• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : الإنسان في الاسلام والقرآن .

الإنسان في الاسلام والقرآن

 محمد عبد الجليل المكراني

قال تعالى :

﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾سورة البقرة

إن الإنسان في ميزان الاسلام والقرآن هو مركز الكون ومحوره،  فإذا صح الإنسان صح الكون،  وإذا فسد فسد هو الآخر وكما اكد محورية الإنسان واثره الريادي على الارض الذي اصطفاه الله تبارك وتعالى على بقية المخلوقات ومن اجل ذلك يحفل بالإنسان كما لا يحفل بغيره،  ومن هنا نجد ان الاسلام هي المنظومة الوحيدة التي بجلت الإنسان ورفعت من شأنه،  وتبجيلها اليه ليس على مستوى الأدبيات بل من خلال تشريع الأحكام اليه ووضع المعايير له حتى أصبح مقياسا لكل شيء لأنه رأس مال العقيدة الإسلامية،  لذا نجد أن الأعم الأغلب من خطاب القرآن الكريم والسنة المطهرة موضوعهما الإنسان وكيفية تطويره والارتقاء به،  وما السبل التي تساعد على حمايته من الهوى والملذات إلى عالم الملكوت الأعلى حيث القيم السامية والكمالات التامة،  فالإنسان هو موضوع القرآن ومحوره لأنه خليفة الله في الارض ومنه تتابعت الآيات لتبين حقيقة الانسان وماهيته وحقيقة القوة الكامنة فيه التي عكست حقيقتين متناقضتين بين أن يكون مخلوقا تافها او ان يكون ذاك المخلوق المكرم والمنتخب الذي اصطفاه الله جل وعلا ليكون خليفة الله في ارضه  كما في كتابه العزيز (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) فالانسان يعد مكونا أساسيا وجوهريا متميزا على وفق المعيار القرآني،   إن الله جل جلاله سخر له ما في السماوات وما في الأرض .تسخير تعريف ، وتسخير تكريم ، هذا الكون مسخر لكه من أجل أن يتعرف على  الله من خلال نفسه  ، ولقد سخر  الكون   من أجل أن ينتفع به ، الإنسان استطاع لا بما عنده من قدرات ، ولكن بستخير وتدبير من الله  للإنسان ، فاستطاع أن يصل إلى أعماق الأرض ، وأن يستخرج المعادن ، وأن يصل إلى الفضاء ، وأن ينتفع بكل ما في الأرض لأن الله سخر هذا للإنسان ، بل إن أصنافاً عديدةً من الحيوان مذللة للإنسان فالبقرة مذللة ، ولما جنت البقرة اضطر الإنسان أن يحرق ثلاثة عشر مليون بقرة ، لأنها أصبحت متوحشة

فهو صفوة الخليقة وفلذتها وسرها الكامن في سلسلة الوجود فيه من الصفات والميزات التي اهلته ليمثل هذه الغاية والحباء (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ) ،  وكما هنالك الاشارات التي تنطق عن حسن صورة الإنسان التي تكمن في تربيته المتوازنة والمتكاملة من روح وبدن ومن مجموعة قوى في النفس الإنسانية فمدلول الآية الكريمة (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) تدل على خلق الانسان بشكل متوازن لائق من كل الجهات الجسمية والروحية والعقلية ،  ونستفيد مما تقدم أن المنظور القرآني مبني على أساس عنصر الروح والنفس وأن البنية التحتية منشأها تلك الحقيقة وأن كل مايبنى من عمل أو نشاط يجب أن يكون متوازنا .فالمتأمل فى خلق الانسان يجد عجبا ويجد من الادلة والبراهين ما يدل على وجود الرحمن

 ويجد من البراهين ما يدل على سعة كرمة ونعمائة التى لاتحصى ونحن فى هذا المقال البسيط لاندعى انا استوفينا الموضوع حقة ولن نستطيع ان اردنا ولن يستطيع اهل العلم قاطبة لو ارادو.

 جلس جماعة من العلماء الصالحين ذات يوم يتذاكرون فيما بينهم الادلة المنطيقية والشواهد العلمية على وجود الله وبينهم شاب صالح فقير, وبعد ان انتهى كل منهم مما لدية من البراهين, سالوا الشاب الصالح" ماذا لديك ايها الغريب؟...

ماذا لديك من ادلة؟"

 هنا سكت الشاب ونظر برأسة فى السماء واخذ يقلب عينية فى السماء ثم عاد ينظر اليهم ثم قال: "ومتى غاب حتى يحتاج الى براهين؟!"

 نعم ان الله لايحتاج الى براهين الى وجودة مثل تلك التى يقدمها الفلاسفة فالشواهد المادية كثيرة وكبيرة وكل انسان يراها بحسب ثقافتة وبيئتة وعمرة وعندما يقول الحق سبحانة وتعالى: وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ا الذريات:21 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2022
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24