• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : المفهوم القرآني للبلاء .

المفهوم القرآني للبلاء

بقلم/السيد عبدالله السيد هاشم العلي

البلاء لا يمثل عقوبة إلهية للإنسان ولكنه يمثّل تجربة له فيما يواجه به حياته، فالإنسان لا يحصل على لذة إلا ومعها ألم، ولا على فرح إلا ومعه حزن، ولا يستطيع أن يحصل على نجاح إلا ومعه التعب والجهد، وهكذا في القضايا العامة والقضايا السياسية وقضايا الحرية، فإنّه لا يحصل على حقوقه السياسية والاجتماعية، وعلى حريته وكرامته إلا ببذل الجهد وتحمل التهم والافتراءات في حقّه، والتضحية الكبيرة من أجل الحصول على حقوقه الماديّة والمعنويّة، فالحياة الإنسانية تعتبر ممراً حافلاً بالتجارب المختلفة، والاختبارات المتباينة، ومن هذه التجارب ما يسميه الإنسان حزناً وشقاءً، ومنها ما يسميه سروراً وسعادة، وفي أية حال وجد فيها كان في ابتلاء واختبار، ليشكر أو ليكفر، لذا يؤكد القرآن الكريم على هذه المسألة حيث يقول سبحانه وتعالى {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}(1) ، فمجرد ادعاء المرء الإيمان أو أي فضيلة لا تكفي لثبوت حقيقة ما ادعاه، فالإدعاء ونسب الصفات الحميدة للنفس أمر مقدور لكل من له لسان ومقدرة على نظم الكلام، ومن هنا كان البلاء من الله عز وجل للإنسان يقول الله سبحانه وتعالى{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}(2) ، فعند نزول البلاء تبين الحقائق ويفضح المستور ويستبين من كان يدعي الفضائل وهو فارغ منها، يقول عز وجل{وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(3) ، فاقتران الخير بالشر في رحلة الحياة الدنيا، وامتزاج الحسن بالسوء في كينونة الإنسان، أمران قضت بهما الحكمة الإلهية العادلة، فلا يصح الافتراق بين الضدين، والتمايز بين المتخالفين إلا عن طريق الابتلاء في مختبر الحياة، وبذلك قضت الحكمة الإلهية أيضاً.

     وتستخدم لفظة البلاء والابتلاء والبلوى بمعنى واحد وهو الامتحان، يقال: بلي الانسان وابتلي: إذا امتحن(4) ، وبلوته بلوا: جربته واختبرته، والبلاء: الاختبار(5) ؛ ويقال من الخير: أبليته أبليه إبلاء، ومن الشر بلوته أبلوه بلاء(6) ، وابتلاه الله: امتحنه، والاسم البلوى والبلوة والبلية والبلية والبلاء، وبلي بالشيء بلاء وابتلي، والبلاء يكون في الخير والشر، يقال: ابتليته بلاء حسناً وبلاء سيئاً، والجمع البلايا، بلاه يبلوه بلواً ، إذا ابتلاه الله ببلاء، يقال: ابتلاه الله ببلاء، ويقال: أبلاه الله يبليه إبلاء حسناً إذا صنع به صنعاً جميلاً، وبلاه الله بلاء وابتلاه أي اختبره(7) .

     لذا نجد أن القرآن الكريم استخدم هذا المعنى اللغوي في جميع الآيات التي تعرضت لمسألة الاختبار والامتحان، حيث بلغت تلك الموارد إحدى وثلاثين مورداً وهي بحسب ترتيب السور كالتالي:

(1)     سورة البقرة:

-        {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}(8) .

-        {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ}(9) .

-        {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(10) .

-        {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي}(11) .

(2)     سورة آل عمران:

-        {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ مَا أَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ}(12) .

-        {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}(13) .

-        {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ}(14) .

(3)     سورة النساء:

-        {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ}(15) .

(4)     سورة المائدة:

-        {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ}(16) .

-        {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}(17) .

(5)     سورة الأنعام:

-        {لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ}(18) .

