• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : تفسير السور والآيات .
                    • الموضوع : 21 صفة للقائد الناجح من سورة الكهف .

21 صفة للقائد الناجح من سورة الكهف

قصة ذي القرنين صفحة واحدة في كتاب الله في سورة الكهف، اشتملت على أكثر من عشرين صفة من صفات القائد الناجح، فقد جُمعت جمعاً عجيباً بين الصفات الفنية والأخلاقية الواجب توفّرها في القائد، وهي:

1) التمكين

أوّل ما يستوجب تمام القيادة أن تكون للقائد صلاحيات تمكّنه من تحقيق الأهداف المطلوبة منه، ولهذا كانت بداية القصة {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ} [الكهف،84].

2) العلم

العلم وسيلة يصل بها الإنسان إلى ما يريد وسبب لتحقيق الأهداف وتحصيل النتائج، لذا كان على القادة بذل الجهد في تحصيل العلم الذي يحقّق متطلّبات عملهم. {وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا} [الكهف،84].

3) الأخذ بأسباب العلم

لم يكتفِ القرآن بتحديد العلم فقط كصفة قيادة، ولكنه أتبعه بضرورة العمل بهذا العلم والأخذ بأسبابه، فقال: {فَأَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف، 85].

4) المرجعية

القيادة وفق منهج واضح المعالم قائم على نظرية الثواب والعقاب، ولا يترك الناس لهواهم {قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا} [الكهف، 86].

5) العدل

الحكم بين الناس بالعدل مبدأ يكفل راحة وطمأنينة الرعية والمرؤوسين ومن شاكلهم، فالظالم يؤخذ على يديه لتستقر الحياة ويأمن الناس {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ... أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ...} [الكهف 86 , 87 , 88].

6) التحفيز لإجادة العمل

شكر من أحسن عمله يكون حافزاً له على الإجادة والصلاح، وقد يكون أيضاً بتذكيره بمردود هذا العمل عليه في الدنيا أو الآخرة {فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا} [الكهف، 88].

7) ديناميكية الحركة

القائد الناجح هو الذي يجوب نطاق عمله من أوله إلى آخره ولا يجلس في مقر قيادته وينتظر من ينقل إليه الأخبار، ولذا طاف ذو القرنين في أرجاء ملكه شرقاً وغرباً ليحقّق ما أراد الله منه باستخلافه على الأرض {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ...} [الكهف، 86]، {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ...} [الكهف، 90].

8) التواصل والاستماع للشكوى

لابد للقائد الناجح من فتح قنوات اتصال بينه وبين من هو مسؤول عنهم، وأن يستمع إليهم على كافة درجاتهم وطوائفهم، وأن يكون الاتصال مباشراً دون عائق {قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ...} [الكهف، 94]، {قَالَ مَا مَكَّنِّي..} [الكهف، 95].

ثم يأتي موقف يمرّ عليه الكثيرون مروراً عابراً، ولكنه يرسم مجموعة من الصفات الأخلاقية في القائد عندما يعرض عليه رعيته مكسباً دنيوياً مقابل القيام بعمل لهم، فيرفض رفضاً قاطعاً ويفضل ثواب الله عليه {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف، 94-95]. ومن الصفات المستنبطة من هذا الموقف الرائع:

9) غلق باب الكسب غير المشروع

فلا يحق للقائد أخذ أجر على عمل مكلَّف به إلا ممّن كلَّفه بالعمل، فلا يقبل هدية أو عطية بسبب منصبه أو ما مكّنه الله له.

10) الإحساس بالمسؤولية

عندما يشعر القائد بالمسئولية تجاه من يقودهم، فإن هذا يكون دافعاً لتحقيق مصالحهم دون التكسّب من وراء ذلك.

11) العفّة وطهارة اليد

القائد الحق هو من لا يستغل حاجات رعيّته وينهب ثرواتهم، بحجة أنه يقوم على رعايتهم وتحقيق مصلحتهم.

12) نصرة المظلوم

نصر المظلوم واجب لا يحتاج إلى مقابل، وهذا ما ظهر واضحاً لدى ذي القرنين.

13) العمل الجماعي

وهذا بيّن في قوله: { فَأَعِينُونِي ..} [الكهف، 95].

14) التوظيف الأمثل للطاقات البشرية

فلقد وظف ذو القرنيين طاقات القوم فيما يحسنوا، وطلب منهم العون بالقوة وليس بالمال أو العلم.

15) وضوح التعليمات والأوامر الصادرة من القيادة

فلقد كان ذو القرنين محدِّداً فيما يطلبه وواضحاً وضوحاً شديداً، كما في قوله: {آتُونِي..

انْفُخُوا..} [الكهف، 96].

16) استغلال الموارد المتاحة

فلقد استخدم ما لديهم من مواد مثل: الحديد والنحاس، وغيرها.

17) التعليم والتوجيه

فلقد علّمهم ذو القرنين كيفية بناء سدٍّ منيع.

18) التعليم بالعمل

وأشركهم في العمل ليكون التعليم واقعاً عملياً ملموساً وليس نظرياً.

19) استخدام القوّة في التعمير والإصلاح

20) تحقيق المطلوب بأيسر الطرق وأقلّ خسارة ممكنة

فلقد كان ممكناً لذي القرنين أن يقاتل يأجوج ومأجوج، ولكنه فضل عزلهم ودفع شرّهم بأبسط الطرق.

21) التواضع وردّ الفضل لله

التوفيق من الله. وعلى كل قائد ناجح في مؤسَّسته أن يعلم أنه لولا توفيق الله له ما كان لينجح، ولذلك قال ذو القرنين: {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي} [الكهف، 98].


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1974
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 07 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24