثة في السفر: ففي الحضر تلاوة كتاب الله تعالى وعمارة مساجد الله واتخاذ الإخوان في الله، وفي السفر بذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير معصية الله. [مستدرك الوسائل ج ١ ص ٢2٤]

٤. قراءة القرآن بالصوت الحسن

وروى الرضا عن أبيه عن آبائه عن رسول الله: حسّنوا القرآن بأصواتكم، فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً. [عيون أخبار الرضا ج2 ص69]

٥. قراءة القرآن في شهر رمضان

روى المحدث النوري عن فقه الرضا عليه ‌السلام قائلاً: وأكثر في هذا الشهر المبارك من قراءة القرآن والصلاة على رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله). [مستدرك الوسائل ج 4 ص ٢67]

وروى عن أبيه عن آبائه عن علي عن رسول الله في خطبته التي خطبها في شعبان يقول فيها: ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور. [راجع: عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج 1، ص 269]

٦. ختم القرآن في مكة المكرمة

وروى المحدث النوري عن بعض نسخ الفقه الرضوي، عن الإمام الرضا (عليه ‌السلام) قال: فإن قدرت أن لا تخرج من مكة حتى تختم القرآن فافعل فإنه يُستحبّ. [راجع: مستدرك الوسائل، ج 4، ص 267]

تمسّك الإمام الرضا (عليه السلام) بالقرآن في الأحكام الفقهية

ومن دلائل تمسك الإمام علي بن موسى الرضا (عليه ‌السلام) بالقرآن الكريم واهتمامه بهذا الكتاب العزيز، أنه كان يستدل بالأحكام الفقهية بالآيات القرآنية وبكتاب الله جل شأنه.

حيث أشار الحر العاملي في كتاب وسائل الشيعة إلى كثير من تمسّك الإمام الرضا (عليه السلام) بالقرآن الكريم في الأحكام الشرعية ممّا سنذكر بعضها، حيث لم تسمح لنا هذه الخلاصة الى ذكر كل ما ورد عنه (عليه السلام). ولذلك نشير إلى الحكم المستفاد وإلى الآية الشريفة ونترك الباقي ونفسح المجال للقارئ العزيز للمراجعة إلى الكتب المخصصة بذلك:

١ ـ أنه استدل بحرمة الغناء متمسّكاً بهذه الآية الشريفة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾. [وسائل الشيعة ج ١7 ص 306]

٢ ـ واستدل بحرمة أكل مال اليتيم بهذه الآية المباركة: ﴿وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ﴾. [نفس المصدر ص 246]

٣ ـ واستدل بجواز تصرفات الأب من أموال الابن بدون اذنه بهذه الآية: ﴿يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ﴾. [نفس المصدر ص 266]

٤ ـ واستدل بجواز قبول الولاية من قِبل الحاكم الجائر، بآية: ﴿اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ﴾. [نفس المصدر ص 202، 203 و ص 206]

٥ ـ واستدل بحرمة تعليم السحر وأخذ الاجرة عليه بقوله تعالى: ﴿وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ﴾. [نفس المصدر ص ١48]

٦ ـ واستدل على وجوب اليقين بأن الله هو الرزّاق بقوله تعالى: ﴿وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا﴾ [نفس المصدر ج ١5 ص 205]

٧ ـ واستدل على استجابة العفو للآخرين بقوله تعالى: ﴿فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الجَمِيلَ﴾ [نفس المصدر ج 12 ص 170]

٨ ـ واستدل على وجوب الحج لمرة واحدة بقوله تعالى: ﴿فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ﴾؟ [نفس المصدر ج11 ص 13]

٩ ـ واستدل باستحباب صوم ثلاثة أيام في كل شهر بقوله تعالى: ﴿مَن جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾. [نفس المصدر ج 10 ص 419]

١٠ ـ واستدل على استحباب صدقة الطفل بيده بقوله تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾. [نفس المصدر ج 9 ص 376]

١١ ـ واستدل بعدم جواز اشتراك الغير في الوضوء عند عدم الضرورة بقوله تعالى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾. [نفس المصدر ج ١ ص 477]

١٢ ـ واستدل على وجوب القضاء والكفارة على المريض الذي شفي في شهر رمضان ولم يصم بقية الشهر بقوله: ﴿فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ ... فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا﴾. [نفس المصدر ج 10 ص 338]

١٣ ـ واستدل على علة وصول خُمس النبي إلى الأئمة الطاهرين بقوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى﴾. [نفس المصدر ج 9 ص 519]

١٤ ـ واستدل على علة وجوب التكبير في صلاة العيد بقوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾. [نفس المصدر ج ٥ ص ١٠٥]

١٥ ـ واستدل بحرمة الصدقة الواجبة على أهل البيت بقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ﴾. [نفس المصدر ج 9 ص 515 -516]

١٦ ـ واستدل على وجوب الزكاة بقوله تعالى: ﴿لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ. [نفس المصدر ج 9 ص 12]

وليعلم القارئ الكريم إنّما تركنا وجه استدلال الإمام علي بن موسى الرضا بالآيات الشريفة على الوجوب أو الاستحباب رعاية للاختصار، فعلى الراغبين المراجعة إلى المصادر المذكورة.

_____________________

(*) من موقع شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام)، بتصرّف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2427
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24