• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المشرف العام .
              • القسم الفرعي : مقالاته .
                    • الموضوع : شروط استجابة الدعاء في القران الكريم .

شروط استجابة الدعاء في القران الكريم

{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ }

 

بقلم: الشيخ عبد الجليل المكراني

تمهيد

الدعاء  هو الوسيلة الأسمى التي تربط الإنسان بخالقه جلّ وعلا, إذ تُحقق هذه الوسيلة روحيةَ الشعور والارتباط النفسي بالخالق المطلق, الذي يشعر الإنسان بأنّه قادر على ملء وجوده وكيانه بالسعادة والاطمئنان. وهذا هو الغاية والقصد الأعلى المتوخى من عملية التواصل الروحي والمعنوي التي يعيشها الإنسان في حالات ارتباطه مع خالقه وربّه وإن اتخذت ـ هذه الحالات ـ لبوس طلب الحاجة والعفو وغفران الذنب وغيرها.

ولذلك نجد الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) ـ وهم الذين يفقهون حقيقة الدعاء والعبادة ـ عندما يتوجّهون إلى الله تعالى فأنّهم لا يشعرون بما حولهم, وإنّما ينسون كل شيء هم بحاجة إليه؛ وذلك لأنّ هذه الأمور ليست هي المطلوب النهائي والأهم في حالات التضرّع والابتهال الحقيقي, وإنّما الوصول للسعادة والابتهاج في مخاطبة الله تعالى أفقدت كل الأشياء الأخرى أهمّيتها في حياتهم.

يقول مولى الموحدين في أحد أدعيته: (إلهي هَبْ لي قلباً يدنيه منك شوقه، ولساناً يرفعه  إليك صدقه، ونظراً يقرّبه منك حقّه. إلهي أنّ مَن تعرّف بك غير مجهول، ومَن لاَذ بك غير مخذول، ومَن أقبلت عليه غير مملوك. إلهي أنّ مَن انتهج بك لمستنير، وأنّ مَن اعتصم بك لمستجير، وقد لذتُ بك يا إلهي  فلا تخيّب ظنّي مِن رحمتك، ولا تحجبني عن رأفتك).

إلى أن يقول (عليه السلام): (إلهي هَبْ لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حُجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك، إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابك, ولاحظته فصعق لجلالك، فناجيته سرّاً وعمل لك جهراً) (1).

  وهذه هي حالة أولياء الله في دعواتهم وعبادتهم لله, فالمطلوب هو الله وليس ما دونه وسواه.

وبعد هذه المقدمة الموجزة نريد إن نعرّج صوب كتاب الله تعالى الذي بيّن لنا أهم الشروط والحالات التي يستجاب فيها الدعاء, ولا يخفى فتح الباب الإلهية لاستقبال ذلك الداعي والسائل الذي توجه لله تعالى.

1ـ الضعف والفقر إلى الله في الدعاء

لا شك أنّ واحداً من أهم مضامين الدعاء هو الدلالة والتأكيد على الضعف البشري أمام القوّة والكمال والاقتدار الإلهي المطلق الذي يحتاج إليه الإنسان في كل شأن من شؤون حياته.

وإبراز الضعف الإنساني معناه سقوط كل الاعتبارات في شخصية الداعي إلاّ اعتبار واحد, وهو اعتبار العبودية المطلقة لله تعالى الذي هو الغاية القصوى التي يصل إليها الإنسان في مسيرة عبادته وعبوديته لله تعالى. كما أنّ هذا هو الذي يوصل الإنسان إلى الكمال المطلق المنشود في حركة الإنسان.

فالضعف والافتقار اللذان يختزنهما الداعي ويدلّ عليهما في ممارسته الدعاء, هما من أهمّ المقومات للدعاء وبهما يحقق  الإجابة. يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}(2), وقال تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا}(3), وقال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ }(4).

