• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : الإمام الهادي (ع) والدفاع عن القرآن (*) .

الإمام الهادي (ع) والدفاع عن القرآن (*)

د. خضر نبها

الإمام الهادي (عليه السلام) هو عاشر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)، اسمه علي وكنيته أبو الحسن(1)، وأشهر ألقابه: النقي، الهادي، والعالم، والفقيه، والناصح، والأمين، والطيب، والمتوكل، ولكنه (عليه السلام) كان يخفي هذا اللقب الأخير ويأمر أصحابه بالإعراض عنه لكونه لقب الخليفة المتوكل على الله في ذلك الزمان(2).

ولد سنة 212 هـ، قرب المدينة، وتوفي سنة 254هـ في مدينة سرّ من رأى، بعد أن مكث فيها عشرين سنة ودفن في المنزل الذي سكن فيه (عليه السلام)(3).

عاصر الإمام الهادي (عليه السلام) ستة من خلفاء بني العباس وقد عانى معهم الشدائد والصّعاب(4)، وأكثر من تحامل على الإمام الهادي هو المتوكل، فهو من أرسل إلى الإمام بالحضور من المدينة إلى سامراء، وفي سنة 234هـ أشخص المتوكل إلى الفقهاء والمحدثين(5) وأمرهم أن يجلسوا للناس وأن يحدّثوا بالأحاديث التي فيها ردّ على المعتزلة والجهمية وأن يحدّثوا الأحاديث في الرؤية(6)، وكل ذلك نتيجة رؤيا قد رآها المتوكل في المنام(7).

وفي سنة 236هـ أمر المتوكل بهدم قبر الإمام الحسين (عليه السلام) وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى صاحب الشرطة في الناحية : "من وجدناه عند قبره بعد ثالثةٍ، بعثنا به إلى المطبق"(8).

ومن هنا نفهم ما روي عن أئمة أهل البيت (عليه السلام) في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وأنها تعادل أربعين حجة، وغيرها من الأحاديث التي تشجع على زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) حتى ورد "من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة"(9)، و"من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره"(10)، وغيرها من الأحاديث.

وبعد سنة واحدة من هدم المتوكل لقبر الحسين (عليه السلام) أي في عام 237 هـ، قُرئ كتاب المتوكل بتخلية كل من حبسه الخليفة الواثق في خلق القرآن(11)، وطبعًا هذا من باب نصرة أهل السنة على المعتزلة لأن من كان في السجن هم من أصحاب الحديث.

 وفي هكذا أجواء ضاغطة وقاسية في نصرة المتوكل لأصحاب الحديث، قام الإمام الهادي (عليه السلام) محاولاً تبيان موقف أهل البيت (عليهم السلام) من المسائل الفكرية المطروحة، ونستطيع أن نختصر بعض هذه المسائل في مسألتين تتعلقان بالقرآن الكريم هما:

1- مسألة تحريف القرآن.

2- مسألة خلق القرآن.

وهذا ما سوف نعالجه في بحثنا هذا.

1- مسألة تحريف القرآن

كان في عصر الإمام الهادي (عليه السلام) بعض التشكيكات حول مسألة التحريف والنقص في القرآن الكريم، فلذلك وقف الإمام (عليه السلام) في مواجهة القائلين بتحريف الكتاب، وخصوصًا الغلاة، ممن يُحسبون -زورًا- على الشيعة في الوقت الذي كان عند أهل السنّة جماعات تقول بالتحريف ولهم في ذلك روايات قد عرضها بالتفصيل الدكتور فتح الله المحمدي في كتابه (سلامة القرآن من التحريف)، حيث قسمها إلى ستة أنواع(12) إلا أن ذلك يُغمض عنه، لأن أهل السنّة أو أصحاب الحديث كانوا من المقربين للحاكم في زمانه.

ولكن مما يؤسف له حقًا أن كل تهمة وانحراف تاريخية تنسب إلى المغلوبين والمعارضة المضطهدة، بينما يُعطى الغالب والحاكم وشيعته كل الصفات الحسنة والصورة الملمعة(13)، مهما يكن، فقد تصدى الإمام الهادي (عليه السلام) للقول بالتحريف والنقص في القرآن، وفي رسالة رائعة للإمام الهادي (عليه السلام) عرضها ابن شعبة في كتابه تحف العقول والتي كتبها الإمام (عليه السلام) أصلاً كردّ على أهل الجبر والتفويض، يُشدد فيها عليهم، ويؤكد في بدايتها على سلامة القرآن وأصالته ومرجعيته في حياتنا، حيث يقول (ع): (... وقد اجتمعت الأمة قاطبة، لا اختلاف بينهم، أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع أهل الفرق، وفي حال اجتماعهم مُقرّون بتصديق الكتاب وتحقيقه، مصيبون، مهتدون، وذلك بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : "لا تجتمع أمتي على ضلالة" فأخبر أن جميع ما اجتمعت عليه الأمة كلها حق، هذا إذا لم يخالف بعضها بعضاً. والقرآن حق لا اختلاف بينهم في تنزيله وتصديقه، فإذا شهد القرآن بتصديق خبر وتحقيقه وأنكر الخبر طائفة من الأمة لزمهم الإقرار به ضرورة حين اجتمعت في الأصل على تصديق الكتاب، فإن "هي" جحدت وأنكرت لزمها الخروج من الملة)(14).

