• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مؤلفات الدار ونتاجاتها .
              • القسم الفرعي : مقالات المنتسبين والأعضاء .
                    • الموضوع : العوامل النفسية لارتكاب الذنوب والمعاصي ــ القسم الثاني ــ .

العوامل النفسية لارتكاب الذنوب والمعاصي ــ القسم الثاني ــ

 إعداد: سيّد حكمت الموسوي / القسم الثقافي

قال تعالى في كتابه الكريم: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [سورة الشورى، 30].

ممّا لا شكّ فيه أنّ الذنوب والمعاصي لها آثار مدمّرة على الفرد والمجتمع بشكل عام سواءً المادية منها والمعنوية، فهي إضافة إلى ما تحمله من آثار وضعية سيئة تتركها على لوحة النفس والوجود، إلا أنّها تحمل في طيّاتها أيضاً مخالفةً صريحةً للفطرة القائمة على وجوب شكر المنعم فـ {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [سورة الرحمن، 60]! فمن غير اللائق في الأخلاق والوجدان أن يقابل الإنسان نعم الله تعالى التي لا تُعدّ ولا تُحصى بالعصيان بدل الشكر والعرفان، لذلك نهانا الله تعالى عن ارتكاب الذنوب والابتعاد عنها.

وورد جملة من تلك الآثار في كتاب الله تبارك وتعالى وروايات أهل البيت (ع)، ولابدّ أن يعرف الإنسان وتتّضح لديه طبيعة هذه الآثار الخطيرة التي تحول بينه وبين ارتقائه المعنوي والوصول إلى كماله المنشود.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: "أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب [...] وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به". [الكافي: ج2، ص 269]

ولقد تحدّث القرآن الكريم والروايات الشريفة عن الأخطار الانحرافية الناتجة عن ارتكاب الذنوب، فكشف لنا عن أكثرها خطورة تأثيراً، فمنها:

1- الظلمة في القلب

فإنّ الطاعة نور والذنب ظلمة، وكلّما قويت الظلمة ازدادت حيرة صاحب الذنب، فلا تزال الذنوب توهن قلبه حتى تتكوّن الحُجب عليه {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة المطففين، 14] "، فتظهر آثار ذلك على حياته بوضوح.

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبداً". [الكافي: ج2، ص 271]

والرين هو الصدأ، ويقصد به: حجب النفس عن الرؤية السليمة، وذلك أنّ القلب يصدأ من الذنب، فإذا زادت غلب عليه الصدأ حتى يصير ريناً، أي: صار ذلك كصدأ على جلاء قلوبهم، فعمي عليهم معرفة الخير من الشرّ" [انظر: مفردات ألفاظ القرآن: ص373].

فمن عمل عملاً صالحاً أثر في نفسه ضياء وبازدياد العمل يزداد الضياء والصفاء حتى تصير كمرآة مجلوة صافية، ومن أذنب ذنباً أثر ذلك أيضاً وأورث لها كدورة، فإن تحقق عنده قبحه وتاب عنه زال الأثر وصارت النفس مصقولة صافية، وإن أصر عليه زاد الأثر المشؤوم وفشا في النفس وقعد عن الاعتراف بالتقصير والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والانقلاع من المعاصي، ولا محل لشيء من ذلك إلى هذا القلب المظلم. [في هامش الكافي، ج2، ص273].

2- الوجع في القلب

قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [سورة طه: 124].

فالمذنب لا يزال يؤنّب نفسه ويوبّخها بفعل نظام الفطرة التي منحها له تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الروم: 30]؛ هذه الفطرة الطاهرة التي تأبى التلوّث بأوساخ المعاصي والانصياع تحت ذل الذنوب والانزلاق في المنحدرات المهلكة، فتولّد في القلب الأوجاع والآلام المؤذية بتأنيب الفطرة والوجدان، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في كلام له: "لا وجع أوجع للقلوب من

 الذنوب". [الكافي: ج2، ص275] فتكون له بمثابة الوازع الداخلي وناقوس الخطر لئلا ينحرف عن الجادة السوية. ومع الاستمرار بالذنوب والمعاصي شيئاً فشيئاً تكون النتيجة الطبيعية لذلك هي فساد القلب بأجمعه لغلبة جانب الشرّ على جانب الخير فيه، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: "كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله" [الكافي: ج2، ص268]، ونتيجة كل ذلك أن يعرض عن الحق ويوليه ظهره غير مبالٍ به، وعقوبة ذلك أنّ له معيشة ضنكاً في الحياة الدنيا ويحشر يوم القيامة

 أعمى كعقوبات عاجلة وآجلة، كما مرّ في الآية الكريمة أعلاه.

