• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم / المكتبة .
              • الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع ) ، تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي .
                    • الموضوع : سورة فاطر .

سورة فاطر

سورة فاطر

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: الحمدين حمد سبأ وحمد فاطر من قرأهما في ليلة لم يزل في حفظ الله وكلائته، فمن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه، واعطى من خير الدنيا وخير الاخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة الملائكة دعته يوم القيامة ثلاثة أبواب من الجنة ان ادخل من أى الابواب شئت.

3 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على أبى بكرقال: فانشدك بالله أخوك المزين بالجناحين في الجنة يطير بهما مع الملائكة ام أخى؟ قال: بل اخوك.

4 - وفيه في احتجاج على عليه السلام يوم الشورى على الناس: نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخى جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيرى؟ قالوا: اللهم لا.

5 - وفيه ايضا في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال عليه السلام: واما السادسة و العشرون فان جعفرا اخى الطيار في الجنة مع الملائكة المزين بالجناحين من در و ياقوت وزبرجد.

6 - وفيه ايضا فيها قال عليه السلام: واما الثامنة والاربعون فان رسول الله صلى الله عليه واله أتانى في منزلى ولم نكن طعمنا منذ ثلاثة ايام، فقال: يا على هل عندك شئ؟ فقلت: و الذى اكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتى وابناى منذ ثلاثة ايام فقال النبى صلى الله عليه واله: يا فاطمة ادخلى البيت وانظرى هل تجدين شيئا؟ فقالت: خرجت الساعة فقلت: يا رسول الله ادخله أنا، فقال: ادخل وقل: بسم الله، فدخلت فاذا انا

[346]

بطبق موضوع عليه رطب وجفنة(1) من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا على رأيت الرسول الذى حمل الطعام؟ فقلت: نعم، فقال صفه لى فقلت: من بين أحمر و أخضر وأصفر، فقال: تلك خطط جناح جبرئيل مكللة بالدر والياقوت، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما أرى الا خدش أيدينا وأصابعنا، ولم ينقص من الطعام شئ فخصنى الله بذلك من بين أصحابه.

7 - عن يحيى بن وثاب عن ابن عمر قال كان على الحسن والحسين تعويذان حشوهما من زغب(2) جناح جبرئيل عليه السلام.

8 - عن محمد بن طلحة باسناده يرفعه إلى النبى صلى الله عليه واله قال: الملائكة على ثلاثة أجزاء: فجزء لهم جناحان، وجزء لهم ثلاثة اجنحة، وجزء لهم أربعة أجنحة.

9 - عن ثابت بن أبى صفية قال: قال على بن الحسين عليه السلام: رحم الله العباس يعنى ابن على فلقد آثر أبى وفدى أبى بنفسه قطعت يداه فأبدله الله بهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبى طالب، وان للعباس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة.

10 - عن زيد بن وهب قال: سئل أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ان الله تبارك وتعالى ملئكة لو ان ملكا منهم هبط إلى الارض ما وسعته لعظم خلقه وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس ان يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الافق بجناح من اجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته(3) ومنهم من قدمه على غير قرار في جو الهواء الاسفل والارضون إلى ركبته، ومنهم من لوالقى

___________________________________

(1) الجفنة: القصعة وعن الكسائى انه قال: اعظم القصاع الجفنة ثم القصعة تشبع العشرة ثم الصحفة تشبع الخمسة إلى آخرما ذكره.

(2) الزغب: صغار الريش وقيل اول ما يبدو منه.

(3) الحجزة: معقد الازار.

[ * ]

[347]

في نقرة ابهامه جميع المياه لوسعتها، ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين.

11 - عن أبى ايوب الانصارى عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه للزهراء فاطمة عليها السلام: يا فاطمة انا اهل بيت اعطينا سبع خصال لم يعطها أحد من الاولين قبلنا ولا يدركها أحد من الاخرين بعدنا: نبينا خير الانبياء وهو أبوك، ووصينا خير الاوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك.

12 - في كتاب التوحيد عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: ان لله تبارك وتعالى ملكا من الملائكة نصف جسده الاعلى نار ونصفه الاسفل ثلج، فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفى النار، وهو قائم ينادى بصوت له رفيع: سبحان الذى كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا يطفى حر النار، اللهم [ يا ] مؤلفا بين الثلج والنار، الف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك.

13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مجاهد قال: قال ابن عباس: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان لله تبارك وتعالى ملكا يقال له دردائيل، كان له ستة - عشر ألف جناح ما بين الجناح والجناح هوى والهوى كما بين السماء والارض، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

14 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد ابن القاسم عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: يا حسين - وضرب بيده على مساور(1) في البيت - مساور طال ما انكبت عليها الملائكة وربما التطقنا من زغبها.

15 - محمد عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم قال: حدثنى مالك بن عطية الاحمسى عن أبى حمزة الثمالى قال: دخلت على على بن الحسين عليهما السلام فاحتبست في الدار ساعة، ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من

___________________________________

(1) المساور جمع المسور: متكأ من جلد.

[ * ]

[348]

كان في البيت، فقلت: جعلت فداك هذا الذى تلتقطه أى شئ هو؟ قال: فضلة من زغب الملائكة نجمعه اذا خلونا نجعله سيحا(1) لا ولادنا فقلت: جعلت فداك وانهم ليأتونكم؟ فقال: يا ابا حمزة انهم ليزاحمونا على تكأتنا(2).

