• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : مدح النبي (ص) في آثار المستشرقين .

مدح النبي (ص) في آثار المستشرقين

الشيخ فلاح المنصوري

المقدمة

التاريخ إذا شهد شخصية قوية مرّت خلاله، فستكون هذه الشخصية محط اهتمام لدى الباحثين والنقاد وأهل القلم إما سلباً أو إيجاباً؛ للوقوف على معالم وسمات تلك الشخصية والسعي للوصول إلى حقيقتها وأهدافها وأهمّ ما تميّزت به.

وهذا ما نراه في ترجمة الشخصيات التي كان لها دور في الحياة، واستطاعت أن تجعل لها في التاريخ موطأ قدم, لكن لا يخفى أن كثيراً من المؤرخين عندما يريدون أن يبحثوا عن حدث ما أو شخص ما ويريدون الوقوف على حقيقته؛ فإنهم تؤثر بهم عدة تأثيرات عاطفية أو عقائدية أو نفسية تؤدي بهم إلى أن يزوّروا الحقيقة تارة، أو ذكر جانب من جوانب هذه الشخصية والإعراض عن الجانب الآخر تارة أخرى.

لذا، يجب على المؤرّخ الموضوعي أن يكون بعيداً عن تلك المؤثرات وينقل الحدث بما هو، ويحاول أن يجرّد نفسه عن هواها أثناء ذكره للحادثة التاريخية, ثم إذا أراد التحليل والتعليق فليذكر رأيه في الأمر ويحلل تلك الحادثة حسب ما يرى, لكن المهم الحفاظ على نقله للحدث بما هو ويذكره جميعه ويترك التحليل والتعليق للباقين، وهذا ما يعبر عنه بالأمانة العلمية التي ينتظرها القارئ, وسوف يكون المؤرّخ مسؤولاً أمام الله وأمام الناس عن نقله لأي حدث تاريخي لم يتقن نقله.

من هذا المنطلق، اختلفت الكلمات والأخبار التي نقلها المستشرقون عن النبي (صلى الله عليه وآله) حيث نجد المنصفين منهم نقلوا حال وأخبار النبي كما كانت واقعاً, فتحدّثوا عن مولده وحياته قبل البعثة كما نقلها المؤرّخون الذين عاصروا النبي أو التابعين أو من نقل عن المعاصرين والتابعين, وذكروا أحوال زواجه وبعثته والأعمال التي قام بها في مكة والمدينة، وتأثيراته على المجتمع المكيّ والمدنيّ بصورة خاصة، وعلى المجتمع العربي والعالمي بصورة عامة.

وإذا أرادوا التحليل لبعض الوقائع أو التعليق على أمر ما حلّلوا وعلّقوا بإنصاف دون الانجراف إلى العواطف والمعتقدات, فنجدهم يحلّلون شخصية النبي كما يحلّلها ويذكرها المسلمون، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك.

لكن البعض الآخر غير المنصف منهم، لا نجد عنده هذه الروح فنلاحظه ينجرف خلف أهوائه فيتعرّض لشخصية هزّت العالم وأحدثت فيه حدثاً لا يمكن لأيّ شخص إذا لم يكن عنده ارتباط مع السماء أن يكون له هذا التأثير يتعرّض له بنوع من السخرية تارة، وبعدم الاحترام أخرى، والتقليل من أهميته وشخصيته وانجازاته، ثالثة.

ونحن بهذا البحث، أردنا أن نتعرّض لبعض المستشرقين الذين اهتموا بشخصية النبي (صلى الله عليه وآله) وأثنوا عليه شخصياً وعلى مواقفه وانجازاته التي قام بها طيلة 23 سنة في مكة والمدينة, ولاحظ البعض الآخر شخصيته (صلى الله عليه وآله) قبل بعثته وذكر مواقفه المشرّفة والنبيلة في حال كان المجتمع يغطّ بالجهل وكثير من الصفات المشينة, فكان (صلى الله عليه وآله) كأنه الوردة الحمراء المزهرة بين مجموعة كبيرة من القش والأوساخ.

ونستطيع أن نعتبر هؤلاء المستشرقين من القسم المنصف والذين نقلوا الحقيقة, واستطاعوا أن يتجرّدوا من أهوائهم وأن يخرجوا من ذلّ عبودية المجتمع أو ارضاء البعض أو أن يكونوا تبعاً لأحد أو أن يزيّفوا الحقيقة من أجل دراهم معدودة.

ومن الجدير ذكره أن الذي ذكرناه من أقوال للمستشرقين بحق الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، إنما هو الشيء القليل من مجموع كتب ومجلدات ومقالات لا يمكن عدّها واستقصائها، ألفت لتشهد لهذا الإنسان بالعظمة وتقف وقفة إجلال وإكبار أمام هذا الشخص الذي لم تشهد الخليقة له من نظير سواء على مستوى الأخلاق أم المواقف الفذّة التي قام بها وضحّى بالغالي والنفيس، وتحمّل ذلك المجتمع الفظ الغليظ، من أجل إخراج الناس من الظلمات إلى النور, فإنا وقفنا على أكثر من كتاب بعنوان (حياة محمد) قد ألّف من قبل المستشرقين الذين وقفوا على حقيقة هذا النور العظيم وأرادوا إظهاره للعالم.