3- الحيلولة دون الترقّي إلى مراتب الكمال

يتفاضل الناس في الدرجات، فالذنوب تخرج صاحبها من دائرة عُليا إلى دائرة أدنى، بل تخرجه من دائرة الإيمان، فعن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: "قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن" [الكافي: ج5، ص123].

وتعمل الذنوب والمعاصي على إضعاف همّة القلب وإرادته وتثبيطه عن الطاعة حتى يؤول به الأمر من الاستثقال إلى الكراهية والنفور، فلا ينشرح صدره لطاعة ولا يتحرّج ويضيق من معصية ويصير جسوراً مقداماً على الخطايا، جباناً رعديداً على الحسنات.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنّه قال: "إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم". [الكافي: ج2، ص272]

4- الذلّ وعقدة الحقارة

صاحب الذنب ذليل حقير، والذنوب والمعاصي لا تورث أهلها إلا الذلّ والمَهانة، {وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [سورة النساء، 14]، {وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [سورة البقرة، 61].

 أمّا العزّة فهي بيد الله تعالى وحده وتتجلّى في طاعته عزّ وجلّ، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً} [سورة فاطر،10] عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) في الدعاء: "اللهم فكما أسأت فأحسنت إلي، فإذا عدت فعد علي، فاعمرني بطاعتك ولا تخزني بمعصيتك.." [الصحيفة السجادية: دعاؤه (عليه السلام) في الاستعاذة من البلايا ومذامّ الأخلاق].

عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنّه قال: ما من أحد يتيه إلا من ذلّة يجدها في نفسه، وفي حديث آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه [الكافي، ج2، ص312].

5- الاستهانة بالذنوب واستصغارها في النفس

من المعلوم أنّ العبد كلّما أذنب، صغرت في نفسه المعاصي وهانت عليه حتى يتعوّد عليها ويموت إنكار قلبه لها، ونتيجة ذلك أن يستحوذ عليه الشيطان ويتجرّى العبد على الذنب أكثر، فيفقد عمل القلب بالكلية، حتى يصبح من المجاهرين بها المفاخرين بارتكاب المعصية، ولا يبالي بذلك. فالذنوب منهي عنها مهما صغرت {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزلة، 8]، وما يحاسب عليه الله سبحانه ليس بقليل الأهمية، وإن كنّا نراه صغيراً.

ومن جانب آخر، يوجب نسيان الإنسان كثيراً من الذنوب التي ارتكبها، التفكير بأنّه لا يحتاج إلى إصلاح نفسه ولا يقوم إلى جبران ما فات منه، ونتيجة لهذه الغفلة ينسى كثيراً من الذنوب، وما لا ينساه أيضاً لا يهمّه. فربما تكون هذه الحالة موجبة للتجرّي إلى ذنوب جديدة. مضافاً إلى ذلك، إنّ استصغار الذنب من حيث أنّه إهانة لمقام العظمة الإلهية هو في نفسه من الكبائر، ويقلّل في نفس العاصي حالة احترامه إلى المقدّسات والمعنويات التي تعينه في طيّ سلّم الكمال والغفلة عن هذه الأمور بالكلّية، وربما يكون مانعاً من شمول الرحمة الإلهية له [انظر: الرياء والعجب، السيد أحمد الفهري، ص135-136].

كما أشير إلى ذلك في بعض الروايات، فعن الإمام موسى بن جعفر (ع) أنه قال في كلام له: "...وإن صغار الذنوب ومحقراتها من مكائد إبليس، يحقرها لكم ويصغرها في أعينكم فتجتمع وتكثر فتحيط بكم" [تحف العقول عن آل الرسول (ص): ص392].

عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنّه قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: "من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا" [المصدر نفسه: ج15، ص313].

وعن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: "اتقوا المحقرات من الذنوب فإن لها طالباً، يقول أحدكم: أذنب وأستغفر، إن الله عز وجل يقول: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}، وقال عزّ وجلّ: {إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}" [وسائل الشيعة (آل البيت): ج15، ص311].

وعن أبي عبد الله (عليه السلام): "إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ائتوا بحطب، فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب قال: فليأت كل إنسان بما قدر عليه، فجاؤوا به حتى رموا بين يديه، بعضه على بعض، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: إياكم والمحقرات من الذنوب، فإن لكل شيء طالباً، ألا وإن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين" [الكافي: ج2، ص288].

