• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : ما هي فضائل شهر رمضان المبارك وكيف نستقبله .

ما هي فضائل شهر رمضان المبارك وكيف نستقبله

إعداد السيد حكمت الموسوي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيّبين الطاهرين.

قال الله تعالى في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * ... وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (سورة البقرة : 183 -185).

نهنّئ العالم الإسلامي بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، ونسأل الله تعالى أن يجعله لنا جميعاً عام الاتعاظ والاستفادة من النفحات النورانية، وشهر الصيام لا شهر الطعام!

وشهر رمضان نعمةٌ يجب أن تشكر، وهو من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، فهو شهر تتنزّل فيه الرحمات، وتُغفر فيه الذنوب والسيئات، وتُضاعف فيه الأجور والدرجات، ويعتق الله فيه عباده من النيران.

نذكر في هذا المقال مجموعة قيّمة من النصائح والإرشادات التي ينبغي لكل مؤمن معرفتها قبل الدخول في شهر الطاعة والغفران شهر رمضان المبارك، نسأل الله تعالى أن ينتفع بها كل الإخوة المؤمنين، وأن تكون لنا عوناً على طاعة الله تعالى والفوز برضوانه ومغفرته في هذا الشهر العظيم.

لا تقولوا: رمضان، بل قولوا: شهر رمضان

قال في الاقبال: ((رأيت و رويت من كتاب الجعفريات، و هي الف حديث بإسناد واحد عظيم‏ الشأن، الى مولانا موسى بن جعفر عليهما السلام، عن مولانا جعفر بن محمد، عن مولانا محمد بن علي، عن مولانا علي بن الحسين، عن مولانا الحسين، عن مولانا علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أجمعين قال: لا تقولوا رمضان، فإنّكم لا تدرون ما رمضان، فمن قاله فليتصدّق وليصم كفّارة لقوله، ولكن قولوا كما قال اللّه تعالى: شهر رمضان))(1).

فضائل شهر رمضان المبارك (2)

1- تزيّن الجنة في شهر رمضان

عن عبد اللّه بن العبّاس بن عبد المطلب أنّه سمع النّبي صلّى اللّه عليه وآله يقول: ((إنّ الجنّة لتنجّد وتزيّن من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كان أوّل ليلة منه هبّت ريح من تحت العرش يقال لها: المثيرة، تصفق ورق أشجار الجنان و حلق المصاريع، فيسمع لذلك طنين لم يسمع السّامعون أحسن منه)).

2- العتق من النار والمغفرة في شهر رمضان

((ويقول له عزّ و جلّ: يا رضوان افتح ابواب الجنان، يا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من امّة محمّد، يا جبرئيل أهبط إلى الأرض فصفّد مردة الشياطين، و غلّقهم بالأغلال، ثمّ اقذف بهم في لجج البحار حتّى لا يفسدوا على امّة حبيبي صيامهم.

قال: ويقول اللّه تبارك و تعالى في كلّ ليلة من شهر رمضان ثلاث مرّات: هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ من يقرض الملئ(3)  غير المعدم والوفيّ غير الظّالم؟ قال: و انّ للّه تعالى في آخر كلّ يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النّار، فإذا كانت ليلة الجمعة و يوم الجمعة، أعتق في كلّ ساعة منهما ألف ألف عتيق من النّار، و كلهم قد استوجبوا العذاب، فإذا كان في آخر يوم من شهر رمضان أعتق اللّه في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أوّل الشهر إلى آخره)).

3- المغفرة لجميع المؤمنين في ليلة القدر، ما عدا أربعة أصناف!

((فإذا كانت ليلة القدر أمر اللّه عزّ و جلّ جبرئيل عليه السلام، فهبط في كتيبة من الملائكة إلى الأرض، و معه لواء أخضر، فيركز اللّواء على ظهر الكعبة، و له ستّمأة جناح، منها جناحان لا ينشرهما إلا في ليلة القدر، فينشرهما تلك اللّيلة، فيتجاوزان المشرق و المغرب، و يبثّ جبرئيل الملائكة في هذه اللّيلة، فيسلّمون على كلّ قائم و قاعد، و مصلّ‏ وذاكر، و يصافحونهم و يؤمّنون على دعائهم حتّى يطلع الفجر.

فإذا طلع الفجر نادى جبرئيل عليه السلام: يا معشر الملائكة الرّحيل الرّحيل، فيقولون: يا جبرئيل فما ذا صنع اللّه تعالى في حوائج المؤمنين من امّة محمد؟ فيقول: انّ اللّه تعالى نظر إليهم في هذه اللّيلة فعفا عنهم و غفر لهم إلا أربعة)).

