• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : لمحة عابرة عن الإمام الصادق (ع) والقرآن .

لمحة عابرة عن الإمام الصادق (ع) والقرآن

الشيخ حميد البغدادي

الأئمة الأطهار (عليهم السلام)  هم عدل القرآن الكريم، وهم الثقل الآخر الذي أوصى به النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمة الإسلامية عند رحيله (1).

فهم الأمناء على الدين، وهم أسوة المؤمنين، وحياتهم تبياناً عملياً للشريعة الغراء، كان سلوكهم تطبيقاً كاملاً للقرآن الكريم، فهم القرآن الناطق، وفي بيوتهم نزل القرآن وهم أقدر الناس على فهمه والأنس به، وتتبع بسيط لحياتهم (عليهم السلام) يوضح  الموقع الحقيقي  للقرآن الكريم.

وبمناسبة ولادة الإمام الصادق (عليه السلام) في شهر ربيع الأول سنستعرض على عجالة لمحات من سيرته (عليه السلام) والقرآن الكريم، وليس المقصود استقصاء جميع الروايات أو أحاديثه (عليه السلام) بهذا الصدد وإنما كان المقصود:

1ـ  ذكر عناوين تكوّن مجالاًَ للباحث والدارس والمهتم بالشأن القرآني.

2ـ بيان سعة اهتمام الأئمة (عليهم السلام) بهذا الكتاب الرباني الخالد، وأن حياتهم كانت تعبّر عن سلوكهم القرآني العملي.

3ـ ليكون مناراً للمؤمنين ـ أسوة بأئمتهم (عليم السلام) ـ لقراءة القرآن وحفظه والتأمل به والعمل به وتعليم الآخرين.

4ـ يكون سبباً لجعلنا في زمرة الناقلين لحديثهم (عليهم السلام).

الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) في سطور

 أمه: أم فروة (فاطمة) بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

 ولادته: ولد في المدينة يوم الجمعة، أو الاثنين، عند طلوع الفجر في السابع عشر من ربيع الأول، يوم ميلاد جده الرسول الأعظم   (صلى الله عليه وآله وسلم) سنة 80هـ أو 83 هـ.

 صفته: ربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير، أبيض الوجه، أزهر له لمعان كأنه السراج، أسود الشعر، جعده (الجعد من الشعر خلاف السبط) أشم الأنف قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهراً، وعلى خده خال أسود.

 أشهر زوجاته: حميدة بنت صاعد المغربي، فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

 أولاده: إسماعيل، عبد الله، موسى الكاظم، إسحاق، محمد الديباج، العباس، علي.

 بناته: أم فروة، أسماء، فاطمة.

 تلاميذه: أخذ عنه العلم والحديث أكثر من أربعة آلاف رجل.

 ملوك عصره: من بني أمية: هشام بن عبد الملك، يزيد بن عبد الملك الملقب بالناقص،  إبراهيم بن الوليد، مروان بن محمد الملقب بالحمار. من بني العباس: السفاح، المنصور.

 مدة إمامته: أربع وثلاثون سنة.

 وفاته: في الخامس والعشرين من شهر شوال سنة 148هـ، متأثراً بسم دسه إليه  المنصور العباسي على يدّ عامله على المدينة  محمد بن سليمان.

  قبره: في البقيع  مع أبيه الباقر، وجده زين العابدين، وعمه  الحسن سبط، (صلوات الله عليهم أجمعين).

 عمره: هو أكبر الأئمة  (عليهم السلام) سناً، فعمره الشريف على رواية:68 سنة، وعلى أخرى: 65 سنة.

 من اقو اله (عليه السلام):

من وصيته لسفيان الثوري:  الوقوف عند كلّ شبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وترك حديث لم تروه، أفضل من روايتك حديثاً لم تحصه. إن على كلّ حق حقيقة، وعلى كلّ صواب نوراً، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فدعوه.

ـ احذر من الناس ثلاثة : الخائن والظلوم والنمّام، لأنّ من خان لك سيخونك ومن ظلم لك سيظلمك، ومن نمّ إليك سينمّ عليك.

 

الإمام الصادق والقران

الأنس بالقرآن

روي عنه (عليه السلام) انه قال: (و طلبت الأنس، فوجدته في قراءة القرآن) (2).

وفي رواية أخرى: (القرآن عهد اللّه إلي خلقه ينبغي للمرء المسلم أن ينظر  في عهده وأن يقرأ منه في كلّ  يوم  خمسين آية) (3).

