• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : حوار مع القارئ والخبير بالشؤون القرآنية الحاج فلاح النجفي .

حوار مع القارئ والخبير بالشؤون القرآنية الحاج فلاح النجفي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

 اجری الحوار: السيد عبدالرحيم التهامي.

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

 يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

حوار مع القارئ والخبير بالشؤون القرآنية الحاج فلاح النجفي

س- في مستهلّ هذا الحوار نلتمس منكم سماحة الأستاذ أن تضعوا القارئ في خلفية مساركم القرآني..كيف بدأتم مع القرآن الكريم وما هي أهمّ العوامل التي أسهمت في إنضاج تجربتكم؟

ج- أشكر الإخوة العاملين في هذه الدار المباركة؛ دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم. أمّا عن مشواري القرآني، فإنّ رحلتي مع القرآن الكريم كانت متزامنة تقريباً مع بزوغ فجر الثورة الإسلامية المباركة .. نعم، تنشّئنا على الحبّ القرآني في الأسرة، فالأسرة هي أوّل من زرع فينا ذلك الحبّ، لكن على صعيد التلاوة وخوض غمار المسابقات فقد واجهتني مشكلة في البداية وذلك بسبب كوني  شديد الحياء، ولم يكن هناك أحد ليساعدني على كسر هذا الحاجز.. لكن بعد ذلك انفتح جوّ قرآني واسع وعريض مع انتصار الثورة الإسلامية..

وأذكر أنّ أوّل مشاركة قرآنية لي كانت في الإعدادية حوالي عام 1981 أو1982م، شاركت فيها مع ثلاثة متبارين وحصلت على الرتبة الثالثة.. أي الأخير، لكن المهمّ في هذه المشاركة أنّها حرّرتني من حاجز الخوف الذي أنكسر حينها.. وهكذا بدأت أنفتح على بعض الدروس في التجويد؛ خاصّة وأنّ النشاطات القرآنية كانت وقتذاك كثيرة ومكثّفة .. كانت ثمّة نهضة قرآنية كبيرة وعارمة.

بدأت أدرّس التجويد، وخلال سنتين اشتركت في مسابقات؛ خاصة في مدينة قم المقدّسة؛ وحصلت على المراتب الأولى، ومن هناك بدأت أفكّر في خوض تجربة التدريس.. التدريس كان يتمّ وفق أساليب قديمة وكلاسيكية.. رغبت في طرح أساليب جديدة. كان ذلك بحكم اطلاعي الجيّد على فنّ التجويد.

ومع أنّني كنت شابّاً فقد أخذت دروسي تشتهر وأصبحت تنتشر في أوساط الطلاب والشباب.. وأصبحت مدرّساً خلال ثلاثة إلى أربع سنوات، وخلال ستّ سنوات من التدريس صرت محكّماً أي: أمارس التحكيم. اشتركت في فنّ القراءات طيلة 25 سنة وكان أوّل درس برواية ورش. وقبل أكثر من عشرين سنة تشرّفت بحجّ بيت الله الحرام وكانت لي قراءات هناك، وبعد الحجّ زرت العديد من الدول الأوربية، ومنذ أوائل التسعينات بدأت أسفاري تتنوّع وجهةً شرقاً وغرباً؛ كان بعضها لأجل القراءة، وبعضها للمشاركة في دورات قرآنية، وكنت أستغلّ أيّ سفر لأجل النشاط القرآني.

أمّا على صعيد الفعاليات، فقد أسّست في إيران معهد القرآن الكريم قبل حوالي 17 سنة.. حيث عرف نشاطاً للإخوة العرب وللأخوات، واشتملت برامجه على التعليم والتحفيظ وفنّ التدريس. وأنا أيضاً عضو في مجمع القرّاء والحفّاظ في محافظة قم، ثمّ كنت مديراً لهذا المجمع. وأيضاً كنت من قرّاء حرم السيدة فاطمة المعصومة (ع) لمدّة 20 سنة تقريباً، وقبل ستّة سنوات شكلت مجلس شورى القرآن الكريم وكنت مديره، وأسّست أيضاً دار السيدة فاطمة المعصومة للقرآن الكريم بقيت لحدود 3سنوات.. وكان نشاطها جيّداً.. والآن انخرطت في فعاليات جديدة.