(6)     سورة الأعراف:

-        {وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}(19) .

-        {كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}(20) .

-        {وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}(21) .

(7)     سورة الأنفال:

-        {وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(22) .

(8)     سورة يونس:

-        {هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ}(23) .

(9)     سورة هود:

-        {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(24) .

(10)   سورة إبراهيم:

-        {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ}(25) .

(11)   سورة النحل:

-        {إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}(26) .

(12)   سورة الكهف:

-        {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(27) .

(13)   سورة المؤمنون:

-        {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ}(28) .

(14)   سورة النمل:

-        {فَلَمَّا رَآَهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ}(29) .

(15)   سورة الأحزاب:

-        {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا}(30) .

(16)   سورة الصافات:

-        {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}(31) .

(17)   سورة الدخان:

-        {وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ}(32) .

(18)   سورة محمد صلى الله عليه وآله:

-        {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}(33) .

-        {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}(34) .

(19)   سورة الملك:

-        {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}(35) .

(20)   سورة القلم:

-        {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ}(36) .

(21)   سورة الإنسان:

-        {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}(37) .

(22)   سورة الطارق:

-        {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}(38) .

(23)   سورة الفجر:

-        {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ{15}وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ{16}}(39) .

     وكما نرى فإن كلمة الابتلاء والبلاء في الآيات الشريفة تحمل نفس المعنى وهو الاختبار والامتحان، الذي ربما يكون استدراجاً وبعداً عن الله عزّ وجل، وربما يكون نجاحاً وترقية ومزيد قرب من الله سبحانه وتعالى، لذا يمكن أن يقال بأن الابتلاء هو تعرف من الله سبحانه تعالى إلى عبده، حتى يقيم الحجة عليه، وحتى يشهد العبد ويظهر حقيقة ظاهره وباطنه أمام الله تعالى، لأن النفس البشرية من طبيعتها تحب النزوع إلى الراحة والخمول ومراقبة غرائزها وإشباعها، فإذا ما تعرضت لنوازل قهرية، وكل ما يثقل على النفس ويؤذيها ويؤلمها، فإنها تنزعج وتقلق وتضطرب، فالإنسان لا يحب كل تلك النوازل القهرية، ويطمح دائماً إلى ما فيه راحته النفسية والجسدية والعقلية، وإلى كل ما يطيل عمره وأمله في الحياة الدنيا، وهذا ما يفسر الإقبال الشديد على الدنيا وزخرفها وزبرجها، وعلى النفس وشهواتها وأهوائها من أغلب الناس ونسيان الآخرة، يقول سبحانه وتعالى{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِن النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ}(40) .

     أما بقية الناس الذين يرغبون في الآخرة ويستعدون لها فهم في حالة صراع ونزاع مع الدنيا والنفس، وهو ما أطلق عليه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الجهاد الأكبر، حيث روي عن أبي عبدالله عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله بعث بسرية، فلما رجعوا قال: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله وما الجهاد الأكبر؟، قال: جهاد النفس(41) .

     فالمجاهدة هي محاولة تغيير مسار حياة العبد من النزوع إلى الدنيا، والتوجه في السلوك إلى الآخرة عن طريق تقييد النفس وشهواتها وأهوائها بقيود شرعية ربانية، وهو ما يسميه العلماء العارفون بالله بالتحلية والتخلية، أي تحلية النفس بالصفات والأخلاق الإسلامية الفاضلة، وتخليتها من كل خلق وسلوك مذموم ذمّه الشارع المقدس، وحذّر منه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وأهل بيته عليهم السلام.