16 - في بصائر الدرجات أحمد بن موسى عن أحمد المعروف بغزال مولى حرب بن زياد البجلى عن محمد أبى جعفرالحمامى الكوفى عن الازهر البطيخى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل عرض ولاية أمير المؤمنين عليه السلام فقبلتها الملائكة وأباها ملك يقال له فطرس، فكسر الله جناحه فلما ولد الحسين بن على عليهما السلام بعث الله جبرئيل في سبعين ألف ملك إلى محمد صلى الله عليه واله يهنئهم بولادته، فمربفطرس فقال له فطرس: إلى أين تذهب؟ قال: بعثنى الله إلى محمد أهنئهم بمولود ولد في هذه الليلة، فقال له فطرس: احملنى معك وسل محمدا يدعو لى، فقال له جبرئيل: اركب جناحى فركب جناحه فاتى محمدا صلى الله عليه واله فدخل عليه وهنأه فقال له: يا رسول الله ان فطرس بينى وبينه اخوة، وسألنى ان اسألك ان تدعو الله ان يرد عليه جناحه، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: يا فطرس أتفعل؟ قال: نعم فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه واله ولاية أمير المؤمنين فقبلها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: شأنك المهد فتمسح به وتمرغ فيه، قال: فمشى فطرس إلى مهد الحسين بن على ورسول الله صلى الله عليه واله يدعوقال رسول الله صلى الله عليه واله: فنظرت إلى ريشه وانه ليطلع ويجرى فيه الدم ويطول حتى لحق بجناحه الاخر وعرج مع جبرئيل إلى السماء وصار إلى موضعه.

17 - أحمد بن الحسن بن على بن فضال عن عمرو بن سعيد عن مصدق بن صدقة عن عمار الساباطى قال: أصبت شيئا كان على وسائد كانت في منزل أبى عبدالله عليه السلام فقال له بعض اصحابنا: ما هذا جعلت فداك؟ - وكان يشبه شيئا يكون في الحشيش كثيرا كأنه جوزة - فقال له أبوعبدالله عليه السلام: هذا مما يسقط من أجنحة الملائكة ثم قال:

___________________________________

(1) السبح: ضرب من البرود.

(2) تكأة - كهمزة: ما يعتمد عليه حين الجلوس.

[ * ]

[349]

يا عمار ان الملائكة لتزاحمنا على نمارقنا(1).

18 - ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن حماد عن المفضل بن عمرقال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فبينا انا عنده جالس اذا أقبل موسى ابنه عليهما السلام وفي رقبته قلادة فيها ريش غلاظ، فدعوت به فقبلته وضممته إلى ثم قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك اى شئ هذا الذى في رقبة موسى؟ فقال: هذا من أجنحة الملائكة، قال: قلت: وانها لتأتيكم؟ فقال: نعم انها لتأتينا وتعفر في فرشنا، وان هذا الذى في رقبة موسى من أجنحتها.

19 - أحمد بن الحسين عن الحسن بن برة الاصم عن ابى بكير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتتقلب على فرشنا و تحضر موائدنا وتاتينا من كل نبات في زمانه رطب ويابس، وتقلب علينا أجنحتها وتقلب اجنحتها على صبياننا.

20 - في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق صلوات الله عليه: خلق الله الملائكة مختلفة، وقد أتى رسول الله جبرئيل عليه السلام وله ستمأة جناح على ساقه الدر مثل القطر على البقل، قد ملاء ما بين السماء والارض، وقال: اذا أمر الله عزوجل ميكائيل بالهبوط إلى الدنيا صارت رجله في السماء السابعة والاخرى في الارضين السابعة، و ان لله ملائكة أنصافهم من برد، وأنصافهم من نار، يقولون: يا مؤلفا بين البرد والنار ثبت قلوبنا على طاعتك، وقال: ان لله ملكا بعد ما بين شحمة اذنه إلى عينه مسيرة خمسمأة عام بخفقان الطير، وقال: ان الملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا ينكحون وانما يعيشون بنسيم العرش، وان لله عزوجل ملائكة ركعا إلى يوم القيامة، وان لله عزوجل ملائكة سجدا إلى يوم القيامة، ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله ما من شئ مما خلق الله عزوجل اكثر من الملائكة وانه ليهبط في كل يوم أو في كل ليلة سبعون ألف ملك، فيأتون البيت الحرام فيطوفون به، ثم يأتون رسول الله صلى الله عليه واله ثم يأتون أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيسلمون، ثم يأتون الحسين صلوات الله عليه

___________________________________

(1) نمارق جمع نمرقة: الوسادة الصغيرة يتكأ عليها.

[ * ]

[350]

فيقيمون عنده، فاذا كان عند السحر وضع لهم المعراج إلى السماء ثم لا يعودون ابدا.

21 - وقال ابوجعفر عليه السلام: ان الله عزوجل خلق اسرافيل وجبرئيل وميكائيل عليهم السلام من تسبيحة واحدة، وجعل لهم السمع والبصر وجودة العقل(1) وسرعة الفهم.

22 - وقال امير المؤمنين عليه السلام في خلقة الملائكة وملائكة خلقتهم واسكنتهم سمواتك، فليس فيهم فترة، ولا عندهم غفلة، ولا فيهم معصية هم أعلم خلقك بك، و أخوف خلقك منك، وأقرب خلقك منك، واعلمهم بطاعتك لا يغشاهم نوم العيون و لا سهو العقول، ولا فترة الابدان، لم يسكنوا الاصلاب ولم يضمهم الارحام، ولم تخلقهم من ماء مهين، انشأتهم انشاء فاسكنتهم سمواتك، واكرمتهم بجوارك، وائتمنتهم على وحيك، وجنبتهم الافات ووقيتهم البليات، وطهرتهم من الذنوب، ولولا قوتك لم يقووا ولولا تثبيتك لم يثبتوا، ولولا رحمك لم يطيعوا، ولولا انت لم يكونوا، اما انهم على مكانتهم منك وطاعتهم اياك ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن أمرك لو عاينوا ما خفى عنهم منك لا حتقروا اعمالهم، ولا زروا على أنفسهم(2) ولعلموا انهم لم يعبدوك حق عبادتك سبحانك خالقا ومعبودا ما أحسن بلاؤك عند خلقك:.

23 - في عيون الاخبار في باب فيما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: حسنوا القرآن بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا وقرء يزيد في الخلق ما يشاء.

24 - في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن زرارة عن عبدالله بن سليمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء.

25 - في مجمع البيان (يزيد في الخلق ما يشاء) وروى ابوهريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: هو الوجه الحسن والصوت الحسن والشعر الحسن.

26 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ (وموجود العقل).

(2) أزرى عليه: عابه وعاتبه.

