• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : الحياة الطيّبة وظهور ابن أحمد (أرواحنا فداه) .

الحياة الطيّبة وظهور ابن أحمد (أرواحنا فداه)

بقلم الفقيرة إلى الله: نداء الأحمد (أم رضا)

1- حتمية الظهور

عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام): (وما يخرج إلا في أولي قوّة، وما تكون أولو القوّة أقلّ من عشرة آلاف). [كمال الدين: 654]

الحديث عن قيام القائم وظهوره المبارك حديث يبعث على التفاعل في العقيدة المهدوية والحركة الدؤوبة، التي على أثرها يهتدي الناس للإيمان به ومبايعته والانقياد لأمره (صلوات الله وسلامه عليه).

وكل من وفّق لهذه العقيدة صدقًا يمتنع من ارتكاب الذنوب، ويكون في شهود لمحضر الإمام ووجوده المبارك (عليه السلام).

أن نسعى في تكميل العقول بالاستشعار بالغائب الحاضر فنهيّئ مقدمات الانتظار، ونرتفع إلى مرتبة أعلى. أن نكون مرتقّبين لظهوره والاستغناء بنوره، وهذا مقام أعلى من مقام الإيمان بالعقل والإدراك، إيمان قلبي شهودي يرى الجمال الإلهي لبقيّة الله (أرواحنا فداه).

يصل إلى الطهارة ورؤية معدن النور، الإمام المهدي (عليه آلاف التحية والسلام).

كلّما ازدادت نورانية الموالي في عصر الغيبة الكبرى، يرى التجلّي الأعظم، ويدرك مقامات أهل البيت (عليهم السلام)، وأن الله أكرمهم بليلة قدرٍ خاصّةٍ في ليلة النصف من شعبان تضاهي ليلة القدر في شهر رمضان المخصوصة للنبي الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله)، فيتوسّل الموالي بحق المولود المبارك في هذه الليلة الشريفة.

(اللهم إني أسألك بالتجلّي الأعظم ..).

السلام على الكلمة الطيّبة والشجرة المباركة.

الإمام المهدي المؤمَّل (عجَّل اللهُ فرجه) مظهر اسم (الحيّ) ومظهر اسم (القدير).

في ليلة النصف من شعبان يفوز الموالين بصكوك العتق من النار.

فهي ليلة مقادير وليلة يدرك فيها المؤمن المرتقب حقائق غيبية يودعها الله في قلوبهم، يعطيهم التوسّم بالنصرة في الغيبة الكبرى وعند الظهور المبارك.

هم أهل الإخلاص، وأهل التقى، وأهل العلم والكمال، وأهل  الجود والاجتهاد والإيثار.

غايتهم بسط وإقامة العدل والقسط مع الإمام المنصور (عجَّل اللهُ فرجه الشريف).

السلام على الإمام القائم بالحق، فهو تجلّي الرحمة الرحمانية لكل موالي تبعه على دعوته ونصرة دين الله في أرضه.

في ليلة النصف من شعبان ليلة ذكرى مولد الامام الموعود (أرواحنا فداه)، وفي هذه اللّيلة النفس تترقّب ظهور الوليّ الأعظم، وظهور الخير والفضيلة والكمال، وتحقيق آمال الأنبياء والأولياء والشهداء والمستضعفين الصالحين.

السلام على الوليّ المدَّخر، ومخلِّص الأرض من الظلم والجور، المنتقم لله ولأنبيائه وأوليائه وعباده الصالحين.

2- ليلة ميلاد إمام العصر وعشق الظهور

في هذه اللّيلة المباركة العظيمة يتوسّل الداعون إلى الله بالذات المقدّسة أن يجعلنا من همهم، ويصيرنا في حزبهم، وأن يوفقنا لنشر دين الحق بصحبتهم ومعيّتهم (عليهم السلام)، ويكون الدين كلّه لله.

السلام على السيف الشاهر، والقمر الزاهر، والنور الباهر.

السلام على محيي السنن ومميت البدع.

(ترى أترانا نحف بك وأنت تؤم الملأ وقد ملأت الأرض عدلًا، وأذقت أعداءك هوانًا وعقابًا، وأبرت العتاة وجحدة الحق، وقطعت دابر المتكبّرين، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين).

عصر الظهور هو عصر ظهور البركات وظهور الكرامات، يكتبون على أقدامهم ويمشون على الماء، وينظرون إلى أكفهم فيرون تكاليفهم ومسؤولياتهم، ويعملون بما ظهر في أكفّهم.

علماء هذا الزمان بسطاء أمام علماء عصر النور والظهور المبارك، ممّا يدل على بلوغ الناس القمّة في العلم والمعرفة وشفاء القلوب والأجساد وسائر العلل.

فأين زماننا هذا من زمان الظهور.

عن الإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه قال: (إذا قام القائم، يأمر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين، والجلوس معهم في مجالسهم، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم من بعض الملائكة أن يحمله، فيحمله الملك حتى يأتي القائم، فيقضي حاجته، ثم يردّه. ومن المؤمنين من يسير في السحاب، ومنهم من يطير مع الملائكة، ومنهم من يمشي مع الملائكة مشيًا، ومنهم من يسبق الملائكة، ومنهم من يتحاكم الملائكة إليه، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة، ومنهم من يصيّره القائم قاضيًا بين مائة ألفٍ من الملائكة). [دلائل الإمامة:٢٤١؛ إثبات الهداية: ٣ / ٥٧٣]

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديثٍ، إلى أن قال: (... ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلى ما عند أخيه من العلم، فيومئذٍ تأويل هذه الآية: ﴿يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ. [مختصر البشائر:٥19-520]

متى نُغاديكَ ونُراوحُكَ يا ابن الحسن؟

متى ترانا ونراكَ يوسف الزهراء؟

أما حان لنا الاستيقاظ من السبات ليظهر المنجي قاب قوسين أو أدنى، فيخرجنا من هاوية الجهل والضعف والسقم إلى العلم والهدى والاستقامة والنور.

ندعو في ليلة النصف من شعبان وحالنا حال المضطرّ أن يُعجّل الله ظهوره، فيظهر علم الله وشرع الله، ويخرج دفائن العقول ولطائف الآيات والسور، ويطعمنا أطيب الثمار ويكسونا الإنسانية.

السلام على المؤمَّل لإحياء دين الله وبشارة الله للمؤمنين.

نرتقب بعيون ساهرة دامعة فجر ظهورك وطلوع شمس وجودك النوراني.

كما يقول آية الله جوادي آملي: (إن هذا الوجود الشريف مصدر فخر وعزّ للجميع؛ لأنه يمثل آخر ثمرة معصومة من شجرة آل النبيّ الطيّبة، ولذا باهى جدّه الأكرم خاتم الأنبياء محمّد المصطفى (صلّى الله عليه وآله) بوجوده (عليه السلام)، فحينما بيّن مفاخر أهل بيته (عليهم السلام) لسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام)، قال لها: (إنّا أعطينا أهل البيت سبعًا لم يُعطَها أحدٌ قبلنا... منّا سبطا هذه الأمة، وهما ابناكِ). ثم أتى على ذكر المهدي المنتظر الموعود وموجود عصرنا فقال: (ومنّا ... مهدي هذه الأمّة). فباهى (صلّى الله عليه وآله) بوجود المهدي (عجَّل الله فرجه الشريف)، وعدّه من مفاخر أهل البيت (عليهم السلام). [الإمام المهدي الموجود الموعود].

 

والحمد لله ربّ العالمين.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2349
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24