الآية: 52 - 62
[ أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا(52) أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا(53) أم يحسدون الناس على مآءاتهم الله من فضله فقدءاتينآ ءال إبرهيم الكتب والحكمة وءاتينهم ملكا عظيما(54) ] .
يطلق لكل باطل من معبود أو غيره.
ويقولون للذين كفروا: أي لاجلهم وفيهم.
هؤلاء: إشارة إليهم.
أهدى من الذين ءامنوا سبيلا: أقوم دينا وأرشد طريقا.
في الكافي: عن الباقر (عليه السلام): يقولون لائمة الضلال والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)(1).
أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا: يمنع العذاب بشفاعة أو غيرها.
أم لهم نصيب من الملك: إنكار. يعني ليس لهم ذلك.
فإذا لا يؤتون الناس نقيرا: يعني لوكان لهم نصيب، فإذا لا يؤتون الناس ما يوازي نقيرا.
وهو النقطة التي في وسط النواة، وهذا هو الاغراق في بيان شحهم، فإنهم بخلوا بالنقير وهم ملوك، فما ظنك بهم إذا كانوا أذلاء متفاقرين.
ويحتمل أن يكون إنكار أهم اوتوا نصيبا من الملك على الكناية، وأنهم لا يؤتون الناس شيئا. (*)
___________________________________
(1) والفاسق، ويقال: إنه لجبس من الرجال، إذا كان عييا (لسان العرب: ج 6 ص 34 لغة جبس).
(1) الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، قطعة من ح 1. (*)
[480]
وإذن (إذا) وقع بعد الواو أو الفاء لا لتشريك مفرد، جاز فيه الالغاء والاعمال(1)، ولذلك قرئ " فإذا لا يؤتوا " على النصب(2).
وفي الكافي: عن الباقر (عليه السلام): " أم لهم نصيب من الملك " يعني الامامة والخلافة، قال: ونحن الناس الذين عنى الله(3). والنقير: النقطة التي في وسط النواة.
أم يحسدون الناس: قيل: بل إيحسدون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأصحابه، أو العرب أو الناس جميعا.
على مآءاتهم الله من فضله قيل: النوة والكتاب والنصرة والاعزاز، وجعل النبي (صلى الله عليه وآله) الموعود منهم.
وفي الكافي، وفي تفسير العياشي وغير هما في عدة روايات عنهم (عليهم السلام): نحن الناس المحسودون - الذين قال الله - على ما أتانا الله من الامامة(4)(5).
وفي مجمع البيان: عن الباقر (عليه السلام): المراد بالناس النبي وآله (صلوات الله عليهم)(6).
___________________________________
(1) ذكروا في كتبهم أن إذن إذا وقعت بعد الواو أو الفاء، يجوز الالغاء والاعمال، ولم يذكروا القيد الذي ذكره المصنف، وهو أن يكون بغير التشريك في المفرد، والظاهر أن مراده: أن لا يذكر بعد الواو والفاء مفرد، مثل قوله: (فاما إذن آتيك) إذ لا يجوز في هذه الصورة الاعمال، لوجود اعتماد ما بعدها على ما قبلها (من حاشية الخطيب الكازروني على تفسير البيضاوي).
(2) من قوله: (والجبت في الاصل) إلى هنا سوى ما نقله عن الكافي، مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 224، لا حظ تفسيره لآية 51 - 52 من سورة النساء.
(3) الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامروهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، قطعة من ح 1.
(4) الكافي: ج 1 ص 205 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامروهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، قطعة من ح 1 ولا حظ سائر أحاديث الباب أيضا.
(5) تفسير العياشي: ج 1 ص 246 ح 153.
(6) مجمع البيان: ج 3 ص 61 في تفسيره لآية 53 من سورة النساء. (*)
[481]
وفي اصول الكافي: أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): نحن قوم فرض الله (عزوجل) طاعتنا، لنا الانفال، ولنا صفو المال، ونحن الراسخون في العلم، ونحن المحسودون الذين قال الله: " أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله "(1).
عدة من أصحابنا: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) في قوله الله (تبارك وتعالى): " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله " قال: نحن المحسودون(2).
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشا، عن حماد بن عثمان، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " ام يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله "، فقال: يا أبا الصباح نحن والله الناس المحسدون(3).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن فضال، عن ابن أيوب جميعا، عن معاوية ابن عمار، عن عمرو بن عكرمة، قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت: لي جار يؤذيني فقال: ارحمه، فقلت: لا رحمه الله فصرف وجه عني فكرهت أن أدعه، فقلت يفعل بي كذا ويفعل ويؤذيني فقال: أرأيت إن كاشفته انتصفت منه؟ قلت: بلى اربي عليه فقال (عليه السلام): إن ذا ممن يحسد الناس على ما أتاهم الله من فضله، فإذا رأى نعمة على أحد وكان له أهل جعل بلاءه عليهم،
___________________________________
(1) الكافي: ج 1 ص 186 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الائمة، الحديث 6.
(2) الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، ح 2.
(3) الكافي: ج 1 ص 206، كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامر، وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل) ح 4. (*)
[482]
وإن لم يكن له أهل جعله على خادمه، فإن لم يكن له خادم أسهر ليلة وأغاظ نهاره، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة(1).
فقد ءاتينآ ءال إبرهيم: الذين هم أسلاف النبي وبنو عمه.
الكتب والحكمة وءاتينهم ملكا عظيما: فلا يبعد أن يؤتيهم مثل ما آتاهم.
في تفسير علي بن إبراهيم: عن الصادق (عليه السلام): الكتاب، النبوة، والحكمة، الفهم والقضاء، والملك العظيم، الطاعة المفروضة(2).
وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): يعني جعل منهم الرسل والانبياء والائمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرونه في ال محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
وقال: الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم(3).
وفي اصول الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله: " وآتيناهم ملكا عظيما " قال: الطاعة المفروضة(4).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد الاحول، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): قول الله (عزوجل): " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب " فقال: النبوة، قلت: الحكمة، قال: الفهم والقضاء، قلت: " وآتيناهم ملكا عظيما "؟ قال: الطاعة(5).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن بريد
___________________________________
(1) الكافي: ج 2 ص 666، كتاب العشرة، باب حق الجوار، ح 1.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 في تفسيره لآية 54 من سورة النساء.