وحرصنا قبل ذكرنا لكلمات المستشرقين حول النبي أن نذكر ما عثرنا عليه من معلومات شخصية عن المستشرقين حول ولادتهم ودراستهم وبعض ما يتعلّق بهم.

وجعلنا مُلحقاً في آخر البحث وضعنا فيه ما أمكن الحصول عليه من صورهم الشخصية لكي يقارن القارئ بين صورة الكاتب واسمه وما كتب بخصوص النبي (صلى الله عليه وآله).

معنى الاستشراق

للاستشراق عدّة معاني ذكرها المتخصّصون في دراساتهم، لكننا سنذكر بعض تلك المعاني مراعاة للاختصار:

1-     التعاريف التي ذكرها الدكتور محسن الويري في كتابه دراسات إسلامية في الغرب:-

•        الاستشراق يعني العلم بالعلم الشرقي.

•        الاستشراق يعني التخصص في الدراسات الشرقية.

•        الاستشراق تتبّع ومعرفة أيّ أمر عن الشرق الأقصى أو الشرق الأدنى أو الشرق الأوسط، سواء كان بخصوص العقائد أو التاريخ أو الأوضاع المعاصرة ومعرفة العلوم والآداب والتقاليد والعادات لأهل الشرق. 

ثم ذكر الدكتور الويري أنه حصل تغيير لاسم الاستشراق في النصف الثاني للقرن العشرين؛ حيث أبدل عنوان الاستشراق باسم الدراسات الشرقية التي تعتبر أخف وطأة وأكثر احتراماً لأهل الشرق. 

2-     ما ذكره الكاتب ميكائيل انجلو محدداً عنوان الاستشراق والمستشرق بقوله:- (ليس صاحب علم الشرق أو المستشرق الجدير بهذا اللقب بالذي يقتصر على معرفة بعض اللغات المجهولة أو يستطيع أن يصف غرائب وعادات بعض الشعوب بل إنه هو من جمع بين الانقطاع إلى درس بعض أنحاء الشرق وبين الوقوف على القوة الروحية والأدبية الكبيرة التي أثرت على تكوين الثقافة الإنسانية هو من تعاطى درس الحضارات القديمة ومن أمكنه أن يقدر شأن العوامل المختلفة في تكوين التمدن في القرون الوسطى مثلاً أو النهضة الحديثة. 

3-     أما ادوارد سعيد فذكر في كتابه الاستشراق عدة تعريفات للاستشراق منها:

•        أسلوب في التفكير مبنيّ على تميّز متعلق بوجود المعرفة بين الشرق وبين الغرب. 

•        الاستشراق  ليس مجرد موضوع سياسي أو حقل بحثي ينعكس سلباً باختلاف الثقافات والدراسـات أو المؤسسات وليس تكديساً لمجموعة كبيرة من النصوص حول المشرق … إنه بالتالي توزيع للوعي الجغرافي إلى نصوص جمالية وعلمية واقتصادية واجتماعية وفي فقه اللغة.  

كما عرّفه في مكان آخر من كتابه:

•        بأنه  المجال المعرفي أو العلم الذي يُتوصل به إلى الشرق بصورة منظمّة كموضوع للتعلم والاكتشاف والتطبيق.  

وذكر له معنًى رابعاً بقوله:

•        نوع من الإسقاط الغربي على الشرق وإرادة حكم الغرب للشرق. 

هذه بعض التعاريف التي ذكرت للاستشراق، وأعرضنا عن ذكر باقي التعارف إما لقربها من هذه التعاريف، أو لبعدها الكبير عن معنى الاستشراق.

أقوال المستشرقين في مدح النبي (صلى الله عليه وآله)

وفيما يلي نستعرض بعض المقاطع التي صدرت من بعض المستشرقين في مدح النبي (صلى الله عليه وآله), وما ننقله هنا شيء قليل مما ورد عنهم, لكن ما لاحظته في هذا الأمر أن أكثر الذين مدحوا النبي من المستشرقين هم في القرن الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي؛ أي: القدماء منهم، أما المستشرقون المعاصرون؛ فلا نلاحظ هذا الشيء بكثرة في آثارهم أو إذا كان موجود فهو قليل للغاية, ولعل هذا الأمر يرجع إلى شدة العداوة التي نشأت بين الغرب وبين المسلمين لعدة أمور حصلت؛ منها: الحروب العالمية الأولى والثانية؛ ومنها: القضية الفلسطينية وعلى رأسها أحداث 11 سبتمبر.