وكحصيلة عن هذه المسيرة القرآنية، يمكن القول أنّ لديّ الآن 30 سنة في مجال القرآن الكريم؛ منها حوالي 25 سنة قضّيتها بين التدريس والتحكيم داخل إيران وخارجها.

س- في ضوء هذه المسيرة الطويلة كيف تنظرون إلى المشهد القرآني بشكل عام.. من جهة جوانب الضعف والقوّة فيه؟ وهل هناك ما يجب استدراكه على صعيد النهضة القرآنية؟

ج- هذا سؤال جيّد، لكنّه ـ حقّاً ـ يحتاج إلى محاضرة.. على كلّ هو يحتاج أيضاً إلى تمهيد من وجهة نظري.. إنّ المجال القرآني وفنّ القراءة تطوّرا عبر قرون طويلة، منذ زمن الرسول الأكرم (ص). ومنذ القرن الثالث أصبحت القراءة والتجويد فنّاً من الفنون؛ فظهر علم الوقف والابتداء وعلم القراءات الذي نشأ منذ العصر الأول، لكنّه توسّع في الدراسات؛ ككتاب ابن مجاهد وغيره، وتوسّع هذا العلم كثيراً بمعزل عن التفسير .. فأصبح يُدرس كفنّ وعلم.. لكنه تراجع في القرون الأخيرة خاصة في الحواضر الكبرى.

لكنّني أفسر الأمر.. فمع نجاح الثورة ومع بداية النهضة الإسلامية الشاملة، تأثر العالم، واستأنفت النهضة القرآنية أطوارها، وحينما نشاهد مصر ـ مثلاً ـ ونشاطها الإقرائي ونشاط القراءة فيها، نجده كتخصّص وفنّ، وهذا في حدّ نفسه أمر جيّد ونحن استفدنا من ذلك بلا شك، ولكن بقيت هذه الصحوة كفنّ يمتع الناس، دون أن يُقبلوا ـ وعلى نطاق واسع ـ على فنون القراءة والتجويد وغيرهما.

أمّا في إيران فقد وقفنا على نهضة ولاحظنا إقبال الناس على القرآن الكريم وفنون تجويده. وأكاد أقول بأنّ القرآن لم يتحوّل إلى نهضة في واقع الناس إلا في إيران.

السيد القائد لديه توجه عميق وقوي نحو القرآن.. يؤكّد على الناس الاهتمام بالقرآن الكريم، وأعطى اهتماماً كبيراً  للقرآن، ممّا أنتج تلاحماً قرآنيّاً بين الناس والقرآن. ولم ألحظ ذلك خارج إيران بنفس القوّة.

س- ما هو الدور الذي تقوم به المؤسّسات الأهلية لتعزيز هذه النهضة القرآنية؟

ج- العمل الأهلي متقدّم بشكل عام على الاهتمام الرسمي الحكومي بالقرآن الكريم، فأكثر الحكومات العربية بعيدة عن روح الإسلام، ولا رغبة لهم في تشجيع الثقافة القرآنية. هذا الواقع قد يتغيّر ببركة الصحوات الإسلامية التي نشدها هذه الأيام، ويبقى للمؤسّسات الأهلية الدور العظيم في تعزيز النهضة القرآنية. وأنا شاهدت مثل هذه المؤسّسات في البلاد العربية، وهي ـ بالفعل ـ تسعى بإمكاناتها المتواضعة لتنشئة جيل قرآني.

في الحقيقة، إنّ العمل بالمفاهيم القرآنية هو الذي يحقّق سعادة الإنسان، والبُعد عن ذلك تكون له آثار عكسية. ومجتمعاتنا تحتاج إلى التفاعل مع القرآن على مستوى الشعب بأكمله.

لكن هناك عوائق موجودة لجهة التغطية المالية؛ بل إنّ الدول والجهات الرسمية تقوم ـ أحياناً ـ بإعاقة هذه الجهود القرآنية.

وقد شاهدتُ كيف أنّ المسلمين في الكثير من المجتمعات الأوروبية يبادرون إلى تأسيس دور قرآنية للحفاظ على أبنائهم، وهذا مؤشّر على حيوية النشاط الأهلي في هذا الإطار.