(3) تفسير العياشي: ج 1 ص 248 ح 158.
(4) الكافي: ج 1 ص 186 كتاب الحجة، باب فرض لاعة الائمة، ح 4.
(5) الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، ح 3. (*)
[483]
العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله الله (عزوجل): " فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " جعل منهم الرسل والانبياء والائمة، فكيف يقرون في آل إبراهيم وينكرون في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
قال: قلت: " وأتيناهم ملكا عظيما " قال: الملك العظيم أن جعفر فيهم أئمة من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم(1).
وفي عيون الاخبار: في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الامامة والامام، قال (عليه السلام): إن الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالا يؤتيهم غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم في قوله (عزوجل): " أفمن يدى إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدى إلا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون "(2) وقال (عزوجل) لنبيه: " وكان فضل الله عليك عظيما "(3) وقال (عزوجل) في الائمة من أهل بيته وعترته وذريته: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "(4).
وفيه في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة، حديث طويل، وفيه: فقال له المأمون: فضل الله العترة على الناس؟ فقال أبوالحسن (عليه السلام): إن الله تعالى بان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه، فقال له المأمون أين ذلك من كتاب الله تعالى؟ فقال له الرضا (عليه السلام): في قوله تعالى: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض "(5) وقال (عزوجل) في موضع آخر: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم
___________________________________
(1) الكافي: ج 1 ص 206 كتاب الحجة، باب أن الائمة (عليهم السلام) ولاة الامر وهم الناس المحسودون الذين ذكرهم الله (عزوجل)، ح 5.
(2) يونس: 35.
(3) النساء: 113.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 221 باب 20 ماجاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الامامة والامام وذكر فضل الامام ورتبته، ح 1 س 5.
(5) آل عمران: 33. (*)
[484]
ملكا عظيما " يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين، فالملك ههنا هوالطاعة(1).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فإن الله (تبارك وتعالى) لم يجعل العلم جهلا، ولم يكل أمره إلى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولكنه أرسل رسلا من ملائكته إلى نبيه فقال ل كذا وكذا، وأمره بما يحبه ونهاه عما يكره، فقص عليه ما قبله وما خلفه بعلم، فعلم ذلك العلم أنبياءه وأولياءه وأصفياءه من الآباء والاخوان بالذرية التي بعضها من بعض، وذلك قوله (عزوجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " فأما الكتاب فالنبوة، وأما الحكمة فهم الحكماء من الانبياء والاصفياء، وقال (عليه السلام) فيه أيضا: إنما الحجة في ال إبراهيم لقول الله (عزوجل): " ولقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " والحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء حتى يقوم الساعة(2).
وفي روضة الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد ابن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله سواء(3).
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري معنعنا، عن إبراهيم قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك ما تقول في هذه الآية: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " قال: نحن الناس الذي قال الله، ونحن المحسودون، ونحن أهل الملك، ونحن ورثنا النبيين، وعندنا عصا موسى، وإنا لخزان الله في الارض، لا بخزان ذهب ولا فضة، وإن منا رسول الله (صلى الله عليه وآله
___________________________________
(1) عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 230 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة، ح 1 ص 9.
(2) كما الدين وتمام النعمة: ج 1 ص 217 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الارض لا تخلو من حجة الله (عزوجل) على خلقه إلى يوم القيامة، ح 2 ص 18.
(3) الكافي: ج 8 ص 117، حديث آدم مع الشجرة، ح 92 س 14. (*)
[485]
[ فمنهم منءامن به ومنهم من صدعنه وكفى بجهنم سعيرا(55) إن الذين كفروا بايتنا سوف نصليهم نارا كلما نضحت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيز حكيما(56) ]
وسلم) والحسن والحسين (عليهما السلام)(1).
فمنهم منءامن به: قيل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم). أوبما ذكر من حديث آل إبراهيم.
وقيل: معناه فمن آل إبراهيم من آمن به ومنهم من كفر، ولم يكن في ذلك وهن في أمره، وكذا لا يوهن كفر هؤلاء أمرك(2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: فمنهم من آمن به، يعني أميرالمؤمنين (عليه السلام).
وهم سلمان وأبوذر والمقداد وعمار(3).
ومنهم من صدعنه: أي أعرض عنهم ولم يؤمن.
وكفى بجهنم سعيرا: نارا مسعورة يعذبون بها. يعني إن لم يعجلوا بالعقوبة فقد كفاهم ما أعد لهم من سعير جهنم.
إن الذين كفروا بايتنا سوف نصليهم نارا: في تفسير علي بن إبراهيم: الآيات أميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام)(4).
كلما نضجت جلودهم بدلنهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب: قيل: بأن يعاد
___________________________________
(1) تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: ص 32 سورة النساء س 16.
(2) قاله البيضاوي: ج 1 ص 224 عند تفسيره لآية 55 من سورة النساء.
(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 140 قاله عند تفسيره لآية 55 من سورة النساء.
(4) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسيره لآية 56 من سورة النساء. (*)
[486]
ذلك الجلد بعينه على صورة اخرى، كقولك: بدلت الخاتم قرطا، أو أبأن يزال عنه أثر الالا حراق، ليعود إحساسه للعذاب.
وقيل: يخلق مكانه جلد آخر، والعذاب في الحقيقة للنفس العاصية المدركة، لا لآلة إدراكها فلا محذور(1).
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله): وعن حفص بن غياث قال: شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسأل أبا عبدالله (عليه السلام) عن هذه الآية، فقال: ما ذنب الغير؟ قال: ويحك هي هي وهي غيرها، قال: فمثل لي في ذلك شيئا من أمر الدنيا؟ قال: نعم، أرأيت لو أن رجلا أخذ لبنة فكسرها ثم ردها في مبلنها، فهي هي وهي غيرها(2).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قيل لابي عبدالله (عليه السلام): كيف تبدل جلودهم غيرها؟ قال: أرأيت لو أخذت لبنة فكسرتها وصيرتها ترابا، ثم ضربتها في القالب، أهي التي كانت إنما هي ذلك وحدث تغير آخر والاصل واحد(3).