قال: فقال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله): ((و هؤلاء الأربعة: مدمن الخمر، و العاق لوالديه، والقاطع الرحم، والمشاحن [وهو المباغض الممتلئ عداوة])).

4- ليلة الفطر ليلة الجوائز

((فإذا كانت ليلة الفطر، و هي تسمّى ليلة الجوائز، أعطى اللّه العاملين أجرهم بغير حساب، فإذا كانت غداة يوم الفطر بعث اللّه الملائكة في كلّ البلاد، فيهبطون إلى الأرض و يقفون على أفواه السّكك، فيقولون: يا امّة محمد أخرجوا إلى ربّ كريم، يعطي الجزيل و يغفر العظيم، فإذا برزوا إلى مصلاهم قال اللّه عزّ و جلّ للملائكة: ملائكتي ما جزاء الأجير إذا عمل عمله؟ قال: فتقول الملائكة: الهنا و سيّدنا جزاؤه أن توفّي أجره.

قال: فيقول اللّه عزّ و جلّ: فانّي أشهدكم ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم عن صيامهم شهر رمضان و قيامهم فيه رضاى و مغفرتي، و يقول: يا عبادي سلوني فو عزّتي و جلالي لا تسألوني اليوم في جمعكم لآخرتكم و دنياكم إلا أعطيتكم، و عزّتي لأسترنّ عليكم عوراتكم ما راقبتموني، و عزّتي لآجرتكم ولا أفضحكم بين يدي أصحاب الخلود، انصرفوا مغفورا لكم، قد أرضيتموني و رضيت عنكم.

قال: فتفرح‏ الملائكة وتستبشر و يهنّئ بعضها بعضا بما يعطي اللّه هذه الأمّة إذا أفطروا)).

5- شهر رمضان شهر البركة والمغفرة

و من ذلك أيضاً ما رواه محمد بن أبي القاسم الطبري في كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى بإسناده إلى الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن‏ الحسين، عن أبيه السيد الشهيد الحسين بن علي، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: (4) ((انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خطبنا ذات يوم فقال: أيّها النّاس انّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و الرّحمة و المغفرة)).

6- شهر رمضان أفضل الشهور

((شهر هو عند اللّه أفضل الشهور، و أيّامه أفضل الايّام، و لياليه أفضل الليالي، و ساعاته أفضل الساعات))

7- شهر رمضان شهر ضيافة الله تعالى

(( و هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللّه، و جعلتم فيه من أهل كرامة اللّه، أنفاسكم فيه تسبيح، و نومكم فيه عبادة، و عملكم فيه مقبول، و دعاؤكم فيه مستجاب))

8- أبواب الجنان مفتّحة في هذا الشهر وأبواب النيران مغلّقة والشياطين مغلولة

((أيّها الناس انّ ابواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة فاسألوا ربّكم ان لا يغلقها عليكم، و ابواب النّيران مغلقة فاسألوا ربّكم ان لا يفتحها عليكم، و الشياطين مغلولة فاسألوا ربكم الا يسلّطها عليكم.))

ما ينبغي عمله في شهر رمضان (5)

1- سؤال الله تعالى بنيّة الصادقة للتوفيق في صيامه وتلاوة القرآن الكريم

((فاسألوا اللّه ربّكم بنيّات صادقة و قلوب طاهرة ان يوفّقكم اللّه لصيامه و تلاوة كتابه، فانّ الشّقي من حرم غفران اللّه في هذا الشهر العظيم.))

2- مواساة فقراء ومساكين الناس

(( اذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع يوم القيامة و عطشه، و تصدّقوا على فقرائكم و مساكينكم))

3- احترام الناس وغضّ الأبصار والأسماع عمّا لا يحل

((و وقّروا كباركم، و ارحموا صغاركم، و صلوا ارحامكم، و احفظوا السنتكم، و غضّوا عمّا لا يحلّ النّظر إليه أبصاركم، و عمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم، و تحنّنوا على أيتام النّاس يتحنّن على أيتامكم))

4- التوبة إلى الله واغتنام ساعات الصلوات للدعاء

((وتوبوا إلى اللّه من ذنوبكم، و ارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فانّها أفضل السّاعات، ينظر اللّه عزّ و جلّ فيها بالرّحمة إلى عباده، و يجيبهم إذا ناجوه، و يلبّيهم إذا نادوه و يستجيب لهم إذا دعوه)).