[ * ]

[351]

عن مالك بن عبدالله بن أسلم عن أبيه عن رجل من الكوفيين عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال: والمتعة من ذلك.

قال عز من قائل ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا الاية.

27 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى احفظ وصيتى لك بأربعة إلى ان قال: والرابعة ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.

28 - وباسناده إلى أبان الاحمر عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه جاء اليه رجل فقال له: بأبى انت وامى عظنى موعظة، فقال عليه السلام: ان كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان عن هاشم بن عمار يرفعه في قوله: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون قال: نزلت في زريق وحبتر(1).

30 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن اسباط عن أحمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها ان يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه و يحسب انه يحسن صنعا.

31 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن أسباط عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد ابراهيم بن يسار يرفعه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب، ولولا ذلك ما ابتلى مؤمن بذنب أبدا.

32 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بينما موسى عليه السلام جالسا أذ أقبل ابليس

___________________________________

(1) كناية عن الاول والثانى وقد مر [ * ]

[352]

وعليه برنس(1) ذو ألوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام إلى موسى فسلم عليه، فقال له موسى: من أنت؟ قال: انا ابليس، قال: أنت فلا قرب الله دارك قال: انى انما جئت لاسلم لمكانك من الله فقال له موسى: فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بنى آدم، فقال له موسى: فأخبرنى بالذنب الذى اذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: اذا أعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.

33 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن العزرمى عن أبيه عن ابى اسحاق عن حارث الاعور عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سئل عن السحاب أين يكون؟ قال يكون على شجر كثيف على ساحل البحر يأوى اليها، فاذا أراد الله أن يرسله أرسل ريحا فأثاره ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق فيرتفع.

34 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين ابن سعيد عن ابن العزرمى رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: وسئل عن السحاب أين يكون؟ قال: يكون على شجر على كثيب على شاطئ البحر يأوى اليه، فاذا أراد الله عزوجل أن يرسله أرسل ريحا فاثارته ووكل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق، فيرتفع ثم قرأ هذه الاية: والله الذى ارسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت الاية والملك اسمه الرعد.

قال عز من قائل: كذلك النشور.

35 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبيعمير عن جميل بن دراج عن أبيعبد الله عليه السلام قال: اذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الارض أربعين صباحا فاجتمعت الاوصال(2) ونبتت اللحوم.

وفى امالى الصدوق رحمه الله مثله سواء.

36 - في مجمع البيان: ولله العزة جميعا روى أنس عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان ربكم يقول كل يوم: أنا العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز.

37 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل اليه يصعد الكلم الطيب والعمل

___________________________________

(1) البرنس: كل ثوب رأسه ملتزق به.

(2) قال الجوهرى: الاوصال: المفاصل وقال غيره: مجتمع العظام [ * ]

[353]

الصالح يرفعه قال: كلمة الاخلاص والاقرار بما جاء به من عند الله من الفرائض و الولاية، يرفع العمل الصالح إلى الله عزوجل وعن الصادق عليه السلام انه قال: الكلم الطيب قول المؤمن لا اله الا الله محمد رسول الله على ولى الله وخليفة رسول الله، قال: والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب، ان هذا هو الحق من عند الله لا شك فيه من رب العالمين.

38 - وفي رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان لكل قول مصداقا من عمل يصدقه أو يكذبه، فاذا قال ابن آدم وصدق قوله بعمله رفع قوله بعمله إلى الله، واذا قال وخالف عمله قوله رد قوله على عمله الخبيث وهوى به في النار.

39 - في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن على عن أبيه سيد العابدين حديث طويل وفيه يقول سيد العابدين عليه السلام: وان لله تبارك وتعالى بقاعا في سماواته، فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، ألا تسمع الله عزوجل يقول: (تعرج الملائكة والروح اليه) ويقول عزوجل في قصة عيسى بن مريم عليه السلام: (بل رفعه الله اليه) ويقول عزوجل: (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه).

وفى الفقيه مثله سواء.

40 - في اصول الكافى على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن زياد القندى عن عمار الاسدى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره، فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا.

41 - في نهج البلاغة ولولا اقرارهن(1) له بالربوبية واذعانهن له بالطواغية(2) لما جعلهن موضعا لعرشه ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه.

42 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث

___________________________________

(1) مرجع الضمير في قوله عليه السلام هو السماوات المذكور في كلامه (ع) قبيل ذلك.

(2) الطواعية: الطاعة يقال فلان حسن الطواعية لك اى حسن الطاعة لك.

[354]

طويل وفيه قال ابن الكوا: يا أمير المؤمنين ! فما ثواب من قال: لا اله الا الله؟ قال: من قال: لا اله الا الله مخلصا طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الاسود من الرق الابيض فاذا قال ثانية: لا اله الا الله مخلصا خرقت أبواب السماء وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فاذا قال ثالثة مخلصا لا اله الا الله لم تنته دون العرش فيقول الجليل: اسكنى فوعزتى وجلالى لاغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الاية (اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه) يعنى اذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه.

43 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله: وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره الا في كتاب يعنى يكتب في كتاب وهو رد على من ينكر البداء.

44 - في جوامع الجامع وقيل: معناه لا يطول عمرو لا ينقص الا في كتاب، و هو أن يكتب في اللوح لو أطاع الله فلان بقى إلى وقت كذا، واذا عصى نقص من عمره الذى وقت له، واليه اشار رسول الله صلى الله عليه واله في قوله: ان الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار وتزيدان في الاعمار.

45 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحق ابن عمار قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما نعلم شيئا يزيد في العمر الا صلة الرحم، حتى ان الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين سنة، فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة، ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة، فيكون قاطعا للرحم فينقصه الله عزوجل ثلاثين سنة، ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.

الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن ابى الحسن الرضا عليه السلام مثله.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: في معنى هذين الحديثين أحاديث كثيرة في اصول الكافى تطلب لمن أراد هناك.

46 - في كتاب الخصال عن ابن شهاب عن انس بن مالك قال: سمعت النبى صلى الله عليه واله يقول: من سره أن يبسط في رزقه وينسى له في أجله فليصل رحمه.