وفي اصول الكافي: الحسين بن محمد، عن محمد بن علي قال: أخبرني الكلبي النسابة قال: قلت لجعفر بن محمد (عليهما السلام) ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم، ثم قال: إذا كان يوم القيامة ورد الله كل شئ إلى منبته، ورد الجلد إلى الغنم، فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوؤهم(4)؟ والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي عيون الاخبار: في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي قال الرضا (عليه السلام) في أثناء كلام بينه (عليه السلام) وبين سليمان:
___________________________________
(1) من قوله (بأن يعاد ذلك الجلد) إلى هنا مقتبس من تفسير البيضاوي: ج 1 ص 225، لا حظ تفسيره لآية 56 من سورة النساء.
(2) الاحتجاج: ج 2 ص 354، احتجاج الامام الصادق (عليه السلام) على الزنادقة، س 11.
(3) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسيره لآية 56 من سورة النساء.
(4) الكافي: ج 1 ص 350 كتاب الحجة، باب ما يفصل به بين دعوى المحق والمبطل، قطعة من ح 6. (*)
[487]
يا سليمان هل يعلم [ الله ](1) جميع ما في الجنة والنار؟ قال سليمان: نعم، قال: فإذا فيكون ما علم الله تعالى أنه يكون، من ذلك؟ قال: نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ ألا كان أيزيدهم أو يطويه عنهم؟ قال سليمان: بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك: قد زادهم مالم يكن في علمه أنه يكون، قال: جعلت فداك فالمزيد لا غاية له، قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية دلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيها، لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله (عزوجل) عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت لا يعلمه لانه لا غاية لهذا، لان الله (عزوجل) وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لها انقطاعا، قال الرضا (عليه السلام): ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لانه قد يعلم ذلك ثم يزيدهم، ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله (عزوجل) في كتابه: " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا الغذاب " وقال لاهل الجنة: " عطاء غير مجذوذ "(2) وقال (عزوجل): " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة "(3) فهو (جهل وعز) يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة(4).
وفي باب آخر عنه (عليه السلام) بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن قاتل الحسين بن علي (عليه السلام) في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا وقد شديداه ورجلاه بسلاسل من نار منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم النار إلى ربهم من شدة نتنه، وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم مع جميع من شايع على قتله كلما نضجت جلودهم بدل الله (عزوجل) عليهم الجلود حتى يذوقوا العذاب الاليم، لا يفتر عنهم ساعة ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب النار(5).
___________________________________
(1) ما بين المعقوفتين ليس في النسخة - أ - واثبتناه من المصدر لاقتضاء السياق.
(2) هود: 108.
(3) الواقعة: 33.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 184 باب 13 في ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد ح 1 س 8.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 47، باب 31 فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة، ح 178.
[488]
[ والذين ءامنوا وعملوا الصلحت سندخلهم جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيهآ أبدا لهم فيها أزوج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا(57) إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا(58) ]
إن الله كان عزيزا: لا يمتنع عليه ما يريده.
والذين ءامنوا وعملوا الصلحت سندخلهم جنت تجرى من تحتها الانهر خلدين فيها أبدا: تقديم ذكر الكفار ووعيدهم، لان الكلام فيهم، وذكر المؤمنين بالعرض.
لهم فيها أزوج مطهرة: من الاقذار التي تكون لازواج الدنيا.
وندخلهم ظلا ظليلا: فيانا لا جوب فيه(1) ودائما لا تنسخه الشمس.
وهذا إشارة إلى النعمة التامة الدائمة.
والظليل صفة مشتقة من الظل، لتأكيده، كقولهم: شمس شامس، وليل أليل، ويوم أيوم.
إن الله يأمركم أن تؤدوا الامنت إلى أهلها: قيل: نزلت يوم الفتح في عثمان ابن طلحة بن عبدالدار، لما أغلق باب الكعبة وأبى أن يدفع المفتاح ليدخل فيها.
وقال: لو علمت أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم أمنعه، فلوى علي
___________________________________
(1) في هامش النسخة ما هذا لفظه: (فييانا، أي متصلا منبسطا، الفنن كأنه كثير الاستفنان، والجوب بضم الجيم وفتح الواو جمع جوبة، وهي الفرجة في السحاب - منه دام عزه). (*)
[489]
(عليه السلام) يده وأخذه منه ودخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلى ركعتين، فلما خرج سأله العباس أن يعطيه المفتاح، ويجمع له السقاية والسدانة، فأمره الله أن يرده إليه، فأمر عليا (عليه السلام) بأن يرد ويعتذر إليه، وصار ذلك سببا لاسلامه، ونزل الوحي بأن السدانة في أولاده أبدا(1).
وفي مجمع البيان: عنهما (عليهما السلام): أنها في كل من ائتمن أمانة من الامانات.
أمانات الله أو امره ونواهيه، وأمانات عباده فيما يأتمن بعضهم بعضا من المال وغيره(2).
وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مروان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) في وصية له: أن ضارب علي (عليه السلام) بالسيف وقاتله لو ائتمنني واستنصحني واستشارني، ثم قلبت ذلك منه، لاديت إليه الامانة(3).
وفي معاني الاخبار: حدثنا علي بن أحمد بن عبدالله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه محمد بن خالد، عن يونس بن عبدالرحمن قال: سألت موسى بن جعفر (عليه السلام) عن قوله الله (عزوجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "؟ فقال: هذه مخاطبة لنا خاصة، أمرالله (تبارك وتعالى) كل إمام منا أن يؤدي إلى الامام الذي بعده ويوصي إليه، ثم هي جارية في سائر الامانات(4).
___________________________________
(1) نقله البيضاوي: ج 1 ص 225 عند تفسيره لآية 58 من سورة النساء.
ونقله الزمخشري في الكشاف: ج 1 ص 523 عند تفسيره للآية وزاد فيه (فقال عثمان لعلي: أكرهت واذيت ثم جئت ترفق؟ فقال: لقد أنزل الله في شأنك قرآنا وقرأ عليه الآية، فقال عثمان: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله، فهبط جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن السدانة في اولاد عتمان أبدا).
(2) مجمع البيان: ج 3 ص 63 قال: وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام).
(3) الكافي: ج 5 ص 133 كتاب المعيشة، باب أداء الامانة ح 5.
