• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : فلسفة الابتلاء .

فلسفة الابتلاء

بقلم: الشيخ عمار الساعدي

قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)

سنة الابتلاء من أعم السنن الإلهية التي نجدها حاضرة إلى جانب الكثير والعديد من السنن الإلهية الأخرى، ونادراً ما نجد سنة من السنن الإلهية تخلو عن جود الابتلاء إلى جانبها، هذا من حيث حضورها وعمومها وشمولها لسائر السنن الأخرى، ولها نحو آخر من العموم، وهو شمولها لجميع أفراد البشر صالحهم وطالحهم، بل جميع مخلوقات عالم الإمكان، وأنّ الهدف من جريانها هو ما سيتضح لنا من خلال النقاط الآتي ذكرها بعد قليل، فتكاد تكون ـ بلا تشبيه ـ الصراط الذي يمد يوم القيامة ويمرّ عليه جميع الناس، فهي في عالم الدنيا لا يخلو منها أحد من أفراد ومخلوقات هذا العالم على الرغم من زواله وانقطاع أمده، فهي كما أخبر عن ذلك الباري عزّ وجل عنها بقوله تعالى (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)(1)، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ)(2).

ثم إنّ الهدف الأساس من هذه السنة الحاكمة لا يمكن حصره بعدد معين كما سبقت الإشارة إلى ذلك، ولكن من خلال تتبعنا لبعض الروايات الشريفة وأحاديث أهل البيت (عليه السلام) وكتاب الله العزيز يمكن الإشارة إلى أن ما اشرنا إليه من علة الابتلاء أعلاه (أعني حصول التمييز بين الخبيث والطيب، وأن يحصل الإنسان  على كماله ودرجاته الكمالية العليا)، هو الأهم من بين العلل، ويمكن الإشارة إليها بأنها لا يستبعد أن تكون هي الأصل وبقية العلل فروع ترجع في النهاية إليها.

وعلى أية حال فإن كانت غاية وفلسفة الابتلاء الأصلية هي إكمال الدين ونيل الدرجات العليا من قبل المولى تبارك وتعالى، فإن ما بقى من علل وفوائد تترتب عليها فهي فرعية؛ لأنّ الفوائد لا تتقيد بهذه الغاية المذكورة والفائدة المدرجة، حيث إنّ هناك عدداً كبيراً قد لا تحصى من الفوائد والآثار التي تترتب على الابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان  أثناء حياة الدنيوية، وها نحن هنا نشير إلى بعضها على سبيل المثال لا الحصر، وإليك بيانها:

أولاً: تمييز الخبيث عن الطيب

إنّ من بين الغايات التي تترتب على جريان سنة الابتلاء، هو تمييز الخبيث عن الطيب، (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)(3) والهدف من ذلك هو كما قال تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً)(4).

فهناك من الناس ما تعجبك أقواله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه هو ألد الخصام، قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ) (5).

وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام الحسين (عليه السلام) في مسيرته إلى كربلاء الشهادة بقوله: (إنّ الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فإذا محصوا بالبلاء قلَّ الديانون) (6).

وجاء في جملة الغايات والعلل التي من أجلها يبتلي المؤمنون، قوله تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ)(7) قال العلامة الطباطبائي في ذيل هذه الآية الكريمة: (والآية بيان علة كتابة القتال على المؤمنين، وهو الاختبار الإلهي ليمتاز به المجاهدون في سبيل الله الصابرون على مشاق التكاليف الإلهية. وقوله: (ونبلوا أخباركم) كأن المراد بالاخبار الأعمال من حيث إنها تصدر عن العاملين فيكون أخبارا لهم يخبر بها عنهم، واختبار الأعمال يمتاز به صالحها من طالحها كما أن اختبار النفوس يمتاز به النفوس الصالحة الخيرة(8).