الدعاء قبل قراءة القران الكريم

وروي عنه (عليه السلام) عندما يأخذ المصحف وقبل قراءة القران الكريم أنه يقول:

(أَللَّهُمَّ اِنّي أَشْهَدُ أَنَّ هذا كتابُك المُنَزَلُ مِنْ عِنْدِك عَلي رَسولِك محمّد بن عبدالله، وَ كلامُك النَّاطِقُ عَلي لِسانِ نَبِيك، جَعَلْتَهُ هادِيا مِنْك اِلي خَلْقِك وَ حَبْلاً مُتَّصِلاً فيما بَينَك وَ بَينَ عِبادِك. أَللّهمَّ إِنّي نَشَرْتُ عَهْدَك وَ كتابَك، اللّهمَّ فَاجْعَلْ نَظَري فيهِ عِبادَةً، وَ قِرائَتي فِيهِ فِكرا، وَ فِكري فيهِ اعْتِبارا، وَاجْعَلْني مِمَّنِ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِك فيهِ وَاجْتَنَبَ مَعاصيك، وَ لا تَطْبَعْ عِنْدَ قِرائَتي عَلي سَمْعي، وَ لا تَجْعَلْ عَلي بَصَري غِشاوَةً، وَ لا تَجْعَلْ قِرائَتي قِرائَةً لا تَدَبُّرَ فيها، بَلِ اجْعَلْني أتَدَبَّرُ آياتِهِ وَ أَحْكامَهُ، آخِذا بِشَرائِعِ دينِك، وَ لا تَجْعَلْ نَظَري فيهِ غَفْلَةً وَ لا قِرائَتي هَذَرا، إِنَّك أَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحيمُ) (4).

تلاوة القران

قال (عليه السلام): (عليكُم بتلاوة القرآن؛ فإنَّ درجاتِ الجنّة على عَدَد آيات القرآن، فإذا كان يومُ القيامة قيل لقارئ القرآن: إقْرَاْ وارقَ. فكلّما قرأ آية يرقى درجة) (5).

وقال  (عليه السلام)كذلك وهو يؤكد على أهمية التّلاوة في المصحف بالذّات:

(مَن قرأ القرآن في المصحَف مُتِّعَ ببصره وخُفّفَ عن والِدَيه وإن كانا كافرَين) (6).

و عن إسحاق بن عمار في عدة الداعي قال.. قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك إني أحفظ القرآن عن ظهر قلب، فأقرأه عن ظهر قلبي أفضل، أو أنظر في المصحف.. قال، فقال لي : (لا بل اقرأه وانظر في المصحف فهو أفضل.. أ ما علمت أن النظر في المصحف عبادة).

وقال الإمام الصّادق  (عليه السلام)أيضاً:

(مَنْ شُدِّدَ عليه في القرآن كان له أجران، ومن يُسِّرَ له كان مع الأوَّلين) (7).

وقال (عليه السلام): (إنّ القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار) (8).

وقال (عليه السلام): (القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده) (9).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه قال: (إني ليعجبني أن يكون في البيت مصحف يطرد الله عزّوجلّ به الشياطين) (10).

وفي عدة الداعي عنه (عليه السلام: (قال ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن، فيكتب له مكان كلّ آية يقرأها عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات).

وفي عدّة الداعي أيضاً عنه (عليه السلام) : (ثلاثة تشكو إلى الله العزيز الجليل.. مسجد خراب لا يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه).

 

كيفية تلاوة القران

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (أن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن)  (11).

 

حق  تلاوة القران

وقال (عليه السلام) بخصوص حق  تلاوة الآيات القرآنية الشريفة :

(فَانْظُرْ كيفَ تَقْرَأُ كتابَ رَبِّك وَ مَنشُورَ وَلايتِك، وَ كيفَ تُجيبُ أوامِرَهُ وَ نَواهِيهُ وَ كيفَ تَمْتَثِلُ حُدُودَهُ، فَإِنَّهُ كتابٌ عَزِيزٌ لايأْتيهِ الْباطِلُ مِنْ بَينِ يدَيهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكيمٍ حَميدٍ، فَرَتِّلْهُ تَرْتيلاً وَ قِفْ عِندَ وَعْدِهِ وَ وَعيدِهِ، وَ تَفَكرْ فِي أَمْثالِهِ وَ مَواعِظِهِ وَاحْذَرْ أَنْ تَقَعَ مِنْ إقامَتِك حُرُوفَهُ في إِضاعَةِ حُدُودِهِ) (12).

وقال (عليه السلام) أيضا: (إنّ هذا القرآن فيه منار الهدي مصابيح الدجي فليجل جال بصره، و يفتح للضياء نظره فان التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور) (13).

وعنه أبي (عليه السلام): (إذا مررت بآية فيها ذكر الجنة.. فاسأل الله الجنة، وإذا مرّرت بآية فيها ذكر النار.. فتعوذ بالله من النار) (14).

تعلم القران

وقال الإمام جعفر الصّادق (عليه السلام):

(يَنْبغي للمؤمن أنْ لا يموت حتّى يَتعَلّم القرآنَ، أو يكونَ في تعلّمه) (15). 

غضاضة القران

روى عن الإمام الرضا(عليه السلام)أن رجلاً سأل الإمام الصادق (عليه السلام)فقال له : ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلا غضاضة (تجدد)؟

فقال(عليه السلام): (لأن الله لم ينزله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد، وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة) (16).

