• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع القارئ الأستاذ حيدر الكعبي .

لقاء مع القارئ الأستاذ حيدر الكعبي

 أجرى قسم الثقافة والإعلام في دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم لقاءً مع القارئ الأستاذ حيدر الكعبي، فكان هذا اللقاء

 س 1: متى بدأتم نشاطكم القرآني؟ وكيف كانت مسيرتكم القرآنية؟

ج 1 : بما أنّني نشأت في بيت قرآني حيث كان والدي معلّماً للقرآن الكريم في كربلاء والذي انتقل منها إلى الكاظمية وكان مولدي فيها (عام 1972م)؛ فكنت ومنذ الطفولة أعيش في أجواء قرآنية، فتعلّمتُ من سماحة الوالد الكريم أحكام التجويد وأحكام القراءة، وأمّا في مجال المقامات تعلّمت من أساتذة مختلفين وكان تعلّمي بشكل متفرّق، ولم أدخل دورة في مجال الصوت والتنغيم القرآني؛ فكل ما عندي هو تجربتي الخاصّة ولكن في عام (1430هـ.ق) حضرت دورة في مجال فنّ التلاوة بشكل تخصّصي واكتسبت معلومات قابلة للاهتمام من الأستاذ القدير الحاج أحمد أبو القاسمي (جزاه الله خير الجزاء) واستفدت منه كثيراً.

س 2 : لماذا نقرأ القرآن بطريقة غير طريقة الترتيل مع أن القرآن أمرنا بها؟

ج 2 : كما لو راجعنا التفاسير حول تفسير الآية الشريفة {وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} والأحاديث الواردة عن المعصومين في تفسير هذه الآية نرى أنّ المقصود من الترتيل ليس طريقة القراءة بلحاظ الصوت والنغم ولكن هو معنى عامّ وواسع كما في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بشأن قراءة القرآن الكريم: «بيّنه بياناً ولا تهذّه هذّ الشعر»( مجمع البيان، ج 10، ص 387)  ولكن توجد أحاديث أخرى عن المعصومين (عليهم السلام) تحثّ على قراءة القرآن الكريم بصوت حسن وألحان جميلة و ترجيع جيّد بعيد عن ألحان أهل الفسوق والفجور. ولا يوجد تحديد في السرعة أو البطء وغيرها من العناصر الفنيّة في باب التلاوة.

س3 : لقد أوصانا الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بقراءة القرآن بحزن، فلماذا نقرأه في مقامات مختلفة مع أن بعضها يتّصف بالفرح؟! فما تقولون في هذا الأمر؟

ج 3 : حسب تصوري: إنّ المقصود من الحزن في الحديث الشريف ليس القراءة بمقامات حزينة فقط وإنما المقصود منه حالة الحزن والروحانية التي تغلب على روح القارئ من خلال الخشوع والتدبّر في الآيات الشريفة والخوف من الله عزّ وجلّ، ونرى هذا المفهوم واضحاً في مضامين الأحاديث الشريفة الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) في بيان معنى الترتيل؛ كما جاء في جواب السؤال السابق، فالقراءة بخشوع يغلب عليها الحزن وحتى المقامات التي فيها روح الفرح والبهجة كالسيكاه تكون ذات طابع حزين، وهذا ما نراه في تلاوة الشيخ محمد صدّيق المنشاوي عندما يصفه الشيخ الراغب مصطفى غلوش بقوله: «إنّ الشيخ المنشاوي يخاف الله و يقرأ القرآن» أي بمعنى: حالة الخشوع التي تعتري الشيخ المنشاوي في حال القراءة. ولهذا السبب فإنّ السيكاه الذي يُسمع من الشيخ المنشاوي ليس فيه روح الفرح والبهجة.

س4 : لماذا نرى التنوّع والتعدّد في المقامات عند تلاوة القرّاء؟

ج 4 : للإجابة على هذا السؤال يمكن أن نشير إلى أمرين:

1ـ التلاوة بصوت واحد ومقام واحد تكون مملّة للسامع؛ فتنوع المقامات في التلاوة يعطي حيويةً ونشاطاً للسامع ( يستثنى من ذلك السامع المتدبّر فإنّه يستمع للمفاهيم أولاً، وأما استماعه للقارئ فيكون بالدرجة الثانية).

2ـ إنّ التلاوة بصوت واحد وفي مقام واحد ربّما تكون متعبة لحنجرة القارئ، فالإنتقال إلى مقام آخر يريح القارئ؛ كالشخص الذي يقف مدّة طويلة قد تتعب معها رجلاه فيغيّر الإتّكاء من رجل إلى أخرى.