(4) معاني الاخبار: ص 107 باب معنى الامانات التي أمرالله (عزوجل) عباده بأدائها إلى أهلها، صدرح 1. (*)
[490]
ولقد حدثني أبي، عن أبيه أن علي بن الحسين (عليه السلام) قال لاصحابه: عليكم بأداء الامانة فلو أن قاتل الحسين بن علي ائتمنني على السيف الذي فتله به لاديته إليه(1).
وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام).
إيانا عنى أن يؤدي الامام الاول إلى الذي بعده العلم والكتب والسلاح(2).
وفي اصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "؟ قال: هم الائمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يؤدي الامام الامانة إلى من بعده ولا يخص بها غيره ولايزويها عنه(3).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قول الله (عزوجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "؟ قال: هم الائمة يؤدي الامام إلى الامام من بعده، ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه(4).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن ابن أبي يعفور، عن المعلى بن خنيس قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " ان الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "؟ قال: أمر الله الامام الاول أن يدفع إلى الامام الذي بعده كل شئ عنده(5).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي
___________________________________
(1) معاني الاخبار: ص 107 باب معنى الامانات التي أمر الله (عزوجل) عباده بأدائها إلى أهلها، قطعة من ح 1.
(2) تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من ح 153.
(3) الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 2.
(4) الكافي: ج 1 ص 376 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 3.
(5) الكافي: ج 1 ص 277 كتاب الحجة، باب أن الامام يعرف الامام الذي يكون بعده، ح 4. (*)
[491]
كهمس قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): عبدالله بن أبي يعفور يقرئك السلام قال: عليك وعليه السلام، إذا أنيت عبدالله فاقرأه السلام وقل له: إن جعفر بن محمد يقول لك: انظر ما بلغ به علي (عليه السلام) إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الامانة(1).
محمد بن يحيى، عن أبي طالب رفعه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لا تنظروا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شئ اعتاده فلو تركه استوحش لذلك، ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته(2).
وفي شرح الآيات الباهرة، قال محمد بن العباس: عن الحسين بن محمد بإسناده، عن رجاله، عن أحمد بن عمر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها "؟ قال: هم الائمة من آل محمد (صلوات الله عليهم)، أمرهم أن يؤدوا الامانات الامامة إلى من بعده، لا يختص بها غيره ولا يزويها عنه(3).
وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل: في الكافي، وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): يعني العدل الذي في أيديكم(4)(5).
وفي رواية اخرى للعياشي: أن تحكموا بالعدل إذا ظهرتم أن تحكموا بالعدل إذا بدت في أيديكم(6).
___________________________________
(1) الكافي: ج 2 ص 104 كتاب الايمان والكفر، باب الصدق وأداء الامانة، ح 5.
(2) الكافي: ج 2 ص 105 كتاب الايمان والكفر، باب الصدق وأداء الامانة، ح 12.
(3) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الطاهرة: ج 1 ص 134 ح 10 وليس فيه جملة (قال محمد بن العباس).
(4) الكافي: ج 1 ص 276، كتاب الحجة، باب أن الامام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده، قطعة من ح 1.
(5) تفسير العياشي: ج 1 ص 246 قطعة من ح 153.
(6) تفسير العياشي: ج 1 ص 247 ح 154. (*)
[492]
[ يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم فإن تنزعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خيرو أحسن تأويلا(59) ]
إن الله نعما يعظكم به: أي نعم الشئ الذي يعظكم به.
ف " ما " منصوبة موصوفة ب " يعظكم به " أو مرفوعة موصولة به، والمخصوص بالمدح محذوف، وهو المأمور به من أداء الامانات والعدل في الحكومات.
وفي تفسير العياشي: عن الباقر (عليه السلام): فينا نزلت والله المستعان(1).
إن الله كان سميعا: بأقوالكم وأحكامكم.
بصيرا: بما تفعلون بأداء الامانات.
يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الامر منكم: في الكافي، والعياشي: عن الباقر (عليه السلام) إيانا عنى خاصة، أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا(2)(3).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي اخطاب، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله (عزوجل): " يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: الائمة من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) إلى
___________________________________
(1) تفسير العياشي: ج 1 ص 249 ح 166.
(2) الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الامام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده، قطعة من ح 1.
(3) تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من ح 153. (*)
[493]
أن تقوم الساعة(1).
وبإسناده إلى جابر بن عبدالله الانصاري قال: لما أنزل الله (عزوجل) على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قلت: يا رسول الله عرفنا الله ورسوله، فمن اولي الامر الذين قرن طاعتهم بطاعته؟ فقال (عليه السلام): هم خلفائي يا جابر، وأئمة المسلمين من بعدي، أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي محمد وكنيي حجة الله في أرضعه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الارض ومغاربها ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان. قال جابر: فقلت له: يا رسول الله، فهل لشيعة الانتفاع به في غيبته؟ فقال (عليه السلام): والذي بعثني بالنبوة أنهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وأن تجلاها سحاب، يا جابر هذا من مكنون سرالله ومخزون علم الله، فاكتمه إلا عن أهله(2).
وفي تفسير العياشي: عن أبان أنه قال: دخلت على أبي الرضا (عليه السلام)، قال سألته عن قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم "؟ فقال: ذلك علي بن أبي طالب ثم سكت، قال: فلما طال سكوته قلت: ثم من؟ قال: ثم الحسن قلت: ثم من؟ قال: ثم الحسين، قلت: ثم من؟ قال: ثم علي بن الحسين فلم بزل يسكت عند كل واحد حتى أعيد المسألة،
___________________________________
(1) كمال الدين وتمام النعمة: ص 222 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الارض لا تخلو من حجة لله (عزوجل) على خلقه إلى يوم القيامة ح 8.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: ج 1 ص 253، باب 23 نص الله (تبارك وتعالى) على القائم (عليه السلام) وأنه التاني عشر من الائمة (عليهم السلام) ح 3. (*)
[494]
فيقول، حتى سماهم إلى آخرهم (صلى الله عليهم)(1).
عن عمران الحلبي، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إنكم أخذتم هذا الامر من حذو، يعني من أصله عن قول الله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " ومن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ما أن تمسكتم به لن تضلوا) لا من قول فلان ولامن قول فلان(2).
عن عبدالله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: هي في علي (عليه السلام) وفي الائمة، جعلهم الله مواضع الانبياء غير أنهم لا يحلون شيئا ولا يحرمونه(3).