وقد عملنا على ترتيب المستشرقين حسب تاريخهم، فبدأنا بالأقدم فالأقدم:

1.      جيبون اوكلي

ولد المؤرخ إنجليزي جيبون اوكلي عام 1737 وتوفي عام 1794، وهو صاحب كتاب (تاريخ أفول وسقوط الدولة الرومانية) الذي يعدّ من أهم وأعظم المراجع في موضوعه. كتب كتابه في ستة أجزاء من عام 1776-1788 م. من خلال كتابه، أثار جيبون الجدل حول مسألة فلسفية ولا تزال حتى اليوم؛ حيث يرجع جيبون سقوط روما إلى هجمات البرابرة وتفشي المسيحية. ويرجع أيضاً أسباب انتصار المسيحية وغلبة قيمها إلى مسائل نفسية وفلسفية ويطالبنا بإسقاط السبب الغيبي الذي يقول أن انتصار المسيحية كان لأن الله أراد لدينه النصرة على الوثنية.

ذكر المستشرق اوكلي في كتابه (تاريخ إمبراطورية الشرق ) عند تعرضه لذكر النبي (صلى الله عليه وآله) ما هذا نصه:

"ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرناً من الزمان, لقد استطاع المسلمون الصمود يداً واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بألوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين". 

2.      واشنطن ايرفج

ولد ايرفج في سنة 1783م وتوفي عام 1859م، وهو مؤلف وكاتب أمريكي، اختص بالفترة الأولى من القرن 19, وكان معروفاً أكثر بالنسبة للقصص القصيرة "اسطورة تهريب" و"التمزق فان القوقع"، وتشمل أعماله التاريخية السير جورج واشنطن، اوليفر غولد سميث والنبي محمد، وعدة فترات في القرن 15 في أسبانيا التي تتناول مواضيع مثل كريستوفر كولومبس، مورس، وقصر الحمراء. إيرفينج كان أيضاً وزيراً أميركياً في اسبانيا في 1842 حتى 1846.

أما المستشرق الأمريكي ايرفج فكانت له عدة كتب ومقالات في مدح الرسول الأعظم, ولذا نلاحظ في كتابه حياة محمد قوله:

"وحتى في أوج مجده حافظ الرسول صلى الله عليه وسلم على بساطته وتواضعه، فكان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له أو يبالغوا في الترحيب به"

 

ثم ذكر أمراً آخر في موضع آخر في كتابه وصف فيها تواضع النبي وسموّ أخلاقه بما لا نجده في غيره من الملوك والحكام وحتى أهل الديانات:

"كان يكره إذا دخل حجرة على جماعة أن يقوموا له ويبالغوا في الترحيب به وإن كان قد هدف إلى تكوين دولة عظيمة هي دولة الإسلام – إلى أن يقول – كان الرسول في كل تصرفاته منكراً لذاته رحيماً بعيداً عن التفكير في الثراء والمصالح المادية فقد ضحى بالماديات في سبيل الروحانيات" 

وذكر أيضاً مقطعاً آخر في نفس الكتاب قارن فيه بين الرسول الأعظم وبين أرباب باقي الديانات، وأظنه كان يشير إلى الرهبان والاحبار:

"وكذلك فلا يجيز الرسول أن يسود على حساب المسلمين نسبة المسلمين إليه كما فعل ذلك أصحاب الديانات السابقة الذين نسبوا إلى أسماء أنبيائهم ولم يستعمل محمد وأتباعه أبداً عبارة محمدي أو المحمدية فعلى الرغم من توقيرهم لزعيمهم فقد كان محمد المخلص يعرض عن هذه التسمية دوماً – إلى أن يقول – ومن الخطأ أن نقول رجلاً محمدي أو امرأة محمدية فما قرر محمد في يوم من الأيام  ان الدين الذي جاء به من وحي تفكيره وما انتحل لنفسه أي صفة إلهية وما عبده أحد من أتباعه... إنه كنوح وموسى" 

3.      بوسورث سيمث

 المطران بوسورث سميث ولد في بريستول عام 1784م وتوفي في سنة 1884م، وتخرج في جامعة براون في 1816 وكان لمحرر وقت مسجل الأسقفية في فيلادلفيا أصبحت الكنيسة الأسقفية البروتستانتية، تحت قيادة سميث نفسه أسقف ومساعد أسقف.

وهنا نذكر كلام المستشرق بوسورث سميث في كتابه (محمد والمحمدية)؛ الذي يذكر فيه كثيراً من أوصاف وشخصية رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله):

"لقد كان محمد قائداً سياسياً وزعيماً دينياً في آن واحد، لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة, ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت, إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها 

4.      لامارتين

الفونس دي لامارتين ولد عام1790م وتوفي عام 1869م؛ وهو كاتب وشاعر وسياسي فرنسي، وكان كثير السفر، وأقام مدة في أزمير في تركيا, كان لامارتين ينتمي إلى طبقة النبلاء الفرنسيين، وهي أعلى طبقة في ذلك الزمان. ولذلك نشأ وترعرع في قصر «ميلي» تحت إشراف أمه الحنونة التي لم تكن تطلب منه أكثر من أن يكون إنساناً حقيقياً وطيباً, وبعد أن أكمل دراساته في أحد المعاهد اليسوعية؛ أي: التابعة للإخوان المسيحيين، راح يسافر في البلدان لكي يروّح عن نفسه كما يفعل معظم أولاد الأغنياء. وهكذا سافر إلى إيطاليا عام (1811) وبقى فيها حتى عام 1814؛ أي: حتى سقوط النظام الامبراطوري بقيادة نابليون بونابرت وعودة الملك لويس الثامن عشر إلى الحكم، ثم أخذ يهتم بالأدب والشعر وينشر أولى مجموعاته الشعرية عام 1820 تحت عنوان: «تأملات شعرية»، وكان عمره آنذاك واحداً وثلاثين عاماً.