فإذا أدرك  الإنسان أنّ وجوده هو وعاء الفقر والحاجة والمسكنة وأنّ الله تعالى هو المقوّم لهذا الوجود بالإفاضة والعطاء المستمر, فإنّ هذا الإدراك يعطي للإنسان فهماً حقيقياً لعلاقته بذلك المبدأ والمصدر في رزقه وإفاضة الخير والرحمة والبقاء عليه، فهو متعلّق به، ومتوقّف عليه، ومتوجّه إليه في كل حالاته لطلب الفيض الذي  يسدّ فقره ونقصه في وجوده الإنساني.

ومن هنا يمكن أن نشير إلى قضية أخرى ومؤثرة في استجابة الدعاء, وهي حالة الاضطرار إلى الله تعالى؛ إذ هذا ما يتوقّف على تلك العلاقة التي تربط العبد بالله تعالى, فإذا تمكن العبد من وعي هذه العلاقة فأنّه يشعر بالاضطرار الحتمي والدائمي في وجوده إلى الله.

وهنا ينطلق الإحساس بصدق  وإيمان في شعور الإنسان بالحاجّة إلى ربّه لينقذه من الحيرة  أو التيه الذي يعيشه, والمصاعب التي يكابدها.

يقول أمير المؤمنين(عليه السلام) في مناجاته: (مولاي يا مولاي, أنت المولى وأنا العبد وهل يرحم العبد إلاّ المولى. مولاي يا مولاي, أنت المالك وأنا المملوك وهل يرحم المملوك إلاّ المالك. مولاي يا مولاي, أنت العزيز وأنا الذليل وهل يرحم الذليل إلاّ العزيز. مولاي يا مولاي, أنت الخالق وأنا المخلوق وهل يرحم المخلوق إلاّ الخالق. مولاي يا مولاي, أنت العظيم وأنا الحقير وهل يرحم الحقير إلاّ العظيم. مولاي يا مولاي, أنت القوي وأنا الضعيف وهل يرحم الضعيف إلاّ القوي. مولاي يا مولاي, أنت الغني وأنا الفقير وهل يرحم الفقير إلاّ الغني. مولاي يا مولاي, أنت المعطي وأنا السائل وهل يرحم السائل إلاّ المعطي)(5).

وعندما نشير إلى مسألة الضعف والفقر في الدعاء لا يعني ذلك أن نصل إلى درجة الاتكال وعدم الأخذ بالمسببات؛ لأنّ الأمور تجري بأسبابها, وهذا ما أكّدته الآيات والروايات الشريفة.

2ـ معرفة الله تعالى

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لو عرفتم الله حق معرفته لزالت لدعائكم الجبال)(6).

وهكذا تدخل مسألة الوعي والمعرفة ـ هي الأخرى ـ في استجابة الدعاء,  فمن عرف أنّ الله تعالى أقرب شيء له وأنّه محيط به في كل الأحوال كما يقول تعالى: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد} (7), فإنّه سيوقن من جهة بأنّه تعالى محيط بالأشياء وقادر عليها, ومن جهة أخرى يشعر بالاضطرار لربّه، بمعنى إدراكه بأنّه في منتهى الضعف والمسكنة أمام الله, وهو تعالى في تمام الكمال والعزّة والكبرياء.

ولهذا المعنى من المعرفة منزلة كبيرة لابدّ للداعي من إدركها ووعيها. قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) لأصحابه عندما رفعوا أصواتهم بذكر الله: (أما إنّكم لا تدعون أصمّاً ولا غائباً, وإنّما تدعون سميعاً قريباً معكم)(8).

وسئل الإمام الصادق (عليه السلام): ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا؟ فقال(عليه السلام): (لأنّكم تدعون مَن لا تعرفون)(9).

3ـ حسن الظن بالله تعالى

إنّ من وعى حقيقة الخالق جلّ وعلا وعرفه حق معرفته كان من اللازم أن يحسن الظنّ به في جميع الحالات، لذا كان واحداً من العناصر المهمّة التي بيّنها القرآن الكريم ولها الدور الكبير في استجابة الدعاء وقبوله عند الله تعالى هو إحسان الظنّ به تعالى ذكره، بأن يعتقد الداعي بأنّه مقبل على سميع مجيب لمن يدعوه ويتوسّل به. يقول الله تعالى في محكم آياته: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(10).