عن حكيم قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك أخبرني من اولي الامر الذين أمر الله بطاعتهم؟ فقال لي: اولئك علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر (عليهم السلام) فاحمدوا الله الذي عرفكم أئمتكم وقادتكم حين جحدهم الناس(4).
وفيه عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه يقول (عليه السلام): ثم قال للناس: يا أيها الذين آمنوا، فجمع المؤمنين إلى يوم القيامة " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " إيانا عنى خاصة(5) وفي عيون الاخبار: في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة، حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقال (عزوجل) في موضع آخر: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " ثم رد المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " يعني الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما(6).
___________________________________
(1 و 2 و 3 و 4) تفسير العياشي: ج 1 ص 251 و 252 ح 171 و 173 و 174. 2 و 34 .
(5) تفسير العياشي: ج 1 ص 247 قطعة من حر 153 س 3.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 230 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة، ح 1 س 13. (*)
[495]
وفي هذا المجلس كلام طويل له (عليه السلام) يقول فيه في شأن ذي القربى: فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيته لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله، ثم برسوله، ثم بهم وقرن سهمهم بسهمه وسهم رسوله، وكذلك في الطاعة قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فبدأ بنفسه، ثم برسوله، ثم بأهل بيته(1).
وفي باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وبإسناده إلى الرضا (عليه السلام)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليهم السلام) قال: أوصى النبي (صل الله عليه وآله وسلم) إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام)، ثم قال في قول الله (عزوجل): " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: الائمة من ولد علي وفاطمة إلى أن تقوم الساعة(2).
وفي اصول الكافي: أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لابي عبدالله (عليه السلام) قولنا في الاوصياء: إن طاعتهم مفترضة؟ فقال: نعم، الذين قال الله (عزوجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وهم الذين قال الله (عزوجل): " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا "(3)(4).
___________________________________
(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 1 ص 238 باب 23 ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة، ح 1 س 4.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): ج 2 ص 131 باب 35 ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الاسلام وشرائع الدين، ح 14.
(3) الكافي: ج 1 ص 187 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الائمة، ح 7.
(4) ولقد أجاد وأفاد العلامة المجسلي طيب الله رمسه هنا في مرآة العقول: ج 2 ص 326 في تقرير الاستدلال بالآية الشريفة: " إنما وليكم " الآية، على خلافة سيدنا ومولانا أميرالمؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين.
وكذلك العالم المتبحر المغفور له الحاج ميرزا أبوالحسن الشعراني (قدس سره) في تعليقته على الحديث (شرح اصول الكافي: ج 5 ص 184) في بيان المراد من (اولي الامر) فلا حظ، ولولا خوف الاطالة لاثبت ونقلت ما أفاداه.
[496]
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن الحسين بن أبي العلا قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): الاوصياء طاعتهم مفروضة؟ قال: نعم، الذين قال الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وهم الذين قال الله تعالى: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون "(1).
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد أبي سعيد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فقال: نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (عليهم السلام) فقلت له: إن الناس يقولون: فماله لم يسم عليا وأهل بيته (عليهم السلام) في كتابه (عزوجل)؟ فقال: قولوا لهم: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسر ذلك لهم، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هو الذي فسر ذلك لهم، ونزل الحج، فلم يقل لهم: طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هوالذي فسر ذلك لهم، ونزلت " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم " ونزلت في علي والحسن والحسين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي: من كنت مولاه فعلي مولاه وقال: اوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي، فإني سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض، فأعطاني ذلك، وقال: لا تعلموهم فإنهم اعلم منكم، وقال: إنهم لم يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة، فلو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم
___________________________________
(1) الكافي: ج 1 ص 189 كتاب الحجة، باب فرض طاعة الائمة، ح 16. (*)
[497]
يبين من أهل بيته، لا دعاها آل فلان وآل فلان، ولكن الله (عزوجل) انزل في كتابه تصديقا لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام) فأدخلهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الكساء في بيت ام سلمة، ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي، فقالت أم سلمة: ألست من أهلك: فقال: إنك إلى خير، ولكن هؤلاء، أهل بيتي وثقلي، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة(1)(2).
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى بن السري أبي اليسع قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الاسلام التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه، وقبل منه عمله ولم يضيق به مما هو فيه لجهل شئ من الامور جهله؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، والايمان بأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله، والاقرار بما جاء به من عندالله، وحق في الاموال الزكاة، والولاية التي أمر الله (عزوجل) بها، ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله) قال: فقلت: فهل في الولاية شئ دون شئ فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال نعم، قال الله (عزوجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
___________________________________
(1) الكافي: ج 1 ص 286 كتاب الحجة، باب ما نص الله (عزوجل) ورسوله على الائمة واحدا فواحدا، قطعة من ح 1.
(2) لقد كفانا مؤونة الاستدلال في إثبات الامامة والذب عن حريم الولاية، ما حكاه العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول: ج 3 ص 213 عند شرحه لهذا الحديث، من أسانيد وطرق جمهور المسلمين، والتي أثبتها أصحاب الصحاح والسنن في كتبهم كالترمذي، والبغوي، والبيضاوي، والزمخشري، وابن حجر العسقلاني، وابن أبي الحديد، والنسائي، والسيوطي وأمثالهم، ولو لا خوف الاطالة لاشرب إلى ما استدل به من الصحاح والسنن والتفاسير ومواضعها لان العلامة المجلسي (رحمه الله) أشار إلى مصادرها من دون تعيين مواضعها (راجع مرآة العقول: ج 3 ص 213 - 248). (*)
[498]
واولي الامر منكم " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة الجاهلية).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان علي (عليه السلام)، وقال الآخرون: وكان معاوية، ثم كان الحسن ثم كان الحسين، وقال الآخرون: يزيد بن معاوية وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء، قال: ثم سكت، ثم قال: أزيدك؟ فقال له حكم الاعور: نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن علي أبا جعفر، وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفرو هم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبوجعفر وفتح لهم وبين لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس، فهكذا يكون الامر، والارض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه، إذ بلغت نفسك هذه، وأهوي بيده إلى حلقه وانقطعت عنك الدنيا، تقول حينئذ: لقد كنت على أمر حسن(1).