ونحن هنا نريد أن نؤكّد ـ أيضاً ـ على ذلك التلازم بين القرآن والآل الكرام؛ نؤكّد على أهل البيت باعتبارهم التجسيد العملي للقرآن الكريم في كلّ نشاط قرآني.

ويبقى أن أقول أنّه إذا كانت هناك إدارة جيّدة ومناهج جيّدة، فسيحصل النجاح.

س- إلى أيّ حدّ استطاعت هذه النهضة القرآنية في إيران والتي لها الكثير من التعبيرات والمظاهر في إخراس بعض الأصوات المتحاملة على الشيعة فيما يخص علاقتهم بالقرآن الكريم؟

ج- أنا أتذكّر أحد الحفّاظ من أفغانستان ـ ممّن يدرس في قم ـ وهو جيّد جداً، قال لي إنّه قرأ القرآن هناك فتعجّبوا منه، وقالوا له: أنت من المستحيل أن تكون شيعيّاً؛ لأنّ الشيعة ـ في نظرهم ـ ليس لهم اهتمام بالقرآن، ويسبّون الصحابة؛ نقلة القرآن إلينا.!!. وهذا كاشف عن مستوى حجم التضليل.

أمّا عن هذه النهضة التي أشرتم إليها في إيران، فقد بدّدت الكثير من هذه الادّعاءات الباطلة. وأذكر في فترة الحجّ عندما كنّا نفتح المصاحف، يحاول البعض أن يدقّق في تلكم المصاحف، هل إنّ تلك المصاحف التي بين أيدينا هي نفس المصاحف عندهم! فكنّا نؤكّد لهم ذلك.

التطوّر الموجود في إيران، لا يمكن لأحد إنكاره، وقد تأكّد من خلال الواقع أنّ كلّ ما قيل عن الشيعة والقرآن، مجرّد افتراءات.

أتذكّر أنّ القارئ المصري متولّي عبد العال كان عنده بعض الإخوة والذين من حبّهم له اصطفوا ليأخذوا صوراً تذكارية معه، فقلت له إنّ هذا الوضع قد يتعبه، لكنّه علّق وقال بأنّه سعيد بذلك، وقال لي بأنّ هناك أموراً مشتركة بيننا وبينكم؛  وهي القرآن وحبّ أهل البيت عليهم السلام. وكان كلّ القرّاء من الشقيقة مصر يتفاعلون مع الأجواء القرآنية ويندهشون من تلهّف هذه الجماهير الغفيرة لحضور التلاوة. على خلاف ما كان يحصل معهم في بعض البلاد، حيث لا تحضر إلا أعداد محدودة.

أمّا عن تقييمي للوضع القرآني في إيران، ففي تقديري أنّ العشرية الأولى والثانية من عمر الثورة كانت أكثر فعالية ودفعاً وإشعاعاً قرآنيّاً. نعم، في العشرية الثانية نشأت مؤسّسات هناك، وصار الجانب الإداري أكثر تطوّراً، وفي العشرية الثالثة نشأت مؤسّسات قويّة جدّاً وأصبح في إيران الآلاف من القرّاء والحفّاظ. ولكن بالجملة، أريد أن أقول أنّ تحدّي العولمة أثّر على كلّ الشعوب، ومن بينها إيران. لكن ـ مع ذلك ـ نرى أنّ الإقبال الموجود، ممّا فنّد مزاعم أنّنا بعيدون عن القرآن أو ما شاكل ذلك.

س- أشرتم سالفاً إلى قراءة ورش، نودّ لو تعطوا القارئ فكرة عن واقع القراءات وما تشهده من تطوّر؟

ج- في موضوع القراءات هناك بحث طويل، أنا دوّنت كتاب القراءات السبع وهو يدرّس في بعض الجامعات.

