• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الأخلاق والإرشاد .
                    • الموضوع : اللسـان .

اللسـان

سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد

مقالة حول أدب اللسان وخطورته وإمامته لسائر الأعضاء وسير لبعض أعلام السلوك الذين برزوا في دقة تعاملهم مع هذه الجارحة..

 لما سمي لسانا وما معنى ذلك؟

إن اللسان في الأصل معناه الفصاحة ومنه اللسن أي: الفصيح وإنما سميت تلك الجارحة به لكونها آلة لأفصاح المعاني وإيضاحها.وقد يضاف إلى كل ما يفصح عن حدوث شيء كما أضيف اللسان إلى الصباح في دعوات سيد البلاغاء علي بن أبي طالب عليه السلام: يامن دلع لسان الصباح بنطق تبلجه...(2)وياله من تشبيه رائع منه صلوات الله وسلامه عليه..فكما أن اللسان يوصف بالصدق أو الكذب فكذلك الصباح يقال: الفجر الكاذب الذي هو عمود النور المستطيل في الأفق، والفجر الصادق الذي هو عمود النور المستطير في الأفق.

 صلته بالجوارح:

إن البحث في اللسان لا يظن به أنه حديث عن عضلة أو جارحة واحدة من عدة أخرى في الجسم بل هو حديث عن جميع الجوارح للصلة الوثيقة بين اللسان وسائر الأعضاء وإذا كنا في غفلة عن ذلك فإن الكلمة التي قالها رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تعيد لنا انتباهنا من جديد يقول:لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه  ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه(3).

وفي مشافهة أخرى له صلى الله عليه واله وسلم كان يقول لمن حوله: إذا أصـبح ابن أدم فإن لأعضاء كلها تستكفي اللسان أي تقول: اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.(4)

ما لمعرفته من الأهمية:

فلا نشك بعد هذا في أهمية أن ندرس طبيعة اللسان و موقعيته في تحديد شخصية الإنسان بالدرجة التي أكد عليها علي بن أبي طالب عليه السلام: تكلموا تعرفوا فإن المرء مخبو تحت لسانه(5).. ثم يقول للمرة الثانية: لسان المرء ترجمان عقله(6).. وما قفى به ذلك من قوله: الجمال في اللسان والكمال في العقل(7)..

وهذا ما وعيه ذلك الرجل الباهلي الذي عابه جماعة من قومه على صمته فقال: أما علمتم أن لسان المرء لغيره وسمعه لنفسه!!(8)وأنشد أبو تمام:

ومما قالت الحكماء طرا *** لسان المرء من خدم الفؤاد(9)

وسنخلص الكلام في أثرين من آثاره وقد لا يكون له اثر خارج عنهما.. 

الأثر الحسن والملائم:

إنه قناة من قنوات الوعي والتأثر فيمكن للمرء أن يتأثر بما يلفظ سلبا أو إيجابا، حسنا أو سوءا وهذا ما يجعلنا أكثر إيمانا ببعض التعاليم الفقهية حينما تحظر علينا التلفظ بالفحش والبذاءة وما يقبح التصريح به..ومن طرق الوعي المرتهنة به  التلقين،

ومن نماذجه اليومية:

1  قراءة القرآن بصوت ظاهر، وحسن، وحزين، فإن تحديد هذه الكيفية الثلاثية يبتغى منه خدمة قلب الإنسان وبلوغ الأثر إليه تحقيقا لاستقامته وقد انحصر أدائها باللسان..وإن كان فيما خلا القرآن من الذكر يستحب أن يقرأ سرا قال تعالى: {وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ}(10).

2  التلفظ بالنية قبل عقد الإحرام وسائر أفعال الحج وكذا سائر العبادات على كلام في استحبابه في غير الحج، فإنه من سبل التلقين التي تثمر عملا صادقا.الآداب القولية الكثيرة جدا وأثارها أكثر

أ)قوله عند رؤيته ما يعجبه من غيره:

قال الصادق عليه السلام: من أعجبه من أخيه شيء فليبارك عليه فإن العين حق(11). وقال الرسول صلى الله عليه واله: من رأى شيئا فأعجبه فقال ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم يضره.(12)ومع هذا تبدو قدرة خارقة للسان على تسكين الجيشان الداخلي!!