إنّ الله سبحانه وتعالى هو الذي يدعونا إلى الدخول في رحمته، وقد فتح الباب أمامنا على مصراعيه للدخول من الطريق الصحيح الذي هو الدعاء, لكنّه لا يرضى منه ذلك إلاّ بأن نحسن الظنّ به وبرحمته وقدرته على إجابة دعائنا وتحقيق أمانينا، وأنّه تعالى لا يعجزه شيء عن ذلك لا في الأرض ولا في السماء.

بل من رحمته ورأفته بعباده أنّه يلطف بهم قبل توجههم إليه بالدعاء، فكيف إذا أقبلنا وتوجّهنا إليه بالدعاء، فهل لنا إلاّ غير الإجابة من الجواد الكريم؟! وهذا ما يؤكده الدعاء المبارك الذي نقرأه في شهر رجب الذي يشير إلى هذه الحقيقة: (يا مَن يعطي الكثير بالقليل، يا مَن يعطي مَن سأله، يا مَن يعطي من لم يسأله ومن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة) (11).

وجاء عن سيد الأوصياء في حديث رواه عن رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال وهو على منبره: والله الذي لا إله إلاّ هو، ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلاّ بحسن ظنّه بالله, ورجائه له، وحسن خلقه، والكفّ عن اغتياب المؤمنين. والله الذي لا إله إلاّ هو، لا يعذِّب الله مؤمناً بعد الاستغفار والتوبة إلاّ بسوء ظنّه بالله، وتقصير من رجائه الله، وسوء خلقه، واغتيابه المؤمنين. والله الذي لا إله إلاّ هو، لا يحسن ظنّ عبد مؤمن بالله إلاّ كان الله عند ظنّ عبده المؤمن؛ لأنّ الله كريم بيده الخيرات، يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظنّ والرجاء ثم يخلف ظنّه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظنّ وارغبوا إليه) (12).                                                                      

نعم, هذه من الحقائق التي يجب أن يعتقد بها الداعي الذي يفقه معنى الدعاء وأنّه يدعو مَن بيده كل شيء. قال الإمام الرضا (عليه السلام): (أحسن الظنّ بالله, فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: أنا عند ظنّ عبدي المؤمن بي، إن خيراً فخيراً وإن شراً فشراً) (13).

وقال الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله): (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة)(14).

إذاً لا يمكن لنا الوصول إلى هذه المرتبة ـ وهي حسن الظنّ ـ إلاّ بعد معرفة العبد ربّه؛ إذ كلما زادت معرفة الإنسان بالله ازداد حسن ظنّه به.

ومعنى حسن الظنّ بالله هو اعتماد المؤمن على ربّه في أموره كلّها واطمئنانه بما عنده, قال الإمام الصادق(عليه السلام): (حسن الظنّ بالله ألاّ ترجو إلاّ الله، ولا تخاف إلاّ ذنبك) (15).

وعن مولى المتقّين علي(عليه السلام): (إن استطعتم أن يشتدّ خوفكم من الله، وأن يحسن ظنّكم به، فاجمعوا بينهما، فإنّ العبد إنّما يكون حسن ظنّه بربّه على قدر خوفه من ربّه، وإنّ أحسن الناس ظنّاً بالله أشدّهم خوفاً لله)(16).

4ـ المداومة على الدعاء في الشدة والرخاء

إنّ الغالب والظاهر من الإنسان أنّه يلتجأ إلى ربّه في حالات الضيق والشدة دون حالات الرخاء التي عندها يلتجأ إلى الأسباب المادية والطبيعية التي تحيطه، فهو قد ينسى ربّه مسبّب الأسباب وخالقها, وإلى هذا المعنى أشار القرآن الكريم في بعض آياته، قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (17).

وكذلك قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ} (18).

لكن من موجبات قبول الدعاء واستجابته ألاّ يغفل الإنسان عن الدعاء في شدّته ورخائه, فهو ذاكر لربّه غير ساه ولا لاهٍ عنه,  وإذا تحقق هذا المعنى عنده لا يكون من  الذين {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} (19).