بالنسبة للمنشأ التاريخي للقراءات، فقد كانت هناك بعض اللّهجات في الجزيرة العربية، والناس تسمع بمفردة القراءات وهذا لا يعني اختلاف في القرآن، لكن هذه القراءات أجازها النبي (ص) وقد تمّ وضع أسس هذا العلم في القرن الثالث، وصار لها ضابطة، وحدّدت القراءات خاصة مع أبي بكر بن مجاهد في كتابه (السبع في القراءات)، ثمّ كتاب أبي عمرو الداني (التيسير في القراءات السبع)،  وصولاً إلى الشاطبي مع أرجوزة (الشاطبية)، حيث نظّم هذا الكتاب في أكثر من 1170 بيتاً، وهناك شروح عليه عديدة، وتطوّر هذا العلم،  فلمّا جاء رائد هذا العلم ابن الجزري ووضع كتابه (النشر في القراءات العشر) وضع أسساً قويّة في هذا العلم وهو اليوم يعدّ مرجعاً مهمّاً في هذا العلم.

وهكذا صارت قوانين لبعض القراءات بحسب الاختلافات في التلفّظ وليس في الكلمة أو المعنى، فصارت قراءات وهناك تلاميذ للقرّاء نسمّيهم الرواة، ثمّ انتخب ابن مجاهد من هؤلاء القرّاء وسمّاهم بالقرّاء السبعة وجعل لكلّ واحد راوياً، فمثلاً القارئ الأوّل نافع المدني في نهاية القرن الأول وأوائل القرن الثاني هو بدوره انتخب الراويين: ورش وقالون، و (ورش) أصله مصري وكان يختار بعض اللّهجات الملائمة لبيئته. أمّا الآن فنرى القراءات الموجودة في عشر، كما بيّنها ابن الجزري، وإذا أخذنا لكلّ واحد راويين تصبح عشرون قراءة، لكن الرواية المشهورة في العالم الإسلامي هي رواية حفص عن عاصم وهي رواية ممتازة جدّاً بدون اختلاف؛ حفص أخذها عن عاصم، وعاصم أخذ عن أبي عبد الرحمن السلمي، وكان من خلّص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وممّن حضر صفين، وكان معلّم الحسنين. وأعطى هذه السلسلة كاملة عن رسول الله لعاصم. ويبقى الاختلاف جزئيّاً بين القراءات.

أصبح هذا الفنّ فنّاً جميلاً؛ لأنّه يتنوّع مع الكلمات وطريقة تلفّظها. ومن خلال هذا، نرى أنّ الله تعالى أراد للقرآن أن يكون متناسباً مع اللّهجات الموجودة، وهذا أيضاً ممّا يستفيد منه القرّاء.

أوصي القرّاء، من أراد منهم التخصّص في القراءات: القراءة برواية حفص عن عاصم، وقد أشرت إلى ذلك في كتابي، وهي رواية سليمة وقريبة لأكثر اللّهجات، ومأخوذة عن أيادي قريبة من الرسول (ص) من دون أيّ اجتهاد شخصيّ، بخلاف بعض الروايات؛ كما عند أبي عمرو الكسائي الذي كان يجتهد في الفتحة والكسرة.

أمّا حفص فلم يجتهد؛ بل أخذ بالسلسلة الذهبية. فأنصح بقراءة حفص عن عاصم، ومن شاء الازدياد؛ فهناك رواية ورش.

س- ماذا عن مؤلّفاتكم وكتبكم في مجال فنّ القراءة ما صدر منها وما سيصدر؟

ج- عندي كتيّبات في التجويد والوقف، ولديّ كتاب (القراءات السبع) باللّغة الفارسية. والقراءات تنقسم إلى حقلين: أصول القراءة وفرش الحروف، فأصول القراءة هي طرق وموازين للقراءات السبع أو العشر ورواتهم، وهذا مهمّ، والكتب في هذا الإطار موجودة بكثرة، لكن ككتب تقرب المواضيع وتجدولها، فلم توجد، وأنا اشتغل على ذلك منذ حوالي سبع سنوات. وهو ميسّر لمن يريد تعلّم فنّ القراءات.

ولي ثلاثة إصدارات على وشك الانتهاء، وهناك مشروع لترجمة كتابي (القراءات السبع) إلى اللّغة العربية. وهناك كتاب في التجويد الاستدلالي، وهو على مستوى أعلى ممّا هو موجود في الساحة. وهناك كتاب حول علم التجويد وعلم الأصوات الحديث (الفونتيك) وقد يصلح كأطروحة دكتوراه إن شاء الله. وعندي أيضاً كتاب (فنون تدريس القرآن الكريم) أدرّسه عبر شبكة الانترنت في الجامعة المجازية التابعة لجامعة المصطفى(ص) العالمية.