ب) لإبعاد الطرب والخفة الروحية:

وذلك عندما يضحك: اللهم لاتمقتني كما في رواية الباقر عليه السلام.(13)

ج)لعدم الغرور بكمال جسمه عند رؤية أحد به شيء من أنواع البلاء:

أن يقول ثلاثا حيث لا يسمعه ذلك: الحمد لله الذي عافانا مما أبتلاك به ولو شاء فعل، نورنا بذلك الباقر عليه السلام.(14)

والكثير غير هذا مما يقوله في الرضا والحزن في الملبس والمطعم ، مما لا يسمح الوقت بذكره، ولكن غايته واحدة أن يلقن الإنسان نفسه ويبث فيها الشعور بوجود الله عز وجل ووحدانيته..ومثله ما يقوله في ساعات اللقاء بالآخرين والوداع معهم من أجل أن يبث ويشكل شعورا إيجابيا عندهم فيستطيع أن يرث محبتهم بلسانه وهذا يصحح الفهم الخاطئ للمثل الغالب على ألسنتنا (( عند الأحباب تسقط الأداب))!!

فإن آداب اللسان هي التي تغذي تلك المحبة وتشيع الدفئ في أجوائها فماذا سيحصل لو قابلت الزوجة زوجها ـ والعكس بالعكس ـ عند خروجه من الحمام بما أدبنا أئمة الهدى عليهم السلام: طاب حمامك، فيجيبها أنعم الله بالك(15)..فهذا مثل ومثل آخر إذا عطس: يغفر الله لكم ويرحمكم الله كما عن علي عليه السلام..وماذا لو مرن أحدنا لسانه فقابل  مريضا مؤمنا بهذا الدعاء: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك..(16)

والقول من دروس النبي صلى الله عليه واله وسلم يجب أن نحصي ما جاء عن طريق السادة الأطايب عليهم السلام مما يناسب مختلف الأحوال والأفعال والحوادث ونعود ألسنتنا عليه ويقابل بعضنا البعض الآخر بتلك الآداب فإنهم حينما أعطوا كل موقف حقه من الألفاظ فلإنهم يعلمون أن اللسان قناة لفظية ـ  إلى جانب القناة الرمزية والنظامية  في عرف علماء التطوير الذاتي ـ  تعبر من خلال الأحرف والكلمات عن المعلومة والتصور الذي نحلمه من محبة الآخرين ولا يسع الآخرين أن يتلقوه منا بروح جامدة ومشاعر يابسة!!

ولأهمية هذه القناة اللفظية التي مصدرها اللسان تميزت الصلاة باللفظ والقول في جميع أحوالها فلا توجد فيها لحظة صمت كل هذا للتدليل على أن أول وسيلة لبث معلومة التوحيد في الصلاة هو الأسلوب اللفظي الذي هو عبارة عن قرآءة آيات التوحيد اثناء الصلاة مثل ( إياك نعبد وإياك نستعين)..

 الأثر السيء والمنافر:

وأمثلة ذلك كثيرة من حول اللسان ومن أعرفها في حياتنا:

1  الجدل:

 بغير حق طلب المراء وإثبات الوجود الذاتي والشخصي على حساب الآخرين وكشفت التعاليم الشرعية عن جانب السيئة في ذلك حيث طالبنا القرآن أن لا نجادل إلا بالتي هي أحسن ولم يخبرنا عن إفساد هذا السلوك لأعظم نسكين شرعيين الحج والإعتكاف إلا ليبين لنا أنهما مفسدان للحياة والخلة بين الإخوان..

2  مالا يعني:

فقد جاء في القدسيات: يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك وحرمانا في رزقك وسقما في بدنك فاعلم أنك تكلمت بما لا يعنيك(17)...

3  المبالغة:

وهي أخفى أنواع الكذب فيعظم الحقير ويحقر العظيم يقول الوصي سلام الله عليه:قلما ينصفك لسانك في نشر قبيح أو إحسان(18)..

