• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مع الطالب .
              • القسم الفرعي : مقالات الأشبال .
                    • الموضوع : تفسير آيات من سورة الإسراء (وَقَضَى رَبُّكَ...) .

تفسير آيات من سورة الإسراء (وَقَضَى رَبُّكَ...)

 

الطالب: مصطفى الأسدي

 سورة ‌الإسراء من السور المكّية التي تعنى بشؤون الدين والعقيدة والوحدانية، وتميّزت بأنّها تتكلّم عن القرآن بشكل تفصيلي لم يرد في باقي سور القرآن.
 
وقد تعرّضت السورة لحادثة الإسراء التي كانت مظهراً من مظاهر التكريم الإلهي لنبيّه بعد ما لاقاه من أذى المشركين، وهي قصة إسراء النبي من مكّة إلى المسجد الاقصى.
 
 
قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ} قضاءً دينياً، وأمر أمراً شرعياً {أَلَّا تَعْبُدُوا} أحداً من أهل الارض والسماوات الأحياء والأموات. {إِلَّا إِيَّاهُ} لأنه الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له كل صفة كمال. وهو أمر بالتوحيد بعدما نهى تعالى عن الشرك به.
 
ثمّ ذكر حقّ الوالدين، فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، أي: أحسنوا إليهما بجميع وجوه الاحسان القولي والفعلي، لانّهما سبب وجود العبد، ولهما من المحبّة للولد والاحسان إليه والقرب ما يقتضي تأكّد الحق ووجوب البرّ.
 
{إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا}، أي: إذا وصلا الى هذا السنّ الذي تضعف فيه قواهما ويحتاجان إلى اللّطف والاحسان. {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}، وهذا أدنى مراتب الاذى، والمعنى: لا تؤذهما أدنى أذية.
 
{وَلَا تَنْهَرْهُمَا} أي: تزجرهما وتقول لهما كلاماً خشناً، {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} بلفظ يحبّانه وتأدّب وتلطّف، وذلك يختلف باختلاف الاحوال والعوائد والأزمان. {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، أي: تواضع لهما ذلاً لهما ورحمة واحتسابا للأجر، لا لأجل الخوف منهما أو الرجاء لما لهما، ونحو ذلك من المقاصد التي لايؤجر عليها العبد. {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا}، أي: ادع لهما بالرحمة أحياءً وأمواتاً، جزاءً على‌ تربيتهما إياك صغيراً.
 
نستدلّ من هذه الآية أنّ الانسان ينبغي عليه أن يكون بارّاً بوالديه. لكن كيف يكون هذا البرّ؟
 
إنّ معنى برّ الوالدين هو الاحسان إليهما، وطاعتهما، وفعل الخيرات لهما، وقد جعل الله للوالدين منزلة عظيمة لاتعدلها منزلة، فجعل برّهما والإحسان إليهما والعمل على رضاهما أمراً عظيماً؛ فالمسلم يبرّ والديه في حياتهما، ويبرّهما بعد موتهما، بأن يدعو لهما بالرحمة والمغفرة، وينفّذ عهدهما، ويكرم أصدقاءهما.

  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1248
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24