وتابع علماء الشيعة الإمامية أئمتهم (عليه السلام) في الردّ على هذه المسألة لاحقًا كالفضل بن شاذان (ت 260هـ)، والشريف المرتضى (ت436هـ)، والطبرسي (ت584هـ)، وابن طاووس (ت664هـ)، والعلامة الحلي (ت726 هـ)، والشيخ محمد جواد النجفي (ت1352هـ)، وصاحب الميزان العلامة الطباطبائي (ت1402هـ)، والخوئي (ت1413هـ)، وغيرهم من العلماء(15).

2- مسألة خلق القرآن

مصدر هذه المقولة كان الجعد بن درهم(16)، وقد اتهم حينها من قِبل حكومة هشام بن عبد الملك أنه كذّب الآية الكريمة {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً}(17)، قال ذلك خالد بن عبد الله وهو يهم بذبح الجعد أسفل منبر مسجد واسط عام 99 هـ، في صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى، وقد ذبح الجعد مع الأضاحي من الأغنام بعد صلاة العيد(18)، ويروي أصحاب الحديث المعادين للجعد، أن الجعد بن درهم قد اقتبس المقالة من يهودي من اليمن(19)، وابن منظور يحدّد بأنها عن بيان بن سمعان عن طالوت ابن أخت لبيد عن لبيد بن أعصم اليهودي(20).

وقد أرجع أبو هاشم الجبائي أحد شيوخ الاعتزال في القرنين الثالث والرابع الهجري بداية القول بخلق القرآن إسلاميًا إلى أبي حنيفة النعمان(21)  وقوّى ذلك القاضي عبد الجبار المعتزلي (ت413هـ).

حيث اعتبر أن الجدل في القرآن حدث في أيام أبي حنيفة، وأصحابه أنكروا ذلك عليه(22). وناصَرَ المأمون العباسي وبعده المعتصم والواثق مقولة خلق القرآن، وعارض ذلك الإمام أحمد بن حنبل معارضة شديدة حتى سميت القضية تاريخيًا باسم "محنة القرآن أو محنة أحمد بن حنبل"، وقد كتب ابن سرور المقدسي (ت600هـ)، كتابًا خاصًا باسم "المحنة على إمام السنة أحمد بن حنبل"(23)، وغيرها من الكتب وبقيت المحنة إلى أن جاء المتوكل العباسي ونصر أصحاب الحديث وعلى رأسهم ابن حنبل، حتى أن المتوكل بعد سنة واحدة من هدمه قبر الإمام الحسين (عليه السلام) أي في سنة 237 هـ، أمر بتخلية كل من كان حبسه الواثق في خلق القرآن(24).

وأمام هذا الصراع المريع ما بين القول بخلق القرآن وعدم القول بذلك وأمام تعصّب الحكام وتحيّزهم والخوض بدماء المسلمين وقف الإمام الهادي (عليه السلام) موقفًا وسطًا، حاسمًا بذلك المسألة ورافضًا القول بخلق القرآن أو قِدَمه، فكتب رسالة ويظهر أنها جواب على سؤال من بعض أتباعه ذاكرًا فيها "أن الجدل في القرآن بدعة، وعلى المسلمين أن يسمّوا القرآن بما سمّى به نفسه، فالقرآن كلام الله لا تجعل له اسمًا من عندك فتكون من الظالمين"(25)، على حدّ تعبير الإمام (عليه السلام)، يقصد الإمام (عليه السلام) أن القرآن هو كلام الله وبالتالي لا خالق ولا مخلوق(26)، وهذا ليس استنتاجًا أو تأويلاً، بل هذا ما عبّر عنه الإمام زين العابدين من قبل، حيث قال بصريح العبارة حسب ما نقل عنه ابن الجوزي (ت597هـ) :" القرآن هو كلام الله ليس بخالق ولا مخلوق"(27)، ومن هنا سنّ الإمام الهادي (عليه السلام) قاعدة في وصف الله تعالى، فقال: "إن الله لا يوصف إلا بما وصف به نفسه"(28).