 س 5 : هل من الممكن التوضيح ولو باختصار لبعض المصطلحات الموجودة في مجال الصوت والتنغيم القرآني (اللّحن).

ج 5 : نعم؛ سأجيب ولربما تكون بعض التعاريف نابعة من فهمي للموضوع وقد لا أعتمد على التعاريف الموسيقية:

1ـ الارتكاز الصوتي (التون): هو كلّ صوت يخرج من الحنجرة بشكل ثابت و بدون ارتفاع وانخفاض.

2ـ الفاصلة الصوتية: هي مقدار الارتفاع بالصوت بين ارتكازين.

3ـ الطبقة الصوتية: هي الوحدة الصوتية للفواصل (أي: مقدار الارتفاع بالصوت بين ارتكازين)، و توجد فواصل صوتية بمقدار ثلاثة أرباع الطبقة وكذلك نصف الطبقة.

4ـ المقام: هو عبارة عن مجموعة ارتكازات تتخلّلها مجموعة فواصل بنظام خاصّ (نظام الفواصل الصوتية).

س 6 : بماذا تنصحون القرّاء ممّن يريد منهم الدخول في مجال الصوت والتنغيم القرآني؟

ج 6: أهمّ نقطة أحبّ أن أشير إليها وليست بمعنى النصيحة و إنما هو انتقال تجربتي للآخرين هي:

أرجو من جميع القرّاء أن يتقنوا التجويد بشكل جيّد (أي: أن يكون ملكة في الذهن) ثمّ يخوضوا في مجال الصوت والتنغيم القرآني وذلك بسبب وسعة هذا المجال وصعوبة التركيز في المجالين (التجويد والصوت والتنغيم القرآني) وهذا ما أتعبني جدّاً لأنّي تعلّمت المقامات قبل إتقان التجويد، ولا أحبّ ذلك للآخرين.

س 7: كما هو متعارف في الجمهورية الإسلامية إنّ القرّاء والحفّاظ يشاركون في المسابقات القرآنية. هل شاركت في مسابقات قرآنية وهل حصلت على رتب ممتازة؟

ج 7: نعم شاركت منذ صغري في مسابقات مختلفة وحصلت على رتب مختلفة وأشير هنا إلى بعضٍ منها:

1ـ المسابقة السنوية في حسينية النجف الأشرف في مدينة قم المقدّسة (الحلقة القرآنية التي تعلّمت فيها والتي أسّسها الوالد الكريم) حصلت فيها على المرتبة الأولى أربع مرّات في سنين مختلفة 3 مرات في التلاوة ومرة واحدة في الحفظ.

2ـ المسابقة السنوية لمجمع القرّاء والحفّاظ في مدينة قم (المرتبة الثانية).

3ـ المسابقة السنوية لتعبئة المجلس الأعلى العراقي في مدينة قم (المرتبة الأولى).

4ـ المسابقة السنوية العامّة للعمال على مستوى الجمهورية الإسلامية (المرتبة السابعة).

5ـ وفي مجال التواشيح مع فرقة الغدير على مستوى الجمهورية الإسلامية (المرتبة الأولى).

س 8: بالنسبة إلى فرقة الغدير التي أشرت إليها، هل من الممكن أن تعطينا نبذة عنها و متى تأسّست ومتى التحقت بها؟

ج 8: فرقة الغدير من الفرق الأولى التي تأسّست في الجمهورية الإسلامية، وكان أوّل أداء لها في عيد الغدير عام 1410هـ..ق وتيمّناً بهذا العيد المبارك سميّت بفرقة الغدير. وكان عدد أعضائها في البداية 9 أشخاص ولكن بعد بضعة أسابيع تقلّص العدد إلى 5 أعضاء ثابتين ولحدّ الآن. بدأت فرقة الغدير في عملها بوضع أشعار شيعية قديمة على أنغام تواشيح من فرق سوريّة، وبعد فترة وجيزة استقلّت الفرقة بالنغم، فبدَأتْ بتلحين القصائد الشعرية القيّمة والقديمة للشعراء الشيعة وخصوصاً بتوصية سماحة السيد القائد لفرق التواشيح على ضرورة إحياء التراث الأدبي الشيعي، والذي تشرّفت الفرقة في لقائه مرتين وقد أنشدت بحضوره واستفادت من إرشاداته ونصائحه كثيراً في هذا المجال.