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله): قال علي (عليه السلام) في خطبة له: إن الله ذوالجلال والاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده وأرسل رسولا منهم وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرائضه فكانت الجملة قول الله (جل ذكره) حيث أمر فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وارتددتم ونقضتم الامرمنكم ونكثتم العهد ولم يضر الله شيئا وقد أمر كم أن تردوا الامر إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم المستنبطين للعلم فأقر رتم ثم جحدتم(2).
وفي كتاب معاني الاخبار: عن سليم بن قيس الهلالي، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، أنه سأله: ما أدنى ما يكون به الرجل ضالا؟ فقال: أن لا يعرف من أمر الله
___________________________________
(1) الكافي: ج 2 ص 19 كتاب الايمان. والكفر، باب دعائم الاسلام، ح 6.
(2) الاحتجاج: ج 1 ص 16، احتجاجه (عليه السلام) على طلحة والزبير. ط بيروت. (*)
[499]
بطاعته وفرض ولايته وجعل حجته في أرضه وشاهده على خلقه، قال: فمن هم يا أميرالمؤمنين؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه، فقال: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: فقبلت رأسه وقلت: أو ضحت عني وفرجت وأذهبت كل شك كان في قلبي(1).
وفي كتاب كمال الدين وتمام النعمة: وبإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أخبرني ربي (جل جلاله) أنه قد استجباب لي فيك وفي شركائك الذين يكون من بعدك، فقلت: يا رسول الله ومن شركائي من بعدي؟ قال: الذين قرنهم الله (عزوجل) بنفسه وبي فقال: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فقلت: يا رسول الله ومن هم؟ قال الاوصياء من آلي، يردون علي الحوض كلهم هاديين مهديين، لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه، بهم تنصر امتي، وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم البلاء، وبهم يستجاب دعاؤهم، قلت: يا رسول الله سمهم لي، قال قال: ابني هذا، ووضع يده على رأس الحسن، ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين، ثم ابن له يقال له علي، وسيولد في حياتك فاقرأة مني السلام، ثم تكمل اثني عشر إماما، فقلت: يا رسول الله سمهم لي فسماهم رجلا رجلا، فقال فمنهم والله يا أخا بني هلال مهدي امة محمد الذي يملا الارض قسطا وعد لا كما ملات جورا وظلما، والله إني لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم(2).
وبإسناده إلى سليم بن قيس الهلالي، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد أيام خلافة عثمان: فأنشدكم الله (عزوجل) أتعلمون حيث نزلت: " يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله
___________________________________
(1) معاني الاخبار: ص 394 باب نوادر المعاني ح 45.
(2) كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 285، باب 24 ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النص على القائم (عليه السلام) وأنه الثاني عشر من الائمة (عليهم السلام) قطعة من ح 37 س 7. (*)
[500]
وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وحيث نزلت: " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون "(1) وحيث نزلت: " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسول ولا المؤمنين وليجة "(2) قال الناس.
يا رسول الله هذه خاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله (عزوجل) نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم، فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة، الاهم في المقام وفي آخره قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء، وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظ كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا بما فضلنا(3).
وفيه: حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن عبدالله بن محمد الحجال، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (عزوجل): " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: الائمة من ولد علي (عليه السلام) و فاطمة (عليها السلام) إلى أن تقوم الساعة(4).
وفي كتاب التوحيد بإسناده إلى الفضل بن السكر(5) عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): اعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة واولي الامر بالمعروف والعدل والاحسان(6).
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى عمر بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لابي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): لاي شئ يحتاج إلى
___________________________________
(1) المائدة: 60.
(2) التوبة: 16.
(3) كتاب كمال الدين وتمام النعمة: ص 276 باب 24 ماروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في النص على القائم (عليه السلام) قطعة من ح 25.
(4) كمال الدين وتمام النعمة: ص 222 باب 22 اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) وأن الارض لا تخلو من حجة الله (عزوجل) على خلقه إلى يوم القيامة، ح 8.
(5) في المصدر: السكن.
(6) التوحيد: ص 285 باب 41 أنه (عزوجل) لا يعرف إلا به ح 3. (*)
[501]
النبي والامام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله (عزوجل) يرفع النبي والامام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه، وذلك أن الله (عزوجل) يرفع العذاب عن أهل الارض إذا كان فيها نبي أو إمام، قال الله (عزوجل): " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم "(1) وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتي أمان لاهل الارض، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الارض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الذين قرن (عزوجل) طاعتهم بطاعته، فقال " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون، وهم المؤيدون الموفقون المسددون، بهم يرزق الله عباده، وبهم يعمر بلاده، وبهم ينزل القطر من السماء، وبهم تخرج بركات الارض، وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم (صلوات الله عليهم أجمعين)(2).
وفي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: قال: حدثنا زيد بن الحسن الانماطي قال.
سمعت محمد بن عبدالله بن الحسن، وهو يخطب بالمدينة ويقول: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: الامر بالمعروف والنهي عن المنكر(3).
وقال: حدثني عبيدالله بن كثير، معنعنا عن عمي الحسين أنه سأل جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال: فاولي الامر في هذه الآية آل محمد (صلى الله عليه وآله)(4).
وقال: حدثني أحمد بن القاسم، معنعنا عن أبي مريم قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " كانت طاعة علي مفترضه؟ قال: كانت طاعة رسول الله (صلى الله عليه
___________________________________
(1) الانفال: 33.
(2) علل الشرائع: ج 1 ص 117، باب 103 العلة التي من أجلها يحتاج إلى النبي والامام، ح 1.
(3) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 27 س 22.
(4) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 28 س 14 وسند الحديث هكذا (فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري، معنعنا عن أبي جعفر (عليه السلام) إلخ. (*)
[502]
وآله) خاصة مفترضة لقول الله تعالى: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " وكانت طاعة علي بن أبي طالب (عليه السلام) طاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)(1).
وقال: حدثني عبيدالله بن كثير، معنعنا عن سلمان الفارسي (رحمه الله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي من برأ من ولايتك فقد برأ من ولايتي، ومن برأ من ولايتي فقد برأ من ولاية الله، يا علي طاعتك طاعتي وطاعتي طاعة الله، فمن أطاعك أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله، والذي بعثني بالحق نبيا لحبنا أهل البيت أعز من الجوهر ومن الياقوت الاحمر ومن الزمرد، وقال: أخذ ميثاق محبنا أهل البيت في ام الكتاب لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل إلى يوم القيامة، وهو قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فهو علي بن أبي طالب (عليه السلام)(2).
