• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود) ، تأليف : السيد رياض الحكيم .
                    • الموضوع : سورة طه .

سورة طه

سورة طه

 

((الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى))(5).  

س 496 ـ بما أن الرحمن منزّه عن أن يكون جسماً فكيف يستوي على العرش؟

ج ـ لقد تقدم في الآية (29) من سورة الأعراف أنّ العرش عالم الإيجاد، والاستواء هو السيطرة والاستيلاء.

 

((إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى))(15).  

س 497 ـ لماذا قال: ((أَكَادُ أُخْفِيهَا)) مع أنه قد أخفاها بالفعل كما قال: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ)) (1)؟

ج ـ قيل أي اريد أن اخفيها. ولعلّ التعبير بـ (أكاد) إنما صحّ باعتبار أن هناك أشراطاً وعلامات على قرب حلول الساعة تظهر لمصالح خاصة في اظهارها. فقولـه: ((أَكَادُ أُخْفِيهَا)) للإشارة إلى ذلك،وأنه لولا المصالح المذكورة لكانت الساعة مخفية تماماً، مفاجئة من دون تلك العلامات والأشراط.

 

(( وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاء مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرَى))(22).  

س 498 ـ لماذ1 قال: ((مِنْ غَيْرِ سُوءٍ))؟

ج ـ حيث كان المألوف أن يكون البياض غير المتعارف بسبب مرض معيّن كالبهق والبرص، فأراد أن يطمئنه أن البياض ناصع وليس من ذلك النوع المرَضي.

 

((وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي))(27- 28).  

س 499 ـ لماذا طلب ذلك؟ وما هي العقدة في لسانه؟

ج ـ قيل: انه كان في لسانه رُتّة لا يفصح بسببها بالحروف، وروي أن سبب ذلك جمرة طرحها في لسانه عندما كان صغيراً في بيت فرعون، وذلك لمّا أراد فرعون قتله، لأنّه أخذ بلحية فرعون ونتفها وهو طفل. فقالت آسية بنت مزاحم: لا تفعل فانه صبي لا يعقل، ولذلك فانه لا يميّز بين الدرة والجمرة، فأمر فرعون فأحضرت دُرة وجمرة بين يديه، فأراد موسى أن يأخذ الدّرة، فصرف جبرئيل يده إلى الجمرة فأخذها ووضعها في فيه، فاكتوى لسانه بها، فأصابته الرُتّة، وقد رفعها الله تعالى بعد دعائه هذا(2).

 

((وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي))(32).  

س 500 ـ هل شاركه في النبوة؟

ج ـ نعم، فقد جعله الله تعالى نبيّاً إلى جنب موسى، كما نصّ على ذلك قولـه تعالى: ((فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ...)) (3)، ولذلك استثنى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) النبوة في حديث المنزلة الوارد في حق الإمام علي (عليه السلام) حيث قال له: ((ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنه ليس نبيّ بعدي)) (4).

 

 ((قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى))(45).  

س 501 ـ كيف لا ينفّذان الأمر الإلهي أو يتردّدان فيه خوفاً من القتل أو طغيان  فرعون؟

ج ـ كلاّ ، ليس هو من باب الامتناع عن التنفيذ ولا التردّد فيه، والمقصود هو توقّع عدم إمكانية تحقيق وتنفيذ المهمة الموكلة إليها بإصلاح فرعون ، المشار إليها بقولـه تعالى: ((فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)) لما يعرفان من طغيانه وكبريائه، ولذلك لم يردّ الباري عليهما ولم يعنفّهما، بل أشار إلى أنّ هناك مهمّة أخرى وراء ذلك، وهي تخليص بني اسرائيل من فرعون: ((فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ...)).

 

((قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى))(50).  

س 502 ـ ما معنى إعطاء الأشياء خلقها؟

ج ـ المقصود ايجادها وتكوينها، ووفّرلها الطبيعة أو الغريزة وحدها أو مع العقل لنمّوها وصلاح شأنها.