وقد ورد عن الصادق(عليه السلام): (مَن سرّه أن يستجاب له في الشدّة فليكثر الدعاء في الرخاء)(20).

5ـ الزمان والمكان

لا شكّ أنّ للإنسان حالات تراوده من حين لآخر, وفيها تختلف شدة التوجّه والإقبال عنده نحو الدعاء والمناجاة, فهناك أوقات يصهر فيها القلب ويكون متعلقاً ومرتبطاً بالله, ولا يحجبه عنه حاجب ولا يستهويه راغب، وذلك عندما يكون الإنسان قد أبعد عن نفسه وقلبه الشوائب والعلائق والارتباطات التي تحول دون التوجه لربّه ومناجاته.

ولا شك أنّ هذه الأوقات واللحظات هي مواطن الإجابة؛ لأنّه تعالى لا يردّ من طَرقَ بابه وأقبل عليه بنيّة خالصة وقلب نقي صافٍ, يقول الإمام زين العابدين في مناجاته المسمّاة بمناجاة الراجين: (يا من إذا سأله عبد أعطاه، وإذا أمل ما عنده بلّغه مُناه, وإذا أقبل عليه قرّبه وأدناه، وإذا جاهره بالعصيان ستر على ذنبه وغطّاه، وإذا توكّل عليه أحسبه  وكفاه.

إلهي مَن الذي نزل بك ملتمساً قِراك فما قريته؟! ومن الذي أناخ ببابك مرتجياً نداك  فما أوليته؟! أيحسن أن أرجع عن بابك بالخيبة مصروفاً ولستُ أعرفُ سواك مولىً بالإحسانِ موصوفاً؟!) (21).

إلى جانب ما ذكرناه من هذه الحالات التي يصفو فيها ذهن الإنسان وقلبه هناك أوقات يومية وشهرية وسنوية لها دور فعّال في قبول الدعاء واستجابته، ولا شك أنّها أوقات شريفة كرّمها الله على غيرها من خلال التأكيد عليها في بعض الآيات القرآنية، وليس ذلك إلاَّ لأنّها أوقات الذكر والاستغفار والدعاء والإقبال على الله جلّ وعلا.

ومن ذلك ما أشار إليه القرآن الكريم من أوقات الصلوات الخمس في قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} (22).

وكذا وقت الإبكار والأصيل بقوله تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ} (23).

ومن ذلك ما ورد في التأكيد على فضل ليلة القدر على ما سواها من الأيام والليالي وعدّها بألف شهر: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}(24).

كما خصّت ليلة الجمعة ويومها بذلك، قال أمير المؤمنين(عليه السلام): (ليلة الجمعة ليلة غراء, ويومها يوم أزهر)(25).

وكذا وقت السحر الذي دلت عليه بعض الآيات والروايات, قال تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}(26).

وقال الإمام الباقر (عليه السلام): (إنّ من السحر إلى طلوع الشمس يفتح أبواب السماء, ويقسم فيها الأرزاق, وتقضى فيها الحوائج)(27).

والدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها, قال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}(28).

وكذا عند زوال الشمس، قال الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): (إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء وأبواب الجنان واستجيب الدعاء, فطوبى لمَن رفع له عند ذلك عمل صالح)(29).

وكما أنّ هناك دور فعّال وشرف عظيم لبعض الأوقات في استجابة الدعاء كذلك هناك أماكن وبقاع لها دور كبير في استجابة الدعاء؛ لأنّها أماكن مقدسة ومشرّفة حظيت بخصوصية استجابة الدعاء فيها وكونها من مظانّ الإجابة؛ وذلك لأنّ في طهارتها وقدسيتها وشرفها الأثر البالغ في صفاء الروح ونقائها ورفع الحجب والموانع التي تحول دون إجابة الدعاء.

ومن جملة هذه البقاع الطاهرة الكعبة المشرفة، فإنّها أول مكان وضع للعبادة، يقول تعالى في كريم آياته في تعظيم شأنها ورفع درجتها: {إِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (30).