أما المستشرق الفرنسي فكان منبهراً بشخصية النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي نظره: إنها كانت شخصية مثالية نادرة أو معدومة النظير, وذكر أنها أعلى من المقاييس التي تقاس بها شخصيات العظماء والعباقرة التي شهدها التأريخ:

"اذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيّاً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد في عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات. فلم يجنوا إلا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم، لكن هذا الرجل لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة, لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح النبي موجهاً بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك. حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث, الشق الأول يبين صفة الله (ألا وهي الوحدانية)، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو المادية والمماثلة للحوادث). لتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ), هذا هو محمد الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام. هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة. هذا هو محمد, بالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية، أود أن أتساءل: هل هناك من هو أعظم من النبي محمد "

5.      بارتلي سانت هيلر

ولد المستشرق الألماني سانت هيلر في درسدن عام 1793م، وتوفي عام 1884م؛ له كتاب (الشرقيون وعقائدهم).

وأرجع المستشرق الألماني سانت هيلر قبول الناس لدعوة النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علو أخلاقه وسموّ معرفته ووسع صدره الذي استوعب جميع الناس؛ البرّ والفاجر، فقال:

"أكثر عرب أهل زمانه ذكاءً واشدهم تديناً وأعظمهم رأفة، وإنه نال سلطانه الكبير بفضل تفوقه، وإن دينه الذي دعا الناس إلى اعتقاده كان جزيل النعم على جميع الشعوب التي اعتنقته"  

6.      توماس كارليل

توماس كارلايل ـ بالإنجليزية Thomas Carlyle ـ ولد في 4 ديسمبر 1795، وتوفي في 5 فبراير 1881؛ كاتب إسكتلندي، ناقد ساخر، ومؤرخ، وكانت أعماله شديدة التأثير بالعصر الفكتوري، وهو من عائلة كالفينية صارمة، كانت عائلة كارليل تأمل أن يكون واعظاً، بالرغم من ذلك. عندما كان بجامعة هندنبرج، فقد إيمانه بالمسيحية، ومع ذلك بقيت القيم الكالفينية باقية معه طوال حياته، هذا التآلف من المسحة الدينية وفقدان الإيمان بالمسيحية التقليدية، جعلت أعمال كارليل تبدو جذابة لعديد من الفكتوريين المناهضين للتغيرات السياسية والعلمية التي تهدد نظام الحياة الاجتماع.

وذكر المستشرق الاسكتلندي توماس كارليل في كتابه (الأبطال) أوصافاً للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) غاية في الرفعة وكمالاً مطلقاً جمع في شخصيته الباهرة، وزهده في الدنيا وإعراضه عنها جعل منه شخصاً تفرّد في العالم ونال أعلى الرتب المادية والمعنوية:

"لقد كان زاهداً متقشفاً في مسكنه ومأكله ومشربه وملبسه وسائر أموره وأحواله

كان طعامه مادة الخبز والماء وبما تتابعت الشهور ولم توقد بداره نار وإنهم ليذكرون ونعم ما يذكرون أنه كان يصلح ويرفو ثوبه بيده فهل بعد ذلك مكرمة ومفخرة" 

وأضاف  كارليل في موضع آخر من كتابه الأبطال ما هذا نصه:

(وإنما من شرف بئر زمزم وقدسية الحجر الأسود، ومن حج القبائل إلى ذاك المكان، كان منشأ مدينة مكة. ولقد كانت هذه المدينة وقتاً ما ذات بال وشأن، وإن كانت الآن فقدت كثيراً من أهميتها. وموقعها من حيث هي مدينة سيء جداً. إذ هي واقعة في بطن من الأرض كثير الرمال، وسط هضاب قفرة وتلال مجدبة، على مسافة بعيدة من البحر، ثم يمتاز لها جميع ذخائرها من جهات أخرى، حتى الخبز. ولكن الذي اضطر إلى إيجاد هذه المدينة هو أن كثيراً من الحجيج كانوا يطلبون المأوى، ثم إن أماكن الحج ما زالت من قديم الزمان تستدعي التجارة، فأول يوم يلتقي فيه الحجيج يلتقي فيه كذلك التجار والباعة. والناس حتى وجدوا أنفسهم مجتمعين لغرض من الأغراض رأوا أنه لا بأس عليهم أن يقضوا كل ما يعرض لهم من منافع وإن لم يكن ذلك في الحسبان، لذلك صارت مكة سوق بلاد العرب بأجمعها، والمركز لكل من كان من التجار بين الهند وبين الشام ومصر وبين إيطالية، وقد بلغ سكانها في حين من الأحيان مائة ألف نسمة بين بائعين ومشترين وموردين لبضائع الشرق والغرب وباعة للمأكولات والغلال، وكانت حكومتها ضرباً من الجمهورية الأرستقراطية عليها صبغة دينية، وذلك أنهم كانوا ينتخبون لها عشرة رجال من قبيلة عظمى، فيكون هؤلاء حكام مكة وحراس الكعبة.