     ولذلك كانت الابتلاءات وبشكل عام، تزعج الإنسان وتذكره بأن هذه الدار دار فناء لا دار بقاء، وتذكره بربه ومصيره وآخرته، لذا ينبغي على الإنسان المؤمن أن يدرك ماهية تلك المفاهيم كالابتلاء والاختبار والاستدراج وغير ذلك، حتى إذا ما نزلت به نازلة من تلك النوازل، فإنه يستطيع أن يتصرف التصرف الشرعي اللائق على نور وبصيرة من ربه، وهذا يتوقف على معرفة أربعة أمور معرفة تامة:

-        الأمر الأول: معرفة الله سبحانه وتعالى، الذي له الأمر والخلق، الذي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والذي يعلم كل شيء، ويعلم ما ينفعنا ويضرنا، وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير، فقد نسب الابتلاء إلى نفسه، حيث يقول عزّ وجل{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}(42) ، وبناء على ذلك فإن الله تعالى جعل الثواب والعقاب في الآخرة، وجعل الدنيا دار ابتلاء واختبار، فليست الدنيا دار جزاء للمؤمن ولا دار عقاب للكافر، وإنّما قدر الله تعالى لها أن تكون دار امتحان واختبار، يشهد فيها العبد على حقيقة ذاته وأعماله ظاهرها وباطنها.

-        الأمر الثاني: معرفة العبد لذاته، فهو العبد الجالس على بساط العبودية لله تعالى، ولذلك كانت العبودية لله أساس وجود وحياة العبد في الدنيا، يتلقى من ربه كل ما يصلح له وينفعه في رحلته الدنيوية، فإذا عرف الإنسان أنه عبد فقد عرف نفسه، ومن عرف نفسه فقد عرف ربه، فالعبودية لله تعالى هي التذلل والافتقار للواحد القهار مالك الحكم والاختيار، وهي الاستسلام والانقياد  لله تعالى في كل حال، وهذه المعاني تقتضي معرفة أوصاف العبودية، والتي من أهمها الضعف والجهل والذل والفقر من العبد بين يدي ربه وسيده، فمن تحقق بها وما يبتنى عليها من أوصاف، يكون قد حقق معنى العبودية في ذاته وسلوكه، ومن المستحيل تحقيق معنى العبودية لله تعالى بدون طاعته وطاعة الرسول والأئمة من بعده وولايتهم، وأي عمل لا يرتبط بهم وبولايتهم وطاعتهم لا يقبل، فقد روى الحاكم في المستدرك عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن رجلاً صفن بين الركن والمقام، فصلى وصام، ثم لقي الله وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار(43) .

     وروى أيضاً عن أبي ذر رضي الله تعالى عنه أنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع علياً فقد أطاعني، ومن عصى عليا فقد عصاني(44) .

     إذن أعلى شرف للإنسان أن يكون عبداً لله تعالى على بساط العبودية، متحققاً بأوصاف العبودية، قائماً بحقوق الربوبية، من الإيمان بالله تعالى وبنبوة محمد صلى الله عليه وآله، وإمامة علي والأئمة من ولده عليهم السلام، الذين اجتباهم الله واختارهم هداة لعباده، ولذلك نجد العبد المؤمن المؤدب بآداب ربه دائماً يردد أنا فقير إلى الله، محتاج إلى الله، غني بالله، عزيز بالله، قوي بالله، عالم بالله، لأن الله تعالى هو الذي يمد عبده بالقوة والعزة والعلم والغنى وما إلى ذلك من أوصاف كريمة.

-        الأمر الثالث: معرفة الأسلوب والمنهج الذي يتبعه ويتصرف به الإنسان المؤمن أثناء الابتلاء والاختبار، وما يجب أن يكون عليه حاله أثناء الابتلاء، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك بشكل واضح وجلي حيث يقول من عزّ اسمه{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}}(45) ، فالمؤمن إذا سلم لأمر الله ورجع واسترجع عند المصيبة كتب الله له ثلاث خصال من الخير: الصلاة من الله، والرحمة منه سبحانه، وتحقيق سبل الهدى.

     ثم من بعد الصبر الرضا بقضاء الله تعالى وهو من أهم تصرفات العبد المؤمن أثناء الابتلاء، روي عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: كيف يكون المؤمن مؤمناً وهو يسخط قسمته، ويحقر منزلته، والحاكم عليه الله، وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن يدعو الله فيستجاب له(46) ، فلابد للمؤمن أن يكون راضياً بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره ومتوكلاً عليه، ومحسناً الظن به، قال تعالى{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُو حَسْبُهُ{3}}(47) .