ثانياً: التنبيه والإيقاظ

من خلال تتبع النصوص الشرعية الآيات والروايات (في باب علل المحن

والفتن) نجد أن من بين النصوص ما يرشد إلى أن من الابتلاءات الفتن التي يتعرض لها المرء في كثير من الأحيان يكون بهدف توجيه الإنسان  الوجهة الصحيحة والأخذ بيده إلى الطريق السليم، وتنبيهه وإيقاظه من غفلة قد تأخذ على حواسه فتمنعه من أن يتوجه لما حوله بالشكل المطلوب من الرؤى، قال تعالى: (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَماً مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ )(9).

وفى موضع آخر يقول: (وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (10).

وفى موضع ثالث يقول جل شأنه: (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)(11)

وفى الروايات ما يؤيد ذلك ويؤكده (إذا رأيت الله سبحانه يتابع عليك البلاء فقد أيقظك، وإذا رأيت الله يتابع عليك النعم مع المعاصي ‏فهو استدراج)(12).

وعن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد خرج للاستسقاء يقول: (إن الله يبتلى عباده عند الأعمال السيئة بنقص الثمرات وإغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب، ويقلع ‏مقلع، ويتذكر مذكر، ويزدجر مزدجر)(13).

وعن احدهم (عليه السلام): (إذا أراد الله عز وجل بعبد الخير فأذنب ذنباً تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار)(14).

ثالثاً: الإعداد والتأهيل

اعتاد المرتاضون على برامج خاصة، يربون من خلالها أنفسهم وتلاميذهم، وهذه البرامج في الغالب عبارة عن تمارين رياضية ورياضات روحية، يمارسونها لأجل إعداد وتأهيل قابلياتهم البدنية والنفسية على تحمل لما هو أصعب من ذلك؛ بهدف السيطرة على شهواتهم ورغباتهم النفسية، وأحيانا أخرى يعرضون أنفسهم إلى مشاقّ ومصاعب قاصدين إعداد أنفسهم وتأهيلها لظروف خاصة، أو قاصدين الوصول بأنفسهم إلى مراتب من السيطرة على أنفسهم والحد من نزوعها وتطلعاتها نحو الأمور المادية التي لا انقطاع لها ولا نهاية إذا ما فتح الباب أمامها، قال ابن عربي في الفتوحات المكية: (والرياضة تذليل الصعب من الأمور فمن ذلل صعبا فقد راضه وأزال عن النفس جموحها فإنها تحب الرياسة والتقدم على أشكالها والرياضة تمنع النفس من هذا الخاطر وسلطانه... فإن الرياضة خروج عن الأغراض النفسية مطلقا من غير تقييد وأما الذوق الذي مبدؤه نفس عينه كما قدمنا فلا يحتاج إلى رياضة ولا مجاهدة فإن الرياضة لا تكون إلا في صعب الانقياد كثير الجموح أو منعوت بالجموح والمجاهدة إحساس بالمشقة)(15).

فالنفس الإنسان  حتى تصل إلى مراتبها الكمالية عليها أن تصبر على جميع المصائب الآلام التي تلم بها، فالصبر رأس الإيمان، أو كل الإيمان، قال البحراني المهتدي: (أساس الالتزام بالصفات الأخلاقية الأخرى، فمن دون الصبر لا يمكن العمل بالفضائل الأخلاقية والاستمرار عليها أبدا)(16).

وقال الدكتور نذير الحسني: (وأهم مرحلة من مراحل البناء هي مرحلة الإعداد النفسي والتربية العقائدية ورفع المعنويات... فلابد أن يبدأ التغيير من القاعدة الأساسية في البناء بحيث يكون تغييراً شاملاً لكل القيم والعادات والتقاليد)().

وقال الأستاذ الشيخ محمد تقي الفلسفي في بيان الحاجة إلى التربية والتعليم: (إن الغرائز الفطرية التي أودعها الله تعالى فيها هي التي ترشدها بانتظام وفي جميع مراحل حياتها إلى مطاليبها، وهي تسلك طريق تكاملها بصورة صحيحة . . . لكن الإنسان  يحتاج إلى التعليم والتربية، فإنه إن لم تكن تربيته مطابقة لأساليب علمية وعملية لا يصل إلى الكمال اللائق به ، ويستحيل أن تظهر استعداداته الفطرية ومواهبه إلى حيز الخارج) (18).

