• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع مؤذن حرم الإمام الحسين (عليه السلام) القارئ الحاج مصطفى الصراف .

لقاء مع مؤذن حرم الإمام الحسين (عليه السلام) القارئ الحاج مصطفى الصراف

س: الحاج مصطفى الصراف: هل لكم بكلمة في بداية اللّقاء؟ ونبذة مختصرة عن حياتكم الكريمة؟

ـ بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال: حبّ نبيّكم، وحبّ أهل بيته، وقراءة القرآن» وقال أيضاً: «إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلّموا مأدبته ما استطعتم»، وقال الإمام علي عليه السلام: «حقّ الولد على الوالد، أن يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلّمه القرآن»، وقال الإمام الصادق عليه السلام «من قرأ القرآن وهو شابّ مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه»، وقال: «القرآن عهد الله إلى خلقه، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية».

إني من مواليد سنة (1370هـ - 1950م)، في مدينة كربلاء المقدسة.

حظيت بتوفيق من الباري تعالى في دراسة القرآن الكريم بإشراف أساتذة متخصصّين في الدراسات القرآنية وعلم التجويد والقواعد.

وفي سنة (1390هـ - 1970م) باشرت بتدريس القرآن الكريم وأصول تجويده، وذلك في العديد من المجالس والمحافل الدينية.

اشتُهرت بـ (المؤذن) في مدينة كربلاء المقدسة بعد وفاة مؤذنها المرحوم الحاج جواد المؤذن سنة 1974م/ 1384هـ).

عندما هاجرت من العراق إلى إيران، قمت في سنة (1401هـ 1981م) بتأسيس محافل لتدريس القرآن الكريم. وفي سنة (1404هـ - 1984م) قمت بتنظيم أول مسابقة سنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم، واستمرت 20 عاماً حتى 15 شعبان من عام 1424هـ، وأقيمت المسابقة في مدينة كربلاء المقدسة في العام 1423/1424هـ.

إثر جهود حثيثة انتهيت من تأليف كتاب استخلصت مضمون فصوله من بعض المصادر، واستخرجت الآيات القرآنية المرتبطة بفنّ وعلم التجويد، كما استخرجت الأحاديث التي فيها حثٌّ على الاهتمام في التعليم والتعلم واستحباب قراءة القرآن في كل وقت وحين.

قمت بإدارة (هيئة القرآن الحكيم والأمور الخيرية) في كربلاء المقدسة والتي ترعى عشرات العوائل الفقيرة والأيتام والمهجرين والى الآن مازلتُ مستمرّاً فيها ولله الحمد.

س: كيف كانت بدايتكم في تعلم القرآن؟

ـ تعلّمت القرآن الكريم في كربلاء المقدسة في سنة 1965م على يد أساتذة متخصّصين في علم التجويد، منهم: الحاج محمد حسين الكاتب (رحمه الله) المتوفّى قبل ثلاثين عاماً، والمقرئ الحاج حمود مهدي صالح النجار الحِمْيَري مدرساً ومعلماً للقرآن، وكذلك الحاج حميد البرام الذي يدّرس في مسجد أبي الفضل العباس عليه السلام، والمدّرس البارع السيد حسن السيف الذي كان يدّرس في الحسينية الكربلائية (الطهرانية) بكربلاء المقدسة.

س: هل قمتم بافتتاح دورات في تعليم القرآن الكريم؟ ومتى كان ذلك؟

ـ في سنة 1970م حصلت على إجازة بفتح دورات قرآنية بكربلاء المقدّسة؛ حيث تمّ افتتاح دورة هيئة القرآن الحكيم، وهيئة الصاغة بمسجد العطارين بسوق الإمام الحسين عليه السلام، وفي شارع العباس هيئة شباب المصطفى، وكان هناك تشجيع من قبل الشيخ عبدالزهراء الكعبي الكربلائي والشيخ هادي الكربلائي والسيد كاظم القزويني، للبدء بدراسة القرآن والتعليم وتدريس القرآن الكريم للصغار والكبار.

واستمرّ هذا العمل حتى عام 1980م حين بدأت الاعتقالات من قبل النظام العراقي في ذلك الوقت، واعتُقل وأُعدم الكثير من الإخوة والأصدقاء، عندها هاجرنا إلى إيران.