من أنجع العلاجات:

أن يتوخى الصوات ويلوذ بالصمت كلما قدر أن الكلمة التي ستدور بين أشداقه هي كلمة غير نافعة ولا تشكل خيرا لنفسه ولا لغيره فقد قال لقمان في كلمة شائعة بيننا وقد ننسبها إلى غيره: يابني إن كنت زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب(19).ويقول الشاعر:

الصمت زين والسكوت سلامة *** ما أن ندمت على سكوتي مرة

فإذا نطقت فلا تكن مكثارا *** ولقد ندمت على الكلام مرارا(20)

 من أحوال الخواجة ربيع بن خيثم:

نقل أنه لم يتكلم للدنيا ولا عبثا منذ عشرين سنة حتى قتل مولانا الحسين عليه السلام فقال جماعة هو يتكلم اليوم فذهبوا إليه وأخبروه بقتله فقال عظم الله أجورنا وأجوركم بقتل الحسين عليه السلام ونظر إلى السماء وبكى وقال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم رجع إلى معبده ولم يتكلم إلا بالحق حتى مات(21).وفيه كلام بين العلماء ليس من شأن هذه المقالة..

وقيل أنه سأل مرة عن حالة شخص ثم ندم على ما بدر منه..

ولعل هذا ليس لكونه خطأ يحسب عليه بل لأن ترك السؤال عن الآخرين خشية انجرار الكلام إلى الغيبة أحد مراتب الورع كما يذكر ذلك علماء السلوك .

فقد قالوا أن الورع على أربع درجات تصاعدية:

ورع التائبين:

وهو ما يخرج به الإنسان من الفسق وهو المصحح لقبول الشهادة.ورع الصالحين: الاجتناب عن الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات.

ورع المتقين:

 ترك الحلال خوفا من أن ينجر إلى الحرام مثل ترك التحدث بأحوال الناس مخافة أن ينجر إلى الغيبة.(22)

ورع السالكين:

وهو الإعراض عما سواه تعالى خوفا من صرف ساعة من العمر فيها لا تفيد زيادة قرب منه تعالى ومن هذا أن يغلق الإنسان منافذ الاتصال بالآخرين في أول ساعة من يوم الجمعة لقرآءة دعاء الندبة وآخر ساعة منه ليقرأ دعاء السمات مثلا.

مهارات اللسان:

لقد ذكرت مهارات اللسان في عشر خصال تحراها علي بن أبي طالب عليه السلام في خطبته المعروفة بخطبة الوسيلة وهو من  حصر أهم الأمور وأعلاها قدرا ويبقى للسان أدواره الأخرى ونتيمن بنقل كلامه عليه السلام مشفوعا بالبيان والتفسير قال:"" أيها الناس في الإنسان عشر خصال يظهرها لسانه:

1    شاهد يخبر عن الضمير:

يقاسي الكثير من عدم قدرته على الإفصاح عما في ضميره وخلجات نفسه أمام زوجته وصديقه وحامته من أهله ... بيمنا تتيسر للبعض هذه القدرة فإبداء ما في النفس حاجة وخصلة للإنسان تتوقف على مهارة اللسان.

2   وحاكم يفصل بين الخطاب:

فإن بقاء الإنسان ونظامه يتوقف على الفرق بين الحق والباطل سواء في أمور الدين والمناظرة مع أبناء الطوائف الأخرى أو في أمور الدينا أو في ا لخصومة وهذا ما يحتاج إلى مهارة الإظهار باللسان.

3   وناطق يرد به الجواب:

ولم يقل يرد به السؤال..لأن للسائل طلب وهو الجواب فلابد من رده عليه وكما أن رد الطلب قد يكون صعبا فوق طاقة المطلوب فيتعذر عليه فكذلك الجواب قد يتعذر على العالم وهو عالم؛ لأن الجواب لا يتوقف على المادة العلمية فقط، بل يحتاج إلى مهارة وبراعة في الأداء.