وكم جميل هو وصف الإمام علي(عليه السلام) لطبيعة الإعداد الإلهي والتربوي النفسي الذي تلقاه من قبل النبي(صلى الله عليه وآله)، بحيث أصبح ميزة يختص بها(عليه السلام) عن سائر المسلمين، حيث قال(عليه السلام): (وقد علمتم موضعي من رسول الله(صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ، ويكنفني إلى فراشه ، ويمسني جسده ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه. وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة في فعل. ولقد قرن الله به (صلى الله عليه وآله) من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره. ولقد كنت أتبعه إتباع الفصيل أثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني بالاقتداء به)(19).

وقال أيضاً: (وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان. ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا ، والروائع الخضرة أرق جلوداً، والنباتات البدوية أقوى وقوداً، وأبطأ خمودا ، وأنا من رسول الله كالصنو من الصنو والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها ، وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس والجسم المركوس، حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد)(20).

وفيها إشارة إلى ما تحققه المجاهدات والرياضات النفسية بالنسبة لصاحبها، قال المازندراني: (قد أشار (عليه السلام) إلى أن من سلك سبيل المجاهدة وشرب زلال المشاهدة يأكل قليلاً من خشن الطعام، ويقدر على ما لم يقدر عليه شجعان الأيام، وما هو إلاّ بقوة الله تعالى)(21).

وروي «(أفضل الأعمال ما أكرهت عليه نفسك) (22) وفيه تنبيه على أنه لابد من تذليل النفس المائلة إلى الراحة بحمل الأشق من الطاعات عليها لتعتاد في الخيرات ويسهل لها سلوك سبيل الطاعات حتى ترتقي إلى غاية الكمالات وتدرك أرفع درجة المثوبات)(23).

عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (إن عظيم الأجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم) (24).

عن أبي جعفر(عليه السلام) قال : (إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً غته بالبلاء غتا وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقدار ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك)(25).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (إن عظيم البلاء يكفأ به عظيم الجزاء ، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء ، فمن رضي فله عند الله الرضا ، ومن سخط البلاء فله عند الله السخط)(26).

وكان من بين أهداف الإعداد الإلهي أن يبتلي أحد عباده ثم بعد ذلك يمكنه في الأرض ليكون ثمرة ذلك الابتلاء الذي نجح فيه، كما جاء ذلك في قصص الأنبياء(عليهم السلام)، ومنها كشاهد على ذلك ما جاء في قصة يوسف(عليه السلام) قال تعالى فيها: ((وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)(27).

قال الدكتور الأستاذ نذير الحسني في تعليق على هذه الآية: (وأخيراً أطلق الملك كلمته وجاءت المرحلة الأخرى من مراحل الأعداد الإلهي ليوسف ليستلم مناصب الحكم وقيادة المجتمع ويصبح في أعلى قمة من قمم التسلسل الاجتماعي بعدما كان تحت الأرض وفي الجب ، هذه هي إرادة وأمر الله وقدرته ، فأعطاه الملك المكانة في الدولة والعلو والرفعة واستأمنه على كل شئ في شؤون المملكة فلما علم يوسف بذلك طلب من الملك أن يكون قيم على خزائن الأرض وقيم على أمر المملكة فإنه حفيظ لما يستأمن عليم قادر على إدارة الشؤون العامة)(28).

وجاء في تفسير قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين)(29) قال صاحب تفسير الأمثل: (تعرضت هذه الآية للاختبار الإلهي العام، ولمظاهره المختلفة، باعتباره سنة كونية لا تقبل التغيير ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقض من الأموال والأنفس والثمرات. ولما كان الانتصار في هذه الاختبارات، لا يتحقق إلا في ظل الثبات والمقاومة، قالت الآية بعد ذلك وبشر الصابرين. فالصابرون هم الذين يستطيعون أن يخرجوا منتصرين من هذه الامتحانات، لا غيرهم)(30) .

وأخيراً تظهر نتائج هذا الإعداد النفسي والتربوي الإلهي للذين آمنوا ومحصوا بالبلاء والاختبار، وهو اختبار وبلاء تارة يكون بالمصاعب والمتاعب وكل ما يصدق عليه عنوان الشر، وأخرى يكون بالعلم والمعرفة والمال والبنين وكل ما يصدق عليه عنوان النعمة والخير والبركة الإلهية. قال تعالى: (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)(31).

