• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : الأخبار القرآنية .
                    • الموضوع : خمسة آلاف مصحف نادر بدار الكتب المصرية؛ ثروة قومية للأمة الإسلامية .

خمسة آلاف مصحف نادر بدار الكتب المصرية؛ ثروة قومية للأمة الإسلامية

خمسة آلاف مصحف نادر بدار الكتب المصرية؛ ثروة قومية للأمة الإسلامية

صناعة المصاحف الشريفة تعد من أرق الصناعات العريقة ويرجع بعضها إلی القرن الأول الهجری،حيث كانت زخرفة وتذهيب وتلوين المصاحف تمثل ذروة الفن العربی .

 

وهی عملية كانت تتم فی البداية فی حدود بسيطة، اقتصرت علی أجزاء من الصفحات مثل الأشرطة وبعض العناصر الزخرفية التی تدل علی أجزاء المصحف وأقسامه، كالنصف، والربع أما فواصل الآيات القرآنية فكانت فی معظمها عبارة عن دوائر، أما علامات الأجزاء فهی دوائر فی داخلها مربعات، تتداخل مكونة أشكالا نجمية مع البؤرة منها ما كان يدل علی الجزء، وقد استخدمت فی هذه الزخارف الألوان الذهبية والزرقاء والخضراء، وأحيانا الحمراء أما الرسوم فكانوا يقومون بتحديدها باستخدام اللون الأسود.

 

وهناك عدد من المكتبات تضم مصاحف نادرة أكبرها قاعة القرآن الكريم بدار الكتب وتشتمل علی " 5 آلاف مصحف " كما تحتضن المكتبة المركزية للمخطوطات الاسلامية مجموعة نفيسة من المصاحف التی كتبت بماء الذهب ويأتی علی درة هذه المصاحف مصحف ثالث الخلفاء الراشدين أمير المؤمنين ذی النورين عثمان بن عفان رضی الله عنه ،الذی كان بين يدی سيدنا عثمان يوم استشهاده.

 

هذا المصحف نسخة من المصاحف الستة التی نسخت بأمر عثمان رضی الله عنه ثم أرسل أربعةً منها إلی الأمصار، وبقی اثنان منها فی المدينة . وكان هذا المصحف محفوظاً فی خزانة الكتب المدرسة الفاضلية التی بناها القاضی الفاضل عبدالرحيم البيسانی العسقلانی فی العصر الأيوبی ثم نقله السلطان الملك الأشرف أبو النصر قنصوة الغوری آخر سلاطين الدولة المملوكية إلی القبة التی أنشأها تجاه مدرسته بقرب الأقباعيين داخل باب زويلة ، ونقل إليها أيضاً الآثار النبوية ، وعمل له جلدة خاصةً به نقش عليها أنها عملت بعد كتابة المصحف العثمانی بثمانمائة وأربعة وسبعين عاماً أی أنها عملت سنة 909ه وظل محفوظاً بها لمدة ثلاثة قرون وفی عام 1427ه قامت المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية بنقله إلی المكتبة حيث تم توثيقه وتصوير صفحاته لأول مرة علی أقراص مدمجة CD.

 

هذا المصحف يتكون من 1087 ورقة من الرق من القطع الكبير ، وقياسها 57 سم 68 سم ، وعدد الأسطر 12 سطراً، وارتفاعه 40 سم ، ووزنه 80 كجم ، ومكتوب بمداد داكن ، وبخط مكی يناسب القرن الهجری الأول، ومحفوظ بغلاف خشبی مذهب بآيات قرآنية ومؤرخ علی الكتاب تاريخ تصنيعه ويعد مصحف عثمان رضی الله عنه اندر وانفس مخطوطات المكتبة كما يوجد مصحف.

 

أوقفه بدر الدين لولو الرومی علی مسجد الامام الحسينی "رضی الله مؤرخ عام 660 هجريا ويقال انه كتب قبل هذا التاريخ ومكتوب بخط النسخ بالقطع الكبيرة والفواصل بين الصور مكتوبة باللون الاحمر.