س: كيف بدأتم مسيرتكم القرآنية خارج العراق؟ ومتى كان ذلك؟

قامت هيئة القرآن الحكيم في عام 1982م بافتتاح دورات في طهران وقم المقدّسة، حينها بدأت بتدريس الشباب وخاصّة في العطل الصيفية، وكذلك قمت بتدريس الأطفال الصغار القراءة والتجويد والعقائد الإسلامية، وقد كان المرجع الراحل الإمام السيد محمد الشيرازي (قدّس سرّه) يحثّنا على الاهتمام بالأطفال، آملاً منّا أن نسعى لملء بيته منهم وتعليمهم القرآن الكريم.

وبدأنا بالتدريس وتعليم القراءة وأحكام التلاوة، وقمنا بفتح دورة صيفية للأطفال وقد نجحت خلال سبع سنوات في الصيف، وللكبار ليلاً في الصحن الحسيني الشريف، وفي مقبرة ابن فهد الحلي، وقد تخرج عدد كثير منهم وأصبحوا مؤهلين للتدريس والتعليم.

س: هل أقمتم هناك مسابقات للقرآن الكريم؟ ومتى كانت؟

ـ أقمنا أوّل مسابقة قرآنية عراقية عام 1984م خارج العراق، وكانت في قم المقدسة وطهران واستمرّت هذه المسابقات حتى سقوط النظام العراقي، بعدها تلقّينا توجيهاً من السيد صادق الشيرازي بالتوجّه إلى كربلاء، وهناك بدأنا بإعادة المسابقات وكان ذلك في عام 1423هـ في مسجد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام بكربلاء، واستمرّت في حدود سنتين، بعدها تزايدت اللّجان التي تقيم المسابقات، مثل: مسابقة شهيد المحراب، ومسابقة مجلس الوزراء، ومسابقة المرجع السيد حسين الصدر بالكاظمية.

 

س: هل توجد لديكم مناهج خاصّة بتدريس القرآن تعتمدون عليها؟ أم أن الأمر منوط بالمدرّس وخبراته؟

ـ بالتأكيد يوجد لدينا كتب لأحكام التلاوة، لكن مع ذلك ينبغي على الطالب أن يتعلّم مباشرة من المدرّس الذي يبيّن له بعض المصطلحات والأحكام أثناء القراءة، ليتمكّن من إتقان جميع الأحكام.

س: لأهمية الدور النسائي والاهتمام بهنّ ، هل لديكم أقسام أو دورات خاصّة بالنساء؟

ـ هناك مدرسة القرآن الحكيم التي أسّسها سماحة آية الله المرحوم السيد مهدي الشيرازي (قدس سره)، وقد استمرّ في الاهتمام بها سماحة آية الله السيد محمد الشيرازي (قدّس سرّه) ، وبها أقسام لتعليم النساء.

س: هل لديكم مشاركات قمتم بها خارج البلد؟

ـ نعم، شاركنا في مسابقة دولية أقيمت في إيران عام 1985 ، ومسابقة في ماليزيا شارك فيها بعض القرّاء من شباب كربلاء المقدّسة من أمثال الحاج أسامة؛ حيث حصل على المركز الأول.

س: من أجل صقل موهبتهم، هل يشارك القراء في ندوات أو مناسبات داخلية؟

ـ بالتأكيد، نشارك في ندوات ومناسبات نقدّم فيها آيات تتناسب مع المناسبة أو الندوة، ونقوم بإرسال بعض التلاميذ إلى الندوات للمشاركة في القراءة، بعد توجيههم لاختيار السورة المناسبة لموضوع الندوة.

س: إضافة إلى دروس التجويد، هل هناك اهتمام في مجال تحفيظ القرآن الكريم؟

ـ خلال السنة الحالية، تمّ افتتاح دار القرآن في الروضة الحسينية، وهذه الدار مختصّة بتحفيظ القرآن الكريم، وقد أصبح لدينا الآن الكثير من صغار السن يحفظون نصف القرآن وربع القرآن وأجزاءً من القرآن، وهم يشاركون في المسابقات، كمسابقة الوقف الشيعي.

س: ألا تتطلب المشاركة في المسابقات الإلمام بالمقامات القرآنية؟

ـ لا يتطلّب الأمر الإلمام بالمقامات، إنما التركيز هو على إجادة التلاوة والاسترسال.