وفي الختام أشير إلى أن الإمام الهادي (عليه السلام) قد تصدّى أيضًا لتأويل الغلاة للقرآن وطلب من أصحابه اعتزالهم(29)، ودافع عن القرآن وتأويل آياته، فذكر ابن شعبة الحراني في كتابه "تحف العقول" أن يحيى بن الأكثم القاضي المعتزلي المعروف، قد سأل موسى بن محمد أخا الإمام الهادي (عليه السلام) عن مسائل في القرآن، وعجز موسى عن الإجابة عنها فذهب إلى أخيه الإمام الهادي (عليه السلام) مستفسرًا، فأجابه عنها الإمام (عليه السلام) (30).

ويظهر أن الإمام الحادي عشر، أي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قد تابع مسيرة والده الإمام الهادي (عليه السلام) في الدفاع عن القرآن.

فينقل ابن شهر آشوب العالم الشيعي الكبير في كتابه المناقب(31) أن أبا القاسم الكوفي في كتابه "التبديل" ذكر أن يعقوب بن إسحاق الكندي (ت252 هـ)، فيلسوف العرب في زمانه، كان قد بدأ بتأليف كتاب في تناقض القرآن، ولكنه عاد وحرّقه نتيجة سؤال من الإمام أبي محمد الحسن العسكري أرسله إليه عن طريق أحد تلامذته (**).

وأخيرًا، أنهي كلامي برائعة للإمام الهادي (عليه السلام) تقول:

" من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه"(32)، و"الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة" (33). 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) من موقع مجلة "رسالة النجف"، العدد العاشر / 2007م  / 1428هـ .

(**) مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، المطبعة الحيدرية في النجف 1956، ج3 ص526، قال: " أبو القاسم الكوفي في كتاب التبديل : أن إسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه أخذ في تأليف تناقض القرآن، وشغل نفسه بذلك، وتفرد به في منزله، وإن بعض تلامذته دخل يومًا على الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فقال له أبو محمد (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما أخذ فيه من تشاغله بالقرآن ؟

فقال التلميذ : نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره ؟

فقال أبو محمد (عليه السلام) : أتؤدي إليه ما ألقيه إليك ؟ قال : نعم.

قال : فصر إليه، وتلطّف في مؤانسته ومعونته على ما هو بسبيله، فإذا وقعت الانسة في ذلك فقل : قد حضرتني مسألة أسالك عنها فإنه يستدعي ذلك منك، فقل له : إن أتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز أن يكون مراده بما تكلم به منه غير المعاني التي قد ظننتها أنك ذهبت إليها ؟ فإنه سيقول لك: إنه من الجائز لأنه رجل يفهم إذا سمع، فإذا أوجب ذلك فقل له : فما يدريك لعله قد أراد غير الذي ذهبت أنت إليه، فتكون واضعًا لغير معانيه.

فصار الرجل إلى الكندي وتلطّف إلى أن ألقى عليه هذه المسألة، فقال له: أعد عليَّ ! فأعاد عليه، فتفكّر في نفسه، ورأى ذلك محتملاً في اللغة، وسائغا في النظر، فقال : أقسمت عليك إلا أخبرتني من أين لك ؟

فقال : انه شيء عرض بقلبي فأوردته عليك.

فقال : كلا، ما مثلك من اهتدى إلى هذا ولا من بلغ هذه المنزلة فعرِّفني من أين لك هذا ؟

فقال : أمرني به أبو محمد.

فقال : الآن جئت به، وما كان ليخرج مثل هذا إلا من ذلك البيت، ثم إنه دعا بالنار وأحرق جميع ما كان ألَّفه ".

[1] - بما أن كنية الإمامين موسى الكاظم (عليه السلام) والرضا (عليه السلام) أبا الحسن أيضًا، فلذا يقال للإمام الهادي أبو الحسن الثالث، كما يقال للإمام الرضا أبو الحسن الثاني، وربما قيل مكان الثالث الماضي أو الهادي أو العسكري. انظر : القمي، منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، لا طبعة، لا سنة، 1/591.

[2] - م، ن : 1/591-592.

[3] - م،ن 1/631.

[4] - عاش مدة في بقية ملك المعتصم ثم مع الواثق خمس سنين وتسعة أشهر، ثم مع المتوكل أربعة عشر سنة، ثم مع ابنه المنتصر ستة أشهر، ثم مع المستعين ابن أخ المتوكل ثلاث سنين وتسعة أشهر، ثم مع المعتز، وقد استشهد الإمام الهادي في آخر ملكه مسمومًا. راجع : ابن الصباغ المالكي، الفصول المهمة.

[5] - وهم مصعب الزبيري، وإسحاق ابن أبي إسرائيل، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وعبد الله وعثمان ابن محمد بن أبي شيبة. انظر : ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، دار الكتب العلمية، ط 1، لا سنة، 11/207 في حوادث سنة 234هـ.

