• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : التجويد .
                    • الموضوع : التفخيم والترقيق .

التفخيم والترقيق

القارئ الأستاذ: حيدر الكعبي

في الدرس السابق ذكرنا مبحث الإدغام بشكل مفصّل، وفي هذا الدرس سنشير بعون الله إلى مبحث التفخيم والترقيق.

التفخيم والترقيق هما مصطلحان أساسيان في علم التجويد، وللتفخيم والترقيق أكثر من تسمية في مراحل التعلّم؛ ففي الصفات الذاتية يُسمّيان بالاستعلاء والاستفال، وفي الصفات العَرَضية في أحكام اللام يُشار إلى التفخيم بالتغليظ، وفي أحكام الرّاء نفس التسمية أي: التفخيم والترقيق, فكلّ هذه التسميات شيء واحد في التطبيق، أي: إنّ الاستعلاء والتغليظ في اللام والتفخيم في الرّاء هي عملية واحدة في النطق.

تعريف التفخيم

التفخيم في اللغة: التسمين أو التضخيم، وفي اصطلاح علم التجويد: يُشير إلى الحروف التي تكون في نطقها سمنة وضخامة؛ وهي: حروف الاستعلاء (ص ض ط ظ غ خ ق)، والرّاء في بعض الحالات، واللام فقط في لفظ الجلالة المسبوق بفتح أو ضم.

التطبيق العملي الذي يجعل الحرف مفخّماً

التفخيم عمليّاً هو أنْ يرتفع أقصى اللّسان إلى الأعلى نحو لسان المزمار وفي نفس الوقت ينخفض وسطه إلى قعر الفم، ففي هذه الحالة ستحدث مساحة كبيرة وفراغ أكبر في جوف الفم بسبب هذا الانخفاض، وهذا الفراغ سيعطينا صوتاً مفخّماً للحرف عند نطقه, أمّا الحروف الأربعة (ص ض ط ظ) فستكون أكثر تفخيماً من الباقي؛ وذلك بسبب جمع صفتي الاستعلاء والاطباق في آن واحد.

مراتب التفخيم

للتفخيم خمس مراتب حسب موقع الحروف في الكلمة، وهي كالتالي:

1. إذا جاء الحرف قبل ألف المدّ، فإنّه سيكون مفتوحاً بالطبع، مثل: (طاب، ضاق، صابراً، يظاهرون، المعصرات، يقاتلون، غائبين، خائبين، من الله).

2. إن كان الحرف مفتوحاً ولم يأتِ بعده ألف‌ المدّ، مثل: (طَبَعَ، ضَرَب، صدق، ظَلَّ، قاتل، غَفَر، خلقَ، رَزقَ).

3. إذا كانت هذه الحروف مضمومة، مثل: (طُبع، صُرفت، ضُربت، يظُنون، قُتل، غُلبت، هارُون).

4. حروف الاستعلاء السبعة إذا كانت ساكنة، مثل: (يطْبع، يضْرب، اصْبرهم، يظْلم، يقْتل، يغْلب، يخْلق). أمّا الراء فلها تفصيل وهذا ما سنشير إليه لاحقاً.

5. حروف الاستعلاء السبعة المكسورة هي أقلّ رتبة في التفخيم، مثل: (طِباقاً، ضِراراً، صِراط، ظِلاً، قِتالاً، غِشاوة، خِفافاً). وأمّا الراء المكسورة فلا تفخيم فيها، فهي رقيقة.

أحكام تغليظ وترقيق الّلام

1. تُغلّظ اللام في لفظ الجلالة فقط، وذلك عندما يُسبق لفظ الجلالة بفتحٍ أو ضمٍّ، مثل: (مِنَ الله، رسولُ الله)، وتُرقّق إذا سُبقت بكسر، مثل: (بسمٍِ الله).

2. إذا سُبقت اللام بألف المدّ أو واو المدّ، مثل: (إلا الله، ذكروا الله)، وترقّق إذا سبقت بياء المدّ، مثل: (في الله)؛ وذلك بسبب عدم النطق بحروف المدّ عند التقائها بهمزة الوصل، وتكون حروف المدّ  مسبوقة بحركة متجانسة دائماً‌، ففي الواقع الذي يسبق لفظ الجلالة هي الفتحة والضمة والكسرة كما في المورد الأوّل.

3. تغلّظ لام لفظ الجلالة إذا ابتُدئ الكلام بها، مثل: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}، وتُرقّق إذا دخلت عليها لام الجرّ مثل: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.

أحكام تفخيم وترقيق الراء

1. تُفخّم الراء المفتوحة والمضمومة مثل: (رَفرَف، رزقَناهم، رُعباً، فُرُطاً)، وتُرقّق إذا كانت مكسورة مثل: (رِزقاً، حرِّفوه). يُستثنى من موارد التفخيم كلمة واحدة في سورة هود الآية 41 (مجريها)، فهذه الراء المفتوحة تكون مرقّقة وذلك بسبب إمالة فتحة الراء والألف الذي يليها. وكيفية قراءة الإمالة بميل الصوت إلى ‌الكسرة والياء. (للتعرّف الصحيح على‌ صوت الإمالة يمكن للقارئ الكريم أن يستمع إلى المُصحف المعلّم أو المجوّد أو المرتّل للشيخ محمود خليل الحصري).

2. تُفخّم الراء الساكنة المفتوح أو المضموم ما قبلها، مثل: (المرجان، المرعى، ترجعون، مُرسيها)، وتُرقّق إذا سبق الراء الساكنة كسر أصلي مثل: (مِرية، فِرعون)، ولكن يُوجد هنا استثناءان لترقيق الراء؛

الأوّل: إذا سبق الراء الساكنة همزة وصل وصلاً وابتداءاً فإنّها تفخّم، مثل: (ربِّ ٱرجعون، أمِ ٱرتابوا).

الثاني: إذا سبق الراء الساكنة كسر أصلي وجاء بعدها حرف استعلاء مفتوح فإنّها تُفخّم، مثل: (قِرطاس، فِرقة)، ولكن إذا كان حرف الاستعلاء مكسوراً فيجوز الوجهان (التفخيم والترقيق)، وجاء هذا في موضع واحد في المصحف الشريف في سورة الشعراء الآية 63 (فِرْقٍ).

3. تُفخّم الراء الساكنة للوقف والتي يسبقها حرف مضموم أو مفتوح مثل: (قدر- دسر)، ويُستثنى من ذلك ما إذا كان بعدها ياء محذوفة، مثل: كلمة (نذر) في سورة القمر، فتوجد ياء بعد الراء قد حذفت وبقيت الكسرة {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} فهذه الراء عند الوقف يجوز فيها الترقيق أيضاً.

4. تُفخّم الراء الساكنة للوقف والتي يسبقها حرف ساكن غير الياء اللّيّنة وكان قبله حرف مفتوح أو مضموم، مثل: (والفجر- والعصر- لفي خسر- عسر)، ويُستثنى من هذا المورد حالتان: الأولى: إذا كان الحرف الساكن الذي يسبق الراء الياء اللّيّنة فإنّها تُرقّق، مثل: (غير- خير). والثانية: إذا كان بعد الراء ياء محذوفة فيجوز الترقيق أيضاً، مثل: (يسر)، وتُرقّق الراء الساكنة للوقف والتي سبقها حرف ساكن وكان قبله حرف مكسور، مثل: (سحر- خبير)، ولكن إذا كان الحرف الساكن الذي قد سبق الراء حرف استعلاء فيجوز التفخيم أيضاً، مثل: (مصر- عين القطر).

والحمد لله رب العالمين

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1346
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28