وكانت الكعبة لقريش في عهد محمد، وأسرة محمد من قبيلة قريش، وكان سائر الأمة مبدداً في أنحاء تلك الرمال قبائل تفصلها بين الواحدة والأخرى البيد والقفار، وعلى كل قبيلة أمير أو أمراء، وربما كان الأمير راعياً أو ناقل أمتعة، ويكون في الغالب غازياً. وكانت الحرب لا تخمد بين بعض هذه القبائل وبعضها الأخر. ولم يك يؤلف بينهم حلف علني إلا التقائهم بالكعبة، حيث كان يجمعهم على اختلاف وثنياتهم مذهب واحد، وهي رابطة الدم واللغة.) 

7.      السير موير

السير وليم موير ولد عام1819 وتوفي عام  1905. ولد في غلاسكو وربي في أكاديمية كيلمارنوك، في غلاسكو وفي كلية هيليبيري،  وفي 1837 دخل البنغال للخدمة المدنية.

وشغل منصب سكرتير الحكومة في المحافظات الشمال والغرب،  وفي عام 1865 عيّن وزير الخارجية إلى حكومة الهند، وفي عام 1868 أصبح برتبة محافظ الغربية المحافظات الشمالية.  في عام 1874 تم تعيينه عضو المالية للمجلس، وتقاعد في عام 1876، عندما أصبح عضواً في المجلس من الهند في لندن. انتخب في عام 1885 رئيساً لجامعة ادنبره في خلافة السير الكسندر المنحة، وشغل منصباً حتى عام 1903، حينما تقاعد.

أما السير وليم موير فكانت له عدة كتابات في ذكر أوصاف ومميزات الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) التي امتاز بها عن باقي أهل زمانه ومن كان قبله ومن جاء بعده, فذكر في كتابه حياة محمد ما كان يمتاز بها منذ صغره وفي زمان كان الناس تفتقد مثل تلك الأخلاق والصفات:

"إن محمداً نبي المسلمين لقب بالأمين منذ الصغر بإجماع أهل بلده لشرف أخلاقه، وحسن سلوكه. ومهما يكن هناك من أمر فإن محمداً أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، ولا يعرفه من جهله. وخبير به من أنعم النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمداً في طليعة الرسل ومفكري العالم"

وذكر في موضع آخر من كتابه نقلاً عن كتاب (محمد رسول الله):

"في القرنين الخامس والسادس، كان العالم المتمدين، على شفا السقوط في هاوية الفوضى، لأن العقائد التي تعين على إقامة الحضارة كانت قد انهارت، ولم يك ثمة ما يعتد به مما يقوم مقامها وكان يبدو وقتئذ أن المدينة الكبرى التي تكلف بناؤها جهود أربعة ألاف سنة مشرفة على التفكك والانحلال، وأن البشرية توشك أن ترجع ثانية إلى ما كانت عليه من الهمجية إذ أن القبائل تتحارب وتتناحر، فلا قانون ولا نظام. أما النظم التي خلفتها المسيحية فكانت تعمل على التفرقة والانهيار، بدلاً من الاتحاد والنظام فكانت المدينة التي تشبه شجرة ضخمة متفرعة، امتد ظلها إلى العالم كله، واقفة تترنح، وقد تسرب إليها العطب حتى اللباب، وبين مظاهر هذا الفساد الشامل ولد الرجل الذي وحد العالم المعروف جميعه". 

أما في كتابه (الإسلام) فذكر موير:

"إن النبي محمداً في شبابه طبع بالهدوء والدعة والطهر والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تعرف بها" 

وذكر أيضاً في نفس كتابه (الإسلام):

"إن محمداً لم يكن في وقت من الأوقات طامعاً في الغنى، إنما سعيه كان لغيره، ولو ترك الأمر لنفسه لآثر أن يعيش في هدوء وسلام قانعاً بحاله وقال ان النبي محمداً في شبابه طبع بالهدوء والدعة والطهر والابتعاد عن المعاصي التي كانت قريش تعرف بها, إن العالم أحوج ما يكون إلى رجلٍ في تفكير محمد، هذا النبي الذي وضع دينه دائماً موضع الاحترام والإجلال فإنه أقوى دين على هضم جميع المدنيات، خالداً خلود الأبد، وإني أرى كثيراً من بني قومي قد دخلوا هذا الدين على بينة، وسيجد هذا الدين مجاله الفسيح في هذه القارة (يعني أوروبا, إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها".