[6] - م، ن.

[7] - م، ن : 11/179.

[8] - ابن الجوزي، المنتظم... 11/237 حوادث سنة 236، وأول من أمر بإعادة بناء مشهد الإمام الحسين (عليه السلام) المعتمد العباسي (ت 237 هـ). راجع : آدم متز، الحضارة الإسلامية 1/140.

[9] - الصدوق : علل الشرائع وغيره من المصادر.

[10]- م، ن، وراجع : آدم متز، الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري، دار الكتاب العربي، لبنان، ط4، سنة 1967، 1/138.

[11]- ابن الجوزي: المنتظم : 1/250، حوادث سنة 237.

[12]- الدكتور فنح الله المحمدي، سلامة القرآن من التحريف، أو تفنيد الافتراءات على الشيعة الإمامية، دار مشعر، إيران، ط1، سنة 1424هـ، من ص 158 حتى صفحة 223، وقد عالج هذه المسألة العديد من المؤلفين.

[13]- الشيخ سالم الصفار، نقد منهج التفسير والمفسرين المقارن، دار الهادي، لبنان لاط، لا س، ص326.

[14]- ابن شعبة الحراني، تحف العقول عن آل الرسول (ص)، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، ط2 1404هـ، وطبعة الأعلمي للمطبوعات، لبنان ط6 سنة 1996، ص337.

[15]- د. المحمدي: سلامة القرآن من التحريف، ص225 وما بعدها.

[16]- قد أخطأ الشيخ سالم الصفار في كتابه نقد منهج التفسير والمفسرين المقارن ص326 عندما اعتبر أن أحمد بن أبي داوود هو من أتباع هذه المسألة.

[17]- النساء، من الآية 163.

[18]- ابن منظور، مختصر تاريخ ابن عساكر، تحقيق مأمون الصاخرجي، دار الفكر، لبنان، 3ط1، ر سنة، 6/51، وابن النديم الفهرست ص1401.

[19]- ابن كثير، البداية والنهاية: 9/364.

[20]- ابن منظور، مختصر تاريخ ابن عساكر: 6/51.

[21]- القاضي عبد الجبار، فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة، تحقيق فؤاد سيّد، الدجار التونسية، ص157.

[22]- م.ن، ص157، وراجع حول المسألة: كتاب جدل التنزيل، د. رشيد الخيون وكتاب خلق القرآن للجاحظ، منشورات الجمل لندن، ط1 سنة 2000، ص105-106.

[23]- ابن سرور المقدسي: المحنة على إمام السنّة أحمد ابن حنبل، دار الكتب العلمية، لبنان ط1 سنة 2000.

[24]- ابن الجوزي، المنتظم... 11/251 حوادث سنة 237.

[25]- ونص رسالة الإمام الهادي هي : بسم الله الرحمن الرحيم: عصمنا الله وإياك من الفتنة، فإن يفعل فأعظم بها نعمة! وإلا يفعل فهي الهلكة، نحن نرى أن الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل والمجيب، فتعاطى السائل ما ليس له، وتكلّف المجيب ما ليس عليه، وليس الخالق إلا الله، وما سواه مخلوق، والقرآن كلام الله، لا تجعل له اسمًا من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون. راجع : متشابه القرآن ومختلفه ص61.

[26]- احتلت مسألة خلق القرآن حيّزًا واسعًا في تاريخ الفكر الإسلامي، ولتفصيل الكلام فيها ومعرفة المراد من قول الإمام (عليه السلام) "القرآن لا خالق ولا مخلوق" يراجع على سبيل المثال لا الحصر: مقدمة شرح الأسماء الحسنى، الملا هادي السبزواري. هل القرآن كلام الله مخلوق؟... مركز المصطفى. موسوعة المصطفى والعترة، الحاج حسين الشاكري، ج9 ص594 وما بعدها. وفلاسفة الشيعة للشيخ عبد الله نعمة. (التحرير)

[27]- ابن الجوزي: فنون الأفنان في عيون علوم القرآن، تقديم أحمد الشرقاوي، الدار البيضاء، مطبعة النجاح، لاط، سنة 1970، ص25، واللافت أنّ د. رشيد الخيون قد استبعد ورود هذا الحديث: جدل التنزيل، د. رشيد الخيون، ص356.

[28]- ابن شعبة: تحف العقول، 356.

[29]- الكشي: رجاله ص568.

[30]- ابن شعبة الحراني: تحف العقول، ص351 وما بعدها.

[31]- ابن شهر آشوب: المناقب 4/242 وردت أيضًا في بحار الأنوار 50/311.

[32]- الشيخ عباس القمي: منتهى الآمال 2/113.

[33]- م.ن، 2/616.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2175
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24