 

ومن المصاحف المذهبة مصحف شريف كتب عام 1254 هجريا اوقفته والدة نجل محمد علی باشا بمقابر الامام الشافعی عام 1286 هجريا ويتميز بزخرفته وملون بألوان عديدة

 

وهناك المصحف الشريف الذی أوقفته السلطانة ملك علی روح زوجها السلطان حسين كامل باشا ابن الخديوی اسماعيل باشا بمدفنه بمسجد الرفاعی عام 1338 هجريا عدد اوراقه 312 صفحة الفاتحة بها الوان زاهية والاطارات مذهبة فی كل الاوراق المصحف وقام بتهذيبه محمد بطريق النقشبندی.

 

بالاضافة الی ذلك هناك المكتبات الخاصة مثل : مكتبة احمد طلعت باشا ومكتبة مصطفی باشا فاضل وبها 33 مصحفا ومكتبة خليل باشا اغا التی تحتوی علی 189 مصحفا ومكتبه قولة التی اسسها محمد علی باشا وبها 34 مصحفا ومكتبة زكية التی تخص أحمد زكی باشا وبها مصحفان نادران وان كان من الصعب تصفح النسخ الاصلية لهذه المصاحف او ملامستها حتی لاتتلف وهناك شكلان للمصاحف الاول عبارة عن بطاقات مصغرة والثانی علی شكل الالكترونی ويتمثل فی الاقراص المدمجة وتعرض من خلال الكمبيوتر.

 

ويقول الدكتور صابر عرب رئيس مجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية ان الدار تحتوی علی مجموعات قيمة ونادرة ومن المصاحف المخطوطة حيث تضم اكثر من خمسة آلاف نسخة وتتميز فی مجملها بجودة الخط والنقوش البديعة المحلاة بالذهب واللازورد وهی ترجع لعصور مختلفة ومن اندرها نسخة مكتوبة علی ورق غزال بخط كوفی فی القرن الثانی الهجری ومحفوظة برقم 115 وهناك مصحف صغير الحجم كتب بالخط الكوفی علی ورق غزال مشكل بالنقط الحمراء مغلفة بجلد منقوش ويرجع للقرن الثانی الهجری والنسخة بالدار برقم 216 اضافة الی نسختين اخريين الاولی لم تكتمل بماء الذهب ولعلها تعود للقرن الثانی او الثالث الهجری.

 

والنسخة الثانية بحالة جيدة ومكتوبة بقلم من الريحان ولعلها للقرن الثامن عشر.

 

ويضيف د.عرب من المصاحف ذات الحجم الكبير نسخة بقلم ثلث وبين الاسطر ترجمة باللغة الفرسية ويتكون من سبعة مجلدات المجلد الاول محلی بالفضة الخالصة المطعمة برقائق ذهبية وياقوتية والغلاف مصنع فی الهند عام 1331 هجريا وهو مكتوب فی القرن الحادی عشر ومن المصاحف الكبيرة ايضا مصحف معروف باسم مصحف الملك الناصر محمد بن سيف الدين قلاوون وهومكتوب بماء الذهب ومشعر بالمداد الاسود بخط احمد يوسف تركی وكتب سنة 1243 هجريا بقلم الريحانی.

 

وهناك مصحف السلطان برسبای الثامن من ملوك الجراكسة" وهو الوحيد بين كل مصاحف القاعة الذی يتكون من مجلدين يبلغ طول الصفحة فيها 70 سم ومضت علی كتابته 950 عاما وفواصل الايات فيه عبارة عن وحدة زخرفية مستوحاة من اوراق الشجر وله ثلاثة اطارات الخارجی من اللازوردی الازرق اسم السور مكتوب باللون الذهبی وهناك مساحات بلون أحمر موزعة خلال الاطار ويبدأ المجلد الاول بفاتحة القرآن الكريم وينتهی بسورة الكهف أما المجلد الثانی فيبدأ بسورة مريم.