استمرّت الفرقة في عملها في إحياء مناسبات أهل البيت (عليهم السلام) وإحياء ليالي شهر رمضان المبارك بإنشاد الموشحات وتلاوة القرآن الكريم بشكل جماعي. وتلقت دعوات من المحافظات في الجمهورية الإسلامية وكذلك دعوات من خارج البلاد، فسافرت الفرقة إلى بلدان عديدة (السودان، سوريا، لبنان، باكستان، الحجاز للحج، بريطانيا، قطر، الكويت، العراق) وفي مسابقات التواشيح حازت الفرقة على المركز الأول على مستوى الجمهورية الإسلامية الإيرانية. ومن أهمّ مميّزات هذه الفرقة بالنسبة إلى باقي الفرق في الجمهورية الإسلامية هو أنّها تهتمّ كثيراً بالمناسبات وتقديم الموشّحات الجديدة للمناسبة؛ ولهذا السبب واجهت إقبال كبير من قبل القنوات والفضائيات الإسلامية، فتم تسجيل وعرض موشّحات الفرقة في كثير من الفضائيات والإذاعات مثل: (القنوات والإذاعات الداخلية في الجمهورية الإسلامية (أكثر من 10 قنوات وراديو) المنار، الفرات، الكوثر، تمدن، الأنوار، المعارف، الغدير الأولى والثانية السورية، سلام «فارسية»، السلام، آل البيت، كربلاء، وغيرها). كما في أي عمل جماعي ناجح تمّ تقسيم المسؤوليات في الفرقة؛ فوضيفتي كعضو في الفرقة هي التلحين أي إني استلم المقاطع الشعرية قبل المناسبة فألحنها وأقدمها للفرقة فيتم نقد اللحن من قبل باقي الأعضاء وفي النهاية يتم الاتفاق على اللحن النهائي والتدريب عليه ويكون جاهزاً لتقديمه في المجالس والمحافل. أما بالنسبة للتسجيل الصوتي للفرقة فكثيراً ما يكون في أستوديو الغدير (وهو تابع لأحد أعضاء الفرقة ألا وهو الحاج إسماعيل الحكاك)، وللحصول على بعض التسجيلات المرئية للفرقة فهي متوفرة في مؤسسة الغدير القرآنية في قم المقدسة. وفي النهاية أقدم أسماء باقي أعضاء الفرقة مع ذكر بعض التوضيح:

1ـ الحاج محمد علي (الخيّاط) مدير الفرقة وأستاذ في التجويد والصوت والتنغيم القرآني، حكم وقارئ دولي للقرآن الكريم والأدعية والابتهالات.

2ـ الحاج إسماعيل الحكاك: شاعر الفرقة وطالب علم في الحوزة العلمية وخبير في إنتاج البرامج الإذاعية وقارئ للأدعية.

3ـ الحاج علي عبد الوهاب الكعبي: مدير أعمال الفرقة وأستاذ في التجويد وقارئ للقرآن الكريم والأدعية والابتهالات.

4ـ الحاج علي عباس الكعبي: مدقق للأشعار والإرشيف الشعري، ومرتّل للقرآن الكريم، وقارئ للأدعية والمناجاة.

س 9: هل من الممكن ان تذكر لنا شيئاً عن نشاطكم القرآني إضافةً على نشاطك في الدار وفرقة الغدير؟

ج 9: نعم، لديّ مركز تسجيلات قرآنية باسم (مؤسسة الغدير القرآنية) وكان تأسيس هذه المؤسسة على يد سماحة الوالد الكريم بهدف جمع وإنتاج و نشر الأقراص والأشرطة والكتب القرآنية بشكل تخصصي وذلك للارتقاء بالمستوى القرآني للمجتمع، وإلى جانب ذلك توجد أقراص في المجال الحسيني والمحاضرات لأشهر الخطباء والرواديد والمسلسلات والأفلام الدينية ويبلغ عدد أرشيف المكتبة الصوتية والمرئية لأكثر من 1400 شريط و 1700 قرص في جميع المجالات المذكورة سابقاً.

وكذلك أتلقّى دعوات لتلاوة القرآن الكريم على مستوى المحافظة (أهمّها تلاوة القرآن في حرم السيدة المعصومة سلام الله عليها) وكذلك دعوات للتحكيم في المسابقات القرآنية، واستدعى كذلك للتدريس في الصوت والتنغيم والتجويد في الدورات القرآنية القصيرة الأمد وأكثرها من خارج البلاد وكذلك أخدم في مجالس اهل البيت (عليهم السلام) بقراءة القصائد الحسينية (رادود حسيني).