قال صاحب تفسير الأمثل في ذيل هذه الآية: (نعلم أن الناس إزاء الاختبارات الإلهية على نوعين : متفوق في الامتحان، وخاسر. فحيثما تسود حالة (الخوف) مثلاً، ترى جماعة يتراجعون كي لا يصيبهم سوء، فينفضون أيديهم من المسؤولية، أو يلجأون إلى المداهنة أو التماس الأعذار، كقولهم الذين يحكيه القرآن : (نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ)(32)، وثمة جماعة تقف كالطود الأشم أمام كل المخاوف، تزداد توكلاً وإيماناً، وهؤلاء الذي يقول عنهم القرآن: (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(33)، وهكذا موقف الناس من ألوان الامتحانات الأخرى، يعرض القرآن نماذج لموقف الناجحين والفاشلين في الاختبار الإلهي)(34).

رابعاً: لأجل إظهار المحبة

إنّ من يقرأ في سيرة الأنبياء والأولياء الكمل من عباد الله تعالى، تكن لديه الصورة واضحة، عن مدى ابتلائهم بأشد أنواع البلاء الإلهي، وهذا لا يعني أنّهم بذلك البلاء غير مرضيين أو غير محبوبيين لله سبحانه وتعالى، إنّما هكذا اقتضت الحكمة الإلهية أن تكون الدنيا سجن المؤمن، ودار اختبار وابتلاء للمؤمنين والكافرين على حد سواء، إلاّ أن ابتلاء المؤمن رحمة به، وابتلاء الكفر نقمة عليه، ولو خوف الله تبارك وتعالى على بعض المؤمنين لجعل الدنيا جنة للكافر قال تعالى: (وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ* َلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ * وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)(35)  قال الصادق(عليه السلام): (لو فعل الله ذلك لما آمن أحد، ولكنه جعل في المؤمنين أغنياء وفي الكافرين فقراء وجعل في الكافرين أغنياء وفي المؤمنين فقراء ثم امتحنهم بالأمر والنهي والصبر والرضى)(36)، كما في الحديث الشريف عن الإمام الصادق(عليه السلام):(إنّ الله إذا أحب عبداً نوه منوه من السماء: إنّ الله يحب فلاناً فأحبوه، فيلقي الله المحبة (له) في قلوب العباد، وإذا أبغضه نوه منوه من السماء: إنّ الله يبغض فلاناً فأبغضوه، فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد)(37).

ثم إنّ هناك دواعي إلهية لحب الله سبحانه وتعالى لعبده المؤمن الصابر على بلاء وامتحانه واختباره، من قبيل رفع صيته بين الناس، كما جاء في الحديث الشريف عن الإمام(عليه السلام):(إن الله إذا أحب عبداً جعل له صيتاً حسناً بين الناس)، وقال الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ الله عزّ وجل إذا أحب عبداً أغرى به الناس)(38). ومن ما في حديث الإمام الباقر(عليه السلام) لولده الصادق(عليه السلام): (يا بني إنّ الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة ورضي عنه باليسير)(39)، ومنها ما عن الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ الله إذا أحب عبدا عصمه، وجعل ثوابه بين عينيه)(40)، وهذه العصمة هي جعل الغنى في نفس العبد.