 

((قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى * قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى))(51- 52).  

س 503 ـ لماذا سأل فرعون عن الأمم الماضية؟

ج ـ يبدو أن فرعون بعد أن فوجئ بالدعوة إلى عبادة الله تعالى، أراد أن يعرف مصير الذي لا يستجيب لذلك، وأنه هل يترك وشأنه أو يحاسبه الله ويعاقبه عليه فسأل عن الأمم الماضية التي ماتت على كفرها. فأجابه موسى بأنّ الله لم يهمل شأنهم، بل ثبّت مواقفهم في اللوح المحفوظ، وفي ذلك إشارة إلى حسابهم، لأن تثبيت المواقف السيئة وحفظَها ليس عبثاً.

 

((إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ))( 63).  

س 504 ـ لماذا لم ينصب اسم (إِنْ) فيقول: إنّ هذين لساحران، وليس: ((إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ))؟

 

ج ـ أولاً: ان هذا ليس غلطاً، بل قد يكون جرياً على لغة (كنانة) الذين يثبتون ألف المثنى في كل الأحوال فيقولون إنّ الرجلان نائمان قال بعض شعرائهم:

واهاً لريّا ثم واهـاً واهـا         يا ليت عينـاها لنـا وفاها

وموضع الخال من رجلاها        بثمـن نعطـي بـه أباهـا

إنّ أبــاها وأبـا أبـاها           قـد بلغا في المجـد غايتاها

 

فلم يقل: عينيها، فيها، رجليها، أبيها، وغايتيها.

وقال آخر:

تزوّد منّا بين اذناه طعنةً            دعته الى هابي التراب عقيم

 

فلم يقل: أذنيه.

وقال آخر:

فأطرق اطراق الشجاع ولو يرى    مساغاً لناباه الشجاعُ لصمّا

 

فلم يقل: لنابيه.

وثانياً: ان هناك قراءات اخرى للآية، فقد قرأ ابو عمرو ((انّ هذين)) وقرأ ابن كثير وحفص ((أنْ هذان)) فالاشكال المزعوم لو صحّ لكان على القراءة المعيّنة لا على القرآن نفسه.

 

((... فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ...))(71).  

س 505 ـ ما معنى: ((مِنْ خِلَافٍ...))؟

ج ـ هو أن تكون اليد المقطوعة مخالفة للرجل المقطوعة، كأن يقطع اليد اليمنى والرجل اليسرى، وهو أبلغ في التنكيل، لما فيه من المثلة والتشويه.

 

((وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى))(83- 84).  

س 506 ـ كيف استعجل موسى؟

ج ـ قيل: انّ الله جعل ميعاد موسى وقومه أو الصفوة من قومه جانب الطور الأيمن ليُنزل عليه الألواح والشريعة، فسبق موسى قومه للميعاد ليناجي ربه، ولعلّه للتمهيد إلى جلبهم للميقات، فأخبره الله تعالى بالفتنة التي عصفت بهم في غيابه.

 

 ((قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ))(87).  

س 507 ـ كيف وجّهوا عذرهم بذلك، وتغيير العقيدة أمر تابع لاختيار الإنسان ولا يجبر عليه؟

ج ـ كأنّ عذرهم أن هذا الانحراف والكفر لم يكن مقصوداً لهم من أول الأمر، وإنما كان بسبب الفتنة التي أفقدتهم صوابهم وسيطرت على عقولـهم.

ويلاحظ التعبير الرائع عن حلّي القوم بالأوزار باعتبار ما آلت إليه حيث صارت سبباً لضلالة بني اسرائيل وإثقال كاهلهم، بالإضافة إلى ما توحيه من كثرتها وثقلها المادي.

 

((قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ...))(97).  

