بقلم: سماحة الشيخ زرارة

اسم التفسير: عقود المرجان في تفسير القرآن

نسبه الشريف: السيد نعمة الله بن السيد عبدالله بن السيد محمد بن السيد حسين بن السيد أحمد بن السيد محمود بن السيد غياث الدين بن السيد محمد الدين بن السيد نور الدين بن السيد سعد الدين بن السيد عيسى بن السيد موسى بن السيد عبد الله بن الامام موسى الكاظم عليه السلام.

مولده: في قرية الصباغية من أرض الجزائر قرب البصرة سنة 1050 هـ.

وفاته: ليلة 23 شوال سنة 1112 هـ ق. وذلك بعد سنتين من وفاة أستاذه العلامة المجلسي و كان عمره 62 سنة.

مدفنه: في پل دختر من محافظة كرمانشاه قبه معروف و مزار للناس يتبركون به.

السيد نعمة الله يترجم لنفسه

وقد ترجم لنفسه في خاتمة كتابه الأنوار النعمانية ننقل بعضها:

"... أنه لما مضى من أيام الولادة خمس سنين وكنت مشغولاً باللهو واللعب الذي يتداوله الأطفال فكنت جالساً يوماً مع صاحب لي ونحن في بعض لعب الصبيان إذ أقبل إليّ المرحوم والدي فقال لي: يا بنيّ امض معي إلى المعلم وتعلم الخط والكتابة حتى تبلغ درجة الأعلام فبكيت من هذا الكلام وقلت هذا شيء لا يكون فقال لي إن صاحبك هذا نأخذه معنا و يكون معك يقرأ عند المعلم فأتى بنا إلى المكتب وأجلسنا فيه فقرأت أنا و صاحبي حروف الهجاء...".

إلى أن واصل دراسته الحوزوية في منطقته، ثم ذهب إلى حوزة شيراز ودرس عند الشيخ جعفر البحراني علوم العربية ثم ذهب إلى حوزة أصفهان ودرس عند العلامة المجلسي و درس عنده أربع سنوات.

ويقول السيد نعمة الله عن استاذه المجلسي و يصفه: " ثم بعد هذا من الله عليّ بالمعرفة مع أستاذنا المجلسي أدام الله أيام سلامته فأخذني الى منزله وبقيت عنده في ذلك المنزل أربع سنين ".

جمل الثناء عليه

قال المحدّث البحراني في مقدّمات الحدائق: " كتاب الأنوار النعمانية كتاب جليل يشهد بسعة دائرته و كثرة اطلاعه على الأخبار وجودة تبحره في العلوم والاثار ".

وقال أيضاً عنه في لؤلؤة البحرين: " كان هذا السيّد فاضلاً محدّثاً مدققاً واسع الدائرة في الإطلاع على الأخبار الإمامية وتتبع الآثار المعصومية كان كثير الصحبة للأكابر والسلاطين عزيزاً عندهم...".

وقال المحدّث الحُر العاملي في أمل الآمل: " السيد نعمة الله بن عبد الله الحسيني الجزائري فاضل عالم محقق علاّمة جليل القدر مدّرس من المعاصرين له كتب ".

وقال السيد الأجّل محمد باقر الخونساري في روضات الجنات: " كان من أعاظم علمائنا المتأخرين وأفاخم فضلائنا المتبحرين واحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث ".

وقال العلاّمة المحقق الأكبر الشيخ أسد الله الكاظمي في المقابس: " السيد السند و الركن المعتمد الفقيه الوجيه المحدّث النبيه المحقق النحرير المدقق العزيز النظير واسع العلم والفضل جليل القدر والد الأماجد الأعاظم الأكارم الأخيار والأكابر المنتشرين نسلاً بعد نسل في الأقطار ".

وقال المدّرس التبريزي في ريحانة الأدب: " إنه جزائري الأصل تستري المنشأ من أكابر متأخري علماء الإمامية محدّث جليل القدر ومحقق عظيم الشأن متبحر في الفقه والحديث والتفسير والفنون الأدبية والعلوم العربية كثير الإطلاع وحيد عصره من تلامذة العلاّمة المجلسي والسيد هاشم البحراني والفيض الكاشاني ".

مشايخه ومن روى عنهم

تتلمذ المترجم على كثير من فحول أهل زمانه وروى عنهم وهم:

1- الميرزا إبراهيم ابن الملا صدرا.

2- الشيخ جعفر بن كمال الدين البحراني.

3- المحقق الشيخ آقا حسين الخوانساري.

4- الشيخ عبد علي بن جمعه الهروي الحويزي (صاحب تفسير نور الثقلين).

5- الشيخ علي حفيد الشهيد الثاني.

6- العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي.

7- ملا محسن الفيض الكاشاني (صاحب تفسير الصافي والأصفى والمصّفى).

تلامذته و من روى عنه

تتلمذ عليه جماعة من العلماء وكان المترجم مدرساً رسمياً في اصفهان وتستر وتخرج من مدرسته جماعة من فحول الاعلام كما انه اجاز جماعة منهم:

1- المولى أبو الحسن الشريف الفتوني النباطي العاملي.

2- الشيخ حسين البحراني.

3- الحاج عبدالحسين بن الحاج كلب علي الكركري.

4- الحاج عناية الله.

5- الميرزا أبو القاسم بن المير محمد الحسيني المرعشي الشوشتري.

6- الشيخ بهاء الدين محمد الجزائري.

7- الشيخ محمد علم الهدى بن الفيض الكاشاني.

8- ابنه السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري.

مؤلفاته النفيسة

قد عثر من آثاره القيمة على 54 مجلداً.

ويحتمل ان تتجاوز 100 مجلد فإنه قال عندما ترجم لنفسه: "... أنه ابتلي بحسد العلماء حتى انتهى حالهم معي في شيراز إلى أن سرقوا مني كتباً مليحة بخط يدي وقراءتي وحواشي ورموها في البئر حتى تلفت ثم ظهر لي الذي رماها فما كلمته كلمة واحدة ولا وجهته بشيء...".

أسماء بعض مؤلفاته

1- الأنوار النعمانية في بيان معرفة النشأة الانسانية.

2- أنيس الفريد أو (أنيس الوحيد) في شرح التوحيد للصدوق أو (نور البراهين في شرح توحيد الصدوق).

3- تحفة الأسرار في الجمع بين الأخبار.

4- الجواهر الغوالي في شرح عوالي اللئالي.

5- حاشية الاستبصار.

6- حاشية أمل الآمل.

7- حاشية توحيد الصدوق.

8- حاشية زبدة البيان.

9- حاشية شرح ابن أبي الحديد على نهج البلاغة.

10- حاشية الصحيفة السجادية.

11- شرح الصحيفة السجادية.

12- شرح ملحقات الصحيفة.

13- عقود المرجان في تفسير القرآن.

14- غاية المرام في شرح تهذيب الأحكام للطوسي.

15- حاشية مغني اللبيب على كتب الأعاريب.

16- شرح عقائد الصدوق.

17- حاشية نقد الرجال.

18- النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين.

19- كشف الأسرار في شرح الاستبصار.

20- قاطع اللجاج في شرح الاحتجاج للطوسي.

21- حل مشكلات العلوم.

22- هدية المؤمنين في الفقه.

كرامة من أهل البيت (عليهم السلام) للمترجم

كان من كثرة قرائنه ضعف بصره فيقول عن نفسه عندما ترجم لنفسه: "... فأتى لي زمان ما كان عندي دهن سراج للمطالعة فأخذت غرفة عالية وجلست بها و كان لها أبواب متعددة فكنت اذا أضاء القمر فتحت كتابي للمطالعة وكلما دار القمر فتحت باباً من الأبواب وبقيت على هذه الحالة مدة سنتين فضعف بصري.

ثم أصابني ضعف في البصر بكثرة المطالعة وكان في أصفهان جماعة كمّالون فداووا عيوني بكل ما عرفوا فما رأيت من دوائهم إلاّ زيادة الألم فقلت في نفسي: أنا أعرف منهم بالدواء فقلت لأخي إني أريد السفر إلى المشاهد العالية، وكنت قد أخذت تراباً من عند رأس كل إمام منهم (عليهم السلام) فأخذت من تراب رجلي الحسين (عليه السلام) ووضعته فوق ذلك التراب واكتحلت به ففي ذلك اليوم قوي بصري على المغالطة وصار اقوى من الاول...".

سبب تأليف التفسير

يقول المصنف في مقدمة تفسيره: " لمّا وفق الله سبحانه لِما أردنا تأليفه من شرحي التهذيب والاستبصار وشرح كتاب التوحيد للصدوق وكتاب الأنوار النعمانية، عطفت بنا العناية الالهية إلى إرادة استكشاف ما في كتاب الله تعالى من التفسير والتأويل المأخوذين من كلام أهل الذكر (عليهم السلام) أو من كلام العلماء المفسرين وأن نذكر أمهات القراءة ونكات العربية والتراكيب النحوية على هامش القرآن ليقرب تناوله عن القارئ ولأنه نمط غريب وطرز عجيب لم ينسجم على منواله إلى الآن فإن تمّ فهو من الخيرات الحسان فنقول وبالله التوفيق...".