5 ـ الاستغفار وطول السجود يؤمن من العذاب

((أيّها النّاس انّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، و ظهوركم ثقيلة من اوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم، و اعلموا انّ اللّه عزّ و جلّ ذكره اقسم بعزّته ان لا يعذّب المصلّين و الساجدين، و ان لا يروعهم بالنّار، يوم يقوم النّاس لربّ العالمين)).

6- جزاء من فطّر صائماً مؤمناً في شهر رمضان

((أيّها النّاس من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عند اللّه عتق رقبة و مغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول اللّه و ليس كلّنا نقدر على ذلك؟ فقال عليه السلام: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة، اتّقوا النار و لو بشربة من ماء)).

7 – تحسين الخلق في هذا الشهر وصلة الناس جواز على الصراط يوم القيامة

((أيّها النّاس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الاقدام، و من خفّف منكم في هذا الشّهر عمّا ملكت يمينه خفّف اللّه عليه حسابه، و من كفّ فيه شرّه كفّ اللّه عنه غضبه يوم يلقاه، و من أكرم فيه يتيما اكرمه‏ اللّه يوم يلقاه، و من وصل فيه رحمه وصله اللّه برحمته يوم يلقاه، و من قطع فيه رحمه قطع اللّه عنه رحمته يوم يلقاه))

8- التطوّع بالعبادات وأداء الفروض في هذا الشهر يضاعف الثواب

((ومن تطوّع فيه بصلاة كتب اللّه له براءة من النّار، و من أدّى فيه فرضا كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، و من أكثر فيه من الصّلاة عليّ ثقّل اللّه ميزانه يوم تخفّ الموازين، و من تلا فيه آية من القرآن كان له مثل اجر من ختم القرآن في غيره من الشهور)).

ــــــــــــ

 (1) نقله في الإقبال ‏بالأعمال ‏الحسنة فيما يعمل ‏مرة في ‏السنة ج : 1  ص :  29 : «عن: الجعفريات: 59، عنه المستدرك 7، 438، رواه الكليني في الكافي 4: 69، و الصدوق في الفقيه 2: 173، معاني الأخبار: 315، فضائل الأشهر الثلاثة: 93، عنهم البحار 96: 377، الوسائل 10: 319، ذكره مع اختلاف في بصائر الدرجات: 331، عنه المستدرك 7: 438، رواه الراوندي في نوادره: 47، عنه البحار 96: 377».

(2) هذه المجموعة مستفادة من حديث شريف عن النبي (صلى الله عليه وآله)، الإقبال ‏بالأعمال ‏الحسنة فيما يعمل ‏مرة في ‏السنة ج : 1  ص :  24 عن الشيخ المفيد في أماليه: ص 229، عنه المستدرك 7: 429، أورده الصدوق بسند آخر في فضائل الأشهر الثلاثة: 125 مع اختلاف، عنه البحار 96: 339.

(3) الملئ : الغني والمقتدر ، يعني من يقرض الغني الوفي الذي لا يظلم الناس مثقال ذرة الأرض ولا في السماء (الاقبال: نفسه). وفي المستدرك: «الملي» ج7، ص430.

(4) الإقبال‏ بالأعمال ‏الحسنة فيما يعمل‏ مرة في ‏السنة ج : 1  ص :  26 عن بشارة المصطفى، ورواه الصدوق في أماليه: 84، فضائل الأشهر الثلاثة: 77، عيون الأخبار 1: 295، عنهم الوسائل 10: 313، البحار 96، 358، اخرجه مختصرا في الكافي 4: 67، التهذيب 3: 57 و 152، الفقيه 2: 58، أورد صدره مع اختلاف في دعائم الإسلام 1: 269، عنه المستدرك 7: 437 و 354.

(5) الإقبال‏ بالأعمال ‏الحسنة فيما يعمل‏ مرة في ‏السنة ج : 1  ص :  26 عن بشارة المصطفى، ورواه الصدوق في أماليه: 84، فضائل الأشهر الثلاثة: 77، عيون الأخبار 1: 295، عنهم الوسائل 10: 313، البحار 96، 358، اخرجه مختصرا في الكافي 4: 67، التهذيب 3: 57 و 152، الفقيه 2: 58، أورد صدره مع اختلاف في دعائم الإسلام 1: 269، عنه المستدرك 7: 437 و 354.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1331
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 07 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24