• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري رحمه الله .

آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري رحمه الله

هو السيد عبد الأعلى بن السيد علي رضا بن السيد عبد العلي بن السيد عبد الغني بن السيد محمد الموسوي السبزواري، ينتهي نسبه الشريف إلى السيد محمد العابد بن الإمام موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ولد رضوان الله تعالى عليه في يوم عيد الغدير الأغرّ الثامن عشر من شهر ذي الحجة سنة 1328هـ الموافق لعام 1910م تقريبًا في مدينة سبزوار بإيران وفي أسرة معروفة بفضلها وتقواها وعلمها وتقدمها بالإضافة إلى شرف النسب العظيم للرسول الكريم وآل بيته الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، فأبوه العلامة المقدس السيد علي رضا من كبار علماء سبزوار والذين تصدّوا للشؤون الدينية فيها وقضاء حوائج المؤمنين، وعمه السيد عبد الله عالم جليل القدر وخطيب متكلم، وأخوه آية الله السيد فخر الدين السبزواري.

فهذه البيئة الحاضنة وفرت له أجواء من القداسة تشربت بها روحه الطاهرة وصنعت منه علمًا ورمزًا من الرموز العظيمة في خدمة الدين وشريعة سيد المرسلين.

بدأ دراساته الحوزوية في سن مبكرة فأنهى مقدماته العلمية في بلدته سبزوار ثم سافر بصحبة والده إلى مشهد المقدسة ليكمل دراسته هناك وعمره حينها لم يتجاوز الرابعة عشر، وفيما ينقل عنه رضوان الله تعالى عليه أنه قال: جاء بي أبي إلى حرم الرضا صلوات الله عليه ووضع يدي على ضريحه فخاطب الرضا عليه السلام وقال: هذا وديعة وأمانة عندك... أطلب منك أن أراه مرجعًا من المراجع.

وما أن بلغ مرتبة متقدمة من العلم في سنوات قليلة، حتى قرر الهجرة إلى عاصمة العلم النجف الأشرف، فنزل بها والتحق بالجامعة الإسلامية الكبرى، وحضر دروس الأعلام في الفقه والأصول والأخلاق، فحضر عند آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الغروي النائيني والشيخ الآية العظمى ضياء الدين العراقي والسيد الآية العظمى أبو الحسن الأصفهاني رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كما لازم الأستاذ المقدس السيد علي القاضي مدة طويلة ينهل منه السير والسلوك والعرفان والأخلاق، وكان لهذا السيد العظيم رضوان الله عليه أثر كبير في التكوين النفسي والروحية العالية للسيد المقدس السبزواري.

وبعد أن حاز على رتبة الاجتهاد استقل بحلقات درسه في المسجد الذي كان يقيم فيه الجماعة بمحلة الحويش في النجف الأشرف، وقد ساهم في صناعة العديد من فضلاء الحوزة وتربى على يديه الكريمتين جيلٌ من العلماء البارزين.

تفسير مواهب الرحمن:

هذا التفسير يعد من التفاسير الشاملة لجميع الآيات القرآنية، وجامعاً للأبحاث الأدبية واللغوية والبلاغية والفقهية والكلامية بعبارات سهلة صافية، وكلمات رائعة شيقة، جمع فيه المؤلف رضوان الله تعالى عليه بين المأثور وما اتفق عليه الجميع من التفسير.

ويقع هذا التفسير في 30 مجلداً طبع منها لحد الآن 12 مجلداً فقط.

وقد افتتح السيد رضوان الله عليه تفسيره بمقدمة جميلة تعرض فيها لعدة مقدمات بيّن فيها الغاية من القرآن وهدفه وتحديد المخاطب بالقرآن وشمولية القرآن لكل الأشياء، وإمكان معرفة القرآن والتدبر فيه، وشروط فهمه وتفسيره ونبذة من أحاديث أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم في فضل القرآن والتدبر فيه...، ثم عرض لجملة من كتب التفسير، ثم وضح منهجه وأسلوبه في التفسير.