القران تبيان كل شيء

وقال (عليه السلام): (إنّ الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شيء، حتى والله ما ترك الله شيئاً يحتاج إليه العباد، حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا في القرآن، إلاّ وقد أنزله الله فيه) (17).

وفي حديث آخر: (ثم ينتهي (آي القران) حتى يقف عن يمين العرش، فيقول الجبار: وعزتي وجلالي، وارتفاع مكاني، لأكرمن اليوم من أكرمك، ولأهينن من أهانك) (18).

القران أمان عند الفتن

وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن، فإنّه شافع مشفع، وما حل مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على المعرفي لمن عرف الصفى، فليجل جال بصره، وليبلغ الصفى نظره، ينج من عطب، ويتخلص من نشب، فان التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص) (19).

الدعاء بعد قراءة القران الكريم

عنه (عليه السلام):

 (أللّهمَّ إنّي قَرَأتُ ما قَضَيتَ لي مِن كتابِك، الَّذي أَنْزَلتَهُ عَلي نَبِيك محمّدٍ صَلواتُك عَلَيهِ وَ رَحمَتِك، فَلَك الحَمْدُ رَبَّنا، وَ لَك الشُّكرُ وَالمِنَّةُ عَلي ما قَدَّرْتَ وَ وَفَّقْتَ.

اللّهمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ يحِلُّ حَلالَك، وَ يحَرِّمُ حَرامَك، وَ يجْتَنِبُ مَعاصيك، وَ يؤمِنُ بِمُحْكمِهِ وَ مُتَشابِهِهِ وَ ناسِخِهِ وَ مَنْسُوخِهِ، وَاجْعَلْهُ لي شِفاءً وَ رَحْمَةً، وَ حِرْزا وَ ذُخْرا.

اللّهمَّ اجْعَلْهُ لي اُنْسا في قَبري، وَ اُنْسا في حَشْري، وَ اُنسا في نَشْري، وَاجْعَلْهُ لي بَرَكةً بِكلِّ آيةٍ قَرَأْتُها، وَارْفَعْ لي بِكلِّ حَرْفٍ دَرَجَةً في أعْلي عِلِّيينَ، آمينَ يا ربّ العالمينَ) (20).

ـــــــــــــــ

(1)  قال‌ ابن‌ كثير ـ مع‌ تعصبّه‌ ـ  في‌ تفسيره‌: وقد ثبت‌ في‌ الصحيح‌ أنّ رسول‌ اللّه‌ (ص‌) قال‌ في‌ خطبته‌ بغدير خم‌ «إنّي‌ تارك‌ فيكم‌ الثقلين‌ كتاب‌ اللّه‌ وعترتي‌ وإنّهما لم‌ يفترقا حتّي‌ يردا علي‌ّ الحوض‌. تفسير ابن‌ كثير: 4/122. وقال‌ الهيثمي‌: رواه‌ الطبراني‌ في‌ الكبير ورجاله‌ ثقات. مجمع‌ الزوائد: 1/170. وحكم‌ بصحته‌ ابن‌ حجر المكي‌ في‌ كتابه‌ الذي‌ ألّفه‌ردّاً علي‌ الشيعة‌ قائلاً: روي‌ هذا الحديث‌ ثلاثون‌ صحابيّاً وإنّ كثيراً من‌ طرقه‌ صحيح‌ وحسن. الصواعق‌ المحرقة‌: 122.

(2) مستدرك الوسائل، للميرزا النوري، ج 12، ص 173 - 174، ح 13810

(3) الكافي، ثقة الاسلام الكليني ج2 ص446

(4) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 92،ص 207.

(5) الوسائل، الحر العاملي،  ج2 ص 842

(6)الكافي، ثقة الإسلام الكليني ج2 ص446

(7) المصدر السابق، ج 444 ص2.

(8) الكافي، ثقة الاسلام الكليني ج2 ص601 ح9 29

(9) جامع الأخبار ص40 الفصل الحادي والعشرون وتفسير مجمع البيان ج1 ص15

(10) ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق،  ص103 فصل ثواب من كان في بيته مصحف، ووسائل الشيعة ج4 ص855 ب20 ح1

(11) وسائل الشيعة، الحر العاملي،  ج4 ص857 ب22 ح1 والكافي، ثقة الإسلام الكليني ج2ص614 ح2 112.

(12) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 82،ص 44.

(13) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي 92 : 32، أصول الكافي، ج 4،ص 400،انتشارات علميه اسلاميه.

(14) بحار الآنوار، ج89 ص211

(15) الكافي، ثقة الاسلام الكليني ج2 ص444

(16) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي: ج89 ص15 ب1 ح8.

(17) الكافي، ثقة الاسلام الكليني ج1 ص59 ح1

(18) الكافي، ثقة الاسلام الكليني ج2 ص602 ح14 ووسائل الشيعة ج4 ص827 باب2 ح1

(19) وسائل الشيعة ج4 ص 828 ب3 ح3 والأصول ص590

(20) بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 89-ص 207-208

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1625
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 01 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24