• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع الأستاذ ميثاق عزيز الأحمدي .

لقاء مع الأستاذ ميثاق عزيز الأحمدي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

لقاءً مع أحد أساتذة القرآن الکريم في مدينة قم المقدسة، ألا وهو الأستاذ ميثاق الأحمدي، فکان هذا اللقاء :

س/ متی بدأت في حفظ القرآن وما هو الدافع ومن وراء الحفظ ؟

-       في البداية أشکر الله سبحانه وتعالی علی ما أنعم علينا من برکاته وفضله إذ وفقني لحفظ کتابه المجيد. کانت أوّل بداية لي في الحفظ عام 1991 م حيث حفظت جزأين من آخر القرآن، بعد ذلک انقطعت عن الحفظ حتی نسيت الجزأين إلا أن ذلک لم يمنعني من الحفظ مرة ثانية، إذ قمت بالحفظ في عام 1995 م وبدأت من أول القرآن وکنت دائماً ولا أزال أقول إن الذي يحفظ سورة البقرة فهو حافظ للقرآن ؛ لأنها تحتوي علی جزأين ونصف تقريباً وهکذا استمررت في المثابرة علی حفظي، ولکن الدافع من وراء  ذلک هو رغبتي وحبّي للقرآن الکريم، وأيضاً هناک دافع أکبر من هذا ألا وهو رضا الله سبحانه وتعالی لأجل الوصول إلی الغاية الکبری وحبّي القرب منه تعالی وهذا ما أرجوه ونرجوه نحن من الله في بلوغ الهدف والغاية إنه سميع مجيب.

إلا إنني لم أُرد من وراء ذلک المشارکة في المسابقات أو أن يعرفني أحد فکثير من أصدقائي لا يعرفون ما أنا عليه فکنت أحفظه لنفسي وتعليمي لغيري لأجل مرضاة الله، وکما قال الرسول (صلى الله عليه وآله) : >رحم الله من تعلَّم القرآن وعلَّمه<.

س / هل شارکت في الدروس الحوزوية ؟

-       نعم شارکت في الدروس الحوزوية ولا أزال علی ذلک، وأنا أحياناً أحضر درس البحث الخارج المسمی بالسطح الرابع، فلا بد لکل طالب علم من أن يتعلم ويحفظ القرآن فنحن نشاهد من البعض أنهم لا يستطيعون القراءة بصورة صحيحة، فمن هنا يجب علی کل مسلم التعلم فللأسف عرضنا عن القرآن بعد أن سبَقْنا غيرَنا في تعلُّمه وتعليمه فعنئذٍ يجب علی المسؤولين أن يجعلوا حفظ القرآن درساً أساسياً في الحوزة العلمية کي نتخلص من الأخطاء التي وقع فيها غيرنا.

س/ هل کان في مرحلة حفظک للقرآن من مشجع ؟

-       إن مشجعي کان هو القرآن نفسه؛ لأنني أحببته ورغبت أن يکون منهجي في حياتي لأنه النور الإلهي الذي يهتدي من تمسک وعمل به، وأيضاً کان من وراء ذلک تعليمي لغيري من الإخوان، صحيح کان لي بعض الإخوة يصغرني سناً حفظه قبلي وهو الآن يدرس في العراق ويشارک في المسابقات وحصل علی عدة مراتب وهو الوحيد الذي يعلم بأني  أحفظ القرآن من عائلتي، ثم بعد ذلک علمت عائلتي بهذا الأمر ففرحت عندما عرفت ولا تزال تشجعني علی تعليم القرآن. وكان أخي الأکبر کلّما يتصل يسأل عني وعندما يعرف بأني علی هذا المنوال يزداد سروراً. ومرة ثانية أحمد الله علی هذا التوفيق، فعندما سمع أخي الکبير أني أکملت حفظ القرآن أعطاني مائة ألف تومان في ذلک الوقت وهذا کان أکبر مخفّز لي حيث إنّ أهلي  يفتخرون بي، إلا أنه في يوم من الأيام حيث کنت في إحدی المدارس کان هناک عدد  من الأساتذة فسبقني عمّي وعرّفني إليهم بأنني حافظ للقرآن الكريم وهذا ما اخجلني، ولا أعرف من أين سمع بهذا ؟!

س/ هل کانت لک طريقة خاصة في الحفظ؟

-       في البدايّة يعود الفضل الکبير إلی الله تعالی ويعجز اللسان عن کيفية الشکر لله عزّوجل ّ؛ إذ إن هناک عدة طرق فلکل شخص طريقته الخاصة في الحفظ فلا تستطيع أن تجعل وتفرض طريقتک علی الآخرين، فأقول:  إن لکل حافظ طريقة، فأنا أيضاً کانت عندي طريقة خاصة في الحفظ ففي البداية أحفظ آية من القرآن ثم أکررها وبعدها أنتقل إلی الأخری وهذا مما يتفق عليه أغلب الحفاظ، إلا إن في بعض الأوقات أحفظ في الساعة سبعة أو ثمانية صفحات من القرآن وأرددها کي تکون راسخة في الذهن، وعندما أخرج من البيت ذاهباً إلی المسجد فکذلک أقوم بمراجعتها مع المحفوظات السابقة وأيضاً عند رجوعي إلی البيت أراجع المحفوظات وبالخصوص الحفظ الجديد، وإذا حفظت في الليل أکررها عندما أريد النوم حتی أستطيع التسلّط على الحفظ فعندما أکملت حفظ خمسة أجزاء ذهبت إلی أستاذي القدير والأخ الکبير الشيخ أبو إحسان البصري  فکان يتابعني ويصحح لي الاشتباهات ففي يوم من الأيام عندما رأی قابليتي و استعدادي قال لي : دعني أُفرّغ نفسي لک. إلا إنني رفضت ذلک وقلت : أنا موجود معک فهنا يوجد طلاب غيري .