مما جاء في المقدمة تحت عنوان: غاية القرآن وهدفه، قال رضوان الله عليه: لا تخفى أهمية معرفة الهدف والغاية لكل أمر، وبالأخص القرآن الكريم، وبدونها لا يمكن أن يتعرف الإنسان على محتواه، وهذا أمر واضح لا لبس فيه، فكل من أراد أن يعرف غرض المتكلم ينبغي أن يعرف هدفه من الكلام؛ هل هو جاد في كلامه أم هازل؟

وهل هو بطلب الاسترسال في كلام، أم يتكلم حسب حاجة المستمع؟ وما إلى ذلك من الدواعي. القرآن الكريم بصريح الكلمة يبين الهدف من نزوله، فيقول: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾.

فهدف القرآن هداية للناس عادمة، وللمؤمنين خاصة. ويعني بالناس جميعهم من غير أي تخصيص أو تقييد، فهو هداية للعالم والجاهل وللمرأة والرجل وللمؤمن وغيره من دون فرق أصلاً، إلا أنَّه بيِّنات من الهدى والفرقان للمتَّقين خاصة ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾.

وذلك لأن المتقين هم الذين يهتدون بتقبلهم للهداية، لأن القرآن يتطلب من كان له قلب مهياً أو ألقى السمع وهو شهيد.

وفي مقدمة أخرى حول المخاطب بالقرآن يقول رضوان الله عليه:

من هو مخاطب القرآن؟ هل يخاطب الله الناس كبشر يمشون على الأرض أو أنه تعالى يخاطب نفوس الناس وليس أسماعهم، فالسمع إنما هو واسطة لنقل المفاهيم إلى القلب.

ومن الواضح أن المخاطب إنما هو النفس الإنسانية، فهي التي تتأثر بالقرآن وتنسجم معه...

منهجية في التفسير:

يبدأ رضوان الله عليه التفسير بذكر اسم السورة وبيان المكي والمدني ثم يذكر عدد آياتها، ثم مضمونها ومفرداتها، ثم يبين المباحث التي تتعلق بها.

وقد قسم تفسيره إلى عدة فقرات مع الاهتمام بالمنهج البياني واللون الأدبي حيت يذكر القضايا الصرفية والنحو والبلاغة وبيان القراءات.

وقد قال رضوان الله عليه في بيان منهجه:

لم أتعرض لبيان النظم بين الآيات، وذلك لأن الجامع القريب في جميعها موجود، وهو تكميل النفس، أو الهداية، ومع وجوده لا وجه لذكر النظم بين الآيات، لأن الغرض القريب بنفسه هو الجامع والروابط بين الآيات، كما أني لم أهتم بذكر شأن النزول غالباً، لأن الآيات المباركة كليات تنطبق على مصاديقها في جميع الأزمنة، فلا وجه لتخصيصها بزمان النزول أو بفرد دون فرد آخر، وكذلك جميع الروايات الواردة عن الأئمة الهداة في بيان بعض المصاديق لها، فهو ليس من باب التخصيص؛ بل من باب التطبيق الكلي على الفرد.

تم يستطرد قائلاً: وقد بذلت جهدي في عدم التفسير بالرأي مهما أمكنني... وقد ذكرت ما يمكن أن يستظهر من الآيات المباركة بقرائن معتبرة، فإن هذا الحديث الشريف لا يشملة، إذ التفسير بالرأي غير الاستظهار من الآيات المباركة بقرائن وتركت التعرض للتفاسير النادرة، والآراء المزيفة والفروض التي تتغير بمرور الزمان.

ومن جميل بيانه ودقته حين عرض مباحث الآيات ومواضيعها فإنه يتعرض للمسائل الكلامية والاعتقادية ويناقش الأدلة ويعرض أدلته من منطلق عقيدته، كما أنه يذكر بعض المطالب العرفانية.

منقول من مجلة رضوان


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1263
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 04 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18