وكذلك مسجد النبي(صلى الله عليه وآله) ومدفنه الشريف, فإنّه قد حظي هو الآخر بهذه الخصوصية العظيمة والدرجة الرفيعة، فإنّه قد وردت الأحاديث المتكثرة في فضل الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله فيه، وليس ذلك إلاّ لأنّه (صلى الله عليه وآله) كان يتعبّد فيه هو وأصحابه الميامين في حياته، ثم بعد وفاته تبرّكت تربته الشريفة بضمّ جثمانه الطيب بين جنبيها، حتى خصّ (صلى الله عليه وآله) مكاناً من مسجده الشريف بحديث منه جعلته ذاته قدسية خاصة أرفع مستوىً عن باقي أرض مسجده، فجعلها كروض الجنان، وذلك بقوله(صلى الله عليه وآله): (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة)(31).

 ومن جملة الأماكن المباركة التي تكاثرت الأخبار في فضلها وسرعان استجابة الدعاء فيها هو قبر الإمام الحسين(عليه السلام)، فلقد حباه الله بخصوصية أن جعل قبره وقبّته محلاًّ لإجابة الدعوات، فمن تشرّف بزيارة ذلك المرقد الطاهر وتضرّع إلى الله تحت قبته المباركة يشعر بسرعان إجابة دعائه وحلول البركة عليه، فقد ورد في خصائصه(عليه السلام): (إجابة الدعاء تحت قبته)(32).

قال الإمام الباقر(عليه السلام): (إنّ الحسين صاحب كربلاء قُتل مظلوماً مكروباً عطشاناً لهفاناً، فآلى الله عزّ وجلّ على نفسه ألاّ يأتيه لهفان ولا مكروب ولا مذنب ولا مغموم ولا عطشان ولا من به عاهة ثم دعا عنده وتقرّب بالحسين بن علي إلى الله عزّ وجلّ إلا نفّس كربته, وأعطاه مسألته, وغفر ذنبه, ومدّ في عمره, وبسط في رزقه, فاعتبروا يأولي الأبصار)(33).

ولا ننسى هنا الإشارة إلى أنّ بيوت آل محمد ومراقدهم الشريفة كلها بيوت لمحل ذكره تعالى وتقديسه, فما ظنّك بالدعاء والمسألة فيها. يقول الله تعالى في عظيم شأنها: { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} (34).

6ـ  التوسل في الدعاء

إنّ من الحقائق المهمّة في استجابة الدعاء التي لا ينبغي أن نغفل عنها ونحن نتوجّه إلى الله بالدعاء في طلب حاجاتنا وغفران ذنوبنا هي التوسل، وذلك ما أمر به الله تعالى بقوله في آياته الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلة}(35).

 ومعنى الابتغاء هو طلب الوسيلة والواسطة, والمفهوم من ذلك إطلاق هذه الوسيلة التي يبتغيها الإنسان لكي تقرّبه إلى الله ليصل من خلالها إلى ما يريده منه تعالى، ولا مناص لنا بعد أن دلنّا ربّنا على ذلك الطريق إلاّ أن نلتمس أحسن الوسائل وأقربها وأحبّها إليه سبحانه جلّ وعلا.

وليس المقصود بالوسيلة قراءة القرآن أو الدعاء بعده أو بعد الصلاة فقط، وإنّما هي طلب القربة إليه تعالى بالعمل بما يرضيه، وكل ما يتوسل به إليه من الطاعات وترك المقبحات(36)، وذلك لأنّ كلمة الوسيلة الواردة في الآية لها معانٍ كثيرة تشمل كل عمل يقرّب إلى الله سبحانه وتعالى.

 وأهمّ الوسائل في هذا المجال هي الإيمان بالله وبنبيه(صلى الله عليه وآله) والجهاد في سبيل الله، والعبادات من الصلاة والزكاة والصوم وحجّ بيت الله الحرام وصلة الرحم والإنفاق في سبيل الله سرّاً وعلانية, وكذلك كلّ الأعمال الصالحة كما يقول الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام): (إنّ أفضل ما توسّل به المتوسلون إلى الله سبحانه الإيمان به وبرسوله, والجهاد في سبيله فإنّه ذروة الإسلام, وكلمة الإخلاص فإنّها الفطرة، وإقام الصلاة فإنّها الملّة, وإيتاء الزكاة فإنّها فريضة واجبة، وصوم شهر رمضان فإنّه جُنّة من العقاب، وحجّ البيت واعتماره فإنّهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب، وصلة الرحم فإنّها مثراة  في المال ومنسأة في الأجل, وصدقة السرّ فإنّها تكفّر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنّها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنّها تقي مصارع الهوان...) (37).

