• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الأخلاق والإرشاد .
                    • الموضوع : الإصلاح المهدوي والبناء الإلهي .

الإصلاح المهدوي والبناء الإلهي

بـقلم: نداء الأحمد أم رضا

هل إليك يابن أحمد سبيل فتلقى...

 كي يتحقق الوعد الإلهي بالنصر بظهور إمام يبسط القسط والعدل في الأرض وبناء دوله إلهية لاتنقرض إلى يوم القيامة لابد أن نعيد ملف حساباتنا من جديد ونسأل أنفسنا سؤالا واضحا ومفيدا:

ما السبب في عدم ظهور الإمام ابن أحمد وغيبته الطويلة؟

إذا راجعنا أنفسنا فالجواب واضح، و هو الطمع في الدنيا لا غير، معسكر الأصحاب والأنصار لم يكتمل لقلة الوعي وقلة الخلوص في النوايا وإلا فإن الإمام الغائب الحاضر صلوات الله عليه وآله في قمة الاستعداد للظهور وتحقيق الوعد الإلهي.

من هنا، وجب علينا تأسيس بيت الإيمان من جديد بإصلاح الولاية (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).

سبب الأسباب أننا نعيش في سبات، والإمام يتحمل اخفاقاتنا هذه القرون الطويلة.

 إن إحدى السنن التي تجري في حركة الإمام المهدي (عجل الله فرجه)، هي سنة النبي نوح (عليه السلام) وهو التمحيص والغربلة إلى أن يصلوا إلى مقام الخلوص، التغلب على الأنانية والطمع في الدنيا الدنية، فالدواء شفاء النفس والاعتصام والولاء الشامل (إصلاح الولاية)، فمعرفة الإمام والإمامة الإلهية من أعظم النعم والبركات المادية والمعنوية:

اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني.

عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( المهدي طاووس أهل الجنة).

الإمام المهدي هو أحد معاني الثقلين اللذين أشار إليهما رسول الله (صلى الله عليه و آله)، ولد ضمن الجو العلمي والديني، بغض النظر عن كونه معصوما (عليه السلام).

ادخر الله إمامة خاتم الأوصياء، مهدي الأمم، وجامع الكلم، أرواح العالمين لتراب مقدمه الفداء، لتغيير العالم تغييرا شاملا، وإنقاذ البشرية من ظلمات الجهل والجور إلى نور العلم والعدل.

من هنا، يتسابق الممهدون المشتاقون للإمام الموعود لتوفير مناخ ملائم من ناحيه بشرية ومن ناحية مادية لتتحقق أهداف الرسالة الإلهية على صعيد العالم كله.

كلنا نتمنى ونأمل أن نكون من جملة أصحابه وأنصاره وأعوانه، وأتباعه والمحامين عنه، والسابقين إلى إرادته، والمستشهدين بين يديه، وهذا كله لايتأتى ولا يتحقق إلا بالمتابعة الكلية والتجانس التام بيننا وبين الإمام الحجة (عجل الله فرجه).

لو راجعنا مدرسة زيارة عاشوراء التي يهابها الأعداء لوجدنا فيها برنامجا متكاملا، تراثا علميا وعمليا للمسانخه والتشبه بالمعصوم، وحتى الذوبان والفداء للإمام بقية الله في الأرضين (عجل الله فرجه)، كما أن شرائط الظهور والنصر نقتبسها في زيارة عاشوراء.

لنكن القمة في الأدب والقمة في العشق مع مولانا ومقتدانا صاحب الزمان لننال رضاه ونسعد بجنته في الدنيا والآخره.

الشعور والانتظار

إن الإمام المهدي (عجل الله فرجه) هدية الرب، ينقذنا من الظلم إلى شواطئ العدل والنور، وإن الاهتمام الفعلي بعقيدة الانتظار من أهم وصايا الأنبياء لأممهم على مر التاريخ.

نقرأ في دعاء الندبة: (أين السبب المتصل بين الأرض والسماء )

كيف نتحسس بالإمام الموعود ونحن في عصر الغيبة؟

 الغيبه سنة إلهية قطعية، والإمام هو واسطة وصول فيوضات الله إلى الخلق.

الإمام المهدي أقرب إليك مما تظن، وهو عندك وأنت عنده، لكننا نغفل عنه بما تقترفه من ذنوب.

إننا في عصر الغيبة الكبرى مدعوون إلى مزيد من التوجه والإقبال، وتعميق الصلة الحقيقية بإمام الزمان، وقد جاء في بعض الروايات تأكيد على مخاطبته بلقب يا (بقية الله)، فغيبته غيبت شعورنا ومشاعرنا، غيبت علمنا وفكرنا عنه، فهو يحوطنا ببركاته الدائمة وعنايته الشاملة والخاصة بالمؤمنين حيث يتحمل عبء الإمامة الإلهية الملقاة عليه من قبل الله على أتم وجه.

إذا، الإمام يعيش في جوارنا وقد يطأ فرشنا، ويحضر مجالسنا، يفرح لفرحنا، ويغتم لحزننا، وتعرض عليه أعمالنا، خاصة في ليلة القدر، وهنيئا لمن حظى برضاه ورأفته ورحمته ودعاءه وخيره، ولايلقاها إلا ذو حظ عظيم.

إن الاعتقاد بحضور الإمام صاحب الأمر بيننا يحفزنا للقاء الله، والتحرر من سجن الدنيا.

من هنا، تقع علينا مسؤولية حمل الأمانة وانتظار الفرج القريب والحمد لله رب العالمين.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29