وعن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: "لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا قليل الذنوب، فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيراً وخافوا الله في السر حتى تعطوا من أنفسكم النصف" [الكافي: ج2، ص287].

6- نسيان العلم

لعلّ من أصعب الآفات التي تصيب طالب العلم هو نسيان العلم؛ لأنّ العلم نورٌ يقع في قلب مَن يريد الله هدايته، والمعصية ظلامٌ يطفئ ذلك النور، فإذا أكرم الله تعالى العبدَ بنور العلم، فينبغي عليه أن لا يطفئه بظلمة المعصية. قال تعالى: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة الانعام، 122]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [سورة الحديد، 28].

ورُوي عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: "اتّقوا الذّنوب فإنّها ممحقة للخيرات، إنّ العبد ليذنب الذَّنب فينسى به العلم الذي كان قد علمه" [عدة الداعي، ص151، عنه: بحار الأنوار، ج70، ص377].

وعن الإمام زين العابدين (ع) في الدعاء: "وهب لي نورا أمشي به في الناس، وأهتدي به في الظلمات، وأستضيء به من الشك والشبهات " [الصحيفة السجادية، (59) دعاؤه عليه السلام عند الشدّة والجهد وتعسّر الأمور].

7- إطفاء الغيرة

لا شكّ في أنّ غيرة الإنسان على مقدّساته أمر توجبه الفطرة وتلهمه إيّاه فتبعثه للدفاع عمّا يحترمه ويعظّمه كمعالم الدين والذراري والنساء والجاه والعزّة والكرامة ونحو ذلك. والأصل في الغيرة والدفاع عن المقدّسات أنّه صلاح وإصلاح ومنفعة، لكن هذا الدفاع ربّما كان محموداً إذا كان حقاً وللحق، وربما كان مذموماً يستتبع الشقاء وفساد أمور الحياة إذا كان باطلاً وخلاف الحق.

وقد حثّ الروايات الشريفة على الغيرة المحمودة وعدّتها من صفات المؤمنين التي يحبّها الله عزّ وجلّ، فعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "ألا وإنّ الله حرّم الحرام، وحدّ الحدود، وما أحد أغير من الله، ومن غيرته حرّم الفواحش". [ميزان الحكمة: ج3، ص2342]

وعنه (صلّى الله عليه وآله): "لا أحد أغير من الله، فلذلك حرّم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". [ميزان الحكمة: ج3، ص2342-2343]. ولهذا كان النبي (صلّى الله عليه وآله) أغير الناس: "كان إبراهيم أبي غيوراً وأنا أغير منه..." [ميزان الحكمة: ج3، ص2342].

وعن الإمام علي (عليه السلام): "إن الله يغار للمؤمن، فليغر من لا يغار، فإنه منكوس القلب". [ميزان الحكمة: ج3، ص2343]

وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "إن الله تعالى يغار وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله عليه". [ميزان الحكمة: ج3، ص2343]

وعنه (صلّى الله عليه وآله): "إن الله تعالى يغار للمسلم، فليغر". [ميزان الحكمة: ج3، ص2343]

8- ذهاب الحياء

الحياء له دور كبير في منع الإنسان عن ارتكاب الذنوب والمعاصي وصدّه عن الفعل القبيح، وهو سبب العفّة كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال: "سبب العفة الحياء" [ميزان الحكمة، ج1، ص717]، وعنه (ع) أيضاً: "الحياء يصد عن الفعل القبيح" [ميزان الحكمة، ج1، ص717]، وعنه (ع): "أصل المروءة الحياء، وثمرتها العفة" [المصدر نفسه].

ولا شكّ في أنّ التمرّس على ارتكاب أنواع المعاصي وكل ما ينافي المروءة والأخلاق الفاضلة، أمر يبعث على قلّة الحياء وعدم اكتراث صاحب هذه الصفة المذمومة بما قيل فيه، ومن ذلك البذاءة في الكلام والفحش في القول، ممّا يوجب إخراج هذا الشخص من زمرة أهل الجنة لبُعده عن صفاتهم الحميدة، ولأنّ عدم الحياء لا يجتمع مع الإيمان ويقف في الضدّ منه، فعن رسول الله (ص) أنّه قال: "إنّ الله حرم الجنة على كل فحاش بذئ، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك شيطان فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما تقرأ قول الله عزّ وجلّ: {وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ} [الكافي، ج2، ص324]. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لا إيمان لمن لا حياء له" [الكافي: ج2، ص106].

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1909
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 03 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24