غير أنّ هذا الحب الإلهي يرافقه إغداق المحبوب في أشد أنواع البلاء والابتلاء، كما جاء في الأحاديث الشريفة، ففي حديث الإمام الباقر(عليه السلام) الذي قال فيه: (إنّ الله عزّ وجلّ إذا أحب عبداً غثه بالبلاء غثاً، وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي، لبيك عبدي، لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر ، ولئن ذخرت لك فما أدخرت لك خير لك)(41)، وقد جاء في بيان فلسفة هذا الإغداق في البلاء والابتلاء، هو حب الله سبحانه وتعالى لسماع صوت عبده المؤمن ويناجيه ويدعوه ويتضرع إليه، كما جاء ذلك في حديث الإمام الصادق(عليه السلام)، الذي قال فيه: (إن الله إذا أحب عبدا بعث إليه ملكا فيقول: أسقمه وشدد البلاء عليه فإذا برأ من شئ فابتله لما هو أشد منه وقوي عليه، حتى يذكرني ، فإني أشتهي أن أسمع دعاءه)(42).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أيضاً، أنّه قال: (إنّ الله إذا أحب عبداً ابتلاه وتعهده بالبلاء، كما يتعهد المريض أهله بالطرف، ووكل به ملكين فقال لهما: إسقما بدنه وضيقا معيشته وعوقا عليه مطلبه حتى يدعوني فإني أحب صوته، فإذا دعا قال: اكتبا لعبدي ثواب ما سألني فضاعفاه له حتى يأتيني، وما عندي خير له)(43).

وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى:(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)(44) : (أي: وتذكيراً للعباد، لأنّهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له، وهو أفضل أهل زمانه، وطنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيهاً لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر) (45).

وأيضاً من فلسفة الابتلاء والاختبار الإلهي للعبد، هو أن لا يستقل العبد قليل العبادة لله تبارك وتعالى، والأجر من الله عزّ وجلّ، في حال تعرضه بعض أنواع الابتلاءات التي تحيل بينه وبين كثرة العبادة، وهو ما يتضح لنا من خلال حديث الإمام الصادق(عليه السلام): (إنّ الله عزّ وجلّ إذا أحب عبداً فعمل [عملاً] قليلاً جزاه بالقليل الكثير، ولم يتعاظمه أن يجزي بالقليل الكثير له) .

والحب يستوجب على العبد الأتباع الحقيق للمحبوب، كما جاء في قوله تعالى حكاية عن قول النبي لأمّته إن كنتم تحبون الله فاتبعوني، كما جاء ذلك في قوله تعالى:(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(46).

وقال تعالى في حكاية بعض الناس الذين يظهرون الحب لله تعالى في أقوالهم وأفعالهم الظاهرية، ولكن ما أن يختبروا ويمتحنوا إلاّ وانقلبوا على أعقابهم خاسرين ، مبتعدين عن الله تبارك وتعالى ورسوله(صلى الله عليه وآله)، قال تعالى:(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (47).

والحاصل: أنّ هذا الحب الذي يجسد العلاقة بين العبد والباري عزّ وجلّ، لهو أحد بواعث الابتلاء والاختبار الحقيقي في هذه الدنيا، كما تقدم الكلام عن ذلك، وخصواً ما كشفت عنه الآيتين الأخيرتين في المقام.

خامساً: العودة إلى الفطرة

كثيراً ما يغفل الإنسان عن كثير من الأمور التي يجب عليه ان يتذكرها ويعيشها؛ لأنها تشكل جوانب مهمة أساسية، وبالخصوص فيما يتعلق بالجانب الإيماني والديني منها، فمثلاً مما يلزم على الإنسان  المؤمن أن يتحسس حياة الفقراء ء من المؤمنين وعيشهم، ثم ان هذا التذكير يلزم أن يتبعه نوعاً ما من الرعاية والعناية بفقراء أهل الإيمان بل الفقراء ء عامة مهما كانت مذاهبهم ودياناتهم، لأنّ مقتضى القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية والدينية تحتم عليه الاهتمام بهذا الجانب الإنسان ي، ولهذا عد من فوائد الصوم وفلسفة تشريعه أن يتذكّر الأغنياء من المؤمنين حالة الفقر التي يعيشها أخوانهم الفقراء ، مما يحدو بهم أن يجدّوا في معونتهم وتفقدهم ومدّ يد العون في مساعدتهم. وأمثال‏ذلك، وهذا أشبه بحال الإنسان عندما يتعرض إلى المرض بعد صحة عاش فيها، فإنّه سرعان ما يتذكر تلك اللحظات الجملية التي كان عليها، وعندما يشفى من تلك الحالة، ثم يمر بمريض فإنّه سرعان ما يتذكر أيضاً حاله قبل شفائه، فترق إليه نفسه، فيأخذ بالدعاء له بالشفاء العاجل، ويهب إلى مساعدة إن لزمه ذلك واحتاج إليه؛ كل ذلك كانت نتيجة لتجربة قد خاض وعاش مرارتها وآلامها، فهكذا يفعل الصوم بالأغنياء بعدما يذوقوا طعم الجوس والإحساس إلى الأكل والشرب، فما أن يمروا ببعض الفقراء يتذكوا تلك اللحظات التي قضوها وهم في أمس الحاجة إلى ما يسد جوعهم وعطشهم، وعندها ترق قلوبهم وتنكسر نفوسهم إلى حال الفقراء فيقوموا بمساعدتهم وتوفير ما يلزم لسد نقصهم واحتياجهم من مأكل ومشرب وملبس ومسكن، ونحوها.