س 508 ـ ما معنى: ((لا مِسَاسَ))؟

ج ـ قيل انّ الله تعالى ابتلاه بالتحسّس الجسدي فيثيره أي تماس مع غيره أو النفسي من الناس أدى إلى عزلته عنهم حتى هام في البراري وتوحّشَ.

 

((... وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا))(102).  

س 509 ـ ما معنى حشرهم زُرقاً؟

ج ـ لعلّه بسبب هول العذاب وشدّته تتوتّر أعصابهم فينحبس الدم في عروقهم فتميل وجوههم أو أجسادهم للزرقة، أو انّ وجوههم تتحوّل ـ بسبب هلعهم ـ شاحبةً بيضاء، ومن معاني الزرقة بياض خاص، قال ابن منظور: ((وقيل: الزرَق: بياض لا يُطيف بالعظم كلّه، ولكنّه وضحٌ في بعضه)) (5).

 

 

((يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلا عَشْرًا * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلا يَوْمًا))(103- 104).  

س 510 ـ كيف يكون من قدّر مدّة المكث الطويلة بيوم أو فرهم عقلاً مع أنّ تقديره أبعد عن الصواب؟

ج ـ لعلّه باعتبار أن المقدرَّ هو فترة مكثهم في القبر، وهناك لا يتوارد عليهم الليل والنهار، فهو ـ من هذه الجهة ـ أقرب إلى اليوم من حيث الكيفية لا الكميّة.

 

((... وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا))(113).  

س511 ـ كيف يُحدث لهم ذكراً؟

ج ـ يذكرّهم اللهَ تعالى وثوابَه وعذابَه.

 

 ((وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))(124).  

س 512 ـ كيف وهناك الكثير من المنحرفين والكافرين يعيشون حياةً مترفة؟

ج ـ لعلّه باعتبار أن هؤلاء ـ رغم ترفهم المادي ـ يعيشون حالة الاضطراب والتوجس بالنسبة لما يواجهونه بعد الموت من المصير المجهول، لعدم إيمانهم بالله تعالى والتزامهم بنهجه القويم.

  

((فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى))(130).  

س 513 ـ ما هي خصوصية هذه الأوقات للتسبيح؟

ج ـ هناك رأيان للمفسرين: الأول أن الآية بصدد الحث على مداومة ذكر الله وتسبيحه، وهذه الأقات تستوعب وقت يقظة الإنسان في اليوم والليلة.

الثاني: ان الآية تشير إلى أوقات الصلاة، فصلاة الفجر قبل طلوع الشمس، وصلاتا الظهرين الممتد وقتهما إلى ما قبل الغروب، وصلاتا العشائين في الليل وربما صلاة الليل أيضاً، قيل: واطراف النهار اشارة إلى الصلوات المستحبة التي يؤتى بها نهاراً كما يؤتى بصلاة الليل المستحبة ليلاً(6).

 

((وَقَالُوا لَوَْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِّن رَّبِّهِ أَوَلَمْ تَأْتِهِم بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى))(133).  

س 514 ـ ما هي البيّنة التي وصلتهم؟

ج ـ هي ما تحدث به القرآن من مصير الأمم السابقة الذين طلبوا آيات من ربّهم، ثم لم يلتزموا بعهدهم، فلم يحفظوها مثل قوم نبي الله صالح الذين طلبوا الناقة لتكون آية لهم ثم لم يحفظوها، فأنزل الله تعالى عليهم العذاب الماحق. فالآية الكريمة تحذّر هؤلاء من اقتراح آيات معيّنة قد يكفرون بها ـ كما كفرت الأمم السابقة ـ فينزل عليهم الغضب الإلهي.

  

ــــــــــــــــــ

(1) سورة الأعراف: 187.

(2) يراجع مجمع البيان: 7/15.

(3) سورة طه: 47.

(4) الجامع الصحيح للبخاري: 3/176. حديث: 4416.

(5) لسان العرب: 10/139.

(6) يراجع التفسير الأمثل: 10/108.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=455
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19