• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : القرآن الكريم سعادة الروح .

القرآن الكريم سعادة الروح

فاطمة أحمد آل شهاب

لا أحد ينكر فضل الحضارة المادية  الحديثة في تسهيل حياة الإنسان وتقدمه ورخائه إلا أنها خلفت الكثير من الأزمات النفسية، الناشئة عن الفراغ الروحي والذي عجزت عجزاً واضحاً عن التخفيف منها فضلاً شفائها، والقرآن الكريم هو الإكسير الذي يبحث عنه كل السعادة ففيه كنوز لا تنفد فبالإضافة لكونه منظم لحياة الإنسان من خلال الأحكام والتشريعات التي  يحتويها. يجد المتدبر في آياته راحة نفسية وروحية عميقة وتتفتح أمامه آفاق السماوات والأرض ليجد حلول كل مشكلاته بل ومشاكل مجتمعه أيضاً قال تعالى (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الأعراف:157 ، فمن أعظم النعم على الإنسان المؤمن أنه يجد القرآن الكريم معيناً وملجأ له في كل أحواله،وهذا من فضل الله ورحمته وامتنانه على الإنسان المؤمن حيث يلجأ إليه في حزنه وخوفه وحيرته فيجده خير معين له. لا يخش إلا الله، فالقرآن الكريم يطلب منه ألا يخاف من أي شي سواه وما الذي يخشاه والله مطلع عليه في كل أحواله يعينه ويرعاه، ما الذي يخشاه والله تكفل برزقه، ما الذي يخشاه وهو يعلم أنه راحل من هذه الحياة لامحالة. هذا الأثر النفسي أكد على وجوده الكثير من العلماء وقد سمى محمد فريد وجدي هذا النوع من التأثير الإعجازي في نفس الإنسان روحاً من أمر الله استنتاجاً من قوله تعالى (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ...) الشورى:52. ومن خلال التدبر في آيات القرآن الكريم يكتشف الإنسان مقومات السعادة أو خطواتها التي من أهمها الإيمان بالله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) البقرة:277. والحضور القلبي المستمر (الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد:28.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1131
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29