وعندي كذلك كتاب أعطيه الكثير من الوقت وهو عن أسس التحكيم في المسابقات القرآنية، وهو فريد في نوعه. نعم، هنالك ضوابط في مسألة التحكيم، لكن صفات المحكّم والكفاءات المطلوبة في المحكّم وأيّ تدرج يحتاجه المحكّم حتى يترقّى إلى مرتبة حكم، فهذا لم يكن موجوداً.

ولي مقالات عديدة؛ كمقالة (الأضداد)، وكراسة في رسم المصحف، وكتاب غير مكتمل في الوقف والابتداء. نعم، هناك كتب مراجع وليس فقط كتب مقدّمات وأساسيات. ولي أيضاً أقراص مدمجة تسدّ بعض حاجات المهتمّين بالتجويد وفنونه. وعلى كل حال، فأنا أستصغر عملي وأسأل الله أن يتقبّل منّي القليل.

س- أنتم عضو الهيئة الاستشارية في دار السيدة رقية(ع) للقرآن الكريم.. فمن موقع هذه المسؤولية: كيف تقيّمون تجربة الدار، وكيف تفسّرون هذه الطفرة التي حقّقتها الدار في مدّة قياسية؟

ج- من ضمن الدروس التي أدرّسها: فنّ الإدارة وفنّ التدريس، وفي إطار فنّ التدريس ندرّس مهارات الأستاذ. وأنا أتعرّض إلى هذه الأمور في فنّ الإدارة؛ فأيّ شركة أو مؤسّسة، تحتاج إلى ثلاثة أركان للنجاح؛ الأوّل: الإخلاص في العمل، الثاني: الإدارة القويّة والبرمجة القويّة، والثالث: الإمكانات المادّية والمعنوية.

أمّا في دار السيدة رقية (ع)، فالإخوة القيّمون وعلى رأسهم الشيخ عبد الجليل المكراني، فإنّي وجدت فيهم هذه الشروط مجتمعة، فهو استطاع أن يطوّر هذه الدار التي ابتدأت بحلقة للأطفال خلال سنة أو سنتين وخطوا بالدار خطوة تقدّر بعشر سنوات؛ لإخلاصهم، وثانياً: بفعل الإدارة والبرمجة الصحيحة. يتميّز الإخوة في الدار بسرعة تفعيل الإجراءات وهذا ما شجّعني للتعامل معهم، وهو فخر لي. وأنا كنت قد نصحتهم بالتخطيط للمستقبل على مستوى مؤسّسة رائدة.

نعم، هناك أمور تحتاج إلى تطوير أفضل، وهذا من ضرورات العمل. ويبقى دور التقييم والمراجعة الذي يرفع كلّ مشروع. ونتمنّى لهم مزيداً من التوفيق.

س- من موقع هذه التجربة المتمرّسة والعالمة: هل من كلمة توجّهونها للحفّاظ والقرّاء وطلبة دور القرآن الكريم بشكل عام؟

ج- الناس مجبولة على حبّ السعادة، يمكن تقسيم توجّه الناس نحو القرآن؛ إمّا من جانب التوجّه الفنيّ التخصّصي، أو من جانب الإقبال المعنوي والروحي، أدعو الناس إلى التفاعل مع القرآن قراءة على الأقلّ لخمسين آية في اليوم. هناك أمور في حياتنا نعطيها عناية أكبر، لكن على مستوى القرآن فقد تجد للأسف من لا يهتمّ حتى بتصحيح قراءته للقرآن.

علينا أن نقرأ القرآن بشكل صحيح؛ نتدّبر في آياته ونتلاحم مع روحه ومقاصده، كما علينا أن نأخذ نصيباً من الثقافة القرآنية، كالتعرّف على المفاهيم القرآنية. وهناك مسألة أشدّد عليها، وهي: عدم حصر القرآن في مناسبات الأحزان؛ بل علينا أن نجعل أسعد المناسبات محفلاً للقرآن الكريم.

جعلنا الله وإياكم ممّن يأنس بالقرآن الكريم ويسلك في هذه الدنيا على هدى من آياته وبصائره.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

لاستماع او تنـزيل تلاوات الحاج فلاح النجفي انقر على الرابط ادناه


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1414
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28