4   وشافع يدرك به الحاجة:

سواء في ذلك حاجة الإنسان للنفسه أو عند سعيه في حاجة غيره..فلا ينبغي أن يتقدم لطلب الحاجة من مالكها بلسان ركيك متبلد فذلك مما يوفوتها ولا يدركها، ولكن يتقدم لطلب الحاجة كالوظيفة، وخطوبة الزواج، والشراء والبيع، وسائر الأمور والأغراض المهمة بلسان شفيع مشفع يتمتع بالمهارة والحذاقة، التي يمدح بها المسؤول ويبين له أسباب أختياره لمسألته وترك غيره، إلا أن يظهر له أنه صاحب الفضل عليه بسؤاله حيث ميزه وقدمه وانتخبه لمهمته!!

5   وواصف يعرف به الأشياء:

فحسن الوصف مهارة وذلاقة يتمتع بها البعض، فيعرف الأشياء الغائبة والبعيدة  بأقرب فصولها فلا يعوزه التشبيه، ويستبدل المثل البعيد بالمثل القريب في حضور ذهني عجيب..

6  وأمير يأمر بالحسن:

كثيرا ما نجد الشيء الواحد من أمور الخير يتناوله خطيبان أو إمامان من أئمة الجماعة أو معلمان في المدرسة أو أكثر من ذلك فيأمر به واحد ولا يؤخذ منه ولا يؤتمر بأمره على الرغم من إلحاحه وتحيله..ثم  يؤدي ذلك الأمر خطيب أو معلم آخر فيتسارع الناس والطلاب إليه بكل حيوية وأريحية ثم إننا نسأل ما السر الخافي في ذلك؟ولكن علي بن أبي طالب عليه السلام قد حسم الجواب، فبين أن الأمر لا يكون نافذا إلا إذا جاء على جهة العلو والاستعلاء وهذا ما يوحيه كلمة " الإمرة " التي استخدمها صلوات الله عليه فإذا اتفق الكلام عاليا مستعليا بحسن بيانه ودقة مضامينه، واستيعابه لأسس المنطق والاستدلال من أشباه:الآية، والحديث، والعقل، والحكمة، والوجدان، والقصة المؤثرة، والتواضع للناس في الخطاب...فإنه بذلك يحقق الإمرة لنفسه في مقام الخطاب فلا يعصى له توجيه ولا يرفض له أمر!!والنهاية: أن الحَسَنَ قد يذهب حسنُه في نظر المستمعين إذا تصدر لنشره والأمر به من لا يحسن إيصاله؟! 

7   وواعظ ينهى عن القبيح:

إن النهي منزلة كالأمر لا يؤخذ عمن لم يحز تلك المرتبة أو المنزلة فكذلك اللسان عليه أن يرتقي في الأسباب حتى يتحصل على منصب الوعظ ومنزلته، ومن المفارقات التي نشاهدها أن بعضهم ينهى عن القبيح التحريمي أو الشرعي فلا يؤخذ عنه وبعضهم ينهى عن القبيح التنزيهي والعرفي فلا يعصى!

8  ومعز تسكن به الأحزان:

وهنا لا بد من المهارة التي تستطيع أن تحمل صاحب المصاب والنائبة على الصبر والسلوان، فيذكره بالأنبياء والصالحين ليتأسى بهم، ويعظم عنده مصابه برسول الله صلى الله عليه واله وسلم ليصغر عنده مصابه بفقيده وينشر عليه من أحاديث أهل البيت عليهم السلام والذي منه حديث الصادق عليه السلام:"" إذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله صلى الله عليه واله وسلم فإن الخلق لم يصابوا بمثله قط"" (23)...

9   وحاضر تجلى به الضغائن:

الضيغنة والحقد والعداوة والبغضاء التي تصيب القلوب من أشد الأسباب فتكا بين الزملاء والأقرباء وأهل الجوار... والحضور في عبارته عليه السلام في مقابل الفقد للواسائل والوصائل التي بها يحقق أمانا وطيبا عند المتباغضين وليس في مقابل الغيبة.. أي أن يكون قادرا وجاهزا بما يعرفه من أساليب الكلام  على تعظيم الحلم وتزيين العفو وتوخيم عاقبة التجاوزات والإفراطات السلوكية التي يفرزها الغضب فتضاعف العداوة والشحناء بين القلوب، إذ أن لكل سلوك سيء أمثلة وصور بشعة ومقززة يتمكن صاحب اللسان البليغ من استيحائها واستحضارها ..