47 - عن ابى جعفر عليه السلام قال: في كتاب على عليه السلام: ثلاث خصال لا يموت

[355]

صاحبهن حتى يرى وبالهن: البغى وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها، إلى قوله عليه السلام: وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم فيبرون فيزاد في أعمارهم، فان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران الديار بلاقع من أهلها(1).

48 - عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من صدق لسانه زكا عمله، ومن حسنت نيته زاد الله في رزقه، ومن حسن بره في اهله زاد الله في عمره.

49 - عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر المسلمين اياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الاخرة، اما التى في الدنيا فانه يذهب بالبهاء ويورث الفقر وينقص العمر.

الحديث.

وعن على بن ابيطالب عن النبى صلى الله عليه واله انه قال في وصيته له مثله بتغيير يسير.

وعن أبى عبدالله عليه السلام مثله كذلك.

50 - في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا مع سليمان المروزى قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرنى أبى عن آبائه ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله عزوجل أوحى إلى نبى من أنبيائه ان أخبر فلان الملك انى متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبى فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير، فقال: يا رب أجلنى حتى يشب طفلى وأقضى امرى فأوحى الله عزوجل إلى ذلك النبى ان ائت فلان الملك فأعلمه انى قد انسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة سنة، فقال ذلك النبى: يا رب انك تعلم انى لم اكذب قط فأوحى الله عزوجل اليه انما انت عبد مأمور فأبلغه ذلك، والله لا يسأل عما يفعل وفى عيون الاخبار مثله سواء.

51 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن ابى اسحق الجرجانى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل جعل لمن جعل سلطانا اجلا ومدة من ليالى وايام وسنين وشهور، فان عدلوا في الناس أمر الله

___________________________________

(1) قال الجزرى وفيه: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعا وهى الارض القفر التى لا شئ بها، يريد ان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في صيته من الرزق، و قيل هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما اولاه من نعمة.

[ * ]

[356]

عزوجل صاحب الفلك ان يبطئ بادراته فطالت ايامهم ولياليهم وسنوهم وشهورهم، وان هم جاروا في الناس ولم يعدلوا أمر الله عزوجل صاحب الفلك فاسرع بادارته فقصرت لياليهم وايامهم وسنيهم وشهورهم وقد وفى عزوجل بعد الليالى والشهور.

52 - في ارشاد المفيد رحمه الله وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان قائمنا اذا قام أشرقت الارض بنور ربها، واستغنى الناس عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ذكر لا يولد له فيهم انثى.

53 - في تهذيب الاحكام ابوالقاسم جعفر بن محمد عن الحسين بن على بن زكريا عن الهيثم بن عبدالله عن الرضا على بن موسى عن أبيه عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: ان ايام زائرى الحسين بن على عليهما السلام لا تعد من آجالهم.

54 - وعنه عن محمد بن عبدالله بن جعفر عن أبيه عن محمد بن عبدالحميد عن سيف ابن عميرة عن منصور بن حازم قال: سمعته يقول: من أتى عليه حول ولم يأت قبر الحسين عليه السلام نقص الله من عمره حولا، ولو قلت: ان أحدكم ليموت قبل اجله بثلاثين سنة لكنت صادقا، وذلك انكم تتركون زيارته فلا تدعوها يمد الله في أعماركم، ويزيد في أرزاقكم واذا تركتم زيارته نقص الله من أعماركم وارزاقكم.

55 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من أخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة(1) فاذا هم ببائقه قبضه اليه.

56 - قال: وقال جعفر بن محمد عليهما السلام: تجنبوا البوائق بمدكم في الاعمار.

57 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر قال: جاء‌نى محمد بن اسمعيل(2) وقد اعتمرنا عمرة رجب و نحن يومئذ بمكة، فقال: يا عم انى اريد بغداد وقد أحببت ان اودع عمى ابا الحسن يعنى موسى بن جعفر عليه السلام واحببت ان تذهب معى اليه، فخرجت معه نحو أخى وهو في

___________________________________

(1) البائقة: الشر الظلم والجمع بوائق.

(2) هو ابن اسماعيل بن أبى عبدالله عليه السلام.

[ * ]

[357]

داره التى بالحوبة وذلك بعد الغروب بقليل، فضربت الباب فأجابنى اخى فقال من هذا؟ قلت: على، فقال: هو ذا أخرج وكان بطئ الوضوء، فقلت: العجل قال وأعجل فخرج وعليه ازار ممشق(1) قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب فقال على بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت: قد جئتك في امر ان تره صوابا فالله وفق له وان يكن غير ذلك فما اكثر ما نخطى، قال: وما هو؟ قلت: هذا ابن اخيك يريد أن يودعك ويخرج إلى بغداد فقال له: ادنه فدعوته وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك: اوصنى، فقال اوصيك ان تتقى الله في دمى، فقال: من ارادك بسوء فعل الله به وفعل، ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصنى فقال: اوصيك ان تتقى الله في دمى، فدعا على من أراده بسوء ثم تنحى عنه، ومضيت معه، فقال لى أخى: يا على مكانك فقمت مكانى فدخل منزله، ثم دعانى فدخلت اليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها وقال: قل لابن أخيك يستعين بها على سفره قال على: فأخذتها فأدرجتها في حاشية ردائى ثم ناولنى مأة اخرى وقال: اعطه ايضا ثم ناولنى صرة اخرى وقال: اعطه ايضا، فقلت: جعلت فداك اذا كنت تخاف منه مثل الذى ذكرت فلم تعينه على نفسك؟ فقال اذا وصلته وقطعنى قطع الله أجله، ثم تناول مخدة ادم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح(2) فقال: اعطه هذه ايضا قال: فخرجت اليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم اعطيته الثانية والثالثة ففرح حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج، ثم اعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت ان في الارض خليفتين حتى رأيت عمى موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة فأرسل هارون اليه بمأة الف درهم فرماه الله بالذبحة(3) فما نظر منها إلى درهم ولا مسه.

