• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : نساء أهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : إطلالة مختصرة على حياة الشهيدة السيدة رقية بنت الامام الحسين عليهما السلام * .

إطلالة مختصرة على حياة الشهيدة السيدة رقية بنت الامام الحسين عليهما السلام *

اسمها ونسبها عليها السلام:

الشهيدة السيدة رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام هي من آل بيت النبوة حفيدة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله، والتي شهدت مع والدها الحسين والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة ثم تلك القسوة في التعامل معاهن كسبايا.

الشهيدة السيدة رقية عليها السلام هي من سلالة هاشمية طاهرة ومن البيت العلوي الفاطمي نمت وترعرعت في بيت النبوة ورضعت الإيمان وترعرعت في حضن التقوى تحت ضل أبويها السيدة ام إسحاق والإمام الحسين ابن علي عليه السلام. ولكنها سرعان ما فقدت السيدة رقية أمها الحنونة في بداية طفولتها التي ماتت بسبب مرض طارئ وما كانت السيدة رقية الطفلة الصغيرة لتبقى بلا كفيل، فإنّها وإن فقدت أمها وهي في مقتبل العمر إلا أنّها عاشت في كنف عمتها زينب الكبرى عليها السلام التي أولتها العناية الخاصّة في تربيتها ورعايتها، حتى غدت أفضل بنات الإمام الحسين عليه السلام ونشأت هذه السيدة تتلقى من أبيها وعمتها العلم والحكمة والاخلاق في بيت العصمة والطهارة، كانت تحنو عليها كأمها تحبها وتداعبها حتى ترعرعت ونمت في حضن عمتها الى يوم شهادتها عليها السلام.

الولادة والشهادة:

الذي يبدو من مجمل التواريخ ان السيدة الشهيدة رقية عليها السلام. ولدت ما بين عام 57 هـ و58هـ، بالمدينة المنوّرة. وتوفيت في  5.صفر61هـ.

وهي أصغر بنات الحسين الأربع أي زينب وفاطمة وسكينة، ولذا كانت لها مكانة خاصة في قلبه. وبدورها، كانت كثيرة التعلق بأبيها ولم تفارقه حتى في الوقت الذي تهجع فيه عيون الأطفال للنوم، فقد نقلت بعض كتب التاريخ أنها كانت تستيقظ ليلاً لتجهز سجادة الصلاة لأبيها وهي جالسة بقربه حال تأديته لصلاة الليل، وكان يكثر من ضمها إلى صدره.‏

وهناك اكثر المؤرخين أشاروا إلى إنها ولدت رضوان الله عليها أواخر عام 57 للهجرة وبعض الروايات تقول أنها توفيت وعمرها 5 أو 6 سنوات. قيل: إنها الابنة الرابعة للإمام الحسين عليه السلام.[ الأمينيّ، الركب الحسينيّ في الشام، ص‏221].

معنى أسم رقية:

كلمة «رقية» كما جاء في كتب اللغة هي تصغير لكلمة راقية بمعنى الارتفاع والسمو والتصغير هنا للتحبيب. وهكذا جميع أسماء ربائب الوحي فهي جميلة ورزينة ترمز وتشير إلى معاني الرفعة والطهر والنقاء والخير والصلاح.

السيّدة رقية شاهدت الحوادث المؤلمة:

شاهدت السيّدة رقية الصغرى بنت الامام الحسين عليهم السلام كلّ ما جرى على أهل البيت عليهم السلام في واقعة كربلاء، وهي بنت ثلاث سنوات او أكثر، ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من القتل والسبي وكانت السيدة الشهيدة رقية عليها السلام مع السبايا من كربلاء الى الكوفة ثم الى الشام.

ان مصيبة الامام الحسين علية السلام وعياله وأبنائه الكرام قد بلغت عنان السماء وبكت لها السموات والأرض بالدماء وناحت لها الوحوش والحيتان في لجج الماء وأقامت الملائكة فوق سبع الطباق مأتما ونصبت من اجلها مياه البحار والأنهار وسكنت بسببها حركات الفلك الدوار كيف لا وقد اصبح لحم رسول الله أشلاء على التراب وأعضاؤه مفصلة بسيوف اهل البغي فلا قرت العيون بعد ذلك المصاب ولا التدت النفوس بلديد الطعام والشراب.

علاقة السيدة رقية عليها السلام بأبيها عليها السلام:

ولم يعرف في التاريخ سابقة لتعلق ابنة بوالدها إلا جدتها فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين عليها السلام وتعلقها بأبيها رسول الله صلى الله عليه واله قال في المنتخب كما نقله الحائري في معاليه: لقد كان لأبي عبد الله الحسين عليه السلام عدة أولاد بنين وبنات، بنت صغيرة يحبها وتحبه.

