• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : تجسّم الاعمال .

تجسّم الاعمال

 إعداد الطالب: حسين أبو السعود

قال تعالى: {وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا}.
 
إنّ صحيفة أعمال الانسان في يوم القيامه لا تشبه الدفتر والكتاب العادي في هذا العالم، فهي مجموعة ناطقة غير قابلة للنكران، وإضافة إلى تدوينها فإنّ نفس الاعمال ستتجسد هناك وستحضر.
 
فالاعمال التي تكون على شكل طاقات متناثرة في هذا العالم، وتكون محجوبة عن الانظار وتبدو وكأنّها قد تلاشت وانتهت، هي في الحقيقة لم تنته (وقد أثبت العلم اليوم أن أي طاقة لا يمكن ان تفنى بل يتغير شكلها دائماً).
 
ففي ذلك اليوم تتحوّل هذه الطاقة الضائعة باذن الله تعالى الى مادة وتتجسّد على شكل صور مناسبة؛ فالاعمال الحسنة على شكل صور حسنة ولطيفة والاعمال السيئة على شكل صور قبيحة.
 
من خلال هذه المقدمة، نستفيد موضوعاً يساعد كثيراً في اصلاح النفس وهو موضوع المراقبة.
 
يقول الامام السجاد (عليه السلام) في دعاء ابي حمزة ‌الثمالي (الهي انا الذي لم استحيك في الخلأ ولم أراقبك في الملأ).
 
والسؤال الذي يطرحه معظم الناس: ماذا يفعل الانسان في الخلاء مع الخيالات الفاسدة والأفكار غير السليمة والمعاصي؟ وكيف يوجّه تفكيره نحو الامور الشريفة؟
 
قد يبدو هذا الأمر في البداية صعباً، ويصبح يسيراً بعض الشيء باتباع ما يلي:
 
ــ الحذر من أن تهتم بخيالك وتعطيه جزءاً من وقتك، فإنّ أساليب الشيطان خفية جداً، يقلّ الالتفات إليها ويصعب الافلات منها.
 
ــ اصرف تفكيرك نحو الامور المباحة والراجحة الشريفة؛ فإذا رأيت نفسك حصلت على ‌نتيجة فاشكر الله تعالى على هذا التوفيق وتابع سعيك حتى يسهل عليك تربية نفسك.
 
ــ قد يكون الانسان ــ بإشارة من إبليس ــ ذا وجهين، فظاهراً ذو نفس طاهرة وباطناً ذو نفس خبيثة.
 
ويقول الامام الحسين (عليه السلام): «عميت عين لا تراك عليها رقيباً».
 
فالإمام هنا يرى أن العين التي لا تراقب الله في الظاهر والباطن لا تستحق إلا الدعاء عليها بالعمى؛ لأنه لا قيمة لها، فقيمتها تكمن في مراقبة الله تعالى.
 
ومن الأمور المهمة التي تعين على مسألة المراقبة هي شعور الإنسان بأن إمام زمانه (عجل الله تعالى‌ فرجه الشريف) مطّلع عليه وتعرض عليه أعماله بدليل قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ففي التفسير أن المؤمنون هنا: الائمة (عليهم السلام).
 
والفائدة من عرض الأعمال هي من قبل الإنسان حيث يستشعر الحياء من إمام زمانه فيقر عينيه بما يسره، وأمّا من قبل الامام (عليه السلام) فانه يدعو له بالتوفيق والمغفرة، ويقول (عليه السلام) في هذا الشأن: (لو لم أعلم لما كنت خليفة الله على خلقه).
 
روي أنه جاء رجل الى الإمام الحسين (عليه السلام) فقال: أنا رجل عاصٍ ولا أصبر على المعصية فقال له (عليه السلام):
 
ـ لا تأكل رزق الله، وأذنب.
 
ـ اخرج من ولاية الله، وأذنب.
 
ـ اطلب موضعاً لا يراك الله فيه، وأذنب.
 
ـ إذا جاءك ملك الموت لقبض روحك فادفعه عنك، وأذنب.
 
ـ إذا أدخلك مالك في النار فلا تدخل، وأذنب.
 
وفي الختام، هناك كثير من الآيات القرآنية تشير إلى موضوع الرقابة الإلهية وتُعين عليه، منها ما يلي:
 
1ـ الضبط الصوتي:قال تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} {هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ}.
 
2ـ الضبط السجلي {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا}.
 
3ـ الضبط المرئي {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ}.
 
4ـ الضبط الجرمي شهادة نفس الأعضاء {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ}.
 
 يقول الامام المعصوم (عليه السلام): (إن النهار اذا جاءك قال: يابن آدم اعمل في يوم هذا خيراً اشهد لك به عند ربك يوم القيامة فإني لم آتك فيما مضى ولا آتيك فيما بقي).

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1250
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18