58 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: وما يستوى البحران هذا عذاب فرات وهذا ملح اجاج و

___________________________________

(1) ممشق اى مصبوغ بالمشق وهو الطين الاحمر.

(2) الوضح: الدرهم الصحيح.

(3) الذبحة: وجع في الحلق او دم يخنق فيقتل.

[ * ]

[358]

الاجاج المر.

59 - وفيه حدثنى أبى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال للابرش يا أبرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات إلى أن قال وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

60 - وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير قال: الجلدة الرقيقة التى على ظهر النوى.

61 - وقوله عزوجل: وما يستوى الاعمى والبصير مثل ضربه الله عزوجل للمؤمن والكافر ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور فالظل الناس والحرور البهائم ثم قال: ان الله يسمع من يشاء وما انت بمسمع من في القبور قال هؤلاء الكفار لا يسمعون منك كما لا يسمع أهل القبور.

62 - وقوله عزوجل: وان من امة الا خلا فيها نذير قال: لكل زمان امام.

63 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا انزلناه تفلجوا، فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه واله وانها لسيدة دينكم وانها لغاية علمنا، يا معشر الشيعة خاصموا (بحم والكتاب المبين انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله صلى الله عليه واله يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: (وان من امة الا خلا فيها نذير) قيل: يا باجعفر نذيرها محمد صلى الله عليه واله؟ قال: صدقت فهل كان نذير وهو حى من البعثة في اقطار الارض؟ فقال السائل: لا، قال أبوجعفر عليه السلام: ارأيت بعيثه أليس نذيره؟ كما ان رسول الله صلى الله عليه واله في بعثته من الله عزوجل نذير؟ فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد الا وله بعيث نذير، قال: فان قلت لا، فقد ضيع رسول الله صلى الله عليه واله من في أصلاب الرجال من امته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى ان وجدوا له مفسرا قال: وما فسره رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن

[359]

ذلك الرجل وهو على بن أبى طالب عليه السلام والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة(1).

64 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله في احتجاج أبى عبدالله الصادق عليه السلام قال السائل: فأخبرنى عن المجوس أفبعث اليهم نبيا فانى أجد لهم كتبا محكمة ومواعظ بليغة وامثالا شافية، ويقرون بالثواب والعقاب ولهم شرايع يعملون بها قال: ما من امة الا خلا فيها نذير وقد بعث اليهم نبى بكتاب من عند الله فانكروه وجحدوا كتابه.

65 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان من العبادة شدة الخوف من الله عزوجل يقول الله عزوجل: انما يخشى الله من عباده العلماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

66 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال: قال على بن الحسين عليهما السلام: وما العلم بالله والعمل الا إلفان مؤتلفان، فمن عرف الله خافه، وحثه الخوف على العمل بطاعة الله، وان ارباب العلم واتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ورغبوا اليه وقد قال الله: (انما يخشى الله من عباده العلماء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

67 - في مجمع البيان وروى عن الصادق (ع) انه قال: يعنى بالعلماء من صدق قوله فعله، ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم، وفى الحديث أعلمكم بالله أخوفكم لله.

___________________________________

(1) أقول وذكر الكلينى (ره) في اصول الكافى حديثا آخرفيه تفسير لهذه الاية الكريمة وقد اهمله المؤلف (ره) وهو: (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح اولها الا بآخرها - إلى ان قال عليه السلام - ان الله قد استخلص الرسل لامره ثم استخلصهم مصدقين بذلك في نذره فقال: (وان من امة لا خلا فيها نذير) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل..اه) [ * ]

[360]

68 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ودليل الخشية التعظيم لله والتمسك بخالص الطاعة وأوامره والخوف والحذر ودليلهما العلم، قال الله تعالى: (انما يخشى الله من عباده العلماء).

69 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم الاربعاء اللهم اشد خلقك خشية لك أعلمهم بك، وأفضل خلقك لك عملا أخوفهم لك، لا علم الا خشيتك ولا حكم الا الايمان بك، ليس لمن لم يخشك علم، ولا لمن لم يؤمن بك حكم.

70 - في مجمع البيان: وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية الاية وعن عبدالله بن عبيد الله بن عمرالليثى قال: قام رجل إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله مالى لا أحب الموت؟ قال: ألك مال؟ قال: نعم قال: فقدمه قال: لا أستطيع، قال: فان قلب الرجل مع ماله ان قدمه أحب أن يلحق به وان أخره، أحب أن يتأخر معه.

71 - في من لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام: انماأعطاكم الله هذه الفضول من الاموال لتوجهوها حيث وجهها الله عزوجل ولم يعطكموها لتكثروها.

72 - في كتاب الخصال عن هشام بن معاذ قال: كنت جليس عمر بن عبدالعزيز حيث دخل المدينة فامر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة او ظلامة فليأت الباب، فأتاه محمد بن على يعنى الباقر عليه السلام فدخل اليه مولاه مزاحم فقال: ان محمد بن على بالباب فقال له: ادخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع فقال محمد بن على: ما ابكاك يا عمر؟ فقال هشام: ابكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد ابن على: يا عمر انما الدنيا سوق من الاسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم إلى قوله عليه السلام: واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذى تحب ان يكون معك اذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك، وتنظر الذى تكره أن يكون معك اذا قدمت على ربك فابتغ به البدل، ولا تذهبن إلى سلعة قد بادت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

73 - في مجمع البيان روى ابن مسعود عن النبى صلى الله عليه واله انه قال في قوله: ويزيدهم من فضله هو الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع اليه معروفا في الدنيا.

[361]

74 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن عبدالمؤمن عن سالم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله قال: السابق بالخيرات الامام، والمقتصد العارف للامام، والظالم لنفسه الذى لا يعرف الامام.

75 - الحسين عن المعلى عن الوشا عن عبدالكريم عن سليمان بن خالد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال: اى شئ تقولون انتم؟ قلت: نقول انها في الفاطميين قال: ليس حيث تذهب، ليس يدخل في هذا من اشار بسيفه ودعا الناس إلى خلاف فقلت: اى شئ الظالم لنفسه؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف الامام والمقتصد العارف بحق الامام والسابق بالخيرات الامام.

