• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس قرآنية تخصصية .
              • القسم الفرعي : الحفظ .
                    • الموضوع : الوسيلة المثلى لحفظ القرآن الكريم .

الوسيلة المثلى لحفظ القرآن الكريم

د. حجي إبراهيم الزويد

هناك طرق تساعد في حفظ القرآن الكريم بسهولة ويسر, وسأشير إليها بنحو من التفصيل.

قبل أن أدخل في تفاصيل طرق القراءة, أود الإشارة إلى أنه ينبغي لحافظ القرآن أن يتأكد من أن قراءته للقرآن الكريم قراءة صحيحة لغويا, خالية من الأخطاء, فليس من اللائق أن يحفظ الشخص القرآن الكريم, وهو يخطىء في قراءة كلماته, يرفع المفعول, و ينصب المجرور, فالقراءة الصحيحة للقرآن الكريم مطلب مهم على حافظ القرآن أن يوليه اهتماما خاصا. بإمكان هذا الإنسان أن يتأكد من صحة قراءته بالاستماع إلى القراء المشهورين, أو مراجعة أحد العارفين بقراءة القرآن الكريم,أوالا لتحاق بحلقات الذكر القرآني, في الأماكن المخصصة لها.

على الإنسان أن يتقن قراءة الآيات قراءة صحيحة قبل حفظها, ولا يعني ذلك أن يكون على معرفة بقراءة القرآن كله قراءة صحيحة في وقت واحد. ينبغي عليه كلما رغب في حفظ جزء أن يتقن قراءته قراءة صحيحة قبل حفظه. مداومته على هذا المر ستوصله إلى القراءة الصحيحة للقرآن الكريمبأكمله في النهاية.

الإضاءة الأولى : حفظ القرآن الكريم بتأنٍ .

إن قراءة القرآن قراءة عادية لا تساعد في عملية الحفظ, فينبغي للمرء أن يقرأ القرآن الكريم مرتلا أو مجودا, متبعا الحد الأدنى من شروط التجويد, مهتما بإخراج الحروف من مخارجها, مراعيا أحكام الإدغام وغيرها قدر الإمكان.

إن القراءة المجودة تحدث تأثيرا في النفس, وهذا التأثير يرسخ من حضور كلمات القرآن في النفس, فللتجويد نغم و إيقاع له صدىً مؤثر في النفس.

لا ينبغي أن نقرأ القراءن الكريم كقراءتنا للكتاب العادي أو المجلة أو الجريدة, بل ينبغي في قراءته مراعاة الحد الأدنى من أحكام التجويد, التي تكون غالبا للمبتدئين.

إن أحكام التجويد تنقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم للمبتدئين, وقسم للمتقدمين, وقسم لذوي الاختصاص.

إن على الراغب في حفظ القرآن معرفة الحد الدنى من أحكام التجويد, أي تلك التي للمبتدئين, على الأقل, فإن قراءته للقرآن بهذه الطريقة, تقلل من احتمالية نسيانه للقرآن الكريم.

إن أحد أبرز أسباب نسيان القرآن بعد حفظه, هي قراءته قراءة عادية.

إن قراءة القرآن الكريم مرتلا, قد أكدت عليه الروايات المتضافرة, التي وردت عن النبي - صلى الله عليه و آله - و أهل بيته الطاهرين, أذكر منها ما يلي :

في المجمع, روي عن أم سلمة أنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وآله : يقطع قراءته آية آية. "

أي أنه كان يتأنى في قراءته, ويخرج الحروف من مخارجها.

وفي الكافي, روي عن النبي صلى الله عليه وآله : " اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر ... "

وفي عيون أخبار الرضا, روي عنه صلى الله عليه وآله : " حسنّوا القرآن بأصواتكم فأن الصّوت الحسن يزيد القرآن حسنًا . "

وفي الكافي, عن عبدالله بن سليمن قال : سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ (وَرَتِّلْ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) قال عليه السلام قال امير المؤمنين عليه السلام : " بيّنه تبيانا ولا تهزّه هزّ الشعر .

ولا تنثره نثر الرّمل ، ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة . "

هذه الروايات و نظائرها تؤكد على أهمية تلاوة القرآن بتأن, وتجنب قراءته قراءة عاجلة سريعة, بل ينبغي الوقوف عند كلماته, وقراءته بتأنٍ وتمهل.

الإضاءة الثانية : إقامة علاقة بين الآية ومعناها و بين مفرداتها.

إن من الأمور التي ترسخ حفظ القرآن في النفس, وتقلل من نسيانه بعد حفظه, هو أن يستحضر الإنسا ن معنىً عامًا للآيات التي يريد حفظها, بمعنى, أن يرسم في ذهنه صورة حسية خارجية حول معنى الآية العام.