8.      رينهارت دوزي

ولد المستشرق الهولندي رينهارت دوزي عام 1820م وتوفي عام 1883م، وكان أستاذ العربية في كلية الآداب في جامعة لَيْدَن، اشتهر بدراسة تاريخ بلاد الأمازيغ والأندلس، له مؤلفات عدة؛ أشهرها تكملة المعاجم العربية أو المستدرك.

وكان للمستشرق الهولندي دوزي دوراً في مدح النبي وإنصافه بذكر بعض ما امتاز به النبي (صلى الله عليه وآله) وكذب القساوسة الذين كذبوا النبي واتهموه بالكذب والتزوير، فقال:

"لو صح ما قاله القساوسة من أن محمداً نبي منافق كذاب فكيف نعلل انتصاره؟ وما بال فتوحات اتباعه تترى وتتلو أحدها الأخرى وما بال انتصارهم على الشعوب لا يقف عند حد وكيف لا يدل ذلك على معجزة الرسول" 

وتحدث رينهارت دوزي في كتاب آخر له بعنوان (عرب اسبانيا) وجعل من مولد النبي حدثاً كان العالم في أمس الحاجة إليه حيث انحطاط العالم خلقياً وعلمياً فلابد من مفجر يخرج الناس من الظلمات إلى النور فقال:

"في عهد هذه الأحوال الحالكة، ووسط هذا الجيل الشديد الوطأة، ولد محمد بن عبد الله في شهر أغسطس 29 منه عام 570، من هذا نرى أن العالم الإنساني كان بحاجة الى حادث جلل يزعج الناس عما كانوا فيه، ويضطرهم الى النظر والتفكير في أمر الخروج من المأزق الذي تورطوا به "

9.      ماكس مولر

ماكس مولر، ولد في 6 ديسمبر 1823 وتوفى في 28 أكتوبر 1900. كان عالماً ألمانياً اهتم بصفة خاصة باللغة السنسكريتية الهندية القديمة. أسهم في الدراسة المقارنة في مجالات اللغة والدين وعلم الأساطير على الرغم من أن علماء العصر الحديث قد نبذوا الكثير من نظرياته.

وكان هذا المستشرق يعمل أستاذاً ورئيساً لقسم الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة أدنبرة لمدة خمسة عشر عاماً حتى تقاعده سنة 1979، وقد قام خلال هذه الفترة بتدريس الإسلام عقيدة وتاريخاً وحضارة لعدة أجيال من الطلبة وكثير منهم مسلمون (عرب وباكستانيون ويدعي المقال أن من بين تلاميذه (شيخ أزهر) سابق.

أما المستشرق الألماني ماكس مولر فنجده في كتابه عظماء الشرق يذكر النبي (صلى الله عليه وآله) وما فعله في الجزيرة العربية خصوصاً والعالم عموماً, فاعتبر وجود النبي هو الذي بث الروح السامية في نفوس المسلمين, واعتبر مولر هجرة النبي من مكة إلى المدينة هي ثبات الرسول على عزمه وثباته على موقفه, وكان يصف كيفية هجرة النبي وكيفية خلاصه من أيدي قريش, وكيف أن مشركي قريش لم يكتفوا بإخراجه من المدينة بل كانوا يحوكون له المكائد للخلاص من فقال مولر:

"لقد نفذت روح الإسلام من محمد رسول الله إلى المسلمين، إلى الهداة والصالحين، وإن هذه الروح القوية حدت بالنبي إلى الهجرة من مكة إلى المدينة، بينها كان أعداؤه من المشركين يجدون في البحث عنه ليؤذوه بل ليذيقوه ريب المنون، ومن الغريب أن أعداء النبي لم يقنعوا أنفسهم بتركه مكة بل تعقبوه في هجرته، وهناك ضربوا على منزله سياجاً من الحيطة لأجل القبض عليه، ولكن روح الإسلام الدفينة في أعماق الهمة، ألهمته أن يتناول قبضة من تراب فتناولها وربى بها عليهم فأخذتهم سنة من النوم تمكن خلالها النبي من النجاة منهم إلى الصحراء حيث اختفى في غار هناك، لا تقل إن اختفاءه في الغار يجول دون هلاكه وحتفه، ولكن الإسلام وما في ثناياه من روحانية وقوة، جعل الحمام يبيض على باب الغار، ولما أفاق أعداؤه من غشيانهم تتبعوا أثره إلى الغار، وأخذتهم هواجس الظن، لعلمهم بأن النبي لا يمكن بأي حال أن يكون في الغار، فمن يرد أن يؤمن بوحدانية الله، فعليه أن يشاهد بسهولة يد الله المحركة للكائنات من غير أن تبصرها العين المجردة وخاصة عندما أحيطت حياة النبي من يد العدوان برعاية الطير الذي اندفع إلى حماية محمد بيد الإله الخافية عن الأبصار"

10-   غوستاف لوبون

ولد المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون في سنة 1841 م وتوفي عام 1931؛ طبيب ومؤرخ فرنسي، عني بالحضارة الشرقية. من أشهر آثاره: "حضارة العرب" و"حضارات الهند" و"باريس 1884" و"الحضارة المصرية" و"حضارة العرب في الأندلس". هو أحد أشهر فلاسفة الغرب وأحد الذين أنصفوا الأمة العربية والحضارة الإسلامية. لم يسر غوستاف لوبون على نهج مؤرخي أوروبا الذين صار من تقاليدهم انكار فضل الإسلام على العالم الغربي وقد ساعدهم على ذلك ما نحن فيه من تأخر.