76 - الحسين بن محمد عن معلى عن الحسن عن أحمد بن عمر قال: سألت ابا الحسن الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الاية قال: فقال: ولد فاطمة عليها السلام (والسابق بالخيرات) الامام و (المقتصد) العارف بالامام (والظالم لنفسه) الذى لا يعرف الامام.

77 - محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر أو غيره عن محمد بن حماد عن أخيه أحمد بن حماد عن ابراهيم عن أبى الحسن الاول عليه السلام انه قال: وقد اورثنا نحن هذا القرآن الذى فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعل الله لنا في ام الكتاب ان الله يقول: (وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين) ثم قال: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل، وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ.

78 - في بصائر الدرجات أحمد بن الحسن بن على بن فضال عن حميد بن المثنى عن أبى سلام المرعش عن سورة بن كليب قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله

[362]

تبارك وتعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله) قال: السابق بالخيرات الامام.

79 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن ابن مسكان عن ميسر عن سورة بن كليب عن أبى جعفر عليه السلام قال في هذه الاية: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) إلى آخر الاية قال: السابق بالخيرات الامام فهى في ولد على وفاطمة عليهما السلام.

80 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن كتاب محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى أبى اسحاق السبيعى قال: خرجت حاجا فلقيت محمد بن على فسألته عن الاية (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) قال: ما يقول فيها قومك يا أبا اسحق؟ - يعنى اهل الكوفة قال: قلت: يقولون انها لهم، قال: فما يخوفهم اذا كانوا في الجنة؟ قال: فما تقول أنت جعلت فداك؟ فقال: هى لنا خاصة، يا ابا اسحق أما السابق بالخيرات فعلى بن ابيطالب والحسن والحسين والشهيد منا والمقتصد فصائم بالنهار وقائم بالليل، واما الظالم لنفسه ففيه ما في الناس وهو مغفور له.

81 - وفيه ايضا يقول على بن موسى بن طاووس: وجدت كثيرا من الاخبار وقد ذكرت بعضها في كتاب البهجة لثمرة المهجة(1) متضمنة ان قوله جلاله: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) ان المراد بهذه الاية جميع ذرية النبى صلى الله عليه واله وان الظالم لنفسه هو الجاهل بامام زمانه، والمقتصد هو العارف به، والسابق بالخيرات هو امام الوقت صلوات عليه، فممن روينا ذلك عنه الشيخ أبوجعفر محمد بن بابويه من كتاب الفرق باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه ورويناه من كتاب الواحد لابن جمهور فيما رواه عن أبى محمد الحسن بن على العسكرى صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب دلائل

___________________________________

(9) كذا في النسخ والظاهر انه مصحف (كشف المحجة لثمرة المهجة) وهو المطبوع اخيرا بالغرى على ساكنها آلاف التحية والثناء.

[ * ]

[363]

لعبد الله بن جعفر الحميرى عن مولانا الحسن العسكرى سلام الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن على بن رباح باسناده إلى الصادق صلوات الله عليه، ورويناه من كتاب محمد بن مسعود بن عياش في تفسير القرآن، ورويناه من الجامع الصغير ليونس بن عبدالرحمن ورويناه من كتاب عبدالله بن حماد الانصارى، ورويناه من كتاب ابراهيم الخزاز وغيرهم رضوان الله عليهم ممن لم يحضرنى ذكر اسمائهم والاشارة اليهم.

82 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبوجعفر محمد بن على بن نصر البخارى المقرى قال: حدثنا أبوعبدالله الكوفى العلوى الفقيه بفرغانه باسناد متصل إلى الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام انه سئل عن قول الله عزوجل (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فقال: الظالم يحوم حوم نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه، والسابق بالخيرات يحوم حوم ربه عزوجل.

83 - حدثنا محمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن على أعنى ابن السكرى قال: أخبرنا محمد بن زكريا الجوهرى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن جابر بن يزيد الجعفى عن أبيجعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله) فقال: الظالم منا من لا يعرف حق الامام، والمقتصد العارف بحق الامام، والسابق بالخيرات باذن الله هو الامام (جنات عدن يدخلونها) يعنى المقتصد والسابق.

84 - حدثنا أبوعبدالله الحسن بن يحيى البجلى قال: حدثنا ابى قال: حدثنا أبوعوانة موسى بن يوسف الكوفى قال: حدثنا عبدالله بن يحيى عن يعقوب بن يحيى عن أبى حفص عن أبيحمزة الثمالى قال: كنت جالسا في المسجد الحرام مع أبيجعفر عليه السلام اذ أتاه رجلان من أهل البصرة فقالا له يا ابن رسول الله انا نريد ان نسئلك عن مسألة فقال لهما: سلا عما أحببتما قال: أخبرنا عن قول الله عزوجل: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير) إلى آخر الايتين قال: نزلت فينا أهل البيت قال أبو حمزة فقلت:

[364]

بأبى أنت وامى فمن الظالم لنفسه؟ قال: من استوت حسناته وسيئاته منا أهل البيت فهو الظالم لنفسه فقلت: المقتصد منكم؟ قال: العابد لله في الحالين حتى يأتيه اليقين فقلت: فمن السابق منكم بالخيرات؟ قال: من دعا والله إلى سبيل ربه وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر ولم يكن للمضلين عضدا، ولا للخائنين خصيما، ولم يرض بحكم الفاسقين الا من خاف على نفسه ودينه ولم يجد أعوانا.

85 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن أبيبصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الاية: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) قال: أى شئ تقول؟ قلت: أقول: انها خاصة لولد فاطمة عليها السلام، فقال: عليه السلام: اما من سل سيفه ودعا إلى نفسه إلى الضلال من ولد فاطمة وغيرهم فليس بداخل في هذه الاية، قلت: من يدخل فيها؟ قال: الظالم لنفسه الذى لا يدعو الناس إلى ضلال ولا هدى، و المقتصد منا أهل البيت العارف حق الامام، والسابق بالخيرات الامام.