وهكذا تفعل محنة السجن والابتلاء بأن تجعل الإنسان المبتلى بها يرق لحال العبيد والسجناء ومن كان حالهم أشبه بذلك، فيقوم بعتق وفك رقابهم وإطلاق سراحهم، والعفو عنهم، ويترك أمرهم إلى الله سبحانه وتعالى الآمر بالعفو والمغفرة عند المقدرة، قال تعالى: (فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً)(48) وقال تعالى: (إِنْ تُبْدُوا خَيْراً أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوّاً قَدِيراً)(46)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (50).

وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) :(لا تنزع الرحمة إلا من شقي)(51).

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزاً)(52).

قال جعفر بن محمد [(عليه السلام)]:(لأنّ أندم على العفو أحب إلي من أن أندم على العقوبة)(53).

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من لا يرحم لا يرحم)(54).

 وقال (صلى الله عليه وآله): (وإنّما يرحم الله من عباده الرحماء)(55).

من جمل الأحاديث القدسية التي حدّث الله بها نبيّه موسى(عليه السلام)، ما جاء فيه: (اذكرني عند غضبك وإلا أمحقك فيمن أمحق وإذا ظلمت فارض بنصرتي لك فإنها خير من نصرتك لنفسك)(56) .

 قال عيسى (عليه السلام):(يباعدك من غضب الله أن لا تغضب)(57).

 قال سليمان (عليه السلام): (أعطينا ما أعطي الناس وما لم يعطوا وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا فلم نر شيئا أفضل من العفو و العدل في الرضا والغضب)(58)

وقال صاحب تفسير الأمثل في صدد بيان العفو عمن ارتكب الجريمة والسوء بحق أحد الناس، بأن يعفو عنه، معللاً ذلك بقوله:(لأن العفو عند المقدرة من صفات الله العزيز القدير الذي يعفو عن عباده مع امتلاكه القدرة على الانتقام بأي صورة شاء ، فتقول الآية في هذا المجال : إن تبدوا خيراً أو تخفوه أو تعفواً عن سوء فإنّ الله كان عفواً قديراً)(59) . 

مضافاً إلى ذلك فلا ينبغي للإنسان أن ينسى نفسه وأنّه دائماً في معرض الابتلاء بشتى أنواعه مادام موجوداً وغير معصوم في هذه الحياة الدنيا، فإنّ مثل ذلك يحدوا به أن يكون دائم الذكر الصحة قد لا تدوم، والنعمة قد تزول، والحرية قد تسلب، وهو بحاجة دائمة للعفو عنه لكثرة ما يقع منه من معاصي وذنوب قد تؤدي إلى حلول غضب الله تعالى وانتقامه وسخطه (فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)(60)، وقال تعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً)(61).

وقال أمير المؤمنين علي(عليه السلام): (ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشيء من العظة)(62).

وقال أيضاً (عليه السلام): (وستعقبون منى جثة ساكنة بعد حراك.... ليعظكم هدوى... فانه أوعظ للمعتبرين‏ من المنطق البليغ)(63).

وقال (عليه السلام): (فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم)(64) .

ومن جميع ما تقدم يكون الابتلاء مذكّراً للإنسان من مغبة النسيان والغفلة عن ذكر الله تعالى، والأمن من مكره، وذلك لأجل القيام بدوره كإنسان رسالي في الحياة الدنيا، يعود بالنفع على نفسه وعلى مجتمعه الذي يعشه فيه.

