سورة القمر

((اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ))(1).

س 667 ـ لو كان القمر قد انشقّ في عهد رسول الله لرآه باقي الاُمم والشعوب، ولم يعرف ذلك في التأريخ؟

ج ـ لا دليل على عدم رؤية شعوب أخرى(1) لشق القمر. ومجرّد عدم ذكره في التأريخ غير الإسلامي لا يدل على عدمه، لأنّ التدوين والتوثيق لم يكن مألوفاً آنذاك،على أن جلّ الكتب والمصادر المدوّنة قد تلفت ولم تصل إلينا.

هذا ، وإنّ ذكر هذه الآية المكية لشق القمر شاهد تاريخي قوي ـ بالنسبة لغير المسلمين فضلاً من المسلمين ـ على حدوثه، لأنّ المسلمين كانوا أقلية حديثي عهدٍ بالإسلام في مكة، والمشركون يتربصون بهم، فكيف تتضمن الآية أمراً من شأنه أن يكون واضحاً للعيان، وهو لا واقع له؟! مما يوجب تشكيك الأقلية المسلمة المضطهدة في دينها ومحاججة المشركين لهم. بل إنّ الآية اللاحقة: ((وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ)) (2) شاهد على أن المشركين لم يكذّبوا ذلك، وإنما فسّروه بالسحر.

ــــــــــــــــــ

(1) المقصود خصوص الشعوب التي كان القمر طالعاً عندهم حين حدوث هـذه الآية، ولم تكن في الجوّ عندهم علّة من مطر وغيم ونحوهما. وأما غيرهم فلم يظهر لهم شقّ القمر حتى يروه.

(2) سورة القمر:2.