• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : أهمّية الصلاة في وقتها .

أهمّية الصلاة في وقتها

 

بقلم: الشيخ عبد الله الحرز
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} [النساء: 103].
من الواضح لدى المؤمن أهمية الصلاة وأنها عمود الدين، وأنها إن قبلت قبل ما سواها، وممّا روي أنه بني الإسلام على‌ خمس ومنها الصلاة وأنّ أنبياء الله العظام كانوا مأمورين بإقامة الصلاة أيضاً، فإنّ عيسى (عليه السلام) كان يرى نفسه مكلّفاً بإقامة الصلاة.
{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[مريم: 31] .
وإنّ موسى (عليه السلام) أمر بإقامتها {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}[طه: 14].
أما إبراهيم الخليل (عليه السلام) فقد سأل الله لنفسه ولأبنائه التوفيق لإقامة الصلاة {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي}[ابراهيم: 40].
ولكن كلامنا حول ما هو من أوصاف المؤمنين {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}[المؤمنون: 9]
أي: ليس فقط أداء الصلاة؛ بل المحافظة عليها وأدائها في أوقاتها.
كما ورد في الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): >... الصلوات الخمس المفروضات من أقام حدودهن وحافظ على‌ مواقيتهن لقي الله سبحانه وتعالى‌ يوم القيامة وله عهد يدخل به الجنة... الحديث<. وكما ورد عن الباقر (عليه السلام): >الحديث... ان اول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن قبلت قبل ما سواها وإن الصلاة إذا ارتفعت في أول وقتها رجعت الى صاحبها وهي بيضاء مشرفة‌ تقول حفظتني حفظك الله وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت الى صاحبها وهي مسودة مظلمة تقول ضيعتني ضيعك الله<.
فالصلاة أول ما يحاسب به العبد، فهي أهم ما يعتمد عليه من جهة‌ الأعمال،‌ فإن كانت أول الوقت كانت بيضاء ورحمة، وينقل ان صلاة ‌الصبح إذا ضاعت عن وقتها يصبح صاحبها طول اليوم غير موفق، طبعاً‌ هذا الكلام لا يوجد فيه انه متعمد‌ أو لا، فإذا ضاعت صارت سوداء مظلمة فيصير اليوم كلّه أسود، والمفترض أن المؤمن لا يبتلى بهذا؛ لأنه يستعد للصلاة ويحافظ عليها حتى قبل الوقت، وهذا يذكّرنا بموقف أصحاب الحسين (عليه السلام) يوم العاشر مع الصلاة ومدى ‌ارتباطهم بها في أصعب الظروف وفي أوّل وقتها.
وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام): >ان فضل الوقت الأول على الآخر كفضل الآخرة على الدنيا<، والمراد بأول الوقت وآخر الوقت أي: كلاهما في الوقت، وهو أن الصلاة لها وقتان؛ أول وآخر، وليس المراد خارج الوقت، وهذا يدل على ‌فضل الصلاة أول الوقت والصلاة آخر الوقت فقط لإسقاط الصلاة، فليس لها أثر فهي خاوية ولا تحمل مضمون ولا منفعة في الآخرة، فهي كالدنيا مقابل الآخرة فأول الوقت تنفعه في الآخرة وآخر الوقت لا يقاس بأوله، بل هناك روايات تبين حال من يؤخر الصلاة، ما روي عن الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: >لا يزال الشيطان هائباً[1] لابن آدم ذعراً منه، ما صلى الصلوات الخمس لوقتها، فإن ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم<.
وفي رواية أخرى عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ينال شفاعتي غداً من أخّر الصلاة المفروضة بعد وقتها<.
ومن هذه الروايات تبيَّن أنّ من صلّى‌ آخر الوقت تجرأ عليه الشيطان ولا ينال الشفاعة، بل ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى:{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 5] أهي وسوسة الشيطان؟ فقال: لا، كل أحد يصيبه هذا ولكن أن يغفلها ويدع أن يصلي في أول وقتها.


[1]. هائباً من الهيبة، المهابة وهي الاجلال أو المخافة. والهيبة التقية في كل شيء.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1474
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24