وفي عام 2008 م سافرت مع العائلة (وهي كذلك معلّمة للقرآن) إلى دولة ساحل العاج بدعوة من جمعية الغدير للبنانيين المقيمين هناك ولمدة 3 أشهر، فتمّ تشكيل وإقامة  دورات عديدة في التجويد والصوت واللّحن وجلسات تصحيح القراءة للإخوة والأخوات بجميع المستويات وكذلك دورات لأبناء البلد (العاجيين) وفي مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) الدينية التابعة لجامعة المصطفى العالمية، وكذلك في سفارة الجمهورية الإسلامية، وكانت لديّ مشاركات بدعوة من إحدى الإذاعات الأهلية، ومن بعض المساجد لتلاوة القرآن الكريم، وبحمد الله كانت دورات منتجة وقد تخرّج منها قرّاء وقارئات بمستوى جيد وكما أشار المشرف العام للجمعية الشيخ عبدالمنعم القبيسي بأن في مدة عمر الجالية اللبنانية (ما يقارب 100 عام) في ذلك البلد لم يتم تشكيل دورات قرآنية بهذا المستوى، والحمد لله على جميع نِعَمِه التي أعجز دائماً عن شكرها.

س 10: كما يظهر من كلامك أن والدكم كان له دور مهم في تكوين شخصيتك القرآنية، هل يمكن أن تذكر شيئاً عن والدك؟

ج 10: نعم؛ بل هو من فضل الله و فضل نبيه وأولياءه عليّ صرتُ ولداً له؛ لأن كل ما لديّ فهو منه ومن متابعته وتشجيعه منذ الطفولة وإلى الآن، أتذكر أني عندما كنت طالباً في المدرسة كانت درجتي في درس القرآن الكريم أهمّ درجة بالنسبة إليه فكان دائماً يحرص على أن تكون ممتازة.

نعم، هو الحاج عباس ابن الحاج عبدالجميد أبو الكاشي (الكعبي)، ولد في عام 1932م في مدينة كربلاء المقدّسة و بدأ في تعلّم القرآن الكريم في عام 1366 هـ.ق بحضوره درس الأستاذ المرحوم محمد حسين الكاتب في الصّحن المقدّس لحرم حضرة أبي الفضل العباس (عليه السلام) وكذلك حضر حلقة درس أساتذة آخرين أمثال: الملاّ محمد علي النعلچي والأستاذ عبدالحميد البرّام في كربلاء، وفي بغداد: الأستاذين الشهيرين الحاج محمود عبدالوهاب والحافظ خليل إسماعيل، أما في الكاظمية فعند الأستاذ الحاج حسون يوسف الهندي الخياط في صحن حرم الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) إلى أن حصل على إجازة التدريس في علم التجويد وكذلك حصل على إجازة التفسير الظاهري (البياني) من آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي وآية الله العظمى السيد محسن الحكيم (رحمهما الله).

 فبدأ بتدريس القرآن الكريم في كربلاء المقدسة والكاظمية إلى أن انتقل إلى إيران في عام 1980م وفي مدينة قم المقدسة استمرّ في نشاطه القرآني وشكّل حلقات قرآنية عديدة وأهمّها حلقة القرآن الكريم لحسينية النجف الاشرف  وكانت حلقة منتجة قد أنتجت الكثير من القرّاء؛ من جملتهم: الأستاذ محمد علي الدهدشتي (الخياط) مع باقي أعضاء فرقة الغدير، الأستاذ فلاح كسمائي، الحافظ الأستاذ الحاج أحمد الدباغ، وبعد مدّة قصيرة أصبحت حلقة رسمية على مستوى مدينة قم المقدسة واستلم أدارتها الأستاذ محمد علي الدهدشتي (أبوحيدر الخيّاط) وإلى الآن هي من أفضل الحلقات الموجودة في مدينة قم المقدّسة، وقبل سنوات قليلة تمّ تعينها من قبل دائرة الشؤون الثقافية في محافظة قم المقدّسة بعنوان الحلقة الممتازة في قم المقدسة.

وفي الختام أشكر دار السيدة رقية (عليها السلام) لإتاحتها لي هذه الفرصة، وشكر خاص لاهتمامهم بالثقافة القرآنية ونشرها في المجتمع وجزاهم الله خير الجزاء.

والحمد لله رب العالمين

 

لاستماع وتنـزيل تلاوات الاستاذ حيدر الكعبي انقر على الرابط ادناه


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1177
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24