بقلم الأستاذ: مصطفى الطائي

للاستماع دور كبير جدا في عملية حفظ القرآن الكريم، ويتأكد هذا الدور عندما يكون الطالب في سن مبكرة لا يستطيع القراءة، فيكون الاستماع هو الوسيلة الوحيدة للحفظ لديه، وأما سائر الأعمار فيعتبر العنصر الأكثر فاعلية في تسهيل وتعميق عملية الحفظ، إذ أثبتت التجارب أن الصفحة التي يستمع إليها الطالب لعشرة مرات خلال خمس أيام متتالية ستكون أسهل وأسرع وأعمق للحفظ بنسبة لا تقل عن ٧٠٪ مع أن أغلب الحفاظ لا يهتمون به مدعين بأنه يستغرق وقتا طويلا ولا يستحق الاهتمام، وهذا الاعتقاد خاطئ تماما، فلو جرب الحافظ الاستماع لما استغنى عنه ولتوصل إلى النتائج المبهرة التي فيه وهي:

١- يسهل عملية الحفظ ويسرعها بنسبة عالية جدا، لأن الآيات لن تكون غريبة لدى الحافظ، ويكون مستأنسا بها وكأنه قد حفظها من قبل.

٢- يعمق الحفظ ويجعله متينا، نظرا لوجود النغم أثناء القراءة إذ يعتبر النغم أحد الأمور المساعدة على الربط بين الجمل والآيات.

٣- يصون الحافظ من الخطأ أثناء الحفظ، خصوصا أن عملية الحفظ حساسة جدا، ولابد من الحذر الشديد من عدم الوقوع في الخطأ لصعوبة تصحيحه فيما بعد.

٤- يُحسن صوت الطالب بشكل كبير.

٥- أحكام التلاوة لن تكون بمنأى عن التطور الحاصل في أداء الحافظ، فبسبب كثرة الاستماع، سيكتسب الحافظ القدرة على أداء أحكام التلاوة بشكل دقيق.