اما السلطان قايتبای فله مصحفان فی دار الكتب أحدهما محلی بالذهب واللازوردی ومكتوب بخط نسخ جميل وفواتح الصور محلاة بزخارف نباتية واخری مستوحاة من نجوم السماء ويضيف د. عرب ان المصحف الثانی يبلغ حجمه ضعف حجم الاول وكتبه أحد كبار رجال الدولة وهو الامير "جالشم السيقی بك " ومن أجمل المصاحف واروعها فی فن الزخرفة المصاحف التی تنتمی للعصر الملوكی فمنها مصحف السلطان محمد بن قلاوون المكتوب بماء الذهب بخط الثلث ومضبوط الشكل بالكامل ويرجع تاريخ كتابته الی عام 764 هجريا ورغم ذلك تبدو صفحاته بسيطة ورقيقة وكتب هذا المصحف خصيصا لكی يوضع فی مسجد القلعة الذی بناه السلطان محمد بن قلاوون وأوقفه عليه وظل به حتی نقل الی دار الكتب.

 

ومن أجمل المصاحف ايضا مصحف السلطان "برقوق" الذی انتهی الخطاط الشهير عبد الرحمن الصائغ من كتابته فی عام 801 هجريا ومكتوب بخط الثلث ومنقوش بالذهب، وتطغی عليه الالوان الزاهية مثل الازرق واللازوردی والاحمر الياقوتی وتخلل المساحات ألوان من البياض لتضفی عليه عمقا وجمالا أما الزخارف فتتكون من وحدات هندسية وأوراق نباتية تغطی أول صفحة وهی سورة الفاتحة الثانية وهی التی بها بداية سورة البقرة.

 

ومصحف آخر لوالد السلطان برقوق يحيطه بالصفحتين الاولی والثانية إطار من الذهب والصفحات وردية اللون وفواتح السور"العناوين" موجودة داخل مستطيل تتخلله أشكال دائرية" وهناك مصاحف مبتورة وبها أجزاء كبيرة منزوعة منها نسخة تبدأ من سورة الصافات سنة 469 هجريا وهناك جزء من نسخة مكتوب فی آخرها انه بخط أبی علی محمد بن مقلة وذلك فی سنة 308 ه وهو محلی بالذهب ومصحف ثان عبارة عن النصف الاول من القرآن مكتوب بخط كوفی علی رق غزال وفی آخره دون انه بخط الامام جعفر الصادق وهناك نسخة كاملة بخط عادی مكتوب فی نهايتها "عمل هذا ابو الحسن بن ابی طالب "عام 119 هجريا وتوجد نسخة بخط كوفی علی رق غزال غير منقوطة وغير مدون بها اسماء السور وذلك عادة الرسم فی صدر الاسلام وجاءت هذه النسخة من جامع عمرو بن العاص الی دار الكتب الذی كتبها هو ابو سعيد الحسن البصری عام 77 هجريا "وهناك مصحف مكتوب فی أوائل القرن الثالث الهجری علی رق الغزال بالخط الكوفی علی طريقة "أبی الاسود الدؤلی " أی بطريقة تنقيط الحروف "وهناك مجموعة أخری من المصاحف مجهولة التواريخ علی وجه الدقة وإن كانت تنتمی الی القرنين الاول والثانی الهجری.

 

وحول كيفية الحفاظ علی هذه المصاحف وترميمها يوضح د.عرب قائلا هناك 60 مصحفاً مرمماً بدار الكتب وعشرون آخرون بدار الوثائق وتقوم الهيئة بترميم بعض المصاحف والبعض الآخر يتم الاستعانة بمؤسسات وخبراء ذوی سمعة عالمية للمشاركة فی هذه المهمة هذا فضلا عن وجود مركز الترميم بدار الكتب والذی يقوم بترميم المصاحف ومعالجة الاغلفة علاوة علی الترميم الكيماوی للأوراق مشيرا الی ان هناك مراحل للحفاظ علی المصاحف تتمثل فی الحصر والتسجيل والفهرسة والتصنيف والترميم والصيانة ثم وضعها فی مخازن مجهزة ومهيأة للحفاظ عليها حيث ان الوعاء المادی الذی يحتوی عليه هذا التراث يمكن ان يصاب بأمرض نتيجة للبكتريا والفيروسات التی تصيب الاوراق والجلود.

 

وعن تأمينها يقول د.عرب انه تم استيراد طاولات عرض خاصة من المانيا مفرغة من الهواء وذلك فی دار الكتب لتأمينها ضد السرقة والحرائق وقد تعدت تكلفة هذا المشروع عدة ملايين نقلا عن موقع الراية .


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24