سأسوق بعض الشواهد على ذلك.

(يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاء لَهُم مَّشَوْاْ فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُواْ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة/20

يمكن للإنسان أن يرسم في ذهنيه صورة حسية, يتراءى أمامه مشهد أناس خطف البرق أبصارهم, و يتخيل أماكن مضاءة و أماكن مظلمة, فتخيله لهذه المشاهد , يجعله علاقة ذهنية بين الآية ومعناها, وهذا يرسخ وجود الآية وحضورها في شعوره, ويجعل من حفظها أمرً سهلا.

مثال ثانٍ :

(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا ) الفرقان/27

يحاول القرىء هنا, أن يرسم في ذهنه وجود شخص أمامه يعض يديه, ويشعر بالندم لعدم اتباعه للرسول. هذه الصورة الحسية تقيم علاقة بين الآية و المعنى, فترسخ من حضور الآية في الذاكرة.

مثال ثالث :

(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا) الفرقان/47

يتخيل القارىء الليل في سكونه وهدوئه, والناس نيام فيه, كما يتخيل النهار في حركته, ونشاط الناس فيه, ويتخيل اناسا نائمين في الليل, وآخرين مستيقظين بالنهار. هذه الصورة الحسية تعمق من حضور الآية ورسوخها في الذاكرة.

مثال آخر :

(إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ) النمل/7 يتخيل القارىء منظر النار وهي تشتعل, هذه الصورة الحسية تقيم رابطة بين الآية ومعناها في الذاكرة.

إن إنشاء علاقة بين الآيات المراد حفظها, ومعناها العام خلال إنشاء صورة في الذهن يمكن لكل إنسان أن يقوم به.

توجد مرحلة راقية جدا, من هذا الفهم, عبر عنها الإمام الصادق عليه السلام - في تنبيه الخواطر - بقوله : ( في قوله تعالى : يتلونه حقّ تلاوته) : ( يرتلون آياته ويتفهّمون معانيه، ويعملون باحكامه ، ويرجعون وعده ويخشون عذابه, ويتمثّلون قصصه، ويعتبرون أمثاله ، ويأتون أوامره، ويجتنبون نواهيه ..... "

يمكن للقارىء أيضا أن يقيم علاقة من ناحية أخرى.

على سبيل المثال :

(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آل عمران/26

قد ينسى القرىء نهاية هذه الآية, إذ لربما قرأها : أنَّ الله على كل شيء قدير.

لكن الآية في سياقها في جو خطاب : تنزع, تعز, , تذل, بيدك, لذا نقول : أن نهاية الآية هي " إنك على كل شيء قدير" بسبب هذه العلاقة التي أنشأناها.

مثال آخر :

( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمران/52

قد يخطىء القارىء فيقرأ نهاية الآية : واشهد بأنا مؤمنون.

لكن جعل له علاقة بين الكلمات خلال حرف السين, فإنه لن ينسى الآية, أو يستبدل كلمة بأخرى.

يقول : السين موجودة في البداية وفي الأخير : أحس - مسلمون.

تذكره لحرف السين في آخر الآية, يجعه لا يخطىء في معرفة نهايتها.

آية أخرى :

(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ اللّهُ وَإِنَّ اللّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) آل عمران/62

قد يقرأ القارىء الآية خطا , فيقول (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) بدلا من (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

كي لا ينسى ذلك, عليه أن يقيم علاقة بين أجزاء الآية خلال حرف الحاء.

حرف الحاء في البداية والأخير : القصص الحق - العزيز الحكيم.

تذكره لحرف الحاء في الحق, تجعله لا يخطىء في نهاية الآية وهكذا.

لذا على القارىء كي لا يخطىء في حفظه, أن ينشأ علاقة بين ألفاظ الآية.

مثال آخر :

( وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) آل عمران/74-73

قد يخطىء القارء في قراءة الآية الأولى فيقول : إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ

كي لا يحدث لديه هذا الخطأ, يقول لنفسه :

كلمة " الفضل " تكررت مرة واحدة في كل آية من هاتين الآيتين , لذا بما أنها وردت في الأولى, فسأذكرها في الآية الثانية.

هذه العلاقة مهمة جدا, في الآيات المتشابهة في نهاياتها, كما الحال في سورة النساء.

لذا بإمكان القارىء أن يركز في الآية, ويقيم علاقة بين الآية ومعناها, و بين بعض مفردات الآية - كما تقدم - تسهيلا لعملية الحفظ.

الإضاءة الثالثة : تحديد الأهداف.

