• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : نساء أهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : السيّدة رقية بنت الحسين (ع) شاهدة المظلومية .

السيّدة رقية بنت الحسين (ع) شاهدة المظلومية

السيدة رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) هي الطفلة ذات السنوات الخمس والتي شهدت مع والدها الحسين والعترة الطاهرة تلك الملحمة العظيمة ثمّ تلك القسوة في التعامل مع بنات الرسالة كسبايا، لا يذكر لها من أخبارها الكثير سوى قليل يمكن منه الاستشفاف عظمة تلك الطفلة رغم سنيها الخمس!

أحدها أثناء مسير قافلة السبايا بعد أن غابت الشمس، توقفت القافلة قليلاً، وحين أرادوا اكمال المسير وجدوا الرمح الذي كان عليه رأس الإمام الحسين (ع) ثابتاً في الأرض لا يتحرّك رغم محاولات حامله أن يحرّكه أو ينتزعه فلم يستطع .. فاستعان بمن كان معه فلم يفلحوا، فلجأوا للإمام السجاد (ع) سائلين، فأمر عمّته السيدة زينب (ع) بتفقّد الأطفال، والتأكّد من عدم فقدان أحدهم، فأخذت السيّدة زينب تتفقّدهم واحداً واحداً فاكتشفت فقدان الطفلة (رقية) فأخبرت الإمام زين العابدين علي السجاد (ع) بذلك، فأخبر الإمام السجاد (ع) الجنود أن الرأس لن يتحرّك قبل العثور على الطفلة.. وحين بحثوا عنها ولم يجدوها.. أشار عليهم الإمام أن يبحثوا في الجهة التي ينظر إليها الرأس الشريف.. وحين توجّهوا وجدوا الطفلة نائمة تحت فيء نخلة بعد أن أتعبها السير المتواصل، فجاءها أحد الجنود وأيقظها برفسةٍ من رجله ثم ضربها بسوطه، وبعد أن عاد بها احتضنتْها السيّدة زينب (ع) ومسحت دموعها، وعند ذلك تحرّك الرمح من مكانه.

ثمّ قصة وفاتها

وهي الأشهر عنها.. وقد كانت خلال ملحمة كربلاء تعالج من المرض دون علم بما جرى لأبيها الحسين (ع) وفي الشام حين شفيت.. قامت بما هي معتادة عليه من إعداد السجادة لوالدها (ع) وقت الصلاة وانتظرته كثيراً دون جدوى، فظلت تسأل عنه وهي تبكي.. و نساء أهل البيت في حيرة بما يخبرنها.. وحين سمع نداءها يزيد لعنه الله .. سأل عما تطلبه، فأجيب بأنها تطلب والدها الحسين (ع).

وهنا أرسل لها الرأس على طبق وهو مغطى.. فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنه.

فقالت: ما هذا الرأس؟

قالوا: إنه رأس أبيك.

فرفعته من الطّشت حاضنة له وهي تقول:

يا أبتاه من الذي خضّبك بدمائك؟

يا أبتاه من الذي قطع وريدك؟

يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سنّي؟

يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه؟

يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر؟

ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف وبكت بكاءً شديداً حتى غشي عليها.. وهنا قال الإمام السجاد (ع) لعمته زينب:

يا عمة ارفعي رقية عن رأس أبي فقد فارقت الحياة!

فلما رأى أهل البيت (ع) ما جرى عليها أعلوا بالبكاء واستجدوا العزاء وكل من حضر من أهل دمشق، فلم ير ذلك اليوم إلا باك وباكية، ممّا جدد البكاء والحزن على قافلة أهل البيت (ع)، فقد بذلك تجديد للأحزان والآلام.

ودفنت في مكان وفاتها بالشام.. وقبرها معروف ومشهور ويقصده الآلاف. ولم يعرف في التاريخ سابقة لتعلق ابنة بوالدها إلا جدتها فاطمة الزهراء (ع) وتعلقها بأبيها رسول الله (ص)، وذلك لما تميّز به الإمام الحسين (ع) من رحمة وحنو .. على الجميع وخصوصاً أطفاله .. ونساءه

اسمها ونسبها

السيّدة رقية بنت الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام).

أُمّها: السيّدة أُم إسحاق بن طلحة

ولادتها: ولدت السيّدة رقية (ع) عام 57 هـ أو 58 هـ بالمدينة المنوّرة

وفاتها: توفّيت السيّدة رقية (ع) في الخامس من صفر 61 هـ بمدينة دمشق، ودفنت بقرب المسجد الأموي، وقبرها معروف يزار

أقوال الشعراء فيها

نذكر منهم ما يلي:

1ـ قال الشاعر سيف بن عميرة النخعي الكوفي ـ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم (ع) ـ :

وعبدكم سيف بن عميرة             لعبد عبيد حيدر قنبر

وسكينة عنها السكينة فارقت                  لما ابتديت بفرقة وتغيّر

ورقية رقّ الحسود لضعفها           وغدا ليعذرها الذي لم يعذر

ولأُم كلثوم يجد جديدها             لئم عقيب دموعها لم يكرر

لم أنسها سكينة ورقية                يبكينه بتحسّر وتزفّر

 

2ـ قال الشاعر السيّد مصطفى جمال الدين ـ مكتوبة بماء الذهب على ضريحها ـ :

في الشام في مثوى يزيد مرقد                   ينبيك كيف دم الشهادة يخلد

رقدت به بنت الحسين فأصبحت              حتّى حجارة ركنه تتوقّد

هيّا استفيقي يا دمشق وايقظي                وغداً على وضر القمامة يرقد

وأريه كيف تربّعت في عرشه                 تلك الدماء يضوع منها المشهد

سيظل ذكرك يا رقية عبرة            للظالمين مدى الزمان يخلد

 

3ـ قال الشاعر السيّد سلمان هادي آل طعمة:

ضريحك اكليل من الزهر مورق      به العشق من كل الجوانب محدّق

ملائكة الرحمن تهبط حوله            تسبّح في أرجائه وتحلّق

شممت به عطر الربى متضوعاً                  كأنّ الصبا من روضة الخلد يعبق

إليه غدا الملهوف مختلج الرؤى                  وعيناه بالدمع الهتون ترقرق

كريمة سبط المصطفى ما أجلّها                لها ينحني المجد الأثيل ويخفق

 

يتيمة أرض الشام ألف تحية           إليك وقلبي بالمودّة ينطق


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1860
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 11 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24