-        الأمر الرابع: معرفة أنواع الابتلاء وما يترتب عليه، فالابتلاء يشتد ويضعف بحسب مرتبة الإنسان ومقامه عند الله عزّ وجل، لذا يمكن تقسيم الابتلاء إلى ثلاثة أقسام:

(1)     ابتلاء السابقين والصديقين، وهو ابتلاء الزيادة والترقي، ونتيجته الرفعة والرقي في مقامات التمكين، والرسوخ في منازل الأولياء والصديقين، روي عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام في تفسير قوله تعالى {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون{10}أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11}}(48) ، قال: نحن السابقون ونحن الآخرون(49) .

     وروي عن ابن عبّاس قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وآله عن قول الله عزّ وجلّ{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُون{10}أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11}}، فقال: قال لي جبرائيل: ذاك عليٌّ وشيعته، هم السابقون إلى الجنّة، المقرّبون من الله بكرامته لهم(50) .

إذن المبتلى بهذا النوع من الابتلاء لا يكون ممتحناً بقدر ما هو ترفيع وترقية وتمكين ورسوخ في المقامات العرفانية الفاضلة، وكأن الله عندما ينزل الابتلاء بعبده المؤمن المستسلم للإرادة الإلهية، كأنه يباهي به ليظهر حقيقة صدقه وتمكنه وإخلاصه لربّه، وصدق عبوديته للواحد الأحد، وليظهر على عبده صديقية ما في مكنونه من تحقيق للعبودية، وقياماً لحقوق الربوبية، وليظهر أيضا محبوبية هذا العبد عنده، فإذا أحب الله عبداً ابتلاه ليخرج من باطنه كل ما فيه حب وولاء واستسلام لأمره تعالى.

(2)     الابتلاء الذي من خلاله يحدد العبد موقعه على ميزان أهل اليمين، فيكون الابتلاء وبشكل عام لتمييز العبد على درجات الميزان، من ناحية أعلى درجاته وهي الأقرب إلى ميزان السابقين، أوفي أوسط الميزان أو في أدنى درجاته وهي الأقرب من ميزان الكاذبين؛ لذا هذا النوع من الابتلاء والاختبار الهدف منه تحديد العبد موقعيته على ميزان أهل اليمين، ويكشف عن حقيقة ما يدعيه مما يعتقده ويؤمن به على بساط العبودية لله تعالى، فهي تزداد وتنقص حسب فهم العبد لمعنى الابتلاء والاختبار والتعرفات الإلهية التي يتعرض لها، فإذا كان العبد صادقاً في عبوديته ظاهراً وباطناً، فيبتليه ربه ليطهره ويرقيه، وربما يكون صادقاً لكنه يعيش بعض الغفلة فيبتليه ليذكره وينبهه، أو ربّما يكون العبد صادقاً في ظاهره مدعياً كاذباً في باطنه فيبتليه ربه ليميزه عن الصادقين، وليكشف حقيقته، حتى يتبين أنه من المدعين لمقامات الصادقين، فينزل إلى ميزان الكاذبين المنافقين ليحدد له موقعا عليه.

     إذن هذا الابتلاء الغرض والهدف منه التأديب والتنبيه، والإنذار والتذكير، والتمييز والتطهير، وهذا النوع من الابتلاء يعتبره العلماء العارفون منة ونعمة من الله تعالى لعبده، وهو رسائل تذكير وتنبيه من أجل التأديب والتهذيب، أو التمييز والتحقيق والتطهير، ومن أجل حماية المؤمن من الافتتان والركون إلى الدنيا.