وقال: حدثني إبراهيم بن سليمان، معنعنا عن عيسى بن السري قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): أخبرني عن دعائم الاسلام التي لا يسع أحدا من الناس التقصير عن معرفة شئ منها، التي من قصر عن شئ منها فسد عليه دينه ولم يقبل منه عمله، ومن قام بها صلح دينه وقبل عمله، ولم يضيق ما هو فيه بجهل شئ جهله؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، والايمان برسوله، والاقرار بما جاء من عندالله، والصلاة، والزكاة، والولاية التي أمر الله بها، ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قلت: هل في الولاية شئ؟ قال: قول الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " فكان أميرالمؤنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).
وقال: حدثني علي بن محمد بن عمر الزهري، معنعنا عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قال:
___________________________________
(1) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 28 س 23.
(2) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 1 وفيه (عبيد بن كثير) بحذف كلمة (الله).
(3) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 22. (*)
[503]
نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام)(1).
فإن تنزعتم: أنتم أيها المؤمنون. في شئ: من امور الدين.
فردوه: فراجعوا فيه. إلى الله: إلى محكم كتابه.
والرسول: بالسوال عنه في زمانه، وبالاخذ بسنته، والمراجعة إلى من أمر بالمراجعة إليه بعده، فإنها رد إليه.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، حماد، عن حريز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: نزل(2) " فإن تنازعتم في شئ - فاجعوه - إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم "(3).
وفي اصول الكافي: الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، حديث طويل وفي آخره قال (عليه السلام): فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى اولي الامر منكم، كذا نزلت، وكيف بأمرهم الله (عزوجل) بطاعة ولاة الامر ويرخص لهم في منازعتهم(4) إنما قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم "(5).
___________________________________
(1) تفسير فرات بن إبراهيم: ص 32 س 7.
(2) هذه من تبديل النص بمعناه، كما كان يفعله ابن مسعود في تبديل لفظ القرآن بما يرادفه، ولا يقصد بذلك تحريف الكتاب بل الايضاح.
(3) نفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 في تفسيره لآية 59 من سورة النساء.
(4) قوله: " وكيف يأمرهم الله " رد على المخالفين حيث قالوا: معنى قوله سبحانه: " فإن تنازعتم " فإن اختلفتم أنتم واولي الامر منكم في شئ من امور الدين فارجعوا فيه إلى الكتاب والسنة.
ووجه الرد أنه كيف يجوز الامر بإطاعة قوم مع الرخصة في منازعتهم، فقال (عليه السلام): إن المخاطبين بالتنازع ليسوا إلا المأمورين بالاطاعة خاصة، وإن اولي الامر داخلون في المردود إليهم لفظا أو معنى (مرآة العقول: ج 3 ص 181).
(5) الكافي: ج 1 ص 276 كتاب الحجة، باب أن الامام (عليه السلام) يعرف الامام الذي يكون من بعده قطعة من ح 1.
[504]
وفي نهج البلاغة: في معنى الخوارج لما أنكروا نحكيم الرجال: إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان ولا بد له من ترجمان، وإنما ينطق عنه الرجال، ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله سبحانه، قال الله سبحانه: " فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله، فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسة رسول الله فنحن أولاهم به(1).
وقال (عليه السلام) في عهده للاشتر: وأردد إلى الله ورسوله ما يضلعك من الخطوب(2) ويشتبه عليك من الامور، فقد قال الله تعالى لقوم أحب إرشادهم " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله وإلى الرسول " فالراد إلى الله الاخذ بمحكم كتابه، والراد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير المفرقة(3).
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله): وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام)، حديث طويل: وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وبقوله: (ولو ردوه إلى الله وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)(4).
___________________________________
(1) نهج البلاغة: ص 182،(125) ومن كلام له (عليه السلام) في التحكيم وذلك بعد سماعه لامر الحكمين صبحي الصالح.
(2) ضلع فلانا - كمنع - ضربه في ضلعه، والمراد ما يشكل عليك (شرح نهج البلاغة (عبده)، ج 3 ص 93).
(3) نهج البلاغة: ص 434(53) ومن كلام له (عليه السلام) كتبه للاشتر النخعي لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر صبحي الصالح.
(4) كتاب الاحتجاج: ج 1 ص 248، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه بآي من القرآن متشابهة تحتاج إلى التأويل على أنها تقتضي التناقض والاختلاف فيه س 7. (*)
[505]
وفيه وقد ذكر (عليه السلام) الحجج.
قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله ومن حل محله، وأصفياء الله، وهم ولاة الامر الذين قال الله فيهم " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " وقال فيهم: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " قال السائل: ما ذلك الامر؟ قال (عليه السلام): الذي تنزل به الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم من خلق أو رزق وأجل وعمر وحياة وموت، وعلم غيب السماوات والارض والمعجزات التي لا ينبغي إلا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه(1).
عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في خطبة له: وأطيعونا، فإن طاعتنا مفروضة، إذ كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله (عزوجل): " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول " وقال: " ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا "(2).
وفي شرح الآيات الباهرة: قال محمد بن يعقوب: عن الحسن بن محمد بإسناده عن رجاله، عن بريد بن معايوة العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (عزوجل): " إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " قال: إيانا عنى، أن يؤدي الامام الاول إلى الامام الذي بعده ما عنده من العلم والكتب والسلاح، وقال إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل الذي في أيديكم، ثم قال للناس: " يا أيها الناس آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامرمنكم " إيانا عنى خاصة، ثم أمر جميع المؤمنين بطاعتنا إلى يوم القيامة، إذ يقول: فإن خفتم تنازعا في أمر فردوه إلى الله والرسول واولي الامر منكم كذا نزلت، وكيف يأمرهم الله (عزوجل) بطاعة ولاة الامر ويرخص في منازعتهم، إنما
___________________________________
(1) كتاب الاحتجاج: ج 1 ص 252، احتجاجه (عليه السلام) على زنديق جاء مستدلا عليه. س 10.