ومن الأساليب التي ينبغي أن تكون حاضرة أنه كلما  احتج أحد الخصمين بدعوى أو رفع قائمة بالمطاليب استطاع أن يلتف عليه ويطيب خاطره فيكون كأنه قد قضاها له على وجه الحقيقة، وذلك إما بأن يعده بها بطريقة لا يكذبها المدعي، وإما أن يقنعه بطريقة ذكية ويبدع له حلول مختلفة.. وإما بصرف نظره عنها كأن يبين له عدم لياقتها بشأنه ويهمس في أذنه أنك فلان من نسب كذا وترجع إلى حسب كذا وفي دينك كذا ليؤكد له كونه أكبر من أن يطالب أو يعلق قرابته وصداقته على تفاهات كهذه كأنه يعلمه شيئا فاته ويذكره بأمر نسيه .. أو بأن يكذب بالمقدار الذي يصلح ذات بينهم مثلا!!

وهذا مهارة يتميز بها بعض الناس بينما يبقى الأكثر عاجزا عنها!

10 ومونق تلتذ به الأسماع:

المونق المعجب الذي يعجب ناظره في المنظورات وسامعه في المسموعات، فيطيب حديثه وتطيب مجالسته بين الأهل والرفقاء فيسيرون بكلامه الذي اشتهوه ويكثرون من الاستشهاد به وفي هذا جاد الشاعر:

هل تأذنون لصب في زيارتكم *** فعندكم شهوات السمع والبصر

لأن له بيان مونق إذا تناول شيئا فتكلم فيه فكأنما تناول بذرا يقوم بغرسه ويرعى زرعه فيثمر بين يدي لسانه ويوزع ثماره على جلاسه وطلابه، وحقا إن الكلام الحسن يحول الفكرة ( الذكر) التي لا تثمر إلى شجرة ذات أكمام تونق وتثمر، حتى قد قيل لأبي نواس:

قيل لي لك في الكلام بديع *** يثمر الدر في يدي مجتنيه

 فعلام تركت.....

وفي مطاف النهاية:

إن سيد البلاغاء وأمير الفصحاء علي بن أبي طالب عليه السلام يؤكد أن اللسان الماهر هو الذي لا ينبغي أن يكون دون الشهادة، ولا أقل من الحاكمية، ولا متخلف عن الناطقية، ولا عاجز عن الشفاعة، ولا ضائق عن الواصفية ، ولا أضعف من الإمرة، ولا أنزل من الواعظية، ولا جاهل بطرق التعازي والتسكين، ولا معدم مما يقوى به على دفع الضغائن، ولا مجرد مما يونقه و يشهي السامعين له..   

وكتبه:

ـــــــــــــ

(1) ألقيت ليلة الثلاثاء 28/1/ 1428في مركز السيدة خديجة للدراسات الحوزية وعلوم القرآن الكريم، بقرية الحليلة.

(2) مفاتيح الجنان. 93.

(3)  جامع أحاديث الشيعة.ج13. 499.

(4) جامع أحاديث الشيعة:ج13. 497.

(5) نهج البلاغة. ج4. 93.

(6)

(7) مستدر الوسائل:ج11. 207.

(8) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.ج19. 322.

(9) مستدركات أعيان الشيعة:ج2. 236.

(10) سورة الأعراف:205.

(11) خلاصة الأذكار للفيض الكاشاني. 145.

 (12) كنز العمال:ج10. 65.

(13) أحاديث الشيعة:ج15. 557.

(14) الدعوات للراوندي. 204.

(15) الوسائل:ج1. 383.

(16) الدعوات الرواندي. 223.

(17) مكيال المكارم. ج2. 370.

(18) الكافي: ج8. 23.

(19) الكافي:ج2. 114.

(20) مكيال المكارم:ج2. 370.

(21) م/ن.

(22)  وقد تطرق إليها كثير من كتب الحديث والأخلاق من بينها جامع السعادات ج2. 138. وبحار الأنوار وغيرها.

(23) الوسائل:ج2. 911.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1540
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24