أجرى قسم الثقافة والإعلام في دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم لقاءً مع القارئ الأستاذ السيد نزار الهاشمي، فكان هذا اللقاء:

س/ ما هي الهوية الشخصية لسماحتکم ؟

- بکل سرور أنا نزار السيد محمّد الهاشمي من مواليد سنة 1973 م من منطقة( أروند کنار) من توابع (آبادان) في محافظة (خوزستان) في الجمهورية الإسلامية الإيرانية .

س/کيف کانت بداية مشوارکم القرآني؟

- أوّل ما بدأت في قراءة القرآن المجيد کنت في السادسة من عمري وذلک قبل الحرب العراقية الإيرانية المفروضة، والسبب في اندفاعي واشتياقي لقرآءة القرآن: أوّلاً-کان والدي يقرأ القرآن وأنا أستمع منه؛ لأنّ والدي هو من خدام الحسين(عليه السلام)، وثانياً -کنت أستمع إلى قراءة القرآن التي كانت تُبَثّ من مکبرات الصوت في فواتح المؤمنين والأغلب کانت بصوت الشيخ البدوي والشيخ عبد الباسط، فکنت اشتاق إلی هذه الأصوات الذهبية التي تستعمل في تلاوة کلام الله المجيد فأقول في نفسي: ما هذه الأصوات الجميلة وکيف يقرؤون القرآن بهذه الطريقة الجميلة! فانجذبت أکثر فأکثر إلی قراءة القرآن،  وکان أخي الکبير يذهب إلی مکتب تعليم القرآن الکريم والذي يديره خالي وهو بنفسه يدرس القرآن، فصار تصميمي أن آخذ الرخصة من والدي لکي ألتحق مع أخي في المکتب، فقلت لأبي: أُريد أن أذهب إلی المکتب، فقال لي والدي: ولدي أنت الآن لا تقرأ ولا تکتب فاصبر بعد أن تتعلم القراءة والکتابة  نسجلک في المکتب. فبقيت حزيناً مهموماً؛ لأن الرخصة لم تحصل لي إلی أن وقعت الحرب بين إيران والعراق وهاجرنا من منطقتنا إلی المناطق الشمالية من إيران وجئنا إلی مدينة قُم المقدَّسة وسکنّا فيها في أيام الحرب فبدأت أقرأ القرآن في المدرسة، وکان المعلمون يشوّقوني ويرغِّبوني في قراءة القرآن، فهذه کانت هي بدايتي لقراءة القرآن الکريم .

س/ متی بدأتم بمزاولة التدريس في المجال القرآني؟

- بدأت في تدريس علم التجويد عندما دخلت في الحوزة العلمية في مدينة آبادان من توابع محافظة خوزستان في سنة 1375 شمسية 1995م ،وذلک بعدما استفدت من الأساتذة خلال الخدمة العسکرية في محافظة شيراز فکنت أذهب لتعلّم التجويد، وأمّا الآن فإني مشغول بتدريس التجويد والمقامات في مدرسة الامام الخميني (رض ) للطلبة الأجانب ودار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم.

س/ هل سبق أن حصلتم علی إجازة في قراءة القرآن الكريم؟

- للأسف الشديد وبما أنّ الظروف لم تکن مهيّأة لي خصوصاً عندما کنت في خوزستان وفي منطقتنا -التي تُعّد من القری الفقيرة في مختلف المجالات- ما استطعت أن أحصل علی إجازة ولکن هنا في مدينة قُم المقدَّسة اُتيحت لي الفرصة ومن ضمن الدورة التجويدية والمشتملة علی المقامات وعلی يد الأساتذة المشهورين خاصة اُستاذي وأخي العزيز الحاج أحمد أبو القاسمي والاُستاذ السيد محسن الموسوي مؤلف کتاب (حلية القرآن) في مجال التجويد والاُستاذ شهيدي ،  فعن قريب أحصل علی هذه الإجازة إن شاء الله تعالی.

س/ هل شاركتم في  مسابقات قرآنية ؟ وما هي ؟

- نعم. هناک مسابقات قرآنية عديدة التي تقيمها إدارة التعليم والتربية في أيام دراستي في مدينة خوزستان وقد شارکت فيها –وکانت رتبتي فيها هي الأُولی - ،و شارکت کذلک في مسابقات الأوقاف في خوزستان وحزت فيها الرتبة الثانية ،وفي مسابقات الأوقاف في مدينة قُم المقدَّسة وحصلت فيها علی رتبة (جيِّد)، وفي مسابقة خاصة بالعمال للتأمين، و حزت فيها الرتبة الثانية، والحمد لله النتائج کانت جيدة .

