• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : نساء أهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : إعادة بناء مرقد السيدة رقية بنت الحسين (ع) في الشام .

إعادة بناء مرقد السيدة رقية بنت الحسين (ع) في الشام

حوار مع سماحة آية الله العظمى السيد عبد الكريم الموسوي الأردبيلي

ترجمة دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم

 

قد تشرّف البعض من المؤمنين بزيارة السيدة رقية سلام الله عليها في سوريا قبل عشرين سنة أو ما يزيد، ويتذكّرون أنّ حرم تلك السيدة المظلومة كان في حجرة صغيرة جداً في وسط سوق الحميديه، لا يفصل جدرانها عن الضريح المقدس سوى متر واحد.

إلا أنّ هذا الضريح المقدس قد بُني بشكل جميل وجذّاب على نحو يُعتبر من الأماكن السياحيّة والدينيّة المعروفة في دمشق، ونحن نبغي من كتابة هذا المختصر بيان تاريخ إعادة بناء وإعمار  ذلك المكان المقدس للقارئ المحترم.

قبل انتصار الثورة الإسلامية في إيران كان بعض المؤمنين يسعون إلى إعادة بناء حرم السيدة رقية سلام الله عليها وقد جمعوا الأموال من أجل ذلك، وكان المرحوم الحاج الشيخ نصر الله الخلخالي وهو من وكلاء ومعتمدي أغلب مراجع وعلماء الحوزة العلمية آنذاك، قد عمد إلى شراء الأراضي والممتلكات المجاورة للحرم الطاهر، غير أنّ الحكومة السورية لم توافق على هدم ما يُحيط بالحرم للقيام بعمليات التوسعة.

وكانت هواجس الدولة السورية ترتكز على الخوف من رميها بالتشيع من قبل المتشدّدين والمتطرفين، فكانت تتذرع بكون المكان جزء من التراث التاريخي القديم لمدينة دمشق؛ فلا يمكن التصرف فيه، كما تدخّل السيد موسى الصدر (قده) لحلّ هذه المشكلة حيث كان مقيماً في لبنان وتربطه علاقات متينة ومتميزة بالرئيس حافظ الأسد، غير أنّ هذه المحاولة كسابقاتها لم يُكتب لها النجاح لنفس السبب.

وبعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران وفي زمان تسنم آية الله العظمى السيد عبدالكريم الموسوي الأردبيلي لديوان الدولة والجهاز القضائي، زار سماحته سوريا وحصل لقاء بينه وبين مسئولين سوريين كبار وعلى رأسهم الرئيس حافظ الأسد، استمر لساعات عدة وفي نهاية اللقاء قال آية الله العظمى السيد الأردبيلي لحافظ الأسد: > نحن في إيران نعتقد أنّ الحكومة السورية حكومة علوية وهي بيد محبي ومريدي أهل البيت عليهم السلام، وما تقدّمه الجمهورية الإسلامية من مساعدات لدولة سوريا وما تقيمه من علاقات معها يرجع إلى هذا السبب، ولكن عندما يزور الإيرانيون سوريا ويطّلعون على الوضع المؤسف لحرم السيدة رقية ، يجعلوننا أمام الأمر الواقع ويحرجوننا بأسئلتهم في أنّ سوريا لو كانت بيد محبي أهل البيت عليهم السلام، فلماذا يمنعون إعادة بناء وترميم الحرم المطهّر، ونحن لا نملك جواباً عن ذلك.

وكما تعلمون إنّ العقارات والممتلكات المجاورة للحرم قد تمّ شراؤها جميعاً، ونحن ننتظر إذن الدولة في الشروع بالبناء.

نحن نطلب موافقتكم على هذا العمل واسمح لنا ببناء الحرم ، وليس لدينا طلب آخر بهذا الخصوص<.

فعمد حافظ الأسد في نفس اللقاء إلى استقدام وزير الأوقاف السوري، وأمره بمحضر آية الله السيد الأردبيلي بالتعاون الكامل مع المسؤولين الإيرانيين في إعادة اعمار وبناء الحرم المطهّر وإصدار كافة التخويلات الضرورية بهذا الخصوص.

وبعد ذلك، ولأجل الشروع في العمل والوقوف بوجه المعرقلات والموانع، ضرب بمحضر آية الله السيد الأردبيلي أول معول في إعادة اعمار الحرم، وقد نُشرت تلك الصور آنذاك في إذاعة الجمهورية الإسلامية في إيران، وبهذا اُعلن رسمياً البدء في العمل.

وبعد رجوعه من السفر، تحدث بمحضر آية الله السيد الأردبيلي مع بعض التجّار وأصحاب رؤوس الأموال، وطلب منهم تولي العمل ، وقام برفع الموانع القانونيّة في نقل وانتقال المال ومواد البناء، وبعد مرور مدة من الزمن خرج الحرم المطهّر بحلة جديدة أضفت عليه جمالاً ورونقاً، فأصبح مهيئاً لاحتضان المحبين والتابعين لأهل بيت العصمة والطهارة.

 

نتمنى منّ الله أن يرفع عوائق زيارة هذا الحرم المطهّر، وأن يجعل طريق زيارته وباقي العتبات المقدسة في الشام، ميسّراً للشيعة ومحبين أهل البيت على الدوام.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1620
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 12 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24