• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مؤلفات الدار ونتاجاتها .
              • القسم الفرعي : مقالات المنتسبين والأعضاء .
                    • الموضوع : سيدة عشّ آل محمّد .. إطلالة نور ورحمة .

سيدة عشّ آل محمّد .. إطلالة نور ورحمة

إعداد: السيد حكمت الموسوي

نبارك للأمة الإسلامية جمعاء مناسبة ذكرى ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت الإمام موسى بن جعفر (عليهم السلام)؛ ثمرة من ثمرات دوحة النبوة، وغصن من أغصان شجرة الإمامة، وسيدة جليلة من سيدات البيت العلوي الطاهر، والتي تُعدّ - بحق - باباً من أبواب الرحمة، وملاذاً لعشّاق البيت المحمّدي، والعلوّ العلوي.

والسيدة فاطمة هي شقيقة الإمام الرضا (عليهما السلام) الإمام الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتربت وتسامت وتكاملت على يديه (عليه السلام)، أمّهما (عليهما السلام) تسمى (تكتم)، وتلقّب السيدة فاطمة بالمعصومة، وقد ورد في رواية عن الرضا (عليه السلام) حيث قال: (من زار المعصومة بقم كمن زراني) [رياحين الشريعة ج 5 ص 35] .

(ولهذه التسمية من الدلالة ما لا يخفى، فإنها تدل على أن السيدة فاطمة (عليها السلام) قد بلغت من الكمال والنزاهة والفضل مرتبة شامخة حيث سماها الإمام (عليه السلام) بالمعصومة، والعصمة تعني الحفظ والوقاية، والمعصوم هو الممتنع عن جميع محارم الله تعالى، وهي لا تنافي الاختيار، فتكون مرتبة من الكمال لا تهم النفس معها بارتكاب المعصية فضلاً عن الإتيان بها مع القدرة عليها عمداً أو سهواً أو نسياناً، ولا يكون معها إخلال بواجب من الواجبات، بل ولا مخالفة الأولى كما في بعض المعصومين (عليهم السلام)، وليست هي أمراً ظاهراً وإنما هي حالة خفية من حالات النفس، ويستدل عليها بالنص أو القرائن القطعية الدالة على ثبوتها، كما أنها أمر مشكك، أي ذات مراتب تتفاوت فيها القابليات والاستعدادات من شخص إلى آخر [...] وإن لم تبلغ درجة الصديقة الزهراء (عليها السلام)، أو أحد الأئمة (عليهم السلام)) . [الفاطمة المعصومة (س)، محمد علي المعلم: ص65.]

وخير شاهد على ذلك ما ورد من الأحاديث شريفة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) التي تؤكّد عظمة هذه السيدة الجليلة التي تفانت في حبّ الله تعالى وبالغت في إطاعة الإمام المفترض الطاعة، منها: عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (. . . ألا إن حرمي وحرم ولدي بعدي قم، ألا إن قم الكوفة الصغيرة، ألا إن للجنة ثمانية أبواب، ثلاثة منها إلى قم ، تقبض فيها امرأة من ولدي ، واسمها فاطمة بنت موسى ، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم ) . [بحار الأنوار 60: 228]، وعن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال في حقّها (عليها السلام): (. . . من زارها فله الجنة) [عيون أخبار الرضا 2: 267]، وعن الإمام الجواد (عليه السلام) أنّه قال: (من زار قبر عمتي بقم فله الجنة) [كامل الزيارات: 526].

ولا عجب في ذلك، فهي فرع شجرة طيبة {أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} (أما الشجرة فرسول الله ، وفرعها علي ، وغصن الشجرة فاطمة بنت رسول الله ، وثمرها أولادها، وورقها شيعتنا . . .) [رواه الشيخ الصدوق بسنده عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) ـ معاني الأخبار ج 2 باب نوادر المعاني الحديث 61 ص 380.]

(عاشت السيدة فاطمة المعصومة مع أخيها الإمام الرضا (عليه السلام ) أكثر من عشرين عاماً على أقل التقادير، إذا ما استبعدنا أن تكون ولادتها في سنة 183 ه‍ ، لأنها السنة التي استشهد فيها أبوها الإمام الكاظم (عليه السلام) في قول أكثر المؤرخين ، وإلا فتكون المدة التي عاشتها السيدة فاطمة مع أخيها سبعة عشر عاما ، وذلك لأن انتقال الإمام الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو في خراسان كان سنة 200 ه‍ وكانت ولادته (عليه السلام) سنة 148 ه‍ كما هو المشهور ، وقيل في سنة 153 ه‍ [منتهى الآمال ج 2 ص 403]. فعلى القول بأن ولادتها ( عليها السلام ) كانت سنة 179 ه‍ يكون عمرها الشريف يوم رحلة أخيها من المدينة واحدا وعشرين عاما ، وعلى القول بأن ولادتها كانت سنة 173 ه‍ كما رجحه بعضهم يكون عمرها آنذاك سبعة وعشرين عاما . وعلى أي تقدير فقد عاشت السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) في كنف أخيها الرضا ( عليه السلام ) ورعايته مدة من الزمن تمكنها من تلقي التربية والتعليم اللائقين بمقامها على يد أخ شقيق لم يكن في علمه ومقامه كسائر الناس ، فهو الإمام المعصوم وهو المربي والمعلم والكفيل . وهذه المدة وإن لم تخل من مضايقات عانى منها الإمام الرضا (عليه السلام).) [الفاطمة المعصومة (س)، محمد علي المعلم: ص74.]

وبعد مجيئها (عليها السلام) قادمة من المدينة المنوّرة إلى مدينة قم شوقاً ووفاءً لشقيقها وإمام زمانها الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، توفيت إثر مرض ألمّ بها وما رأته من ظلم وهضم حقّ الإمامة، ممّا جعلها لا تحتمل كل هذا الهمّ فضعفت وانهكت قواها، أضف إلى ذلك مشقّة السفر وبعد المسافة والخوف والرعب الذي عاشته فترة حياتها، فلها أسوة بجدّتها فاطمة الزهراء أمّ أبيها بما لاقته من ظلم وهضم بعد أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

فأصبحت مدينة قم المقدسة عشّ آل محمّد (صلّى الله عليه وآله) ومأوى علماء أمّته الموالين لأهل بيته وسمّيت هذه المدينة المباركة أيضاً بحرم أهل البيت (عليهم السلام).

وفي رواية عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : (ألا إن لله حرما وهو مكة ، ألا إن لرسول الله حرما وهو المدينة ، ألا إن لأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، ألا إن حرمي وحرم ولدي بعدي قم ، إلا إن قم الكوفة الصغيرة ، ألا إن للجنة ثمانية أبواب ، ثلاثة منها إلى قم ، تقبض فيها امرأة من ولدي ، واسمها فاطمة بنت موسى ، تدخل بشفاعتها شيعتنا الجنة بأجمعهم). [بحار الأنوار ج 60 ص 228]


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1378
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 09 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29