وبهذا القدر نكتفي من ذكر ما يدل على بيان فلسفة الابتلاء، تاركين بقية الأمور الأخرى، التي تعتبر من جملة الأسباب والعلل والموجبة والمبينة لفلسفة الابتلاء إلى دراسات أوسع من هذه الرسالة.

ــــــــــــــــــــ

(1) آل عمران/ 142.

(2) آل عمران/ 179.

(3) آل عمران/ 179.

(4) النساء/ 165.

(5) البقرة/ 204.

(6) الحراني، ابن شعبة، تحف العقول، ص245.

(7) محمد/ 31.

(8) الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج18، ص243.

(9) الأعراف/ 168.

(10) الأعراف/ 130.

(11) السجدة/ 21.

(12) الليثي الوسطي، محمد بن علي، عيون الحكم والمواعظ ، ص135.

(13) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج9، ص76.

(14) الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، ج2، ص561.

(15) ابن عربي، الفتوحات المكية، ج2، ص549.

(16) انظر: البحراني المهتدي، عبد العظيم، من أخلاق الإمام الحسين(عليه السلام)، ص180.

(17) الحسني، نذير، سياسة الأنبياء(عليهم السلام)، ص144.

(18) الفلسفي، محمد تقي، الطفل بين الوراثة والتربية، ص144.

(19) الفلسفي، محمد تقي، الطفل بين الوراثة والتربية، ص144.

(20) عبده ، محمد، شرح نهج البلاغة، ج3، ص73.

(21) المازندراني، مولى صالح، شرح أصول الكافي، ج12، ص92.

(22) عبده، محمد، شرح نهج البلاغة، ج4، ص54.

(23) المصدر السابق، ج12، ص93.

(24)  الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، ص252.

(25)  الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، ص253.

(26)  المصدر السابق، ج2، ص253.

(27) يوسف/ 59.

(28) الحسني، د. نذير، سياسة الأنبياء، ص103.

(29) البقرة/ 155.

(30) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل، ج1، ص440.

(31) الأنبياء/ 35.

(32) المائدة/ 52.

(33) آل عمران/ 173.

(34) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل، ج1، ص444.

(35) الزخرف/ 33- 35.

(36) القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، ج2، ص284؛ الحويزي، عبد علي جمعة، تفسير نور الثقلين، ج4، ص599.

(37) الصدوق، محمد بن علي، معاني الأخبار، ص382.

(38) المصدر السابق، ص382. 

(39)  الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج2، 86.

(40) الكوفي الأهوازي، الحسين بن سعيد، كتاب المؤمن، ص35. 

(41) المصدر السابق، ص60.

(42) الكوفي الأهوازي، الحسين بن سعيد، كتاب المؤمن، ص26. 

(43)  الإسكافي، محمد بن همام، كتاب التمحيص، ص56.

(44)  الأنبياء/ 84.

(45) القرطبي، محمد بن أحمد، الجامع لأحكام القرآن، ج11، ص327

(46) آل عمران/ 31.

(47) الحج/ 11.

(48) النساء/ 99.

(49)  النساء/ 149.

(50) المائدة/ 8.

(51)  ابن حنبل، مسند أحمد، ج2، ص301.

(52) النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ج8، ص21.

(53)  ابن عبد البر، أدب الجالسة، ص116.

(54)  الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، ج4، ص380 .

(55)  البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، ج2، ص80.

(56)  ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج64، ص200؛ ابن عبد البر، أدب المجالسة، ص120.

(57) الصدوق، محمد بن علي، الخصال، ص241.

(58) ابن عبد البر، أدب المجالسة، ص120.

(59) الشيرازي، ناصر مكارم، تفسير الأمثل، ج1، ص515.

(60) الأعراف/ 99.

(61) المزمل/ 16.

(62) المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج10، ص20.

(63) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج1، ص299.

(64) عبده، عبد، شرح نهج البلاغة، ج2، ص128.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1193
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 12 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28