على الإنسان أن يتذكر دائما الهدف من حفظ القرآن الكريم, كما تقدم, كما أن عليه أن يتذكر أن عليه أن ينهي حفظه للقرآن الكريم في الفترة الزمنية التي حددها في البداية.

كذلك ينبغي له أن يحدد يوميا, ما هي الآيات التي سيحفظها هذا اليوم وغدا, وهو بهذا يضع لنفسه خطة يومية, يحاول أن ينجزها بشكل يومي, فيعاهد نفسه أن يحفظ يوميا هذا العدد من الآيات.

أود أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن حفظ الصفحة الواحدة من المصحف الشريف لا تحتاج وقتا طويلا, ففي العادة يستغرق حفظ الصفحة عشر دقائق فقط, ويمكن للمرء أن يجرب ذلك.

قد يمتد وقت الصفحة إلى ربع ساعة, أو ثلث ساعة لدى بعض الناس, ولكن صرف أكثر من نصف ساعة في حفظ صفحة واحدة يشير إلى وجود خلل في عملية الحفظ.

بمعنى آخر لو أراد شخص جاد, حفظ سورة البقرة, بمعدل صفحتين يوميا, فإنه سيحفظها في أقل من شهر. أي أن هذا الإنسا ن يكون قد حفظ أكثر من جزئين من القرآن الكريم خلال أقل من شهر.

لو أنه حفظ 4 صفحات يوميا, فإنه سيحفظ سورة البقرة, في أسبوعين, وبمعنى آخر, لو استمر على هذه الطريقة, فإنه سيحفظ القرآن الكريم في أقل من سنة.

مراجعة العام والهدف اليومي, سيجعل من أداء عملية الحفظ عملية لذيذة وممتعة, وتزداد هذه المتعة في أوقات خاصة كليالي الجمع, وأيام الجمع, و المناسبات الإسلامية.

الإضاءة الرابعة : الانتظام في عملية الحفظ.

على المرء أن يعاهد نفسه ألا يمر عليه يوم, دون حفظ للقرآن الكريم, وهذا يحتاج إلى قوة إرادة. هذه الإرادة يمكن شحنها بمراجعة الأحاديث المتقدمة التي أشرت إليها سابقا في بيان فضل حفظ القرآن الكريم.

قد يكون المرء حماسيا في البداية, فيحفظ عددا من السور, ثم يتراجع بعد ذلك, لشعوره بالملل.

إن الدماغ يقوم بعملية حفظ الآيات, وهذه العملية تتطلب مهارات ذهنية. إن استمرار الإنسان في عملية الحفظ, يجعل الذهن أكثر أكثر تهيئة لاستقبال المزيد, و يمكن تشبيه ذلك بالشخص الذي يمارس رياضة معينة, فإنه يشعر في البداية بالتعب, بسبب قلة اللياقة البدنية, ولكن انتظامه على أداء التمارين يجعله أكثر استعدادا لأدائها دون أن يشعر بنفس التعب السابق, وكذا الحال في عملية الحفظ, مع وجود فارق في أن تلك الرياضة عملية بدنية, و عملية الحفظ عملية ذهنية.

إن أحد أسباب صرف بعضهم وقتا طويلا في حفظ القرآن الكريم, هو عدم الانتظام في الحفظ, حيث يظل الإنسان لأيام عدة دون أن يحفظ شيئا, بعد أن حفظه لبعض من السور فيما تقدم.

الخلاصة : الحفظ المنتظم أفضل من الحفظ غير المنتظم, فالحفظ المنتظم ينشط الذاكرة.

لا يعني هذا أن يجهد المرء نفسه, بل يمكنه أخذ راحة زمنية ليوم أو يومين - على سبيل المثال - إذا شعر بتعب أوملل او فتور, كي يعود إلى الحفظ بروح أكثر همة وأكثر عزيمة, و أقوى إرادة على مواصلة الحفظ حتى النهاية.

إن الحفظ وقت الملل أو التعب لا يكون فاعلا, فحدوث النسيان يكون سهلا في مثل هذه الحالات, بينما يكون الحفظ أكثر ثباتًا في الأوقات التي يكون فيها المرء نشطًا.

يمكن للمرء أن يكافىء نفسه بعد حفظه سورة ما, بأن يسجد لله شكرًا, أو يقول لنفسه : بارك الله فيك على ما حفظتِ, و إنني انتظر منك المزيد.

كما يمكنه تخيل نفسه يوم القيامة, وكأنه يقال له ارق لحفظك لهذه السورة, فيشكر الله تعالى على أن وفقه لحفظ تلك السورة, ثم تزداد رغبته بالحصول على درجة أعلى في الآخرة بحفظ سور أخرى, كي ينال درجات إلهية أعلى.