كما ويدخل تحت المفهوم الواسع لكلمة الوسيلة شفاعة الأنبياء والأئمّة والأولياء الصالحين, فإنّها تقرب إلى الله تعالى وفق ما نصّ عليه القرآن الكريم، وكذلك اتباع النبي(صلى الله عليه وآله) والإمام والسير على نهجهما، فإنّ كل ذلك يوجب التقرّب إلى الساحة الإلهية المقدسة(38).

ولسنا عن القرآن ببعيدين في هذا المضمار, فإنّا نجده يذكر لنا مجيء أولاد يعقوب إلى أبيهم ليستغفر لهم الله؛ وذلك لما أذعنوا أنّ أقرب الطرق والوسائل إلى الله كي يتقبّل دعواتهم ويغفر لهم خطاياهم هو طريق يعقوب أبيهم؛ فجاؤوا إليه وجعلوه وسيلتهم إلى الله في ذلك, قال تعالى: {فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ* قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(39).

ولا يشك أحد أنّ هناك وسيلة أقرب إلى الله من محمد وآله ـ سلام الله عليهم جميعاً ـ الذين طهّرهم الله وأذهب عنهم الرجس, فهم كلمات الله التي تلقاها آدم من ربّه عندما أزله الشيطان وزوجه, فكانوا ـ صلوات الله عليهم ـ شرط الإجابة لآدم والمغفرة له. قال تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } (40).

فقد روى المسلمون أنّه سُئل النبي(صلى الله عليه وآله) عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه فتاب عليه فقال: (سأله بحقّ محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام) إلاّ تبت عليّ فتاب عليه) (41).

والوسيلة التي ذكرت في القرآن الكريم هي المنزلة العظيمة والمقام الأسمى المحفوظ لخاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله), وهذا ما ينصّ عليه الحديث الوارد عن الرسول(صلى الله عليه وآله) قائلاً: (في الجنة درجة تدعى الوسيلة، فإذا سألتم الله فسلوا لي الوسيلة. قالوا: يا رسول الله, مَن يسكن معك فيها؟ قال: علي, وفاطمة, والحسن, والحسين) (42).

7ـ الصلاة على النبي وآله

إنّ من أسباب استجابة الدعاء هو الصلاة على النبي وآله الكرام, فإنّ ذكرها يزيد الدعاء بركة ويسرّع في استجابته، فهي واحدة من أهم الأسباب في الإجابة؛ لما ورد في فضل ذكرها من قضاء الحاجات وحطّ الذنوب وغفران الخطايا.

وقد جاء في الروايات الكثيرة أنّ الصلاة على الرسول(صلى الله عليه وآله) وآله(عليهم السلام) هي مفتاح استجابة الدعاء.

فقد ورد في صحيحية الحارث بن المغيرة قوله: سمعت أبا عبد الله(عليه السلام) يقول: (إياكم إذا أراد أحدكم أن يسأل من ربّه شيئاً من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزّ وجلّ والمدح له، والصلاة على النبي(صلى الله عليه وآله)، ثم يسأل الله حوائجه)(43).

وفي رواية أخرى عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال: (إذا أردت حاجة فصلِّ ركعتين، وصلِّ على‌محمد وآل محمد, وسل تعطه)(44).

وهذا لعظمة المدعو به والمتوسّل به، إذ ما دمنا قد عرفنا حقيقة محمد وآله(صلى الله عليه وآله) ومنزلتهم عند الله كان من حقّهم على الله أن يتوسّل بهم إليه فيجيب.

