• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : علم التفسير .
                    • الموضوع : القرآن كتاب النور .

القرآن كتاب النور

بقلم: نداء الأحمد أم رضا

عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال:  قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم أمتي ثم أسألهم مافعلتم بكتاب الله وأهل بيتي) الوسائل ج4، باب 2

إن إحدى وصايا نبي الرحمة الوسيعة (صلوات الله عليه وآله الهداة)، هي تلاوة القرآن الكريم وحفظه وحمله، والتمسك به وتعلمه، ومداولته ومزاولته، والتدبر في معانيه وأسراره .

وأنت أيها الإنسان في الدنيا، ذو قامة متناسقة، وصورة جميلة في التركيب الملكي الدنيوي، أما في مسار الملكوت والباطن فأنت إما بصير أو أعمى.

في عالم ما بعد الموت، تظهر الحقائق من خلال الأعمال والملكات: جنة الأعمال والملكات، أو نار الأعمال والملكات.

قوانين الآخره: يسعى نورهم بين أيديهم، وهؤلاء يدعون حملة القرآن، وعرفاء الجنة.

فلا يخفى على أهل البصيرة أن إنزال القرآن الكريم على سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)، نورا  لايطفأ مصابيحه، وبحرا لا يدرك  قعره، ومنهاج لايضل نهجه، وفرقانا لا يخمد برهانه. 

يحظى أهل الله، معرفة مراد الله من الآيات القرآنية، وسر ارتباط  القرآن الصامت بالقرآن الناطق أن الله أودع علم القرآن وحقائقه وتأويل آياته ومكنوناته عندهم، وعرفهم بالراسخين في العلم، وحصر العلم بتأويل القرآن فيهم، كما دلت عليه النصوص المتضافرة الواردة عن أهل بيت الوحي الرسالي (عليهم السلام)،

لذا كان من أهم شروط المفسر للقرآن الكريم رجوعه إلى روايات الأئمه الأطهار (عليهم السلام).

إن مراد الله من آياته هو  هداية البشر وسلوكهم الصراط المستقيم: (وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ ...) (الأنعام / 53) الخروج بنا من الظلمات إلى النور.

القرآن دواء للأمراض القلبية والروحية، يعالج كل مريض بنحو خاص للارتقاء به إلى مبدأ النور والمبدأ الأعلى، فالقرآن يحوي دقائق التوحيد والعبودية الخالصة لله تعالى.

القرآن كتاب سير وسلوك إلى الله، كتاب معارف ومواعظ وأحكام، كتاب دعوة وإصلاح أمة، يحركنا ويحررنا من صنم النفس، وعبودية الناس، ويدعونا إلى القوة واليقظة، فهو أغنى كتب الحياة في التعليم والتربية الإلهية.

 

إن القرآن الكريم يحوي جميع احتياجات البشر، فكلا يأخذ منه  بحسب سعته الوجودية ولياقته النورية. 

يوجد تشابه في البركات الموجودة في القرآن وأدعية الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، فكلاهما مفادهما تعريف الناس بالله سبحانه وتعالى وبأسمائه الحسنى وصفاته العليا، من هنا وجب التفكر والتأمل في معاني القرآن الكريم والاتعاظ به والتأثر به لنكون من أصحاب القلوب الواعية، حيث يكون باطن الإنسان نفس كلام الله المجيد.

 وأكبر نماذج من تجلت فيهم صورة الكلام الإلهي الجامع،  النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله)، أعظم  عارف وعابد، والإمام علي وأولاده المعصومين (عليهم السلام)، فهم بأكملهم تحقق للآيات الإلهية، وهم القرآن التام والكامل.  

وفقنا الله وإياكم لنكون  من حرثة القرآن وعمال الله بحق محمد وآله الطاهرين.

والحمد لله رب العالمين.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2316
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19