(3)     ابتلاء الكاذبين أهل الشمال، وهذا النوع من الابتلاء تكون نتيجته عقوبة وطرد، وذلك لمن يسيء الأدب على بساط العبودية ويستكبر، فيؤدبه الله تعالى على استكباره وخروجه عن بساط العبودية، فيعاقبه الله تعالى في الدنيا قبل الآخرة، وهذه العقوبة الربانية تأتي بعد أن تقام الحجة، وتستبين الفضيلة، وتظهر الآيات البينات من الله تعالى، فيترفع العبد عن مقام العبودية ويستكبر، فيعرض نفسه للاختبارات الإلهية التي من نتائجها أن يجلي عن حقيقة ذاته وسلوكه، وبالتالي تنطبق عليه موازين استحقاق نتائج الاختبار فتنزل به التعرفات الجلالية، فيزداد استكباراً عن مقام العبودية وتطاولاً على مقام الربوبية، فيستحق اللعن والطرد، ليعلن عن نفسه أنه من أهل الباطل والضلال المستكبرين، والقانطين من رحمة الله، الظالمين لأنفسهم ولعباد الله، ويصبح من حزب المتألهين المتجبرين والمتسلطين بالجبروت.

     وعليه فنخرج من خلال ما تقدم بهذه النتيجة وهي: أنّه إذا كان البلاء تأديباً من الله لعباده ونظراً منه إليهم، فأولى الناس به هم المؤمنون، ولذلك كان أشد أنواع البلاء واقعاً على من حاز أعلى نسبة من الإيمان وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، فقد روي الإمام أبي جعفر عليه السلام: أشد الناس بلاء الأنبياء(عليهم السلام) ثم الأوصياء(عليهم السلام) ثم الأماثل فالأماثل(51) .

     وفي حديث آخر عنه عليه السلام: إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه. أو قال: على حسب دينه(52) .

     ومن خلال هذا نعرف أنّ المؤمن كلّما ازداد إيمانه وكلّما قرب من الله أكثر، عظم بلاؤه واشتد عليه، وقد ورد هذا المعنى في الحديث الشريف عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام: إنّما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلّما زيد في إيمانه زيد في بلائه(53) ؛ لذا كانت دعوة الإمام أبي جعفر عليه السلام للشخص الذي ادعى محبته بأن يستعد للبلاء، فقد جاء في الحديث أن رجلاً قال له: والله إني لأحبكم أهل البيت، فقال له عليه السلام: فاتخذ للبلاء جلباباً، فوالله إنه لأسرع إلينا وإلى شيعتنا من السيل في الوادي، وبنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم(54) .

     والبلاء والابتلاء نعمة إلهية للعباد بما يحويه من معاني التقرب من الله عزّ وجلّ، ففي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال: عجبت من المؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ما له في السقم من الثواب، لأحب أن لا يزال سقيماً حتى يلقى ربّه عزّ وجل(55) . ولذلك كره الإمام السجاد عليه السلام الإنسان الذي لا يبتلى لأنّ ذلك ليس من أمارات الخير،  فقد ورد عنه عليه السلام أنه قال: إني لأكره أن يعافى الرجل في الدنيا ولا يصيبه شيء من المصائب(56) .

     إذن لابد للإنسان المؤمن أن يتكيّف مع البلاء بالصورة التي أرادها الله تعالى له، وذلك بالصبر والشكر وعدم الاعتراض على حكمته تعالى، وبدون هذه الصفات فإنه لن يحصّل سوى العناء في الدنيا وخسران الثواب الجزيل في الأخرة، وقد وصف أمير المؤمنين عليه السلام المتقين في الخطبة المعروفة بخطبة المتقين بصفات حميدة، يقول عليه السلام: المؤمنون هم أهل الفضائل، هديهم السكوت، وهيئتهم الخشوع، وسمتهم التواضع، خاشعين، غاضين أبصارهم عمّا حرّم الله عليهم، رافعين أسماعهم إلى العلم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء، لولا الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أبدانهم طرفة عين، شوقاً إلى الثواب، وخوفاً من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم، وصغر ما دونه في أعينهم، فهم كأنّهم قد رأوا الجنّة ونعيمها، والنّار وعذابها، فقلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة، وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم ضعيفة، ومعونتهم لإخوانهم عظيمة، اتخذوا الأرض بساطاً، وماءها طيباً، ورفضوا الدنيا رفضاً، وصبروا أياماً قليلة، فصارت عاقبتهم راحة طويلة، تجارتهم مربحة، يبشرهم بها ربّ كريم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها، وطلبتهم فهربوا منها.