إذن، هو کان المراقب والمتابع والمشجّع في ذلک الوقت لنا، فعلی کل حال عندما كنت أحفظ أيّ شيء من القرآن أذهب إلی ذلک المسجد المبارک الذي جمعنا وأقرأه على أستاذي  وهکذا تابعت معه فجزاه الله خير الجزاء وجعله وإيانا من العاملين بالقرآن الكريم.

س/ ماذا عن برنامج المراجعة ؟

-       ذکرت في البداية إن الکثير مما نراجعه في المسجد كان عند الشيخ أبو إحسان البصري، وإن المراجعة هي من الأمور المهمة عند کل حافظ في تثبيت حفظه، وعلی أيّ حافظ أن يجعل له برنامجاً خاصاً في المراجعة اليومية، فمّما لاحظته هو إنني عندما کنت إذهب إلی الدرس کان معي مصحف صغير كنت أراجع فيه بعض المحفوظات في طريقي إلی الدرس إلی أن أصل إلی مکان الدرس، وعند رجوعي إلی البيت أبدأ بمراجعة الباقي حتی أصبحت متسلطاً عليها، وفي بعض الأحيان أکون في المسجد عصراً فأراجع من البداية الی سورة الأنعام وبعدها أصلي المغرب وأذهب إلی حسينية الشهيد  الصدر لأنه کان يوجد هناک برنامج في الحفظ بعد صلاتي المغرب والعشاء، فأجرت مدرسة الامام الهادي (عليه السلام)  ذات يوم مسابقة في حفظ أربعين حديثاً وكانت الجائزة الأولى السفر إلی مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) مع العائلة فبفضل القرآن حصلت علی المرتبة الاولی وحصلت على درجة كاملة فقمت مع العائلة وذهبت الی الإمام الرضا (عليه السلام).

إذن، إذا أراد الحافظ أن يراجع حفظه فعليه أن يقرأ علی حافظ أو أستاذ آخر. هذا ما کنّا نتبعه في برامجنا اليومية، فکنت مثابراً علی المراجعة حتى مع وجودي في العمل، وهذا لم يعقني في المتابعة والمراجعة.

س/ ما هو القارئ المفضّل عندك ؟

1- القارئ محمد المنشاوي.

2- القارئ خليل الحصري، وهذا يکون مع التکرار، أولاً يستمع إليه وبعد ذلک يکرّر معه ثم يحفظ.

س/ ما هي الأوقات المناسبة للحفظ في نظرکم ؟

-       لابد للحافظ أن يخطط لبرنامج خاص من الأوقات، فکل حافظ من الحفّاظ له وقته الخاص، فمنهم من يريد الحفظ في الليل، ومنهم من يريد بعد صلاة الصبح، فالوقت مرهون بنفس الحافظ. وعلی کل حال يجب أن يكون الحافظ عند حفظه صافي البال خالياً من الهموم والمشاکل التي تبعده عن طريق الحفظ؛ لأنها تؤثر على الحفظ، فإذا کان الحافظ مرتاح البال فعليه أن يحفظ بقدر ما يستطيع، ولا يضغط علی نفسه.

 س/   بعد هذه التجربة، ما هي النصيحة التي تقدمها لحافظ القرآن الکريم ؟

-       النصيحة الأولی هي التوکل علی الله في کل لحظة وعدم الاستهانة بنفسه بأن يلقّن نفسه أنه لا يقدر علی الحفظ کما نشاهده، وعدم الاستعجال في الحفظ فعليه أولاً الاستماع الی القراء، فهناک عامل أساسي الکل غافل عنه، فيجب على العائلة ان تشجع ابنها في حفظ القرآن وتقول له بأن له کذا مقام ودرجة عند الله وغير ذلک من المشجعات، فالروايات کثيره في الأهتمام بالقرآن الكريم والحثّ علی حفظه.

س/ هل عندک خبرة في تدريس القرآن ؟

-        نعم، فأنتم ترون ذلک بأعينکم، فکثير من  الطلاب حفظ عندي القرآن والبعض الآخر وصل إلی ثمانية وعشرين جزء، وغير ذلک من الأجزاء.

س/ في أي مراکز قرآنية درست ؟

-       الحمد لله، أولاً فأنا درست في جامعة القرآن مع أستاذي أبو إحسان البصري، والآن معکم في دار السيّدة  رقيّة(عليها السلام)  فترون وتشاهدون ذلک.

س / هل شارکت في مسابقات في حفظ القرآن الکريم ؟

-        لم أشارک في أي مسابقات، الا أنني کنت أحضر الجلسات واستمع إليها، وکذا شارکت في الاختبارات التي أجرتها جامعة المصطفی(صلى الله عليه وآله)  للحفاظ في کل سنة ففي أول مشارکة لي في هذا الاختبار أو الإمتحان السنوي کان في عشرة أجزاء ثم بعدها خمسة عشر جزءً إلی کل القرآن.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1051
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 06 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24