86 - في الخرائج والجرائح روى عن الحسن بن راشد قال: قال لى أبو عبدالله عليه السلام: يا حسن ان فاطمة لعظمها على الله حرم الله ذريتها على النار، وفيهم نزلت: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) فاما الظالم لنفسه فالذى لا يعرف الامام.

والمقتصد العارف بحق الامام، و السابق بالخيرات هو الامام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

87 - وفيه أعلام أبى محمد الحسن العسكرى عليه السلام قال أبوهاشم انه سأله عن قوله: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات) قال عليه السلام: كلهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذى لا يقر بالامام، والمقتصد العارف بالامام، والسابق بالخيرات الامام.

88 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الصادق عليه السلام في قوله تعالى: (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) نزلت في حقنا وحق ذرياتنا.

89 - وفى رواية عنه وعن أبيه عليهما السلام هى خاصة وايانا عنى.

90 - وفى رواية أبى الجارود عن الباقر عليه السلام هم آل محمد.

[365]

91 - في مجمع البيان اختلف في ان الضمير في (منهم) إلى من يعود على قولين: أحدهما انه يعود إلى العباد، إلى قوله: والثانى ان الضمير يعود إلى المصطفين من العباد عن أكثر المفسرين، ثم اختلف في احوال الفرق الثلاث على قولين أحدهما ان جميعهم ناح ويؤيد ذلك ما ورد في الحديث عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في الاية: أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين (قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن).

92 - وروى اصحابنا عن ميسر بن عبدالعزيز عن جعفر الصادق عليه السلام الظالم لنفسه منا لا يعرف حق الامام، والمقتصد منا من يعرف حق الامام، والسابق بالخيرات هو الامام، وهؤلاء كلهم مغفور لهم.

93 - وعن زياد بن المنذر عن أبى جعفر عليه السلام اما الظالم لنفسه منا فمن عمل صالحا وآخرسيئا، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن والحسين ومن قتل من آل محمد شهيدا.

94 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة باسناده إلى الريان بن الصلت قال: حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان، فقال المأمون: أخبرونى عن معنى هذه الاية (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقالت العلماء: أراد الله تعالى بذلك الامة كلها، فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال الرضا عليه السلام: لا أقول كما قالوا ولكنى أقول: أراد الله عزوجل بذلك العترة الطاهرة، فقال المأمون: وكيف عنى العترة من دون الامة؟ فقال الرضا عليه السلام: انه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة لقول الله عزوجل: (فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله وذلك هو الفضل الكبير) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال: جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب الاية فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم.

95 - في كتاب معانى الاخبار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: (جنات عدن يدخلونها)

[366]

يعنى المقتصد والسابق، الحديث وقد سبق قريبا.

96 - في كتاب الخصال في احتجاج على عليه السلام على الناس يوم الشورى قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه واله: من سره أن يحيى حيوتى ويموت مماتى ويسكن جنتى التى وعدنى الله ربى جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال على بن أبيطالب وذريته من بعده، فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمى وفهمى لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم، يزول الحق معهم اينما زالوا غيرى؟ قالوا: اللهم لا.

97 - وعن على عليه السلام وقد سأله بعض اليهود عن مسائل قال اليهودى: فأين يسكن نبيكم من الجنة؟ قال: في أعلاها درجة واشرفها مكانا في جنات عدن، قال: صدقت والله انه لبخط هارون واملاء موسى.

98 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحق عن أبى جعفر عليه السلام انه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اذا دخل المؤمن في منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الاكليل تحت التاج والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) وفى روضة الكافى مثله سندا ومتنا.

99 - في مجمع البيان ورد في الحديث عن أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في الاية: اما السابق فيدخل الجنة بغير حساب، واما المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا، واما الظالم لنفسه فيحبس في المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن(1).

100 - في تفسير على بن ابراهيم لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب قال: النصب العنا، واللغوب الكسل والضجر.

___________________________________

(1) وقد مر الحديث بعينه تحت رقم 92 ووجه التكرار كأنه من جهة ما قاله صلى الله عليه وآله في تفسير قوله تعالى: (وقالوا الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن).

[ * ]

[367]

101 - وفيه في الحديث المنقول سابقا متصل بآخر ما نقلنا لفظة حرير آخر الاية بلا فصل قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاء‌ها(1) يحجبنها عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولى الله وهم يقوم اليها شوقا تقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم انا لك وأنت لى وفى روضة الكافى مثله كذلك.

102 - في نهج البلاغة وأكرم أسماعهم عن أن تسمع حسيس نار ابدا، وصان اجسادهم ان تلقى لغوبا ونصبا.

103 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى امير المؤمنين عليه السلام قال: ومن مات يوم الاربعاء من المؤمنين وقاه الله بخس يوم القيامة واسعده بمجاورته، واحله دار المقامة من فضله، لا يمسه فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب.

104 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله من مختصر تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه ما اعد الله لمحبى على يوم القيامة، وفيه: فاذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنئونهم بكرامة ربهم حتى اذا استقروا قرارهم قيل لهم: (هل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم) ربنا رضينا فارض عنا، قال: برضاى عنكم وبحبكم أهل بيت نبيى حللتم دارى وصافحتم الملائكة، فهنيئا هنيئا عطاء غير مجذوذ، ليس فيه تنغيص، فعندها (قالوا الحمد لله الذى اذهب عنا الحزن واحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب ان ربنا لغفور شكور).

وفى هذا الحديث: ان محبى على عليه السلام يقولون لله عزوجل اذا دخلوا الجنة: فائذن لنا بالسجود قال لهم ربهم عزوجل: انى قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وارحت لكم ابدانكم، فطالما انصبتم في الابدان وعنيتم لى الوجوه فالان افضيتم إلى روحى ورحمتى.

___________________________________

(1) الوصفاء جمع الوصيفة: الجارية.

[ * ]

[368]

105 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجانى عن ابى الحسن عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة قال: هات، لله ابوك قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة اما سمعت الله يقول: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) و قوله: (ولعلا بعضهم على بعض) وقال يحكى قول اهل النار: ارجعنا(1) نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل وقال: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

106 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل: اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر قال: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة.