فقد ورد في بعض الأحاديث القدسية: (لولاك لما خلقت الأفلاك) (45).

فكان سبب خلق الأفلاك والكون حقيقة النبي, وآل البيت هم جزء منه(صلى الله عليه وآله)، الذين  دلت الآيات على عصمتهم وعظمتهم، فهم أبواب رحمة الله ومفاتيح خزائنه, ولذا جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق(عليه السلام): (لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلّي على محمد وآل محمد) (46).

وقد أمرنا الله تعالى في كتابه الكريم أن نصلّي على النبي الأكرم فقال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(47).

والصلاة على الآل مكمّلة للصلاة على النبي, وقد جعلت الصلاة عليهم كذلك شرطاً لقبول الصلاة؛ لورودها في التشهد في الصلاة, فما ظنّك بالدعاء والمناجاة.

8 ـ رقة القلب

لرقة القلب والانكسار الذي يظهر على الإنسان في حركته وهيئته في دعائه دور في استجابة الدعاء؛ وذلك لأنّ للقلوب إقبالاً وإدباراً، فحينما يرق القلب يقبل به الداعي نحو الله تعالى تتولد عنده الخشية الموجبة للإخلاص, فيدعو بقلب مخلص فيتحقق له الخلاص كما ورد في حديث الإمام علي(عليه السلام): (بالإخلاص يكون الخلاص, فإذا اشتدّ الفزع فإلى الله المفزع)(48).

وممّا يؤكد هذا المعنى الأحاديث التالية:

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (اغتنموا الدعاء عند الرقة فإنّها رحمة)(49).

وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): (إذا رق أحدكم فليدعُ؛ فإنّ القلب لا يرق حتى يخلص)(50).

وعنه(عليه السلام) كذلك: (إذا اقشعر جلدك, ودمعت عيناك, ووجل قلبك, فدونك دونك فقد قصد قصدك) (51).

خطوات  الدعاء

وقبل أن نختم البحث لابد من الإشارة المفيدة إلى الطريقة التي يجب توفّرها في الدعاء، وهي الخطوات أو المراحل التي تنظّم الدعاء، وهذا ما نتعلّمه من الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فهو يرسم لنا تلك الخطوات في دعائه الشهير بدعاء كميل بن زياد(رضوان الله تعالى عليه)، فهو يجعل الدعاء في مراحل:

المرحلة الأولى: المقدمة أو المدخل، إذ الدعاء حاله حال أي بحث أو مسألة تحتاج إلى ترتيب خطواتها ومراحلها، فالإمام (عليه السلام) يبيّن في المرحلة الأولى كيفية الدخول إلى ساحة القدس الإلهي من خلال الدعاء, فيقدّم الاعتراف بالذنوب والخطايا أولاً، فيقف العبد أمام ربّه متضرعاً معترفاً بذنوبه وخطاياها التي شكلت حاجزاً ومانعاً بينه وبين ربّه جلّ وعلا، يقول(عليه السلام): (اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ...).

المرحلة الثانية: التشفّع والتوسّل بفضل الله ورحمته، وذلك بعد الاعتراف والإقرار بالتقصير يتوسّل العبد بساحة الربوبية ويستشفع بها؛ لأنّه يرى أنّه ـ تعالى ـ صاحب القوّة المطلقة الذي يملك كل شيء، فيقول(عليه السلام): (اللهم إنّي أتوب إليك بذكرك, واستشفع بك إلى نفسك).

المرحلة الثالثة: طلب الحاجة من الله سبحانه وتعالى؛ إذ بعد التوسّل به تعالى ومن قبلها الإقرار والاعتراف بالتقصير والخطأ يأتي دور سؤال الحاجة وطلبها من الكريم الذي لا تنقص خزائنه يقول(عليه السلام): (أسألك أن تهب لي في هذه الليلة وفي هذه الساعة كل جرم أجرمته... واجعلني من أحسن عبيدك نصيباً عندك, وأقربهم منزلة منك)(52).

فهذه هي خطوات الأدب الرفيع للذي يشعر بالعبودية والطاعة لله تعالى وتقدّس.