(2) كتاب الاحتجاج: ج 2 ص 299، احتجاجه (صلوات الله عليه) بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه س 9. (*)
[506]
قيل ذلك للمأمورين الذين قيل لهم: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم "(1).
ومما ورد من أن ولاة الامر بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هم الائمة الاثنى عشر (صلوات الله عليهم): وما نقله الشيخ أبوعلى الطبرسي (قدس الله روحه) في كتابه أعلام الورى بأعلام الهدى، قال: حدثنا غير واحد من أصحابنا، عن محمد بن همام، عن جعفر ابن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمرو، عن يونس بن ظبيان، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت جابر بن عبدالله الانصاري يقول: لما نزلت: " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الامر منكم " قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله، لمن اولوا الامر الذين قرن الله طاعتهم بطاعتك؟ فقال (صلى الله عليه وآله): هم خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سميي وكنيتي حجة الله في أرضه وبقيته على عباده ابن الحسن بن علي ذلك الذي يفتح الله (عزوجل ذكره)، على يديه مشارق الارض ومغاربها، وذلك الذين يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للايمان، قال جابر: فقلت: يا رسول الله فهل يقع لشيعته الانتفاع به في غيبته؟ فقال (صلى الله عليه وآله): إي والذي بعثني بالنبوة إنهم يستضيوؤن بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن تجللها الحساب، يا جابر هذا من مكنوس سرالله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله(2).
___________________________________
(1) لا يوجد لدينا هذا الكتاب ووجدناه في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: ص 140.
(2) اعلام الورى بأعلام الهدى: الطبعة الثالثة ص 397، في ذكر بعض الاخبار التي جاءت من طريق الشيعة الامامية في النص على إمامة الاثني عشر من آل محمد (عليهم السلام)، وليس في المطبوع جملة (ذلك الذي يفتح الله عزوجل ذكره، على يديه مشارق الارض ومناربها).
[507]
[ ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك ومآ أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطن أن يضلهم ضللا بعيدا(60) ]
إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر: فإن الايمان يوجب ذلك. ذلك: أي الرد. خير: لكم.
وأحسن تأويلا: أي عاقبة، من تأويلكم بلارد.
ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم ءامنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت: في تفسير علي بن إبراهيم: نزلت في الزبير بن العوام نازع رجلا من اليهود في حديقة فقال الزبير: نرضى بابن شيبة اليهودي، وقال الهيودي: نرضى بمحمد فأنزل الله(1).
قال البيضاوي: عن ابن عباس أن منافقا خاصم يهوديا، فدعى اليهودي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ودعاه المنافق إلى كعب بن الاشرف، ثم أنهما احتكما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فحكم لليهودي، فلم يرض المنافق وقال: نتحاكم إلى عمر، فقال اليهودي لعمر: قضى لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يرض بقضائه وخاصم إليك، فقال عمر للمنافق:
___________________________________
(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 141 عند تفسير لآية 60 من سورة النساء. (*)
[508]
أكذلك؟ فقال: نعم، فقال مكانكما حتى أخرج إليكما، فدخل فأخذ سيفه، ثم خرج فضرب به عنق المنافق حتبرد، وقال: هكذا أقضي لمن لم يرض بقضاء الله ورسوله، فنزلت، وقال جبرئيل (عليه السلام): إن عمر فرق بين الحق والباطل، فسمي الفاروق(1) انتهى.
ولا يخفى أنه لو صح هذا النقل، لدل على أن من أراد المنافق التحاكم إليه، هو الطاغوت، وهو كعب بن الاشرف وعمر، فهما طاغوتان بناء على هذا النقل.
وفي روضة الكافي: حميد بن زياد، عن محمد بن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد من أصحابه، عن ابان بن عثمان، عن أبي جعفر الاحول والفضيل بن يسار، عن ذكريا النقاض، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من رفع راية ضلالة فصاحبها طاغوت، والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة(2).
وفي الكافي: محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجلين من أصحابنا بكون بينهما منازعة في دين أو دنيا أو ميراث، فتحاكما إلى السلطان أو القضاة، (أيحل)(3) ذلك؟ فقال: من تحاكم إلى الطاغوت، فحكم، فإنما يأخذ سحتا، وإن كان حقه ثابتا، لانه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به، قيل: كيف بصنعان؟ قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا، فارضوا به حكما فإني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبل منه، فإنما بحكم الله استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله، وهو على حد الشرك بالله(4).
وقد أمروا أن يكفروا به: وقرئ: " بها " على أن الطاغوت جمع، لقوله:
___________________________________
(1) أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير البيضاوي): ج 1 ص 226 عند تفسيره لآية 60 من سورة النساء.
(2) الكافي: ج 8 ص 247 ح 456 س 2.
(3) في النسخة - أ - (ما يحل) والصحيح ما أثبتناه من المصدر.
(4) الفروع: ج 7 ص 412، كتاب القضاء والاحكام، باب كراهية الارتفاع إلى قضاة الجورح 5. (*)
[509]
[ وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنفقين يصدون عنك صدودا(61) فكيف إذا أصبتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جآءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسنا وتوفيقا(62) ]
" أوليائهم الطاغوت ".
ويريد الشيطن أن يضلهم ضللا بعيدا: عن الحق لا يرجى معه الاهتداء إلى الصواب.
وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول: وقرئ بضم اللام، على أنه حذف لام الفعل تخفيفا ثم ضم اللام لو او الضمير(1).
رأيت المنفقين يصدون عنك صدودا: يحتمل رؤية البصر، فيكون " يصدون " حالا، ورؤية القلب، فيكون مفعولا ثانيا.
والصدود مصدر، أو اسم للمصدر الذي هوالصد، والفرق بينه وبين (السد) أنه غير محسوس والسد محسوس.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: هم أعداء آل محمد، كلهم جرت فيهم هذه الآية(2).
فكيف: يكون حالهم.
إذا أصبتهم مصيبة: نالتهم من الله عقوبة.
بما قدمت أيديهم: من التحاكم إلى غيرك، وعدم الرضا بحكمك.
___________________________________
(1) قال البيضاوي: ج 1 ص 226 عند تفسيره للآية وقرئ: " تعالوا " بضم اللام على أنه حذف لام الفعل اعتباطا ثم ضم اللام لواو الضمير).
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 142 عند تفسيره لآية 61 من سورة النساء. (*)
[510] |