س: هل توجد لدى اللجنة نشاطات في مجال الخدمات الإنسانية؟ وما هي طبيعتها؟

ـ تقوم هيئة القرآن الحكيم برعاية بعض العوائل والأيتام وتقدّم لهم مساعدات مادية وعينية، وخصوصاً في شهر رمضان؛ حيث تكون المساعدات بشكل يومي.

ونقوم أيضاً بتشجيع بعض المتميّزين في القراءة بإعطائهم جوائز تشجيعية.

س: هل هناك معوّقات تواجهها هيئة القرآن الحكيم؟

ـ طبيعة الناس تميل إلى دعم ومساندة البرامج القرآنية في الأعم الأغلب ، والمشاكل قليلة جدّاً، ونحن مستمرون في برامجنا القرآنية، ولا نلتفت إلى المشاكل القليلة والصغيرة.

س: كيف كانت بدايتكم مع الأذان في حرم الإمام الحسين عليه السلام؟

ـ في حدود عام 1972م بدأنا بالأذان في الحرم العباسي الشريف، حيث كان المؤذن في ذلك الوقت السيد أمين، الذي كان يمتاز بصوته الجميل في المناجاة وقراءة بعض السور، وعندما كان يصاب بأي ظرف يوكل إلينا مهمّة الأذان بدلاً عنه، وكان هذا حتى عام 1974م، وعندما توفّي مؤذن حرم الإمام الحسين عليه السلام الحاج جواد المؤذن، تمّ اختياري كمؤذن في الحرم الشريف، وقد وفّقت في أن أكون مؤذّناً لحرم الإمام الحسين عليه السلام صباحاً وظهراً ومساءً، بالإضافة إلى قراءة بعض الأدعية والمناجاة في شهر رمضان.

س: هل هناك من يقوم مقامك في الأذان في حال غيابك؟

ـ لقد درّبت بعض الأصدقاء على الأذان، وقد أعدمهم نظام صدام، وهم: عيسى علوش، وكفاح الفحام، ومهدي العطار، رحمهم الله تعالى. وحالياً هناك من يقوم مقامي في الأذان في حال غيابي، وهو علي النجار، وكذلك إبني.

س: هل صادفتكم مواقف مع النظام العراقي آنذاك؟

ـ المواقف كثيرة؛ ففي إحدى السنوات وقع اختلاف في يوم العيد، وقد كنت في تلك الليلة أقرأ دعاء السحر، وإذا برجال من الأمن قد أنزلوني من المئذنة، وأمروني أن أعلن للناس أن يوم الغد هو يوم العيد، وانصرفوا فعاودت دعاء السحر وبعد مدّة رأيت سماحة السيد محمد رضا والد سماحة السيد جواد الشهرستاني يهمّ بالدخول إلى حضرة الإمام الحسين عليه السلام، فسـألته عن يوم العيد، فقال لي: إنّ غداً هو اليوم الثامن والعشرون ولا يمكن أن يكون عيداً، فعدت إلى القراءة وعاد رجال الأمن مرّة أخرى وأخذوني إلى شخص ليقنعني بيوم العيد، فعندما قابلته قلت له: إن ثبت لديك العيد فأعلن أنت بنفسك للناس، وجاء للحرم وأعلن العيد، وأصبح هناك لغط كثير في ذلك اليوم، وبعدها بفترة اعتُقلتُ وتعرّضت إلى أنواع التعذيب التي لا زالت آثارها موجودة حتى هذا اليوم.

س: هل لديكم مؤلفات في المجال القرآني؟

ـ نعم، يوجد لدينا كتاب بعنوان (الجديد في علم التجويد) وكانت الطبعة الأولى له في عام 1414هـ وقد طبع الطبعة الثامنة في عام 2010م، وقد جاءت فكرة تأليفه بتشجيع من المرجع السيد الشيرازي الراحل عندما كنت في مدينة قم المقدسة؛ حيث طلب منيّ تأليف كتاب في أحكام التلاوة.

كما أن لدينا كتاب مصوّر باسم (منهاج القرآن في نشاطات هيئة القرآن الحكيم) وهو الآن في طريقه إلى الطبع.

 

 

لاستماع وتنـزيل تلاوات الاستاذ الحاج مصطفى الصراف انقر على الرابط ادناه

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1187
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29