هذا التخيل و هذا الدعم النفسي, يحفز في الإنسان العقل غير الواعي كي يكون أكثر إنتاجا في حفظ القرآن الكريم فيما يأتي من أيام.

الإضاءة الخامسة : التركيز

عندما يشرع المرء في الحفظ, عليه أن يبتعد عن الأمور التي تشتت الذهن, فلا ينشغل بمطالعة التلفاز, أو قراءة أشياء أخرى اثناء الحفظ, كما أن عليه أن يركز على الآيات التي يود حفظها ببصره, ثم يغمض عينيه ويقرأ ما حفظ, ثم ينظر مرة أخرى إلى الآيات نفسها.

إن تركيز البصر على الآيات المراد حفظها, والابتعاد عن العوامل المشتتة للذهن تزيد من فاعلية الحفظ, فتركيز النظر أثناء الحفظ على الآيات الشريفة, يجعلها تنطبع في الذهن,يزيد من رسوخ عملية الحفظ واستقرارها.

الإضاءة السادسة : التركيز على الآيات المتشابهة :

يوجد تشابه بين بعض الآيات لذا على المرء, أن يحرص غلى عدم إدخال كلمة من آية في آية أخرى.

سأذكر بعض الأمثلة

(إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً) النساء/17

(يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النساء/26

تامل : و الله عليم حكيم - وكان الله عليما حكيما

(َيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ) البقرة/61

 

( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الِّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ) آل عمران/21

تأمل : بغير الحق - بغير حق

(يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ) المائدة/2

(يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا)  الفتح/29

تأمل : فضلا من الله - فضلا من ربهم

على المرء أن يركز على هذه الآيات المتشابهة في بعض أجزائها, و أن يحاول التوصل إلى طريقة تساعده على عدم إدخال كلمة من آية في آية أخرى.

إذا لم يستطع الوصول إلى ذلك بنفسه, يمكنه أن يسترشد بأراء الاخرين ممن لهم خبرة في ذلك.

الإضاءة السابعة : التسخين :

ما هو المقصود بالتسخين؟

هو أن يقرأ الإنسان الآيات السابقة التي حفظها سابقا قبل أن يشرع في حفظ آيات جديدة.

إن تلاوته لتلك الآيات يعطيه دافعا لما أنجزه سابقا من حفظ للآيات, ويجعله أكثر استعدادًا لحفظ المزيد. الإضاءة الثامنة : تقنية التنفس :

ينبغي للمرء أن يأخذ نفسا عميقا عند شروعه في حفظ آية جديدة, حيث يملؤ صدره بالهواء. إن هذه العملية تزيد فعالية الحفظ, حيث تشعر المرء بالحيوية والنشاط.

الإضاءة التاسعة : المراجعة والتكرار

قد يحفظ الإنسان سورا عديدة, لكن عدم مراجعته لها بين الفترة و الأخرى يؤدي إلى نسيانها.

عندما يشرع الإنسان في مشروع حفظ القرآن كاملا, عليه أن يخصص يوما في الأسبوع لمراجعة ما حفظه سابقا.

من الأمور التي ترسخ الحفظ, أن يقرأ الإنسان السور التي حفظها في صلاته, فهذا يقلل من عملية النسيان.

كذلك من وسائل منع النسيان, مراجعة ما حفظه على أخيه القرآني الذي أشرت إليه سابقا.

إن مراجعة ما حُفظ, وتكراره باستمرار ويزيد من رسوخه في الذاكرة.

توجد وسائل معينة قد تساعد في عملية الحفظ, من بينها استخدام الكتابة, كأن يكتب الإنسان الآيات على سبورة, والنتباه للطاء التي حدثت أثناء الحفظ, و تجنب حدوثها.

هذه هي أهم الطرق التي تساعد المرء على حفظ القرآن بسهولة ويسر.

توجد طرق لحفظ القرآن, و أتقنها هي الحفظ التسلسلي, والمقصود به أن يحفظ الآية الأولى, ثم الثانية, ثم الثالثة, ثم يقرأ بعدئذ الآيات مجتمعة الأولى مع الثانية مع الثالثة, وهكذا.

هذا خلافا للحفظ الجمعي, حيث يحفظ الشخص الآية الولى ثم الثانية ثم الثالثة ثم الرابع, ثم الخامسة..... ثم يجمع الآيات ويررها مرة أو مرتين.

أسأل الله أن ينفع بهذا البحث عشاق القرآن الكريم, والحمد لله رب العالمين.

الموضوع منقول من منتدى الاحساء الثقافي

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=230
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 10 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24