107 - في نهج البلاغة وقال عليه السلام: العمر الذى اعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة.

108 - في مجمع البيان (او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) اختلف في هذا المقدار فقيل: هو ستون سنة، وهو المروى عن امير المؤمنين عليه السلام.

109 - وروى عن النبى صلى الله عليه واله مرفوعا انه قال: من عمره الله ستين سنة فقد اعذر اليه.

110 - وقيل هو توبيخ لابن ثمانى عشر سنة، وروى ذلك عن الباقر عليه السلام(2).

111 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبى صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على امان لامتى من الهدم ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا وروى العباس بن هلال عن ابى الحسن الرضا عليه السلام عن ابيه قال: لم يقل احد اذا اراد ان ينام: (ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا) فيسقط عليه البيت.

112 - في اصول الكافى اخبرنا ابوجعفر محمد بن يعقوب قال: حدثنى

___________________________________

(1) وفى المصحف الشريف (ربنا اخرجنا نعمل صالحا...اه).

(2) وفى نسخة بعد قوله (الباقر عليه السلام) هكذا: (وفى نسخة عن الصادق مكان الباقر عليهما السلام).

[ * ]

[369]

على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن الحسن بن ابراهيم عن يونس بن عبدالرحمان عن على بن منصور عن هشام بن الحكم عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لبعض الزنادقة: يا اخا اهل مصر ان الذى تذهبون اليه وتظنون انه الدهر ان كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم وان كان يردهم لم لا يذهب بهم القوم مضطرون يا اخا اهل مصر، السماء مرفوعة والارض موضوعة، لم لا ينحدر السماء على الارض، لم لا ينحدر الارض فوق طباقها، ولا يتماسكان ولا يتماسك من عليها قال الزنديق: امسكهما الله ربهما وسيدهما، قال: فآمن الزنديق على يدى ابى عبدالله عليه السلام.

113 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال: جاء الجاثليق أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: أخبرنى عن الله عزوجل يحمل العرش أم العرش يحمله؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله عزوجل حامل العرش والسموات وما فيهما وما بينهما و ذلك قول الله: (ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا) والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.

114 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: بنا يمسك الله السموات والارض ان تزولا.

115 - وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أيبقى الارض بغير امام؟ قال: لو بقيت الارض بغير امام ساعة لساخت.

116 - وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: أتبقى الارض بغير امام؟ فقال: لا، قلت: فانا نروى عن أبى عبدالله عليه السلام انها لا تبقى بغير امام الا ان يسخط الله على أهل الارض أو على العباد فقال: لو تبقى اذا لساخت.

117 - وباسناده إلى أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام: انا روينا عن أبى عبدالله عليه السلام ان الارض لا تبقى بغير امام أو تبقى ولا امام فيها؟ فقال: معاذ الله لا تبقى ساعة اذا لساخت.

118 - وباسناد له آخر إلى أحمد بن عمر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام: أتبقى الارض بغير امام؟ فقال: لا، فقلت: فانا نروى انها لا تبقى الا أن يسخط على العباد فقال:

[370]

لا تبقى اذا لساخت.

119 - وباسناده إلى عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبيجعفر عليه السلام قال: سمعته يقول لو بقيت الارض يوما بلا امام منا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه ان الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأمانا في الارض لاهل الارض، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض ما دمنا بين أظهرهم فاذا أراد الله ان يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم، ورفعنا اليه ثم يفعل الله ما شاء وأحب.

120 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: ولولا ما في الارض منا لساخت بأهلها.

121 - في تفسير على بن ابراهيم وقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه في كتابه الذى كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير فقال: وأى خطاء أعظم مما أتيا؟ أخرجا زوجة رسول الله صلى الله عليه واله من بيتها وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما ما أنصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما ثلاث خصال، مرجعها على الناس في كتاب الله عزوجل: البغى والمكر والنكث قال الله عزوجل: (ياايها الناس انما بغيكم على انفسكم) وقال: (ومن نكث فانما ينكث على نفسه) وقال: ولا يحيق المكر السيئ الا باهله وقد بغيا علينا ونكثا بيعتى و مكرا بى وقوله عزوجل: اولم يسيروا في الارض قال: أو لم ينظروا في القرآن وفى اخبار رجعة الامم الهالكة.

122 - قال: وحدثنى أبى عن النوفلى عن السكونى عن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: سبق العلم وجف القلم ومضى القضاء وتم القدر بتحقيق الكتاب وتصديق الرسل وبالسعادة من الله لمن آمن واتقى وبالشقاء لمن كذب وكفر بالولاية من الله عزوجل للمؤمنين وبالبرائة منه للمشركين: ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله ان الله عزوجل يقول: يا ابن آدم ! بمشيتى كنت أنت الذى تشاء لنفسك ما تشاء، و بارادتى كنت أنت الذى تريد لنفسك ما تريد، وبفضل نعمتى عليك قويت على معصيتى

[371]

وبقوتى وعصمتى وعافيتى اديت إلى فرائضى وانا اولى بحسناتك منك، وأنت اولى بذنبك منى، الخير منى اليك واصل بما اوليتك به، والشر منك اليك بما جنيت جزاء، وبكثير من تسلطى لك انطويت على طاعتى، وبسوء ظنك بى قنطت من رحمتى فلى الحمد والحجة عليك بالبيان، ولى السبيل عليك بالعصيان ولك الجزاء الحسن عندى بالاحسان، لم ادع تحذيرك ولم آخذك عند غرتك، وهو قوله عزوجل: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة لم اكلفك فوق طاقتك ولم أحملك من الامانة الا ما اقررت بها على نفسك ورضيت لنفسى منك ما رضيت به لنفسك منى، ثم قال عزوجل: ولكن يؤخرهم إلى اجل مسمى فاذا جاء اجلهم فان الله كان بعباده بصيرا(1).


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/books/index.php?id=1941
  • تاريخ إضافة الموضوع : 0000 / 00 / 00
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28