• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مؤلفات الدار ونتاجاتها .
              • القسم الفرعي : مقالات المنتسبين والأعضاء .
                    • الموضوع : برفقة الحسين عليه السلام .

برفقة الحسين عليه السلام

اللجنة العلمية في دار السيد رقية (س) للقرآن/ السيد حكمت الموسوي

أجمع المسلمون على أنّ محبّة أهل البيت (عليهم السلام) ومودّتهم أمر فرضهالله تعالى على جميع الناس، وهو الأجر المعنوي لرسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعرفاناً لحقّه، قال تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23]، ولا تتأتّى المحبّة الحقيقية والمودّة بمجرّد القول الخالي من الأثر المترتّب على تلك المحبّة والمودّة، وترجمتهما بما يلائمها في الخارج، أعني الاتباع لهم، وإلا فما فائدة من أن يدّعي الإنسان الحبّ والولاء لأشخاص معيّنين في حين أنّ فعله لا يطابق ادّعاءه ذاك!فتصبحمحبّة ذلك الإنسان عبثاً ولغواً ويعود ناكصاً على عقبيه، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [آل عمران: 31].

فمن يحمل في قلبه ذرّة من تقدير وتبجيل للرسول (صلّى الله عليه وآله) لا يقدم على أذية النبي (صلّى الله عليه وآله) فيأهل بيته (عليهم السلام) فضلاً عن العارف والمتبصّر بشأنهم ومكانتهم عند الله عزّ وجلّ،واحترام أهل البيت (عليهم السلام) وحفظ حقوقهم من قبل المسلمين، وهذا أمر بديهي ولا يحتاج إلى مزيد مناستدلال وبيان {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}[الأحزاب : 57 ]،وأهل البيت (عليهم السلام) الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً، قال تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].

وقد تواتر عن الرسول (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال مخاطباً المسلمين: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما) [سنن الترمذي: 5 / 663 / 3788 عن زيد بن أرقم].

فالمسألة إذاً ليست مسألة شخصية مرتبطة بأُناس عاديين؛ بل هيمسألة إلهية وغيبيةلها صلة بعقيدة المسلم وأخراه، فهي قضية خطيرة يجب على جميع المسلمين ملاحظتها بدقّة وينبغي بحثها بشكل موضوعي بعيداً عن التعصّب الأعمى وبشكل لا تؤثّر فيه القضايا الجانبية والأغراض السياسية أو مداهنة لفلان أو لآخر على حساب الدين والمعتقد.

نعم، تمرّ علينا فاجعة كربلاء فاجعة مقتل الحسين سبط الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) برفقة أهل بيته وكوكبة من أصحاب الرسول (صلّى الله عليه وآله)؛ تلك الحادثة المؤلمة التي أودت بماء وجه المسلمين وأصبحت سبباً آخر لنكبة المسلمين وانحطاطهم، قبل أن تودي بحياة الحسين (عليه السلام) وأصحابه. فلم نسمع أن أمّة قامت بقتل أسباط نبيّها وبتلك الطريقة الوحشية البعيدة عن المستوى الإنساني، هذه نقطة.

والنقطة الأخرى هي: كيف يمكن لنا استلهام العَبرة والعِبرة من قضية استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه الكرام؟ نقول: هذا أمر يتأتى لأيّ شخص يسبر تأريخ هذه الواقعة ويمعنها النظر فتُسطّر أمام عينيه معجماً ضخماً من القيم والمبادئ التي حفظت معالم الإسلام التي حاول الأعداء تدميرها.

 

 

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1417
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29