• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تدوين القرآن ، تأليف : الشيخ علي الكوراني .
                    • الموضوع : 4 ـ آية : ولو حميتم كما حموا ... .

4 ـ آية : ولو حميتم كما حموا ...

4 ـ آية : ولو حميتم كما حموا ...

روى الحاكم في المستدرك ج 2 ص 225 ( ... عن أبي بن كعب رضي الله عنه أنه كان يقرأ : إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام ، فأنزل الله سكينته على رسوله ، فبلغ ذلك عمر فاشتد عليه فبعث إليه وهو يهنأ ناقة له ( يدهن بالقطران ناقة له جرباء ) فدخل عليه فدعا أناساً من أصحابه فيهم زيد بن ثابت فقال : من يقرأ منكم سورة الفتح ؟ فقرأ زيد على قراءتنا اليوم فغلظ له عمر ، فقال له أبيٌّ : أأتكلم ؟ فقال تكلم ، فقال : لقد علمت أني كنت أدخل على النبي صلى الله عليه وسلم ويقرئني وأنتم بالباب ، فإن أحببتَ أن أقرئ الناس على ما أقرأني أقرأت ، وإلا لم أقرئ حرفاً ما حييت ! . قال بل أقرئ الناس . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) انتهى .

ورواه في كنز العمال ج 2 ص 568 وقال ( ن ، وابن أبي داود في المصاحف ، ك، وروى ابن خزيمة بعضه ) وروى نحوه في ص 594 وقال ( ن وابن أبي داود في المصاحف ك وروى ابن خزيمة بعضه ) . وفي ص 595 عن ابن داود .

ورواه السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 79 وقال ( وأخرج النسائي والحاكم وصححه ) ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 1 ص 397 ( ... عن أبي إدريس الخولاني أن أبا الدرداء ركب الى المدينة في نفر من أهل دمشق ، فقرؤوا يوماً على عمر: إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام . فقال عمر : من أقرأكم هذا ؟ قالوا أبي بن كعب . فدعا به فلما أتى قال : إقرؤوا ، فقرؤوا كذلك ، فقال أبيٌّ : والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنى ويحجبون ويصنع بي ويصنع بي ، ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث شيئاً ولا أقرئ أحداً حتى أموت ! فقال عمر : اللهم غفراً ، إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علماً فعلم الناس ما علمت ) ورواه في كنز العمال ج 2 ص 594

ونحمد الله تعالى أن المسلمين لم يأخذوا بقول الخليفة عمر ولم يتعلموا هذه الإضافة الركيكة للآية الكريمة ، ولم يقرأ أحد منهم : ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام !!

ثم لا أدري ما هو التناسب بين حمية الجاهلية عند قريش وحمية المسلمين لإسلامهم! ثم بين ذلك وبين فساد المسجد الحرام ؟! فقد نزلت الآية كما تذكر تفاسير الشيعة والسنة في سورة الفتح على أثر صلح الحديبية . وتمثلت حمية المشركين الجاهلية بمنع النبي(ص) والمسلمين من العمرة ، فلو حمي المسلمون كما حموا وقاتلوهم لما فسد المسجد الحرام ، بل كان كما قال تعالى في سورة الفتح ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيراً وقال في آية 24 وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيراً فكيف تصح مقولة : لفسد المسجد الحرام ؟ وكيف يصح القول : ولو حميتم كما حموا ؟ فهل الحمية للإسلام مثل الحمية للجاهلية ؟!

فهذه الزيادة المزعومة في الآية مضافاً الى ركة عبارتها لا يصح معناها . وشهادة الحاكم بأن روايتها صحيحة على شرط الشيخين ، تضرُّ رواتها ولا تُقَوِّم قناتها !

ولا نريد الإطالة في تحليل الهدف من وراء هذه الإضافة ، ولكن الظاهر أنها محاولة لإثبات مكرمة لكفار قريش ، فيكون أبي بن كعب الأنصاري بريئاً منها !!


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=619
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14