وقد ورد ذكرها في كتب أرباب المقاتل في واقعة كربلاء وناداها الإمام الحسين عليه السلام ونطق باسمها في أكثر من موضع وحادثة، وخصوصاً في الساعات الأخيرة من عمره الشريف عندما أراد أن يودّع أهله وعياله نادى بأعلى صوته: «يا أختاه! يا أم كلثوم، وأنت يا زينب، وأنت يا رقية، وأنت يا فاطمة، وأنت يا رباب، انظرن إذا أنا قتلت فلا تشققن عليّ جيباً، ولا تخمشن عليّ وجهاً، ولا تقلن عليّ هجراً». [اللهوف في قتلى الطفوف]. وكذلك جاء في [مقتل أبي مخنف] الذي هو أقدم مقتل لأبي عبد الله الحسين عليه السلام نادى في يوم عاشوراء لكي يودع أهله وعياله: «يا أم كلثوم، ويا سكينة، ويا رقية، ويا عاتكة، ويا زينب، يا أهل بيتي عليكن مني السلام».

السيدة رقية عليها السلام والمصائب والمحن:

طفلة الإمام الحسين عليه السلام حملت هم نصرة الحق بسنيها الثلاث، فكانت ممن شهدوا كربلاء ورأت بأُمّ عينيها الفاجعة الكبرى والمأساة العظمى، لما حلّ بأبيها ابو الشهداء الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه من القتل والتنكيل والتمثيل بجثث الشهداء أمر يبعث النشوة في نفوس بني أمية عامة الذين اذاقوا الامة الويلات تلو الويلات والعذاب الأليم والمصائب والمحن، ومن ظلمهم الطفلة الصغيرة رقية بنت الامام الحسين عليه السلام التي أصابها الظلم من جراء أعمال بني أمية وصبرت وتألمت حتى الخامس من صفر سنة 61 هجرية، ورحلت تاركة فصل من فصول العشق لصاحب العشق.

السيدة رقية عليها السلام المضلومة المفجوعة

ماتت السيدة شهيدة رقية عليه السلام في خرابة الشام وبذلك جددت على البيت النبوي مصيبة الطف في كربلاء وقتل الامام الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليه السلام هي من البيت العلوي حفيدة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله هي الطفلة ذات السنوات الخمس، والتي شهدت مع والدها الحسين والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة.. ثم تلك القسوة الشرسة في التعامل معهن كسبايا بعد مجزرة كربلاء الرهيبة.

كيفية شهادتها عليها السلام

تقول كتب التاريخ بان السيدة رقية عليها السلام قد كانت خلال ملحمة كربلاء تعالج المرض دون علم بما جرى لأبيها الحسين عليه السلام وأثناء الأسـر في الشام حين شفيت قامت بما هي معتادة عليه من إعداد السجادة لوالدها عليه السلام وقت الصلاة. وانتظرته كثيراً دون جدوى .. فظلت تسأل عنه وهي تبكي.. و نساء أهل البيت في حيرة بما يخبرنها وحين سمع نداءها يزيد.. سأل عما تطلبه فأجيب بأنها تطلب والدها الحسين عليه السلام.

فأمر العين أن يذهبوا برأس أبيها إليها، فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل ديبقي فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه فقالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك، ففزعت مرعبة لجريمة القتل المخيفة أصابها الدهشة حينما قالوا لها إنه رأس أبيك، فرفعته من الطشت حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟ يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني؟ يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟ يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟

ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها، فلما حركوها فإذا هي قد فارقت روحها الدنيا، فلما رأى أهل البيت عليهم السلام ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية.

الضريح القديم للسيدة رقية عليها السلام:

يقع مقام السيدة رقية عليها السلام على بعد 100 متر أو أكثر من المسجد الأموي بدمشق، وعندما تريد الدخول إلى صحنها المطهر أول ما يلفت نظرك، اللوحة التي على باب مقامها الشريف مكتوب فيها: «هنا مقام السيدة رقية بنت الحسين عليها السلام الشهيد بكربلاء» ترى مقامها كالدّر الأبيض الذي يلمع، وفي حينه تتذكر تلك الأيام الرهيبة والنفوس الخبيثة التي أرادت إطفاء نور فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها عليهم السلام ولكن هيهات. وقد دأب المسلمون شيعة وسنة على زيارة مقامها الشريف والمبارك حتى أصبح من المشاهد المشرفة التي تهوي إليها النفوس من كل فج عميق. وقد التجأ إلى قبرها كثير من الناس بحوائجهم، فجعلوا هذه اليتيمة شفيعة ووسيلة إلى الله سبحانه، وقد قضى الله حوائجهم ببركة السيدة رقية عليها السلام.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الكاتب محمد الكوفي الحداد / بتصرف.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2298
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19