• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : خُلُق الحياء وآداب المشورة .

خُلُق الحياء وآداب المشورة

إعداد الطالب: السيّد جواد الهاشم

من أخلاق الدين الإسلامي الحياء، والحياء شعبة من الإيمان والخير كلّه، حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): «الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء و الجفاء في النار»، وقال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه.

ومن المعلوم أنّ من لبس ثوب الحياء استوجب من الخَلق الثناء ومالت إليه القلوب، ونال كلّ أمر محبوب؛ ومن قلّ حياؤه قلّت أحبّاؤه؛ ومنه الاستبداد بالرأي، فهو من مساوئ الأخلاق ومذمومها، فلا تستبدّ برأيك؛ إذ الوحيد المنفرد برأيه هالك، وعلى كل ذي لب وحزم أن لا يبرم أمراً ولا يمضي عزماً إلا بمشورة ذي الرأي الناصح ومطالعة ذي العقل الراجح، فإنّ المولى جلّ شأنه أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بالمشورة في قوله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}.

والمشورة أمان وحصن من الندامة والملامة، وقال سيد الحكماء والبلغاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): «نِعْم المؤازرة المشاورة وبِئْس الاستعداد الاستبداد»، وقال بعض الحكماء: «الرجال ثلاثة: رجل ترد عليه الأمور فيسدها برأيه ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي ورجل حائر بأمره لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً»، فالمشاورة راحة لك وتعب على غيرك، وقال بعض الأدباء: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.

واحذر - أيّها الشاب - مشورة الجاهل وإن كان ناصحاً كما تحذّر عداوة العاقل إذا كان عدوّاً، فإنّه يوشك أن يورّطك بمشورة فيسبق إليك مكر العاقل وتوريط الجاهل. قال سيّد البشر وخاتم الأنبياء محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله): «استرشدوا العاقل ولا تعصوه فتندموا»،

وإيّاك ومشاورة اثنين: معجب بنفسه قليل التجارب، وكبير قد أخذ الدهر من عقله كما أخذ من جسمه. وقيل في منثور الحكم: كلّ شيء يحتاج إلى العقل، والعقل يحتاج إلى التجارب، ولذلك قيل: الأيّام تهتك لك عن الأستار الكامنة.

وقال لقمان الحكيم لابنه: يا بنيّ شاور من جرب الأمور فإنّه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغَلاء وأنت تأخذه مجّاناً.

وعليك - أيّها الشاب - بمشاورة سليم الفكر من شوائب الهموم والهوى، فصاحب الهموم والهوى لا يسلم له رأي ولا يستقيم له خاطر، والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الأغراض فسد.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1332
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24