أرسل النبي (ص) في بداية السنة الرابعة للهجرة أربعين عالماً و مبلغاً من المسلمين بقيادة منذر إلى أهل (نجد) يدعوهم إلى الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك بعث الرسول (ص) كتاباً إلى عامر بن الطفيل ، أحد زعماء وكبار نجد ـ  ودعاه إلى اعتناق الإسلام، وسلم النبي (ص) الرسالة إلى أحد المسلمين ليسلمها إليه .

من جانب استلم  عامر رسالةَ النبي (ص)، ومن جانب آخر عَلم بنبأ وصول جيش المسلمين الذي يتكون من أربعين عالماً ومبلغاً إلى نجد. كان عامر طاغوتاً مغروراً بنفسه، فإنّه لم يقرأ رسالة النبي (ص) فحسب بل قتل حاملها، وكذلك حرّض القبائل من حوله على محاصرة جيش المسلمين.

إنّ المبلغين الذين أرسلهم النبي (ص) إلى نجد لم يكونوا بلغاء فحسب، بل كانوا من الشجعان والفرسان الذين ممن يصف الاستسلام في الحرب بالذل والعار شهروا سيوفهم وقاتلوا ممّن حاصرهم قتال الأبطال ودافعوا عن أنفسهم حتى بلغوا الشهادة في سبيل الله، واستشهد في هذه المعركة جميع الصحابة إلا كعب بن زيد الذي وصل المدينة المنورة جريحاً وأخبر النبي (ص) بماء حدث .

عرفت هذه الوقعة بوقعة بئر معونة لأنّ جيش المسلمين عسكر في منطقة نجد قرب بئر معونة.