 

حتمية الإجابة

وفي الختام نود أن نشير إلى حتمية وقوع الإجابة وذلك بعد تحقيق كل ما تقدم في الدعاء والمسألة ولجوء الداعي إلى ربّه معتقداً ومتيقناً بأنّ الله هو الذي يضمن له الإجابة والقبول يشكّل عنده هذا المعنى دافعاً وحافزاً كبيراً لكي يتوجّه في كل صغيرة وكبيرة إليه تعالى؛ لأنّه يدرك بكونه تعالى مصدر الجود وأنّ يديه مبسوطتان بالعطاء والمغفرة في كل آن, وهذا ما أخذه الله على نفسه وأوجبه لداعيه وسائله بقوله تعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (53).

وجملة هذه الآية رغم كونها مختصرة لكنّها تحمل معانٍ ودلادت كبيرة, فهي تُفهم بإنّه إذا تحقق الدعاء بكامل شروطه فإنّ إجابته تكون حتمية من الله لعبده الداعي, فمقتضي الإجابة الربانية موجود وليس على العبد إلاّ أن يحقق الدعاء المحقق للإجابة.

وبعد هذا القطع بتحقق الإجابة وحتمية وقوعها يجب ألاّ يتردد الإنسان بالدعاء؛ لأنّ الله سبحانه ينجز ما وعده له, كما جاء في رواية الإمام الصادق (عليه السلام): (إنّ العبد إذا دعا الله تبارك وتعالى بنيّة صادقة وقلب مخلص, يستجيب له بعد وفائه بعهد الله. وإذا دعا الله عزّ وجلّ بغير نية وإخلاص لم يستجيب له، أليس الله تعالى يقول: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}، فمن وفى اُفي له)(54).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) إقبال الأعمال 3: 299.

(2) فاطر: 15.

(3) النساء: 28.

(4) الروم: 54.

(5) المزار (المشهدي): 174.

(6) فلاح السائل: 107.

(7) سورة ق: 16.

(8) عدة الداعي: 244.

(9) فلاح السائل: 107.

(10) الزمر: 53.

(11) إقبال الأعمال 3: 211.

(12) الكافي  2: 72.

(13) عيون أخبار الرضا 1: 22.

(14( عدة الداعي: 132

(15) الكافي 2: 72.

(16) البحار33: 582.

(17) يونس: 12.

(18( يونس 22

(19) التوبة: 67.

(20) بحار الأنوار 90: 382.

(21) الصحيفة السجادية:407.

(22) طه: 130.

(23) غافر: 55.

(24) القدر: 3.

(25) من لا يحضره الفقيه 1: 423/ 1246. روضة الواعظين: 332.

(26) الذاريات: 18.

(27) الدعوات (الراوندي): 34/ 78. الكافي 2: 478/ 9. ثواب الأعمال: 161.

(28) سورة ق: 39

(29) روضة الواعظين: 318.

(30) البقرة:125.

(31) المزار (المشهدي): 76.

(32) عدة الداعي: 48.

(33) كمال الزيارات: 168.

(34) النور: 36ـ 37.

(35) المائدة:35.

(36) انظر: مجمع البيان 3: 326. جوامع الجامع (الطبرسي) 1: 496. جامع البيان(الطبري) 6: 308 ـ 390. وغيرها من كتب التفاسير.

(37) نهج البلاغة : 216.

(38) تفسير الأمثل3: 695.

(39) يوسف: 97ـ 98.

(40) البقرة:37.

(41) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف: 122.

(42) كنز العمال 12: 103.

(43) مستمسك العروة الوثقى (السيد الحكيم) 6: 613. تهذيب الأحكام (السبزواري) 7: 242.

(44) موسوعة الإمام الخوئي 10: 529.

(45) مناقب آل أبي طالب 1: 186.

(46) الكافي 2: 491.

(47) الأحزاب: 56.

(48) الكافي 2 : 340

(49) البحار90 : 313.

(50) الكافي 2 : 477.

(51) البحار 90 : 344.

(52) مصباح المتهجد: 844ـ 849.

(53) غافر: 60.

(54) الاختصاص (المفيد): 242.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1063
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19