وهنا نذكر ما ذكره المستشرق الفرنسي لوبون حول أخلاق وصفات النبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله), ومن خلال وصفه يظهر لنا أن هذا الشخص لم يكن شخصاً عادياً لأن الصفات التي كان يحملها لم تكن تتناسب مع المجتمع الذي كان يعيشه, فذكر ما هذا نصه:

"كان محمد شديد الضبط لنفسه كثير التفكير صموتاً حازماً سليم الطوية وكان صبوراً قادراً على احتمال المشاق بعيد الهمة لين الطبع وديعاً وكان مقاتلاً ماهراً فكان لا يهرب أمام الأخطار ولا يلقي بيديه إلى التهلكة وكان يعمل ما في الطاقة لإنماء خلق الشجاعة والاقدام في بني قومه" 

11-   الكونت هنري دي كاستري

 ولد الكونت هنري دي كاستري عام 1850م وتوفي في سنة 1927م.

أما الكونت دي كاستري فله كتاب بعنوان (أوربا والإسلام)، أثبت في مقطع منه نبوة النبي باعتباره مخالفاً لما كان في زمانه من أديان ومن كتب سماوية؛ حيث يثبت أن معتقدات تلك الكتب تناقض ما جاء في القرآن, حيث قال:

"أما فكرة التوحيد فيستحيل أن يكون هذا الاعتقاد وصل إلى النبي من مطالعته التوراة والانجيل إذ لو قرأ تلك الكتب لردها لاحتوائها على مذهب التثليث وهو مناقض لفطرته مخالف لوجدانه منذ خلقته فظهور هذا الاعتقاد بواسطته دفعة واحدة هو أعظم مظهر حياته وهو بذاته أكبر دليل على صدقه في رسالته وأمانته في نبوته" 

12-   كليمان هوار

ولد المستشرق الفرنسي كليمان هوار في فرنسا عام 1854م وتوفي في سنة 1927م، له كتاب معروف بعنوان تاريخ العرب.

أما المستشرق كليمان هوار فقد أعزى قبول خديجة (عليها السلام) للنبي (صلى الله عليه وآله) يرجع إلى الثقة العالية التي حصلت لخديجة بالنبي، مما دعتها إلى أن تقبله زوجاً لها, فقال:

((كيف تعرف محمد إلى خديجة، وكيف أمكن أن يحصل على ثقتها ويتزوج بها، الجواب على الشق الأول لا زال غير معروف عندنا، وأما على الشق الثاني فقد اتفقت الأخبار على أن محمداً كان في الدرجة العليا من شرف النفس، وكان يلقب بالأمين، أي بالرجل الثقة المعتمد عليه إلى أقصى درجة، إذ كان المثل الأعلى في الاستقامة)) 

13-   اتيين دينيه

 ألفونس إتيان دينيه؛ رسام وكاتب ذو شهرة عالمية، ولد بباريس في 28 مارس1861 من عائلة بورجوازية، اكتسب موهبة الرسم مسبقاً حيث كان متفوقاً فيها حين كان يدرس في ثانوية هنري بباريس. وحصل على شهادة البكالوريا ثم أدى الخدمة الوطنية في نرمونديا.

وذكر المستشرق الفرنسي دينيه كيفية تربية النبي (صلى الله عليه وآله) وكيف عاش في البادية مما الهمته القوة والشجاعة وتحمل الصعاب فذكر في كتابه محمد رسول الله:

هذه الصحة الأخلاقية والجسمية التي يدين بها إلى البادية، ساعدته كثيراً على تحمل ما ابتلي به بعد من محن.

 كان محمد يحب إعادة ذكريات تلك الفترة، كثيراً ما كان يقول: " إن من نعم الله علي التي لا تقدر، أني ولدت في قريش أشرف القبائل، وأني نشأت في بادية بني سعد، أصح المواطن بالحجاز, قد بقيت منطبعة في نفسه صور البادية التي كانت أول الأشياء تأثيراً في حسه عندما كان يسرح فيما مع الرعاة فيتسلق شرفاً ليلاحظ القطعان في مراعيهاً.

على أن استعداده للتأمل والوحدة لم يكن لينسجم مع أخلاق أقرانه الصاخبة، فكان يفضل اعتزالهم في ألعابهم، ويذهب وحيداً حيث الهدوء والسكون. 