     أما الليل فأقدامهم مصطفة، يتلون القرآن يرتلونه ترتيلاً، فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً، وتطلعت أنفسهم تشوقاً، فيصيرونها نصيب أعينهم، وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها بقلوبهم وأبصارهم، فاقشعرت منها جلودهم، ووجلت قلوبهم خوفاً وفرقاً، نحلت لها أبدانهم، وظنوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها وصلصلة حديدها في آذانهم، مكبين على وجوههم وأكفهم، تجري دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم.

     وأمّا النهار فعلماء أبرار أتقياء، قد براهم الخوف فهم أمثال القداح إذا نظر إليهم الناظر يقول بهم مرض، وما بهم مرض، ويقول قد خولطوا وما خولطوا، إذا ذكروا عظمة الله وشدة سلطانه، وذكروا الموت وأهوال القيامة وجفت قلوبهم، وطاشت حلومهم، وذهلت عقولهم، فإذا استفاقوا من ذلك بادروا إلى الله بالأعمال الزاكية، لا يرضون بالقليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون، إن زكي أحدهم خاف الله وغايلة التزكية، قال: وأنا أعلم بنفسي من غيري، وربّي أعلم بي مني، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني كما يظنون، واغفر لي مالا يعلمون.

     ومن علامات أحدهم أن يكون له حزم في لين، وإيمان في يقين، وحرص في تقوى، وفهم في فقه، وحلم في علم، وكيس في رفق، وقصد في غنى، وخشوع في عبادة، وتحمل في فاقة، وصبر في شدة، وإعطاء في حق، وطلب لحلال، ونشاط في هدى، وتحرج عن طمع، وتنزه عن طبع، وبر في استقامة، واعتصام بالله من متابعة الشهوات، واستعاذة به من الشيطان الرجيم، يمسي وهمه الشكر، ويصبح وشغله الفكر، أولئك الآمنون المطمئنون الذين يسقون من كأس لا لغو فيها ولا تأثيم(57) .

     فما أعظمها من كلمات وما أدقه من وصف، يطمع فيه كلّ ذي عقل، ويطمح إليه كلّ ذي لب، فالإنسان المؤمن الذي دائم الذكر لخالقه ورازقه والمنعم عليه والمتفضل، يعيش هذه الحالة الملائكية، لأنّ ذكر الله عزّ وجلّ في الرخاء وفي الشدائد والبليات من المسائل التي تقوّي العزيمة، فذكره سبحانه وتعالى عبارة عن الاعتصام به وبقوته، والاستعانة بقدرته، فالارتباط بالقوي المطلق يعطي الإنسان القوة على التحمل والصبر، ومن هنا وردت الآيات والروايات الكثيرة التي تعلمنا ما نقوله عند نزول البلاء، يقول من عز اسمه{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156}أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157}}(58) ، وعن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال: رأيت أبي في المنام، فقال: يا بني إذا كنت في شدة، فأكثر من قول يا رؤوف يا رحيم(59) .

     إنّ بعض منازل القرب من الله تعالى لا تنال إلا بالبلاء الشديد، بل بأنواع خاصة من البلاء يكون من الصعب تحملها على الإنسان العادي، بل تتطلب روحية عالية وقلباً صبوراً لا يهتز عند نزول المصائب، ففي الحديث عن الإمام أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: إنّ في الجنّة منزلة لا يبلغها عبد إلا بالابتلاء في جسده(60) ، وورد عنه عليه السلام أنه قال: إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين: إما بذهاب ماله، أو ببلية في جسده(61) .

     نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للصبر عند نزول المكاره، وأن يلهمنا الرضا والتسليم لأمره وقضائه، حتى نعد في جملة الفائزين بهذا الامتحان الكبير.

ـــــــــــــــــــــــــــ

1  : سورة العنكبوت: 2.

2  : سورة آل عمران: 179.

3  : سورة آل عمران: 154.

4  : الفراهيدي، الخليل بن أحمد، كتاب العين: 8 : 340، تحقيق مهدي المخزومي وإبراهيم السامرائي، مؤسسة دار الهجرة، الطبعة الثانية 1410ه.

5  : الجوهري، إسماعيل بن حماد، الصحاح: 6 : 2284 – 2285، تحقيق أحمد عبدالغفور عطار، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الرابعة 1407ه.

6  : العسكري، أبو هلال، الفروق اللغوية: 12، تحقيق مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المقدسة، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الأولى 1412ه.

7  : ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب: 14 : 84، نشر أدب الحوزة، قم المقدسة، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الأولى 1405ه.

8  : سورة البقرة: 49.

9  : سورة البقرة: 124.

10  : سورة البقرة: 155.

11  : سورة البقرة: 249.

12  : سورة آل عمران: 152.

13  : سورة آل عمران: 154.

14  : سورة آل عمران: 186.

15  : سورة النساء: 6.

16  : سورة المائدة: 48.

17  : سورة المائدة: 94.

18  : سورة الأنعام: 165.

19  : سورة الأعراف: 141.

20  : سورة الأعراف: 163.

21  : سورة الأعراف: 168.

22  : سورة الأنفال: 17.

23  : سورة يونس: 30.

24  : سورة هود: 7.

25  : سورة إبراهيم: 6.

26  : سورة النحل: 92.

27  : سورة الكهف: 7.

28  : سورة المؤمنون: 30.

29  : سورة النمل: 40.

30  : سورة الأحزاب: 11.

31  : سورة الصافات: 106.

32  : سورة الدخان: 33.

33  : سورة محمد: 4.

34  : سورة محمد: 31.

35  : سورة الملك: 2.

36  : سورة القلم: 17.

37  : سورة الإنسان: 2.

38  : سورة الطارق: 9.

39  : سورة الفجر.

40  : سورة آل عمران: 14.

41  : الكليني، محمد بن يعقوب، فروع الكافي: 5 : 12 ح 3، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

42  : سورة الأنعام: 165.

43  : النيسابوري، الحاكم محمد بن عبدالله، المستدرك على الصحيحين :3 : 148 – 149، إشراف يوسف عبدالرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

44  : النيسابوري، الحاكم محمد بن عبدالله، المستدرك على الصحيحين :3 : 121، إشراف يوسف عبدالرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

45  : سورة البقرة.

46  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 62 ح 11، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

47  : سورة الطلاق.

48  : سورة الواقعة.

49  : المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: 24 : 4 ح 11، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1403ه – 1983م.

50  : المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: 24 : 4 ح 13، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1403ه – 1983م.

51  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 251- 252 ح 4، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

52  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 253 ح 9، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

53  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 253 - 254 ح 10، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

54  : الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي: 154 ح 255/7، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع، دار الثقافة، قم المقدسة، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الأولى 1414ه.

55  : الصدوق، محمد بن علي، الأمالي: 590 ح 817/14، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية في مؤسسة البعثة للطباعة والنشر والتوزيع، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الأولى 1417ه.

56  : المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: 78 : 176 ح 14، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1403ه – 1983م.

57  : المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: 75 : 23 - 25 ح 89، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1403ه – 1983م.

58  : سورة البقرة.

59  : المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار: 90 : 272 ح 2، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الثالثة 1403ه – 1983م.

60  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 255 ح 14، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.

61  : الكليني، محمد بن يعقوب، أصول الكافي: 2 : 257 ح 23، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، طهران، الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الطبعة الثالثة 1367ه.ش.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1653
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19