س/ برأيکم، هل يمکن الاعتماد علی الأجهزة الحديثة في تعلم فنّ تجويد ؟ أم لابدّ من وجود معلم ؟

-نعم وجود الأستاذ في تعلم التجويد شيءٌ أساسي؛ لأن القاعدة لوحدها والتي يحصل عليها الطالب في الکتب التجويدية المختلفة ومن خلال الأجهزة الحديثة لا تکفي بأن يتعلم الطالب بشکل جيد؛ لأنه لا يستطيع التطبيق لوحده – حينئذٍ - إلاّ مع وجود الاُستاذ فإنه سيطبّق القواعد بصورة عملية، وتتضح له سائر القواعد مع حسن التطبيق من قبل المدرس ويُصحَّح خطأه بواسطة الاُستاذ، وهناک أمور كثيرة يحتاج فيها الطلاب للمدرس والتي لو قالها له فإنه يطبقها وهکذا، لکن إذا لم يوضحها  له قد لا يستطيع الطالب درکها، فعلی سبيل المثال الغُنَّة يجريها الاُستاذ في تلاوته ويقول له في هذا الموضع:  نجري قاعدة الغنة،  لکن ينبغي للمدرس إيضاح الغنة للطالب بواسطة وضع أصابعه علی أنفه ويقطع صوت الغنة ويرفع أصابعه مرةً ثانية فبهذه الطريقة يستطيع الطالب فهمها .

س/ علی يد مَنْ تعلَّمتم فن التجويد ؟

-  أساتذتي في التجويد هم: الأستاذ ذاکري في شيراز، والأستاذ ماهاني، والاُستاذ مهبودي. وفي مدينة  (قُم) الاُستاذ رنجبر، والاستاذ أبو حيدر الدهدشتي، والاُستاذ ترکمن .وفي مجال الصوت و اللحن: الأستاذ الحاج أحمد أبو القاسمى، والأستاذ السيد محمد رضا المحمدي .

س/ هل لديکم مؤلفات في التجويد؟

- لا لم يکن لدي تأليف في مجال التجويد.

س / هل لديكم مشاركات قرآنية خارج الجمهورية الاسلامية الايرانية؟

ج / نعم شاركت في دولة الامارات العربية المتحدة لمدة سنتين في مجال التدريس وقراءة القرآن الكريم في عدة اُمسيات قرآنية وغير ذلك.

س/ من تفضّل من القراء للاستماع إليه؟

- أنا أبحث عن القراء الذين في قراءاتهم نوع من الخشوع والترکيز علی معنی الآيات والتفکرفيها،  أعني الذين يقرؤون القرآن وهم يفکرون ويتأملون في معنی الآيات ثم يستخدمون أصواتهم بعد التفکر والتأمل في آيات الله. والذين قرؤوا القرآن - علماً وعملاً-  أمثال القارئ الشيخ محمد رفعت و الشيخ عبد الفتاح الشعشاعي فهم في القمة وينبغي لکل قارئ أن يستفيد من قراءة هؤلاء المقرئين، وأمّا أصل التلاوة للقرآن الکريم هو الصوت الذي هو أساس التلاوة والقارئ ذو الصوت الجميل والمحبب إلي هو الشيخ محمد حکيم عمران؛ لأن في صوته خصوصيات وصفات مميزة وغريبة لا أجدها عند کل القراء فأنا أستفيد من نفحاته في تلاوتي کثيراً فأجد قراءتي تتقدَّم يوماً بعد يوم .

س/ ما هو رأيکم في دار السيدة رقية (عليها السلام)؟

- أری في هذه الدار فعاليات ممتازة وطيبة في مجال القرآن الکريم من تجويد وألحان وحفظ وقراءة؛ وذلک بفضل الله و برکات النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته عليهم السلام والمؤمنين المخلصين العاملين في هذه الدار ،وعلی رأسهم فضيلة الشيخ عبدالجليل المكراني - أيده الله - ؛ لأن کل هؤلاء يعملون لله ونواياهم نوايا خالصة وما کان لله ينمو، وفَّقهم الله جميعاً لخدمة القرآن و نشر تعاليمه وأحکامه ببرکة النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطيبين الطاهرين (عليهم السلام)

س/هل لکم بکلمة أخيرة؟

-: کلمتي الأخيرة لنفسي ولکل القراء الإلتزام بأحکام القرآن وقراءته بتدبر وأن يجهدوا لتدريسه مهما صعبت عليهم الظروف خاصة في الأماکن التي لا توجد فيها صفوف لتدريس القرآن وأن يقرؤوا القرآن في المحافل والمجالس والمناسبات بشکل جيد وبصوت رائع لکي يتمکنوامن جذب الأشخاص الذين لا يقرؤون القرآن إلی هذه المائدة الإلهية وإلی هذا الطريق المستقيم الذي لا عوج فيه .

لاستماع وتنـزيل تلاوات الاستاذ السيد نزار الهاشمي انقر على الرابط ادناه

قراءات ترتيل

تجويد (تحقيق)