14-   مونتجومري

المستشرق الانكليزي برنارد مونتجومري ولد في بريطانيا 1887م وتوفي سنة 1976م ذكر في كتابه محمد في مكة ما هذا نصه:

"إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيداً وقائداً لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمداً مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد "

15-   الروماني كونستانس جيورجيو

المستشرق والوزير الروماني كونستانس جيورجيو ( المولود عام 1916) صاحب كتاب (نظر ة جديدة في سيرة رسول الله).

أما المستشرق والوزير الروماني جيورجيو، فهجم على القساوسة الذين اضطروا إلى تحريف القرآن، وما كان ذلك الا لحذف اسم النبي (صلى الله عليه وآله) من كتبهم الدينية التي ذكر فيها اسم النبي للطعن بنبوته وتكذيباً لما جاء به, فذكر في كتابه نظرة جديدة على حياة رسول الله ما هذا نصه:

"ويرى المسلمون أن النصارى حرفوا كلمة السيد المسيح، لأنه قال انه سيأتي بعدي "بريكلي توس"  ومعناها باليونانية ( أحمد ) وهو بمعنى ( الممدوح ) وهو اسم نبي المسلمين. و( محمد ) معناها الأكثر مدحاً. ويروى أن اليهود ذكروا هذه الكلمة "بريكي تول"  ويعلمون أن السيد المسيح سيخلفه ( أحمد )، لأن اليهود (والعهدة على الرواية) ليلة ولادة رسول الله (ص) اضطربوا كثيراً، وتخوفوا من وضع آمنة" 

16-   السويسري هانس كونج

ولد المستشرق هانس كونج في سويسرا عام 1928م، وعرف بتأليفه الكثير، وكان قسّاً؛ درس في الكلية الكاثوليكية على الرغم من منع الفاتيكان لذلك, عمل كرئيس لمؤسسة في الأخلاق العالمي, عمل كأستاذ متفرغ عام 1996م.

وذكر المستشرق السويسري هانس كونج نقلاً عنه:

"محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمداً هو المرشد القائد على طريق النجاة"

17-   درمنغم

 إميل درمنغم ـ E.Dremenghem ـ ؛ مستشرق فرنسى، عمل مديراً لمكتبة الجزائر، من آثاره: (حياة محمد) (باريس 1929) وهو من أدق ما صنّفه مستشرق عن النبي صلى الله عليه وسلم، و(محمد والسنة الإسلامية) (باريس 1955)، ونشر عدداً من الأبحاث في المجلات الشهيرة مثل: (المجلة الافريقية)، و(حوليات معهد الدراسات الشرقية)، و(نشرة الدراسات العربية).

وكان للمستشرق الفرنسي اميل درمنغم في كتابه حياة محمد:

كان للدعوة المحمدية في جزيرة العرب أثر عظيم ثابت في تقدم الأسرة والمجتمع فحرم الزنا والمتعة وحياة الغرام ومنع إكراه القيان على البغاء لإثراء سادتهن 

18-   فاتمير سيديو

ولد فاتمير سيديو في 23 أكتوبر 1951، وهو زعيم رابطة كوسوفو الديمقراطية, وكان ولد في قرية صغيرة بالقرب من بودوييفو، في كوسوفو وكانت في ذلك الوقت جزءاً من يوغوسلافيا.  أنهى المدرسة الابتدائية والمدرسة الثانوية في بودوييفو.  في عام 1974  وشغل منصب أستاذ في جامعة بريشتينا، والتدريس طوال فترة عمله عضواً في البرلمان الإسرائيلي.  وقال انه يتحدث الألبانية، الإنجليزية، الصربية، والفرنسية.

ذكر المستشرق اليوغسلافي سيديو الصفات الحميدة التي كان يتصف بها النبي (صلى الله عليه وآله):

"ولقد بلغ محمد من العمر خمساً وعشرين سنة استحق بحسن مسيرته واستقامته مع الناس أن يلقب بالأمين ثم استمر على هذه الصفات الحميدة حتى نادى بالرسالة ودعا قومه إليها فعارضوه أشد معارضة، ولكن سرعان ما لبوا دعوته وناصروه، وما زال في قومه يعطف على الصغير ويحنو على الكبير، ويفيض عميم من عمله وأخلاقه"

ــــــــــــــــ

المصادر

1-     دراسات إسلامية في الغرب – الدكتور محسن الويري

2-     الاستشراق – ادوارد سعيد

3-     موسوعة المستشرقين – عبد الرحمن بدوي

4-     تاريخ امبراطورية الشرق –

5-     حياة محمد – واشنطن ايرفج

6-     حياة محمد – وليم موير

7-     حياة محمد – اميل درمنغم

8-     محمد والمحمدية – بوسورث سميث

9-     تاريخ تركيا – دي لامارتين

10 - الإسلام والثقافة الغربية – انور الجندي

11- الابطال – توماس كارليل

12- محمد رسول الله – مولاي محمد علي

13- تاريخ العرب – فاتمير سيديو

14- نظرة جديدة على سيرة رسول الله – كونستانس جيورجيو

15- محمد رسولالله – اتيين دينيه

16- محمد في مكة مونتومجو مري


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1530
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19